احْـمِـلْ عَـنِّـي ذنبـاً أخي :
هل أثقل كاهلك يوما حمل متاع أو غيره ؟
هل أتعبك حمل بعض مشترياتك فرغبت أن يَحمِل عنك عامِل ؟
أختي :
هل حَمَلْتِ طفلكِ فأتعبك حَمْلُه ؟
أو أثقل كاهلك ، فتمنّيتِ أن يُحمَل عنكِ ؟
ربما نجِد من يحمِل عنّـا أمتعتنا
وربما نجد من يحمل عنّـا أطفالنا
أو مَنْ يتبرع فيُعيـننا
لكن هل فكّرت بذلك الْحِمل الثقيل ؟!
وأي حِمل هو ؟
حِمْل لا يُحمَل عنك
وعبء لا ينوء به غيرك
وثِقل لا يتحمّله أحد سواك
أرأيت دُعاة الضلالة ، وأئمة الفجور ؟
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء !
بل سيحملون خطاياهم وأوزارهم ، ومثل أوزار الذين أضلّوهم (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ)
هكذا هي الأوزار خفيفة في الدنيا ، كَخِفّـةِ عقول أصحابها !
ذلك أنه لا ينهمك في الخطايا إلا ضعيف عقل لا ينظر إلى العاقبة ببصيرة
قال الزجاج : العاقل مَنْ عَمِلَ بما أوجب الله عليه ، فمن لم يعمل فهو جاهل !
وقال الحسن البصري : والله لقد رأيناهم صورا ولا عقول ! أجساما ولا أحلام ! فراش نار ، وذبان طمع ! يغدون بدرهمين ، ويروحون بدرهمين ، يبيع أحدهم دينه بثمن العَنْـز !
وقد وَصَف النبي صلى الله عليه وسلم الذين يأتون في آخر الزمان يَتَسَافَدُون في الطُّرُقات ، فقال عليه الصلاة والسلام : ويبقى شرار الناس يَتَهَارَجُون فيها تهارُج الْحُمُر ، فعليهم تقوم الساعة . رواه مسلم .
وفي أخبار آخر الزمان ، قال عليه الصلاة والسلام : فيبقَى شِرار الناس في خِفّـة الطَّير ، وأحلام السباع ، لا يعرفون معروفا ، ولا يُنكِرون منكرا . رواه مسلم .
ومع أن هذه الأوزار خفيفة في الدنيا فهي ثقيلة في الآخرة
ولذا قال عليه الصلاة والسلام حين سمِع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال :
يُعذّبان وما يعذبان في كبير ، ثم قال : بلى . رواه البخاري ومسلم .
بلى إنه لكبير ، وإن لم يكن كبيرا في أعين الناس .
فالوِزْر كبير في الميزان يوم القيامة
ثقيل حمله حتى إنه ليُثقل كاهِل صاحبه
منقول
الروابط المفضلة