انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 1 من 1

الموضوع: تعليقات العلامة عبد الفتاح أبي غدة (جزء التاسع)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الموقع
    Al.iRaQ
    الردود
    3,069
    الجنس
    ذكر

    flower3 تعليقات العلامة عبد الفتاح أبي غدة (جزء التاسع)

    تعليقات العلامة عبد الفتاح أبي غدة


    على رسالة المسترشدين (للمحاسبي)


    (الجزء التاسع)


    ========================


    وأدِّ ما افترض الله عليك تكن من أعبد الناس[1].

    ====================
    [1]العبودية على الناس بحسب مراتبهم:
    قال الشيخ ابن القيم رحمه الله تعالى في ((أعلام الموقعين)) 2: 157 – 158: ((لله سبحانه على كل أحد عبودية بحسب مرتبته سوى العبودية العامة التي سوى بين عباده فيها:
    فعلى العالم من عبوديته نشر السنة والعلم الذي بعث الله به رسوله ما ليس على الجاهل وعليه من عبودية الصبر على ذلك ما ليس على غيره.
    وعلى الحاكم من عبودية إقامة الحق وتنفيذه وإلزامه من هو عليه به والصبر على ذلك والجهاد عليه ما ليس على المفتي.
    وعلى الغني من عبودية أداء الحقوق التي في ماله ما ليس على الفقير.
    وعلى القادر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيده ولسانه ما ليس على العاجز فيهما.
    وتكلم يحيى بن معاذ الرازي يوما في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقالت له امرأة هذا واجب قد وضع عنا فقال هبي أنه قد وضع عنكن سلاح اليد واللسان فلم يوضع عنكن سلاح القلب فقالت صدقت جزاك الله خيرا.
    وقد غر إبليس أكثر الخلق بأن حسن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلاة والصيام والزهد في الدنيا والانقطاع وعطلوا هذه العبوديات فلم يحدثوا قلوبهم بالقيام بها وهؤلاء عند ورثة الأنبياء من أقل الناس دينا فإن الدين هو القيام لله بما أمر به فتارك حقوق الله التي تجب عليه أسوأ حالا عند الله ورسوله من مرتكب المعاصي.
    ومن له خبرة بما بعث الله به رسوله الله r وبما كان عليه هو وأصحابه رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم أقل الناس دينا والله المستعان.
    وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله r يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس ؟!
    وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين وخيارهم المتحزن المتلمظ ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون وهو موت القلوب فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل.
    سكوت العابد أو الزاهد عن المنكر يُعجل بعقوبته:
    وقد ذكر الإمام أحمد وغيره أثرا أن الله سبحانه أوحى إلى ملك من الملائكة أن
    اخسف بقرية كذا وكذا فقال يا رب كيف وفيهم فلان العابد فقال به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في يوما قط.
    وذكر أبو عمر في كتاب التمهيد أن الله سبحانه أوحى إلى نبي من أنبيائه أن قل لفلان الزاهد أما زهدك في الدنيا فقد تعجلت به الراحة وأما انقطاعك إلي فقد اكتسبت به العز ولكن ماذا عملت فيما لي عليك فقال يا رب وأي شيء لك علي قال هل واليت في وليا
    أو عاديت في عدوا ؟!)) . انتهى بتصرف يسير.
    بيان معنى : (فذلك أضعف الإيمان):
    قال الإمام القرافي شيخ المالكية في عصره رحمه الله تعالى، في كتابه ((الففروق)) 4: 256 عند (الفرق: 270): ((سؤال:
    قد نجد أعظم الناس إيماناً يعجز عن إنكار المنكر باليد أو بالقول، وعجزه عن ذلك –وإن كان أظم الناس إيماناً- لا ينافي تعظيمه لله تعالى،وقوة إيمانه، إذ لا يلز من العجز عن القربة نقص الإيمان، فما معنى قوله : ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)) ؟.
    وجوابه: المراد ها هنا الإيمان الفعلي –لا القلبي والاعتقادي- الوارد في قوله تعالى: ]وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ[ أي صلاتكم لبيت المقدس، والصلاة فعل . وقال : ((الإيمان سبع وسبعون شعبة، وروي: بضع وسبعون شعبة، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)).
    وهذه التجزئة –التي في هذا الحديث الشريف- إنما تصح في (الأفعال)، وقد سماها إيماناً، وأقوى الإيمان الفعلي: إزالة اليد، لاستلزامه إزالة المفسدة على الفور، ثم القول، لأنه قد لا تقع معه الإزالة، وقد تقع. والإنكار القلبي لا يؤثر إزالة البتة، أو يلاحظ عدم تأثيره في الإزالة، فيبقى الإيمان مطلقاً.أي يبقى الإيمان –بمعنى التصديق القلبي- على حقيقته، والمراد بضعف الإيمان في الحديث حينئذ: دلالته على غربة الإسلام وعدم انتظامه، كما يشير حديث ((بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ)). لا ضعفه بالنسبة للمنكر بقلبه، لأنه أدى ما هو الواجب عليه، و] لا يكلف الله نفسا إلا وسعها[. انتهى بتصرف يسير وزيادة المقطع الأخير
    من ((تهذيب الفروق)) 4: 383-284للشيخ محمد علي المالكي رحمه الله.
    آخر مرة عدل بواسطة حقائق إيمانية : 11-12-2007 في 10:35 PM

مواضيع مشابهه

  1. تعليقات العلامة عبد الفتاح أبي غدة (الخامسة عشر)
    بواسطة حقائق إيمانية في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 29-12-2007, 04:14 PM
  2. تعليقات العلامة عبد الفتاح أبي غدة (الرابع عشر)
    بواسطة حقائق إيمانية في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 27-12-2007, 04:29 PM
  3. تعليقات العلامة عبد الفتاح أبي غدة (الثالثة عشر)
    بواسطة حقائق إيمانية في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 20-12-2007, 07:11 PM
  4. تعليقات العلامة عبد الفتاح أبي غدة (الجزء الثانية عشر)
    بواسطة حقائق إيمانية في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 17-12-2007, 05:45 PM
  5. تعليقات العلامة عبد الفتاح أبي غدة (الحادية عشر)
    بواسطة حقائق إيمانية في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 15-12-2007, 07:16 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ