بارك الله فيكِ أختي الحبيبة الأنبارية، هذا ما كنت أود قوله تقريباً..
الآية المخصصة لصلاة الخوف في سورة النساء دائماً تشعرني بالرهبة و التقصير..
سبحان الله، خوف و عدو و أسلحة و ترقب... و مع ذلك، لا عذر للتفريط في الصلاة..
في السفر.. إن لم تستطع سوى أن تصلي في الطائرة، جالساً، إلى أي إتجاه.. فافعل، و لكن لا عذر للتفريط في الصلاة..
إذاً كم هو عظيم أمرها !.. فكيف شأن الآمنين المستقرين؟..
من تجربتي الشخصية لاحظت أن الصلاة هي أكثر أمر ألمس فيه التيسير و الحفظ و المساندة من الله تعالى..
يعني تمر بي مواقف كثيرة يكون تأدية الصلاة فيها صعب أو غير ممكن، و لكن سبحان الله ما إن أبدي لله عزماً صادقاً على تأديتها، حتي أرى أبواب الفرج تفتح أمامي ..
في سفري أواجه مشاكل بالنسبة للصلاة، و قد ذكرت أحد المواقف في موضوع سابق، و لكن دائما ينتهي بي المطاف بتأديتها في وقتها ولله الحمد.. في معظم الحالات يكون وقتي ضيقا، و تكون الحمامات( أعزكم الله) في المطار قذرة و مكتظة لدرجة أنني أشعر أنه حتى لو أتاح لي الوقت و الزحام أن أستعملها، فنفسي تأبى ذلك.. سبحان الله عندما أكون مضطرة للوضوء، أجد عاملة النظافة تنظف المكان و تخرج منه بعد أن كانت أخلته للتنظيف، فأدخل و أتوضأ لوحدي من دون أي إزعاج
الوضوء يتيسر و أجد مكانا أو شخصا يحمل طفلي و أجد ركنا أصلي فيه و و و..
حتى الدعاء.. حصل أكثر من مرة أن وجدت نفسي عالقة في زحمة سير شديدة، حيث لا مجال لركن السيارة و النزول منها، و الصلاة يكاد أن ينقضي وقتها.. أدعو الله بكل صدق .. يا رب يا رب كل شيء إلا الصلاة..مهما كان ذنبي يا رب لا تعاقبني بتفويت الصلاة.. يا رب بقدرتك يسر لي تأدية هذا الفرض في وقته و أعدك أن أتوب عن كذا أو أن أداوم على كذا.. أقسم بالله دائما ينفرج السير و أبتسم و أود أن أقول للناس ، كلكم عائدون إلى منازلكم ببركة صلاتي و رحمة ربي مولى كل مسلم
و الناس سبحان الله.. يسخرهم الله.. لن أسرد المواقف مع أنها كثيرة و مزدحمة في رأسي، و لكن في كل منها أجد من يعينني على تأدية الصلاة، أو يدعمني معنويا ، أو أنني أتوقع ردات فعل غاضبة فأقابل بدل ذلك الإبتسامة و التفهم.. كله ببركة الصلاة و ببركة وعد الله تعالى الذي وعدنا بأن يحفظنا إن حفظنا حدوده و أوامره..
من أجمل المعاني و من رحمة ربنا و تيسيره لأمرنا، جعلت الأرض كلها مسجدا و طهورا للمسلمين.. أذكر أنني صليت على باب كنيسة مرة..
هذا كله في الأوقات الحرجة.. لا عذر لأحد.. إن أمر المحارب المهدد بالقتل بتأدية صلاته، فلا عذر لمن تعمل أو تدرس أو تتسوق أو تتواجد في أي مكان للتهاون في صلاتها..
والله يا هند أفكر دائما في نفسي و أقول، هذه عماد ديني.. يعني حتى ولو اقترفت جميع أنواع الذنوب، كلها ذنوب أسأل الله أن أتوب منها و أكفر عنها، و لكن صلاتي هي أساس ديني، إن زعزع هذا الأساس ، ما الذي يردني إلى الله و إلى الإنابة فيما بعد؟؟ هذه الصلاة قيمتها ليست في ذاتها فحسب، بل في تأثيرها على شأننا كله ؛ " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر".. إن حافظت على صلاتي و أديتها بحق، فلن يضيعني ربي و سوف تردني هذه الصلاة إلى السبيل السوي بإذن الله..
بالنسبة للبرنامج، هي قاعدة نضعها نصب أعيننا : أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها..
في النهاية، سوف نؤدي هذه الفريضة، فلم لا "نضرب عصفورين بحجر" و نؤديها على وقتها لنكسب أجر أحب الأعمال إلى الله.. و كيف لعاقل أن يفوت فرصة كتلك.. أحب الأعمال إلى الله، يعني أحب من الجهاد و أحب من الحج .. لن ندع الشيطان يلهينا لكي يحرمنا من فيض الخيرات هذا بإذن الله..
من كانت تعمل، تصلي في وقت الراحة.. أو حتى تستقطع من وقت العمل عشرة دقائق للصلاة.. إن قامت بواجباتها على أكمل وجه، و صلت الفرض من غير إطالة، لن يمنعها أحد..
أما بالنسبة للطالبات، فلا عذر لتفويت الصلاة إطلاقا.. تصلي في أي ركن بين المحاضرة و الأخرى.. حتى و إن تأخرت دقائق عن المحاضرة التالية..
في أحد الفصول أيام الجامعة كان عندي وقت ضيق جدا بين محاضرتين في مبنيين متباعدين.. و كان لا بد لي أن أصلي المغرب في هذا الفاصل و إلا فاتني، و الوقت بالكاد يكفي لكي أقطع المسافة بين المبنيين.. المشكلة أن القانون كان صارماً : عندما تبدأ المحاضرة يغلق الباب و لا يسمح بدخول أحد.. أول مرة وصلت متأخرة فطرقت الباب و سمحت لي المحاضرة النصرانية بالدخول و قالت لا تكرري التأخير. المرة الثانية نظرت لي نظرة إستياء فقلت لها آسفة كنت أصلي و الوقت ضيق جدا.. المرة الثالثة قالت لي هذا غير مقبول إطلاقا، فقلت لها : هل أفهم من كلامك أنك تمنعينني من تأدية صلاتي ؟؟ فوالله كأنما ألقى الله الرعب في قلبها
توجهت للطلاب و قالت : حسنا ، فلانة فقط لها حق التأخير ، و لكن الباب مغلق أمام أي أحد آخر يأتي متأخراً .. سبحان الله يا هند، كان بإمكانها أن أن تقول لي نعم أمنعك، و لن أستطيع أن أفعل شيئا لأن القانون بجانبها.. و لكن الله تعالى بجانبي أنا .. فالحمدلله على نعمة الإسلام .. كيف أكون مع ربي في صلاتي، ثم يدعني وحدي من دون نصير؟ حاشا لله..
ختاماً، جزاكِ الله خيراً مرة أخرى على فتح باب التذكرة هذا..
أسأل الله أن يوفقنا جميعاً للمحافظة على صلاتنا و تأديتها على الوجه الذي يرضيه عنا..
الروابط المفضلة