بداية سأستعرض عليكم تاريخ البكائين
وأولهم سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لقد كان يبكى وهو بين يدي الله مرة دخل عليه بلال رضي الله عنه فوجده صلى الله عليه وسلم يبكى في صلاة الليل فقال له أتبكى وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تاخرفقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم آلا أكون عبدا شكور
قال البراء بن عازب خرج رسول الله وأصحابه في جنازة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حول القبر فبكى حتى بل لحيته وبكى حتى بل الأرض والتفت إلى الصحابة وقال لمثل هذا فأعدو
قال تعالى ((وتزودوا فان خير الزاد التقوى ))
القبر منزلنا فلماذا لا نبكى إذا كان نبي الأمة وهو سيد الأولين والآخرين يبكى
فلماذا لا نبكى
فكان ابوبكر رضي الله عنه يملك قلبا رقيقا فكان حتى إذا كبر للصلاة يبكى
وهذا عمر بن الخطاب خطان أسودان تحت عينيه من كثرة البكاء ويوما سمع القارئ يقرا ( إن عذاب ربك لواقع .ماله من دافع ) فبكى عمر بكاءا طويلا
وفى سكرات الموت يقول عمر لابنه ضع خدي على التراب ويلي وويل امى إن لم يرحمني ربى فقدم له ابنه شرابا باردا فبكى وتذكر قول الله ((وحيل بينهم وبين ما يشتهون ))
عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها رددت ايه فبكت طويلا قال تعالى ((فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم )) تذكرت الجنة وما فيها من نعيم
وهذا الحسن البصري كان جالسا مع أصحابه فبكى فقال له أصحابه لماذا تبكى فقال أخاف إن يطرحني في النار ولا يبالى
قال تعالى ((وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون ))
وأقرا أجمل ما كتب عن البكاء من خشية الله
بكى الباكون للرحمن ليلا
بات دمعهم لا يسأمونا
بقاع الأرض من شوق إليهم
تحن متى عليها يسجدونا
يجب أن نبكى لأننا لا نعلم أعمالنا قبلت أم لا
فالعبرة في قبول العمل وليست بالعمل
قال تعالى جل جلاله ((وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ))
ينبغي أن نبكى خوفا من ان نكون من الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعلمن أقواما من امتى يأتون يوم القيامة بحسنات كجبال تهامة فيجعلها الله هباء منثورا فقال له ثوبان صفهم لنا يا رسول الله فقال رسول الله إنهم مثلكم يصلون كما تصلون ويصومون كما تصومون ولهم من الليل مثلكم ولكن إذا خلو بمحارم الله انتهكوها
قال المولى جل في علاه ((الم يعلم بان الله يرى ))
وقال ((ان الله لا يخفى عليه شي في الأرض ولا في السماء ))
فأمامنا أهوال وقيامة وقارعة وزلزلة وأحداث عظيمة فهناك من ينجوا من عمل هنا قال تعالى ((يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ))
إنها حياة قصيرة بعدها جنة عالية أو نار تلضى
الموت باب وكل ناس داخله
يا ليت شعري بعد الباب ما الدار
الدار جنة عدن ان عملت بما يرضى الله
وان اخطات فالنــــــار
ما من محلان للمرء غيرهما
فأنضر لنفسك ماذا أنت تختار
قال تعالى (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا )
اختم لكم بهذه الأبيات
قد عجبت لمن تم له السرور
في دار كل ما فيها غرور
وكيف يلذ ساكنها بعيش
وقد علم ان مسكنه القبور
جعلني الله وإياكم ممن يبكى من خشيته
المصدر: منقول من محاضرة صوتية للشيخ سلطان العمرى
الروابط المفضلة