انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: هاوية الضياع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الردود
    356
    الجنس

    هاوية الضياع

    هاوية الضياع



    كانت لا تسعها الفرحة عندما تقدم لها من يطلبها للزواج ، فهي فتاة شابة، تحلم بما تحلم به كل من في سنها، الزوج ، والإستقرار والأولاد ، والبنات ، والمنزل والكماليات .



    وها هو حلمها قارب على أن يكون حقيقة ملموسة. فقد تقدم لها شاب يريد الزواج منها ووافق والدها، فقفز قلبها من شدة الفرح . وأقبل الجميع لتهنئتها ، وأخذ الشاب في تجهيز منزل الزوجية حتى انتهى من تجهيزه ثم حدد موعد الزفاف .



    وزفت الفتاة إلى زوجها في فرحة عارمة، وعاشا العروسان حياة سعيدة هانئة، وأخذا يحلمان بإنجاب طفل صغيريملأ الدنيا عليهما سعادة وفرحة وسرورا ، وما هو إلا القليل وإذا بها تشعر بعلامات الحمل وهي غيرمصدقة، هل من الممكن أن يكون قد تحقق حلمها، هل ستصبح أما، هل ستأتي لزوجها بوليد يحمل اسمه ويسعده .



    فذهبت إلى الطبيبة كي تتأكد حتى تتم فرحتها وحينئذ أخبرتها الطبيبة بأنها حامل وهنأتها وطارت الفتاة من الفرحة وعانقتها السعادة، فتمنت أن تكون كالبرق في سرعته حتى تصل هي ووالدها بسرعة فائقة إلى منزل الزوجية لتزف إلى زوجها هذه البشرى الندية .



    وها هي تصل إلى المنزل ، وتقابل زوجها بفرحة شديدة، وزوجها يسأل : ما الخبر؟! فتجيب قائلة : قد من الله علينا بالذرية فأنا حامل ، فأحس بالسعادة تدق باب قلبه ، وهنأ زوجته وتساقطت دموع الفرحة من مقلتيه.



    ظلت الزوجة تعد الأيام تلو الأيام ، وقامت بتجهيز ملابس المولود التي تبعث في النفس الفرحة والسرور، وتنتشلها من متاعب الحياة وكثرة الفتور.



    فصممت على خياطة ملابس وليدها بنفسها فهو فلذة كبدها، ونور عينها، ونبض قلبها، وظلت تخيط له أحسن الملابس وتبحث له عن أحسن الأسماء حتى حان موعد المخاض .



    فعانت الكثير من الآلام ، حتى أنجاها الله ومنّ عليها بمولود أسمته "هيثم ".



    إزدادت فرحة الزوجة وزوجها ، وأنهالت عليهما التهاني من كل الأهل والأحباب وسعد الأبوان كثيرا بطفلهما، وظلت أمه ترضعه مع لبنها الحب والحنان فهو فرحة الحاضر وأمل المستقبل ، ونور الأيام.



    وكانت فرحة الأبوين تكبر كلما كبر الابن وخاصة بعد أن أصبح طفلا جميلا يستطيع أن يسعد أبويه بحركاته الرشيقة، ومرحه البريء ، وصوته العذب .



    لقد كان أبوه يحبه حبا شديدا ، ولا يطيق له فراقا فإذا ما خرج لعمله أخذ يعد الدقائق والساعات حتى يعود إلى فلذة الأكباد.

    فإذا ما رآه تعلق به وأخذ يمرح معه ويلاعبه بلعبه الجميلة، وتزداد فرحة الأب كلما ازدادت فرحة الابن فهذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها فالوالدان سعادتهما مستمدة من سعادة أبنائهما، يفرحان ويكونان في قمة السعادة إذا كان أبناؤهما يعيشون في كنف السعادة، ويحزنان أشد الحزن إذا عانى الأبناء شيئأ من الضرر.



    ولكن كما هو الحال دائما، دوام الحال من المحال وكما قيل



    لكل شيء إذا ما تم نقصان

    فلا يغر بطيب العيش إنسان

    هي الأيام كما شاهدتها دول

    من سره زمن ساءته أزمان



    لم تدم فرحة الزوجة كثيرا، فبعد أن عاشت سعيدة هنيئه بحياتها مع طفلها وزوجها إذا بالموت يخطف منها زوجها في تلك الليلة الحزينة .. فحزنت الزوجة حزنا شديدا على فقدها لزوجها وقدكان طفلها لا يزال صغيرا.



    فعزفت عن الزواج من أجله ، ووهبت حياتها لتربيته وتعليمه ، حتى تحقق ما كان من حلم زوجها الذي طالما كان يحلم به .



    فكانت كلما علمت بنجاح ابنها آخر العام ازداد فرحها، ونسيت مع هذا آلامها ، وبذلت قصارى جهدها في تحصيل أموالها حتى توفرله كل ما يطلبه ، فلا يكون هناك شيء ينقصه .

    وكانت ترى أنها قد وفقت في تربية إبنها حيث جعلته لا يحتاج إى شيء .



    وحينما أنهى الابن دراسته الإبتدائية والتحق بالإعدادية ، انشرح صدرها ، وقامت من فورها وأخذت تقبل ابنها ، وشجعته على كثرة المذاكرة حتى يتفوق ويحقق حلمها، وكان الابن لديه حافزكبيرعلى مواصلة الكفاح الطويل ، فأخذ يجد ويتعب لكي ينجح ، و أنهى دراسته الإعدادية بتفوق والتحق بالمرحلة الثا نوية .



    وها هو قد أحس بالمسئولية، فيجب عليه الآن أن يضاعف من جهده حتى ينجح بتفوق في كل عام ، فلا يهدم ما بنته أمه من أحلام وآمال وانتقل الابن من عام إلى عام وهو سعيد وفرحان ، حتى حان موعد الامتحان !

    وكان اختبار الثانوية العامة ، فضاعف جهده أكثر وأكثر، وازدادت ساعات مذ اكرته ، وواصل الليل بالنهار، حتى انتهى من الاختبار.

    وترقب النتيجة في شوق شديد وتلهف كبيرحتى ظهرت النتيجة وفاز الفوز المبين ، وحمد رب العالمين .

    وعانت الأم الكثي رمن أنواع المعاناة من أجل ابنها ، فأخذت تسهر على خياطة الملابس وتتحمل من التعب الكثيرخاصة بعد أن كبرولدها وازدادت مطالبه ، وهي لا تكل ، ولا تتوقف عن العمل . وأخذت الأم تنفق عليه خلال دراسته الطويلة حتى وفقت في أن تجعله يتفوق في دراسته ، ويلتحق بالجامعة، ففرحت لقرب تحقيق حلمها.

    سعدت الأم بأن وفقت إلى مثل هذا، فقد كانت أمنيتها أن تصنع من ابنها رجلا ذا مركز مرموق ، يسعدها بطاعته لها وبعده عن العقوق ، ففرحت به كثيرا، ولكنها في هذه المرحلة كانت قد أكل الزمان منها وأثر عملها عليها، فاصبحت تعاني من آلام ظهرها من كثرة جلوسها على ماكينه الخياطة.



    وذات مرة زارتها جارتها أم محمد، وعندما رأتها أشفقت عليها، وقالت لها: ارحمى نفسك يا أم هيثم وحافظي على صحتك فإن لبدنك عليك حقا .

    أم هيثم : ماذا أفعل يا أم محمد؟ أما تعلمين أن هيثما يحتاج !لى كثيرمن المال هذه الأيام ، ولكي أوفر له ما يحتاجه لابد أن أضاعف من عملي. .

    أم محمد: جزاك الله خيرا على ما تقومين به تجاه ابنك ، ولكن حذاري أن تعطيه الكثيرمن المال الزائد عن حاجته ، فألد أعداء الشاب في مثل هذا السن المال والفراغ ، ، فالمال سيف نفعاً وضراً.

    أم هيثم : ولكنني أحسنت تربية ابني يا أم محمد وأنا مطمئنة عليه.



    حينئذ طُرق الباب ، ففتحت أم هيثم الباب . . . أهلا ومرحبا بك يا أم علي . أشرقت الأنوار، وتبسمت الأزهار. . . تفضلي ادخلي .



    ام علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كيف حالك ياأم هيثم ؟ ، وكيف حالك يا أم محمد؟؟

    أم محمد: الحمد لله رب العالمين .

    أم هيثم : تفضلي أجلسي يا أم على وقولي لنا رأيك فيما نتحدث فيه .



    أم علي : خيرا إن شاء الله فيما تتحدثان ؟! .



    أم هيثم : أم محمد تحذرني من إعطاء هيثم مالا أكثر مما يحتاجه ، وتقول إن المال والفراغ ألد أعداء الشاب في مثل هذا السن.

    أم على : نعم صدقت أم محمد، فأنا أعاني من ابني "علي " بسبب هذا الشيء ، لأنه كان يطلب مني الكثيرمن المال فأعطيه ، وألبي دائما جميع رغباته حتى غضب مني أبو علي وقال : هذا الأسلوب في التربية خطأ . فقلت له : لا يا أبا علي ، فعلي شاب ، ويجب ألا يكون أقل من أقرانه ، وسرت على هذا الأسلوب ، ولكنني أحزن هذه الأيام .

    أم محمد: لماذا يا أم علي ؟!

    أم علي : لأنني أشعر أن علياً أصبح لا يشعر بالمسئولية، ويتأخر كثيراً بالليل .

    أم هيثم : لا يقلقك هذا الشيء يا أم علي ، فهيثم يتأخركذلك لأنه يذاكر دروسه مع أصحابه ، فيجب ألا نقلق على أبنائنا ، فقد أحسنا تربيتهم ، ووفرنا لهم كل ما يحتاجون .



    أم محمد: يا أم هيثم ليس معنى هذا أن تترك الأم ابنها يخرج ، ويسهر دون مراقبه ، فحق الولد على والديه لا ينحصر في توفير المال اللازم له ، أوتوفير الطعام والشراب له ، ولكن من حق الأبناء على الآباء أن يقوموا بأنفسهم على تربيتهم التربية الدينية الصحيحة، مع بذل النصيحة لهم من آن لآخر، يراقبوهم المراقبة السليمة، ولا يتركوا لهم الحرية الكاملة، لأن الأبناء ليس لديهم خبرة كالآباء ، ولا يفرقون بين الخطأ والصواب في كثيرمن الأحيان ، فخبرتهم قليلة ، وعقولهم صغيرة ، ولكن هذه مسئوليتنا نحن ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها. . . . " .

    أم هيثم : ولكنني كما تعلمين يا أم محمد مشغولة ليل نهارعلى خياطة ملابس الجيران . .

    أم محمد: أسال الله أن يهبك العافية يا أم هيثم ، ولكن إلى جانب هذا تفقدي أحوال ابنك دائما حتى يصبح شابا صالحا إن شاء الله ، فيسعدك الله به في الدنيا والآخرة، لأنه إذا أحسن الآباء تربية الأبناء، وربوهم على الإسلام ، وطاعة الله ، فسوف يسعدون بهم في الحياة وبعد الممات .



    أم هيثم : كيف ينفعونهم بعد الممات ؟؟
    أم محمد : في الحياة الدنيا يسعدونهم ، ويكونون زينة لهم قال تعالى : (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا)) . وبعد الممات سوف ينفع الله بهم آباءهم كذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له.



    أم علي : أسال الله أن يجعل أولادنا صالحين ، ولا يجعلهم طالحين ، فكم يحزنني حال أم حسين ، وما فعله حسين معها.

    أم هيثم : خيرا إن شاء الله . ماذا فعل حسين ، فانا لا أعلم عنه إلا كل خيرمنذ أن سكنا هذا الحي .

    أم على : نعم يا أم محمد قد كان هكذا قبل أن يتعرف على أصدقائه الجدد ، الذين غيروا مجرى حياته . فالآن تغيرحاله ، وأصبح يسيء معاملة أمه المسكينة .

    أم محمد : لا حول ولا قوة إلا بالله . أدعو الله أن يهديه ويبعده عن صحبة الأشرار ويرزقه صحبة الأخيار، فهذا خيرله من الضياع والدمار. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : "مثل الجليس الصالح ، والجليس السوء ، كحامل المسك ، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن ينفث ، أو تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكيرإما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا خبيثة" .



    والإنسان يا أم علي إذا خالط رفقاء السوء سرعان ما انقاد لهم ، وصنع صنيعهم كما قيل : فاحذر مؤاخاة الدنيء فإنه يعدي كما يعدى السليم الأجرب .

    أم محمد: يا إلهي قد أخذنا الحديث هيا يا أم علي نستأذن السلام عليكم يا أم هيثم .

    أم هيثم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

    وبعد أن ودعتهما أم هيثم ، وأغلقت الباب ، هجمت عليها جيوش الهواجس ، فأخذت تفكر في كلام أم محمد، فتخشى أن يصاحب ابنها رفقة سيئة، ولكنها سرعان ما طمأنت نفسها، وقالت أنني أحسنت تربية ابني ، فلا يستطيع أحد أن يفسد أخلاقه .

    حينئذ طرق الباب ففتحه ، فإذا هو هيثم ، فحضنته في لهفة، وقالت له ، لماذا تأخرت ياهيثم ؟؟ قد قلقت عليك .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الردود
    356
    الجنس
    تابع :


    هيثم : كنت أذاكر مع أصحابي فلا تقلقي يا أمي الحبيبة . الأم : حسناً ، فأنا واثقة من أنك الآن أصبحت رجلاً ، وتعي جيدا أن أمنيتي الوحيدة أن أراك أعظم رجل في الدنيا .

    هيثم : سأكون عند حسن ظنك ، وسأفعل ما يسرك ، حتى أنسيك ما لقيته من آلام على مر الأيام ، كيف لا وأنت التي تحملت كل الآلام حتى حققت لي كل الآمال ، فحقاً علي أن أسعدك ، وأتعب أنا لتستريحي أنت ، فكفاك قلقا، وكفاك ألما ، وكفاك حزنا ، فالآن لا مجال إلا للسعادة ، وأعدك يا أمي الحبيبة أن أكون عند حسن ظنك ، وسأجعلك تفتخري بي أمام الجميع .

    أم هيثم: الآن اطمأن قلبي ياهيثم ياولدي .



    ومنذ أن طمأنها هيثم ، وهي تعيش في سعادة، وكأنه بكلماته هذه قد نزع الخوف والحزن من قلبها، ولاحظ هذا والدها، عندما زارها وقال لها : الحمد لله يا ابنتي فأنت الآن أفضل حالا مما كان .

    أم هيثم : نعم يا أبي الحمد لله. وفي هذه الأثناء سمعا صوت ارتطام شديد في الشارع ، فانفطر قلب أم هيثم ، وذهب والدها فزعا إلى النافذة ليستطلع الأمر. . . يا إلهي . . . ماهذا . . . ؟ ! لا حول ولا قوة إلا بالله . . . لا حول ولا قوة إلا بالله . . قد صدمته السيارة ثم خرج من الباب مندفعاً كالسهم ، تاركاً ابنته وقد طار عقلها، ومات قلبها من هول ما حدث . . . ونظرت من جانب النافذة . . . يا الله . . . أنا لا أستطيع أن أتبين شيئا من كثرة الزحام . . . متى يعود أبي فيخبرني بكل شيء . . أكاد أموت من شدة القلق . . . وعندما عاد الأب بادرته قائلة . . من . . من يا أبي الذي صدمته السيارة . . . أرجوك اخبرني . . الأب : إنا لله وإنا إليه راجعون .



    الابنة: هل تعني أنه قد فارق الحياة . الأب : نعم يا ابنتي ، فقد كان يعبز الطريق وهو غيرمنتبه .



    الابنه : هل تخفي عني شيئاً؟؟

    الأب : يا ابنتي الموت كاس وكل الناس شاربه .

    الابنه . اتعنى أنه . ..

    الأب : نعم يا ابنتي . . هو.

    الابنة : من ؟ . . . من ؟

    الأب : علي . . ابن جارتك . فتنفست أم هيثم الصعداء، وكأنها أفاقت من كابوس فظيع ولكن انهمرت الدموع من عينيها .

    وكأنها أفاقت من لحظة احتضار بعدما دار في ذهنها مادار، ولكن انهمرت الدموع من عينيها حزنا على جارتها ودعت لها ربها أن يرزقها الصبر، والسلوان ، وقالت لأبيها يجب علي أن أذهب إليها لأكون بجانبها في هذا الموقف العصيب .

    الأب : نعم يا ابنتي فهذا واجب علينا .

    وعندما صعدت إلى شقة جارتها أم علي تقابلت مع جارتها أم محمد على السلم ، فسألتها عن حال أم علي ، وسألتها عن سبب ما حدث لابنها علي .

    فقالت لها : سأخبرك فيما بعد يا أم هيثم ، أما الآن فاتركك لتذهبي إلى أم علي وتخففي عنها ما بها.

    وعندما رأت أم علي كادت تنفجر بالبكاء ، ولكنها تماسكت ، وأخذت تصبرجارتها، وقالت لها : فلتصبري يا أختاه ، ولتسألي له العفو والمغفرة ولترضي بقضاء الله فله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بقدر، ولا نملك إلا الصبر. فقد قال تعالى: (( واستعينوا بالصبر والصلاة)) فتشهدت أم علي في أسى وانهمرت من عينها الدموع وقالت : حقاً يا أم هيثم . فنحن لا نملك إلا الصبر. إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا . ومنذ حدث هذا أصبحت أم هيثم تخاف على ابنها، وتهبه كثيراً من النصائح التي يجب مراعاتها أثناء عبوره الطريق ، ويطمئنها هيثم في كل مرة، ويقول لها: اطمئني علي يا أماه ولا تقلقي أبدا من هذه الناحية .

    ومرت الأيام ولكنها أحيانا كانت تشعر بالدوار والتعب الشديد، والصداع ، فتطلب من ابنها عمل كوب من الشاي لها، فيطلب الابن منها أن تنام على السرير وتستريح حتى يصنع لها كوب الشاي ، فتشكره وتشربه ثم تنام .

    وعاشت حياتها هكذا ، وفي يوم من الأيام شعرت بآلام شديدة ، وتعب يرهقها ، ودوار شديد . فذهبت إلى الطبيبة لتوقع الكشف عليها، وبعد الكشف قالت لها الطبيبة إن كثرة الخياطة أثرت على العمود الفقري ، فلابد أن تتجنبي الجلوس على ماكينة الخياطة حتى لا يتطور الأمر أكثر من هذا، وقد آن لك أن تستريحي بعد طول العناء .

    أم هيثم : كيف لي أن استريح وامتنع عن الخياطة الان ، وابني على مشارف النهاية؟! ، فقد اقتربنا من تحقيق الحلم ، ( ولابد دون الشهد من إبر النحل )



    الطبيبة: ولكن الصحة ليس بعدها شيء ، وأنا أخاف عليك ، فيجب أن تتبعي نصحي .

    فشكرت أم هيثم الطبيبة على إخلاصها في نصحها، واستأذنت ، وعادت إلى بيتها .

    وهناك أخذ أبوها يطلب منها العمل بنصيحة الطبيبة، والاهتمام بصحتها لأنها الآن مريضة ومتعبة، ولكنها قالت له : سأفعل هذا يا أبي ، ولكن بعدما ينتهي هيثم من دراسته ، ثم أردفت قائلة : فان أمرض فما مرض اصطباري وإن احمم فما حم اعتزامي

    الأب : يا ابنتي ليس هناك أهم من الصحة .

    ام هيثم : نعم يا أبتي . . . معك حق . . والطبيبة أيضا معها حق . . . وسانفذوصيتها، ولكن بعد قليل . . . يا أبتي إنها فترة وجيزة جدا، يحصل هيثم على شهادته الجامعية . . . حينئذ التمس الراحة ، واسعد به ، فأكون قد ولدت من جديد .



    وهكذا استمرت أم هيثم في عملها الذي أحبته من أجل ابنها، لأن هذا العمل قد سببه الله لها في الحصول على المال اللازم لها ولابنها، إلى جانب أنها قد استطاعت أن تقتني بعض الحلي الذهبية ، التي تحتفظ بها للتغلب على صعوبة الحياة، وغدر الأيام ، وتحقيق الأحلام .



    وعندما تذكرت هذا، قامت الى دولابها، وفتحته لتطمئن على حليها. . . . ولكن . . . يا إلهي ..



    أين الحلي ؟؟. . . إنني لا أجدها في مكانها . . . وأخذت تغمض ، عينيها وتفتحهما وهي في غاية الذهول ، والألم ، والحسرة .

    ونادت هيثما وأخبرته بالخبر. فحزن كثيرا ثم قالت له . لابد ياهيثم أن تذهب إلى الشرطة وتبلغهم بما حدث ليبحثوا عن هذا اللص الحقير الذي سرقني .



    هيثم : نعم يا أمي . . . هذا ما يجب أن يحدث ولكن أنا لا أستطيع الآن... ، فالآن أنا منشغل جدا ، ولدي موعد هام ، ولا استطيع التخلف عنه ، فأنت تعلمين مدى انشغالي هذه الأيام . . . فهذه الأيام عصيبة بالنسبة لي . . وأنت لا تحبين أن أتخلف عن مذاكرتي مع أصحابي هذه الأيام ، فقد اقترب الإمتحان ، وهذا آخر عام .



    الأم : إذن اذهب أنت إلى حيث شئت . . وسوف أجعل أبي يقوم بهذه المهمة، فودعها، وانصرف ، وبعدها بقليل اتصلت بوالدها، وطلبت منه أن يحضر إليها .

    وحينما حضر الأب إلى منزل ابنته . دق الجرس مرارا ، فلم يفتح له الباب . حينئذ أخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب. . وإذا به يصرخ من هول المفاجأة. . . لا حول ولا قوة إلابالله . . . لا حول ولا قوة إلا بالله . . ما هذا؟! . . . إن ابنتي ملقاة على سجادة الصلاة، والدم ينزف من جسمها، واذا به يمسك بها فيجدها على قيد الحياة.

    فطلب الإسعاف ، ونقلوها بسرعة،إلى أقرب مستشفى ، ثم أدخلت الأم غرفة العمليات . . وفي هذه الأثناء أسرع الأب إلى قسم الشرطة ليبلغ عن الحادث .

    دخل الأب على الضابط وهو في حالة سيئة وكان في أشد صور الإنهيار .

    فطلب منه الضابط أن يهدأ ويتمالك أعصابه ، ثم سأله : ماذا بك ؟؟

    قال له : ابنتي

    فقال له الضابط : ماذا بها؟؟ !

    الأب : محاولة قتل . . . فقد دخلت على ابنتي فوجدتها مسجاة على المصلاة، والدم ينزف منها، فنقلتها إلى المستشفى ثم جئت إلى هنا لأبلغ عن الحادث .

    وأخذ يبكي. فطلب منه الضابط أن يهدأ ويخبره عن كل من يدخل بيتها.

    قال له : لا يدخل بيتها أحد من الرجال الأجانب وتعيش هكذا مع ابنها منذ فقدت زوجها. طلب منه أن يتذكرجيدا .

    فقال : هوكما قلت لك ، فأنا متأكد. . متأكد. . .

    الضابط : نعم . . نعم . . ففكر الضابط كثيراً في الأمر فلم يجد أمامه إلا خيطاً واحداً هو الابن ، فاستدعى هيثما وأجرى معه حديثا طويلا وأخذ يسأله الكثيرمن الأسئلة .

    الضابط : هل لك أصدقاء؟

    الابن : نعم .

    الضابط : هل هم يصلون ؟

    الابن : لا .

    الضابط : هل تسهر معهم ؟

    الابن : نعم .

    الضابط : أين تقضي معهم وقت فراغك ؟

    الابن : في شقة أحدهم .

    الضابط : ماذا تفعلون ؟

    الابن : لانفعل شيئا . . . لا نفعل شيئا . . . وارتبك الابن واحمر وجهه وتصبب عرقا. فشك فيه الضابط ، والذي زاد من شك الضابط فيه ، أنه كان أثناء الحوار يستأذن كثيراً ويذهب إلى دورة المياه ثم يعود وقد تغيرحاله .

    فقد كان الابن مرتبكا، وعصبيا، وأعصابه متوترة، فإذا ذهب إلى دورة المياة عاد هادئا .

    فازداد شك الضابط في تصرفاته ، وفرض عليه رقابة سرية ، لتعرف عنه كل شيء . وراقبوا كل تصرفات الابن ، والأماكن التي يتردد عليها.، والأصدقاء الذين يأخذونه إلى أماكن بعيدة مستورة

    فجاء التقرير ينص على أن الابن مدمن مخدرات .

    فتأكد الضابط من ظنونه وأرسل إلى الابن مرة أخرى واستدعاه .

    فحضر الابن وهو في أشد صور الخوف والارتباك وبعد محاورة طويلة بينه وبين الضابط انهار واعترف بالحقيقة .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الردود
    356
    الجنس
    تابع:

    قال الابن : نعم أنا مدمن مخدرات ، واستطرد قائلا : بعض أصدقائي أغروني بإبتلاع بعض الأقراص المخدرة ، وأوهموني بأنها كفيلة بأن تجلب لي السعادة وتجعلني أنسى أحزاني ومشاكلي وأعيش في عالم آخر.

    لم أكن أعرف أنها ستفعل بي كل هذا وظننت أن الأمرسهل جدا . فتناولت بعض هذه الحبوب وشعرت بالراحة في باديء الأمر، وبعد ذلك وجدتني لا أستطيع الاستغناء عنها، فطلبت من صديقي أن يعطيني الكثيرمن هذه الأتراص فأخبرني بأنها غالية الثمن ، وكي أحصل عليها لابد لي من الكثيرمن النقود، فكنت أحتال كثيرا للحصول على المال ، وأخذت من أمي الكثير، وفي كل مرة كنت أقنعها بسبب احتياجي لهذا المال فكانت تعطيني وهي لا تدري فيما أنفق هذا المال ، وكنت أكذب عليها دائما وأقول لها : إن جميع أصدقائي أخلاقهم طيبة ، وأنني لا أصادق إلا الأخيار.

    والحقيقة غيرذلك ، فأصحابي كانوا أشد من الشياطين مثل صديقي حسين ، حتى علي كان شيطانا رجيما.

    الضابط : علي من ؟؟ هيثم : ابن جارتنا وصديقة أمي ، وقد مات حينما صدمته السيارة، لأنه كان معنا في ذلك اليوم فأكثر من تناول الحبوب المخدرة وهذا هو سبب ترنحه في الشارع أمام السيارة .

    الضابط : كان يجب عليك أن تعتبر مما حدث لصديقك علي.

    هيثم : نعم ، حدث هذا بعض الوقت ، ولكنني سرعان ما عدت إلى ما كنت عليه ، فلم استطع أن أهجر أصدقائي والحبوب المخدرة . . فكنت أذهب إلى أصدقائي ثم نشتري الأقراص المخدرة وغيرها من أنواع المخدرات المختلفة ونذهب هناك في إحدى شقق أصدقائي بعيدا عن أعين الشرطة ، فنتناول هذه الأقراص ونعيش في عالم آخر بعيداً عن الإلتزامات لا نعرف صلاة ولا صوماً، حتى الأخلاق الحميدة نسيناها ولم نعد نعرفها، وعشت هكذا حتى . .. . . .

    الضابط : حتى ماذا؟ !

    هيثم : كنت قد احتجت من المال الكثير، كي اشتري به من الأقراص المخدرة العدد الكبير.

    وقد امتنعت أمي عن اعطائي مالا كافيا في الفترة الأخيرة، فتضايقت منها، وسولت لي نفسي أن أسرق حليها، فسرقتها، وحينما علمت أمي بأن الحلي قد سرقت ، طلبت مني أن أبلغ الشرطة، فرفضت كي تغيررأيها، فلا تتجه الأنظار إلي ، وحينما علمت أنها مصممة على إبلاغ الشرطة عن طريق جدي ، وأنه سوف يفتضح أمري ، علاوة على أنني كنت قد أسرفت في ذلك اليوم من تناول المخدرات .

    فاشتعل قلبي ، وطار عقلي، ودخلت على أمي وهي تصلي فطعنتها بالسكين ووليت هارباً .

    كاد الضابط أن يصعق مما سمع .وكاد لا يصدق أذنه ولكن الابن أصر على أقواله وأخذ يبكي ، وأخذت الدموع تنهمر من عينيه ، واستطرد قائلا: ليس من الغريب أن يحدث هذا ممن يتناول هذه السموم اللعينة التي تجعله لا يفرق بين حلال وحرام ، ولا يعرف سوى إشباع رغباته فيعيش كالحيوان أو دونه ، بعيدا عن الله لا يعرف حرمة لأحد، فيعيش وقلبه ميت وحينئذ تسول له نفسه الأمارة بالسوء وشيطانه من الجن وشياطينه من الإنس إرتكاب كل ما حرم الله ، فيخسر الدنيا والاخرة وهذا ما آل إليه حالي لم أكن أعلم أنني أشرب ما يشرب عقلي ، فاشتريت الضياع ، وها أنا قد اعترفت لكم بكل شيء وأنا استحق منكم أي عقوبة توقعونها علي فقد ضاع كل شيء .

    ضاع كل شيء منذ أن تعرفت على هؤلاء الأصدقاء، وهذه الرفقة السيئة

    فقد كنت أعيش قبل ذلك حياة هادئة مع أمي الحبيبة التي ضحت بكل غال من أجلي ،وسهرت الليالي على عملها من أجل أن توفر لي كل ما أحتاجه وما تتطلع إليه نفسي .



    فكان يجب علي أن أعوّضها عن كل هذا خيراً ، وأن استذكر دروسي جيدا حتى أنجح واتفوق وأنهى دراستي وأعمل وأكدح من أجل أن أوفر لها كل شيء ، وأقول لها : أنا الآن ثمرة كفاحك الطويل فتنسى كل ما عانته في رحلة حياتها وتنسى آلامها وتسعد بابنها.



    هذا ما كنت آمله وأسعى إليه قبل معرفتي بهؤلاء الأصدقاء الأشرار الذين دمروا حياتي وجعلوني أخسر الدنيا والأخرة . بعدما أماتوا فيّ الوفاء . فافعلوا بي ما شئتم فأنا استحق كل شيء.



    وتساقطت دموع الندم من عينيه كالسيل حيث لا ينفع الندم .



    وعندما سمع الجد اعتراف حفيده أراد أن يتكلم وأخذ يشير بيده ولكن لسانه لم يسعفه فقد فقد النطق.



    أما هيثم فاخذ يبكي ، ويبكي ، ويقول للضابط افعلوا بي ما شئتم ، ولكن طلبي الوحيد أن تسمحوا لي بزيارة أمي الحبيبة في المستشفى لأستسمحها... أرجوك ياحضرة الضابط .. أرجوك ..

    حينئذٍ وافق الضابط على إرساله إلى المستشفى في حراسة مشددة، وحينما اقترب من الغرفة التي يقبع بها سرير أمه . . إذا به يتقهقر. . ثم يقاوم . . . لا. . . لا استطيع أن أراها على مثل هذا الحال . . . فيبكي ، ويشتد بكاؤه . . . . ولكنني لابد أن أقاوم ، وأتغلب على نفسي فأقابلها لأستسمحها . . فهذا آخر أمل في حياتي .



    وهنا يسرع الخطا ثم ينكب على يد أمه وهو يبكي ويقول لها . . أماه سامحيني . . سامحيني ياحبيبتي . . .

    فأنا لم أشعر بما فعلته وبما جنته يداي . . . ليتها قطعت أو شلت قبل أن تمتد إليك بأذى.

    وانكب على رجليها يقبلهما وقد اشتد بكاؤه ، فإذا بأمه تشعر به فتنهمر الدموع من عينيها وتقول له : هيثم . . هل أنت ولدي هيثم . . . هل أنت ولدي الذي أخذت احترق لأضيء له الطريق ...

    فبعد أن وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا تقتلني .. لا .. لا .. فأنا لا أصدق .. لا أصدق .. ليتني كنت في حلم كئيب ، ولم تكن هذه الحقيقة . . . ابني . . . فلذة كبدي يكافئني على سهري وتعبي من أجله بهذه المكافاة .. . لماذا . . . لماذا فعلت كل هذا . . . لماذا كافأتني بهذه المكافاة . . ألم أتحمل الصعاب من أجلك ؟!

    ألم أفقد صحتي من أجلك ؟!

    ألم أسهر فلا تكتحل عيني بالنوم من أجلك ؟! .. لماذا يا ... أنا لا استطيع أن أقول يابني .. لا فأنت لست ابني الذي كان بطني له وعاء. . . واحزناه . . . واحزناه على بيتي الذي ضاع هباء منثورا 000



    لم أكن أعلم أن بيتي كبيت العنكبوت سرعان ما ينقض !!

    وأخذت تبكي ..

    هيثم : أنا لم أكن أشعر بنفسي . . . أماه أنا لم أفق من غفلتي إلا بعدما . . .

    الأم : بعدما قتلتني . . . كيف ؟! . . . كيف استطعت أن تمد يدك . . . كيف هنت عليك . . . كيف طاوعتك نفسك . . كيف . . كيف ؟؟! وانهمرت الدموع من عينيها، وقالت : لم أكن أعلم أنني أربي قاتلي . . . والآن كفى بي داءً أن أرى الموت لي شافياً. . .

    أخذ هيثم يبكي بكاء مراً، وهو يقبل يديها وقدميها. . وفي هذه الأثناء كانت الأم قد لفظت آخر أنفاسها، فصعق هيثم ، وأنهار وأخذ يصرخ . . أماه . . أماه . . أماه . وأخذ يهذي ببعض الكلمات الغير مفهومة فأحاطوا به ، وأمسكوه ، واستدعوا له الطبيب ثم سئل الطبيب ما به ؟؟ وإلى أي قسم نذهب به ؟؟

    فأجهش الطبيب بالبكاء بعد ما عايش هذه الماساة . . . ثم قال : ليس له إلا مكان واحد وهو مستشفى الأمراض العقلية ، فقد فقد عقله بعدما سقط في هاوية الضياع.



    الملف كاملاً

  4. #4
    الثمال's صورة
    الثمال غير متواجد رئيسة الأركان التعليمية-مشرفة ركني الروضة ودار لك للتحفيظ -محررة في موقع لكِ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2002
    الموقع
    اللهم ارحم غربتي في الدنيا وارحم مصرعي عند الموت وارحم قيامي بين يديك
    الردود
    44,066
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    13
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • محلقة في سماء الإبداع
      • الإصرار على النجاح
      • متميزة
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • واميره النظافة والتنظيم 2
      • تربوية مثقفة
      • لمسة عطاء
      • درة صيفنا إبداع 1431هـ
      • فن وإبتكار
      • بصمة إبداع
      • الماهرة
      • مُبدعة صيف 1430هـ
      • أنامل ذهبية
      • بصمة إنجاز
      • بصمة تعاون
      • مصممة رائعة
      • بصمة مبدعة
      • ريشة متميزة
      • ذاكرة سياحية مميزة
      • فراشة الحلم والأ
    (أوسمة)
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله كل الخير
    وجعله الله في ميزان حسناتك

    لا إله إلا الله

مواضيع مشابهه

  1. فلاش سنوات الضياع ... حلقة لم تعرض في مسلسل سنوات الضياع
    بواسطة الخبراء العرب في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 0
    اخر موضوع: 26-07-2008, 07:09 PM
  2. الردود: 9
    اخر موضوع: 10-06-2008, 11:33 PM
  3. مين بتعرف اذا هاوية طبخ ولدت و الا لسة؟
    بواسطة mis spoon في الحمل والولادة و الرضاعة
    الردود: 10
    اخر موضوع: 28-05-2007, 05:50 PM
  4. عضوه جديدة.....هاوية المطبخ
    بواسطة هاوية المطبخ في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 7
    اخر موضوع: 08-07-2005, 11:42 AM
  5. هاوية الضياع
    بواسطة raby في نافذة إجتماعية
    الردود: 3
    اخر موضوع: 31-12-2002, 06:45 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ