ماذا يتمنى المؤمن بعد موته
إن المؤمن إذا مات وحمل على الأعناق
نادى أن يقدموه ويسرعوا به إلى القبر
ليلقى النعيم المقيم
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم
فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني
وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين يذهبون بها ؟
يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان
ولو سمعها الإنسان لصعق
وإذا أدخل قبره وبشر بالجنة
ورأى منزلته فيها
فإنه لا يتمنى أن يعود إلى الدنيا
بل يتمنى أن تقوم الساعة
ليدخل في ذلك النعيم المقيم الذي ينتظره
ومنهم من
تمنى أن يعلم قومه بذلك كي يؤمنوا
كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم
أن المؤمن إذا بشر في قبره بالجنة
يتمنى أن يعود إلى أهله ليبشرهم بنجاته من النار وفوزه بالجنة
فقال تعالى في شأنه
قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ
وأما الشهيد
فبالرغم من عظم منزلته الرفيعة
التي يراها أُعدت له في أعلى درجات الجنة
فإنه يتمنى أن يعود إلى الدنيا
ولكن ليستمر في جهاد أعداء الله
فيقاتل ويُقتل ولو عشر مرات
لما يرى من ثواب الجهاد وكرامة المجاهدين عند الله عز وجل
------------
ايها الاحباب ماذا اعددنا للموت؟
(وجاءت سكره الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد)
الإمام الشافعي رضي الله عنه
دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه
الذي توفي فيه
فقال له
كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟
فقال الشافعي
أصبحت من الدنيا راحلا
وللإخوان مفارقا
ولسوء عملي ملاقيا
ولكأس المنية شاربا
و على الله واردا
ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة
فأهنيها
أم إلى النار
فأعزيها
ثم أنشأ يقول
و لما قسـا قلبي وضاقـت مذاهبي
جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب
لم تزل
تجـود
و تعـفـو
منــة وتكـرمـا
اتقوا يوما ترجعون فيه الي الله
الروابط المفضلة