المساجد
هي دور لعبادة الله ومنارات الهدى وأعلام الدين , يغشاها المؤمنون ليرتفعوا بها عن أوضار المادة , وليقفوا بين يدي الله , خاشعين ضارعين يؤدون فيها الفرائض , ويخلفون الدنيا وما فيها وراء المناكب , يتزاحم فيها العابد والتائب , ويلتقي في رحابها القريب والبعيد , والفقير والغني , فإذا هم سواسية أمام عظمة الله , له يركعون ويسجدون وبحمده يسبحون . وأصبح المسجد دارا للعلم والفتيا والقضاء والتأديب .


آداب المسجد :
* دخوله مبتدئا بالرجل اليمنى قائلا : بسم الله , الصلاة والسلام على رسول الله , اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك .
* البدء بصلاة ركعتين تحية المسجد .
* عدم المرور بين يدي المصلي .
* عدم تخطي رقاب الناس
* عدم مضايقة المصلين في الصف .
* الإكثار من ذكر الله تعالى والخشوع فيه والجلوس بوقار وسكينة .
* الخروج منه مبتدئا بالرجل اليسرى قائلا : بسم الله , الصلاة والسلام على رسول الله , اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك .


قال تعالى :
( قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون )
( يابني ءادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )
( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال . رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتآء الزكاة يخافون يوماتتقلب فيه القلوب والأبصار )
( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )


من أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم :
عن عثمان بن عثمان رضي الله عنه أنه قال عند قول الناس فيه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم أكثرتم علي , وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله , بنى الله له بيتا في الجنة "
وفي رواية : " بنى الله له مثله في الجنة " . ( متفق عليه )

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقمّ المسجد ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فسأل عنها بعد أيام . فقيل له : إنها ماتت , فقال : " فهلا آذنتموني ؟ " فأتى قبرها فصلى عليها . ( رواه البخاري ومسلم وابن ماجة )

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " البصاق في المسجد خطيئة , وكفارتها دفنها " ( رواه البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي )

عن جابر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " من أكل ثوما أو بصلا , فليعتزلنا مسجدنا " ( متفق عليه )


من أقوال السلف :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
المساجد بيوت الله في الأرض , والمصلي فيها زائر الله , وحق على المزور أن يكرم زائره .

قال الحكيم بن عمير رضي الله عنه :
كونوا في الدنيا أضيافا , واتخذوا المساجد بيوتا , وعلموا قلوبكم الرقة , وأكثروا التفكر والبكاء , لا تختلفن بكم الأهواء .

قال قتادة رضي الله عنه :
ما كان للمؤمن أن يُرى إلا في ثلاثة مواطن : مسجد يعمره , وبيت يستره , وحاجة لا بأس بها .

قال الحسن البصري رحمه الله :
مهور الحور في الجنة كنس المساجد وعمارتها .


المصدر كتاب دليل السائلين لأنس اسماعيل أبو داوود

جزاكم الله خيراً