ساعة مع العارفين
والعلماء العاملين
طاوس بن كيسان رضي الله عنه
(الجزء الأول)
========================


يكنى أبا عبد الرحمن قال الواقدي كان طاوس مولى بحير بن ريسان الحميري وكان ينزل الجند وقال الفضل بن دكين هو مولى لهمدان وقال عبد المنعم بن إدريس هو مولى لإبن هوذة الهمداني


( موعظة رواس )

عن الحسن بن حصين قال رأيت طاوسا مر برءاس بمكة وقد أخرج رأسا فلما رآه صعق .
وعن عبد الله بن بشر أن طاوسا اليماني كان له طريقان إلى المسجد طريق في السوق وطريق آخر فكان يأخذ في هذا يوما وفي هذا يوما فإذا مر في طريق السوق فرأى تلك الرؤس المشوية لم يتعش تلك الليلة وقد روى لنا لم ينعس .


( المرابطون )

وعن مسعر عن رجل قال أتى طاوس رجلا في السحر فقالوا هو نائم فقال ما كنت أرى أن أحدا ينام في السحر .


( الإستغناء عن دنيا الملوك )

وعن عبد الرزاق قال حدثني أبي قال كان طاوس يصلي في غداة باردة فمر به محمد بن يوسف أخو الحجاج بن يوسف أو أيوب بن يحيى وهو ساجد في موكبه فأمر بساج أو طيلسان مرتفع فطرح عليه فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته فلما سلم نظر فإذا الساج عليه قال فانتفض ولم ينظر إليه ومضى إلى منزله .
وعن أبي إسحاق الضعناني قال دخل طاوس ووهب بن منبه على محمد بن يوسف أخي الحجاج وكان عاملا علينا في غداة باردة فقعد طاوس على الكرسي فقال محمد يا غلام هلم ذلك الطيلسان فألقه على أبي عبد الرحمن فألقوه عليه فلم يزل يحرك كتفيه حتى ألقى عنه الطيلسان وغضب محمد بن يوسف فقال له وهب والله إن كنت لغنيا أن تغضبه علينا لو أخذت الطيلسان فبعته وأعطيت ثمنه المساكين فقال نعم لولا أن يقال من بعدي أخذه طاوس فلا يصنع فيه ما أصنع لفعلت .
وعن النعمان بن الزبير أن محمد بن يوسف وأيوب بن يحيى بعثا إلى طاوس بخمسمائة دينار وقالوا للرسول إن أخذها منك فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك فخرج بها حتى قدم على طاوس فقال يا أبا عبدالرحمن نفقة بعث بها إليك الأمير قال مالي بها من حاجة قال فأراده على قبضها فأبى فغفل طاوس فرمى بها في كوة في البيت ثم ذهب فقال لهم قد أخذها فلبثوا حينا ثم بلغهم عن طاوس شيء يكرهونه فقال ابعثوا إليه فليبعث إلينا بمالنا فجاءه الرسول فقال المال الذي بعث به إليك الأمير قال ماقبضت منه شيئا فرجع الرسول فأخبرهم فعرفوا أنه صادق فقيل للرجل الذي ذهب بها فبعثوه إليه فقال المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن فقال هل قبضت منك شيئا قال لا قال فهل تدري أين وضعته قال نعم في تلك الكوة قال فأبصره حيث وضعته قال فمد يده فإذا هو بالصرة قد بنت عليها العنكبوت فأخذها فذهب بها إليهم .
وعن سفيان قال جاء إبن لسليمان بن عبد الملك فجلس إلى جنب طاوس فلم يلتفت إليه فقيل له جلس إليك إبن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه قال أردت أن يعلم أن لله عبادا يزهدون فيما في يديه .
وعن الصلت بن راشد قال كنت عند طاوس فسأله سلم بن قتيبة عن شيء فزبره وانتهره قال قلت هذا سلم بن قتيبة صاحب خرسان قال ذاك أهون له علي .
وعن عبد الرزاق قال قدم طاوس مكة فقدم أمير قال فقيل له إن من فضله ومن ومن فلو أتيته قال مالي إليه حاجة قالوا إنا نخافه عليك قال فما هو كما تقولون .
وعن سفيان عن عمرو قال ما رأيت أحدا أشد تنزها مما في أيدي الناس من طاوس .
وعن بلال بن كعب قال كان طاوس إذا خرج من اليمن يعني إلى مكة لم يشرب إلا من تلك المياه القديمة الجاهلية .
وعن يوسف بن أسباط قال مر طاوس بنهر قد كري فأرادت بغلته أن تشرب فأبى أن يدعها يعني كراه السلطان .


( المنطرحون على أعتاب الله )

وعن إبن أبي رواد قال رأيت طاوسا وأصحابه إذا صلوا العصر إستقبلوا القبلة ولم يكلموا أحدا وابتهلوا في الدعاء .
وعن إبن طاوس قال قلت لأبي أريد أن أتزوج فلانة قال إذهب فانظر إليها قال فذهبت فلبست من صالح ثيابي وغسلت رأسي وادهنت فلما رآني في تلك الهيئة قال أقعد لا تذهب .
وعن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه قال صلى وهب بن منبه وطاوس اليماني الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة .