انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: محاسبة في نهاية العام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الردود
    428
    الجنس
    أنثى

    محاسبة في نهاية العام

    محاسبة في نهاية العام

    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد :
    فإن صحة الأبدان ، وأمن الأوطان ، ورغد العيش هي مقومات الحياة ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) . [أخرجه الترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن] . بفقدان واحدة من هذه الثلاث يكون عيش الإنسان منغصاً ولربما تمنى الموت . هذه النعم الثلاث عندما يجدها الإنسان فإنه لا يحس بمرور الأيام ، وانقضاء الأعوام ؛ فالأيام تمر عليه سريعاً .
    كان هذا العام بالأمس مبتدئاً ، وها هو الآن ينتهي ، وكأننا لم نعش أيامه وشهوره ؛ لكن المرضى والخائفين والجائعين والأسرى والمسجونين ، قد طالت عليهم أيامه وأبطأت شهوره ، من شدة ما يجدون ويحسون !!
    ضرورة المحاسبة :
    في آخر أيام هذا العام لا بد من المحاسبة والمراجعة ؛ فالمؤمن يعلم أن حياته ليست عبثاً ، ويدرك أنه لم يخلق هملاً ، وهو على يقين أنه لن يترك سدى . وقد يعمل الإنسان في حياته أعمالاً ثم ينساها ؛ لكنه يوم القيامة سيوفاها كما قال تعالى : {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد } [المجادلة:6] . وقال تعالى : { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }[ آل عمران:30] . وقال تعالى :{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء:47] .
    إن النعم التي يتقلب الناس فيها ، والصوارف التي تحيط بهم تجعلهم ينسون الحساب ، ويغفلون عن ذكر يوم المعاد ، { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } [الأنبياء:1،2] .
    كيفية المحاسبة :
    لا بد أن ينظر الإنسان في عمله ، ويتأمل حاله كيف قضى عامه ؟ وفيم صرف أوقاته ؟
    في عامه الراحل كيف كانت علاقته بربه ؟
    هل حافظ على فرائضه ، واجتنب زواجره ؟
    هل اتقى الله في بيته ؟
    هل راقب الله في عمله وكسبه وفي كل شؤونه وأحيانه ؟
    فإنه إن فعل ذلك صار يعبد الله كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه . ومن حاسب نفسه في العاجلة أمن في الآخرة ، ومن ضحك في الدنيا كثيراً ولم يبك إلا قليلاً يخشى عليه أن يبكي في القيامة كثيراً . كما قال تعالى :{ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً } [التوبة:82] قال ابن عباس رضي الله عنه : (( الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤا فإذا انقطعت وصاروا إلى الله تعالى استأنفوا في بكاء لا ينقطع عنهم أبداً )) [أخرجه ابن جرير وابن أبي شيبة بإسناد صحيح] .
    وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا : قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال : ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً ، وسخرت لك الأنعام والحرث ، وتركتك ترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقيَّ يومك هذا ؟ فيقول : لا ، فيقول له : اليوم أنساك كما نسيتني )) [أخرجه الترمذي بسند صحيح] وقال : معنى قوله : (اليوم أنساك كما نسيتني) : اليوم أتركك في العذاب .
    علاج القلوب قبل علاج الأبدان :
    إذا كان مرضى الأبدان يشخصون الداء ، ولا يزالون في متابعة مستمرة للمرض حتى يقضي عليه ؛ فبطريق الأولى والأحرى يفعل ذلك مرضى الذنوب والآثام .
    إن استصلاح القلوب أهم وآكد من استصلاح الأبدان . وإذا كانت الحياة تنقلب عذاباً عند فساد الأبدان ؛ فعذاب الآخرة أشد وأنكى لمن فسدت قلوبهم .إن مجالات الذنوب والمعاصي في هذا الزمن واسعة ، والداعي لها كثير ، وسبل الطاعة ضيقة ، والداعي لها قليل .فالفتن تلاحق الناس في أسواقهم وأعمالهم ، وتملأ عليهم بيوتهم ، وتفسد أولادهم ونساءهم ، ولا يزال أهل الباطل يجرون عباد الله إلى باطلهم وسيستمرون ، فماذا علمنا لدرء الشر عن أنفسنا وبيوتنا ؟!
    إن عامنا يمضي وذنوبنا تزداد ، وإن آخرتنا تقترب ونحن عنها غافلون – إلا من رحم الله وقليل ما هم!- نمنّ على الله بالقليل من الطاعات ، ونواجهه بالكبائر والموبقات !! فهل ندرك أننا لا نزال غافلين ؟!
    جاء قوم إلى إبراهيم أدهم رحمه الله في سنة أمسكت فيها السماء وأجدبت فيها الأرض فقالوا له : استبطأنا المطر فادع الله لنا . فقال : تستبطئون المطر ، وأنا استبطئ الحجارة .
    آثار الذنوب على الأمة :
    بسبب الذنوب والمعاصي ، وإصرار كثير من العباد عليها : أصبحت أمة الإسلام مائدةً ممدودة لكل طاعم ، وصندوقاً مفتوحاً لكل آخذ ، وقصة يحكيها كل شامت ، نسوا الله فنسيهم ، وتركوا أمره فسلط عليهم أعداءهم .
    أورثتهم الذنوب ذلاً ومهانة ، سكنت معها القلوب بل ماتت . ألفت العيون دموع اليتامى ، واعتادت الآذن على أنات الأيامى . ولقد أصبح قتل المسلم الأعزل في كثير من الأقطار أمراً سهلاً ؛ بل ممتعاً يدعو للفرحة والنزهة من قبل الكافرين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .
    والمصيبة أنه يصاحب هذا التسلط من الأعداء تفرق المسلمين ؛ وتشتت أمرهم ، واختلاف كلمتهم ؛ فبعضهم يكره بعضاً ، ويتباغضون أشد من بغضهم لأعدائهم في كثير من الأقطار والبقاع . فلماذا كل هذا ؟!
    إن النظرة المتأنية لأسباب هذا الذل والهوان ، وذلك الاختلاف والافتراق توجد قناعةً مفاداها أن الذنوب والمعاصي من أهم أسباب ذلك ؛ بل هي السبب الرئيسي له .ماذا قدمنا لأمتنا ؟!إن جميع المسلمين في الأرض لم يرضوا عن واقعهم المهين ؛ لكن هل تحركوا لتغييره ؟!كل فرد من الأفراد يتأسف ويأسى لواقع أمته ، ولو تأملت حاله لوجدته سبباً من أسباب هذا الواقع !!إن صلاح الأفراد فيه صلاح الأمم ، وإن فسادهم فيه فسادها .. إذا أصلح كل فرد نفسه ومن هم تحت يده ، ونشر الإصلاح بين الناس على قدر جهده ووسعه صلحت الأمة بإذن الله تعالى . أما أن يكون كل فرد فاسداً في نفسه مفسداً لمن هم تحت يده – إلا من رحم الله – ويريد أن تصلح الأمة ، وأن تعتز وتنتصر على أعدائها ؛ فذلك من أبعد المحال ، والله لا يصلح عمل المفسدين .إن مشكلتنا تتخلص في أننا لا نحس بأننا سبب من أسباب انحدار أمتنا وتخلفها ، ونتغافل عن كوننا جزءاً من أجزاء الأمة التي نريد صلاحها ، وكل واحد منا يرمي باللائمة على الغير . ومن المضحك جداً أن نلوم عدوّنا ، ونجعله سبب مشاكلنا ؛ لكي نتنصل من مسؤولياتنا ، ونرتاح من تبعات التحليل والتدقيق ، والمحاسبة والتقويم ، فهل ندرك ذلك في نهاية عام نودعه وبداية عام نستقبله ؟! ونفقه أن الأمة لن تصلح وتنتصر حتى يصلح كل فرد من أفرادها نفسه ، وينتصر على أهوائه وشهواته ؟! نرجو أن ندرك ذلك ونعقله .

    لا تنسوني من صالح دعائكم


    منقول...

  2. #2
    ناااصحة's صورة
    ناااصحة غير متواجد لجنة الجوال كبار الشخصيات "دانة الحوار" متألقة المداد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    الموقع
    مع رفقة للخير هُم هذا السنا ()*
    الردود
    9,439
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    28
    جزاك ربي خير الجزاء ياغالية ..

    وأحب انبه ان محاسبة النفس لاتقتصر على نهاية العام..

    يجب على المسلم ان يحاسب نفسه دوما ..!

    مري هنا ياغالية

    http://www.lakii.com/vb/showthread.p...52#post5119552

    وقد ذكر الشيخ..
    من تلكم المحدثات التهنئة بالعام الجديد ، فيتبادلون التهاني والتبريكات ، وربما جاوز الأمر أكثر من مجرد التهنئة إلى الاحتفال بذلك ، وهذا خطر عظيم ، وشر جسيم ، لم يرد فيه عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه أو أتباعه رضي الله عنهم فيه أثر أو يصح في النقل عنهم فيه خبر . ويلبس الشيطان على السلفي من حيث لا يشعر ، فيوهمه أن نهاية العام وقت مشروع لمحاسبة النفس ، ومناقشة حال العمر فيما مضى . والنظر في صفحات العمر ، ومحاولة فتح صفحة جديدة مع الله فيما زعم . ولا ريب أن محاسبة النفس مشروعة ، مطلوبة ولكن أن يجعل آخر العام لها سببا فذلك من المحدثات . فليس لآخر العام ، ولا لبدايته مزية عن أي يوم آخر من أيام السنة كلها . وجعل ذلك عيدا ، أو سببا لعبادة ما ، يحتاج المرء فيه إلى دليل من كتاب الله تعالى ، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم . ودون ذلك خرط القتاد . ولقد انتشر في الهاتف الجوال رسائل تفيد طلب العفو والمسامحة من الإخوان ، والعفو عن الزلل ، وفتح صفحة جديدة مع الأصدقاء ، أو مع الله تعالى ، بل قد تعدى الأمر أكبر من ذلك أيضا فزعموا أن الله تعالى يطوي صفحة العام ، ولا يعيد نشرها إلى يوم القيامة ، فسألهم : من أين لكم هذا ، ومن أنبأكم بهذا ؟ أتقولون على الله ما لا تعلمون ؟ معاشر المسلمين : إن المعلوم عند أهل العلم أن ليلة القدر هي التي تقدر فيها المقادير للعام ، كما قال قتادة رحمه الله : تقضى فيها الأمور ، وتقدر الآجال والأرزاق ، كما قال تعالى : فيها يفرق كل أمر حكيم . قال ذلك عند تفسير قوله جل وعلا : تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . وأما آخر العام أو أوله، أو أوسطه فليس فيه نص من كتاب أو سنة ، وليس عليه دليل من فعل من سلف من صالح هذه الأمة ، أو قرونها الثلاثة المفضلة . وقد ذكر أهل العلم قيودا لكي يحكم على الشيء بالبدعية ، وهي : أن يكون هذا الأمر محدثا ، لقوله صلى الله عليه وسلم : من أحدث . وأن يضاف هذا المحدث إلى الدين ، لقوله صلى الله عليه وسلم : في أمرنا هذا . وأن لا يستند هذا الإحداث إلى أصل شرعي خاص أو عام ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ما ليس منه . وكل هذه القيود مندرجة في التهنئة ببداية العام الجديد . ألا وإن الشيطان المريد ، قد يوهم بعض الناصحين أو الغيورين أن لهذه البدعة فوائد جمة ، وأن فيها من المصالح ما يوجب العمل بها ، وهذا من تلبيسه ، ومكايده ، وإلا فإن البدعة لا يشترط أن تكون شرا محضا بل قد يكون فيها منافع ومصالح وفوائد . وليست القضية في ذكر الفوائد والمنافع ، ولكن القضية التي يجب أن يوقف عندها هي : ما هو دليلها ؟ وإياك ثم إياك أن يغررك تعليلها . ففرق بين الدليل والتعليل . ولن تجد بدعة إلا ولها تعليل ، ولكنها خالية أو بعيدة كل البعد عن الدليل .
    حفظنا الله وثبتنا وإياكم على الحق.. ورزقنا قلوبا لينة وخاشعه

    ووفقنا وإياكم لما فيه الخير ..

    جزاك ربي جنة الفردوس ياغالية
    مدونة زاد الطريق رائعة جدا للقراءة من الجوال فيها دروس استاذة اناهيد السميري في العلم عن الله وشروحات متميزة

    هُنا .. زاد الطريق

    وهنا مدونة علم ينتفع به .. تفريغات للدروس اكثر

مواضيع مشابهه

  1. وفي نهاية العام لا يبقى ........
    بواسطة الفراشه المؤمنة في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 22-11-2011, 07:31 PM
  2. نهاية العام .. بدع و أخطاء
    بواسطة منوهة84 في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 10-12-2009, 01:40 PM
  3. وقفة محاسبة مع النفس قبل رحيل هذا العام
    بواسطة محبةخير في الملتقى الحواري
    الردود: 20
    اخر موضوع: 30-01-2006, 01:44 AM
  4. في نهاية العام من يحاسب نفسه ؟
    بواسطة سندس الشرق في الملتقى الحواري
    الردود: 1
    اخر موضوع: 04-03-2003, 08:20 PM
  5. في نهاية العام من يحاسب نفسه ؟!
    بواسطة متفائلة في زمن اليأس في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 27-02-2003, 06:08 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ