ساعة مع العارفين


الإمام أحمد بن محمد بن حنبل


أبو عبد الله الشيباني


(الجزء الأول)

الاسم:أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيبانى، أبو عبد الله المروزى ثم البغدادى
المولد:164 هـ بـ بغداد
الطبقة:10: كبارالآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة:241 هـ بـ بغداد
روى له:خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه)
رتبته عند ابن حجر: إمام ثقة حافظ فقيه حجة
رتبته عند الذهبي: الإمام
جيء به من مر وحملا فولد في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة .
وتوفي رضي الله عنه في سنة إحدى وأربعين ومائتين وقد استكمل سبعا وسبعين سنة .

(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ)

فأما نسبه فأخبرنا أبو منصور القزاز قال أنبأ أبو بكر بن ثابت قال أنبأ أحمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر بن حمدان قال أنبأ عبد الله بن أحمد ثنا أبي أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد إبن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط إبن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر إبن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة إبن نزار بن معد بن عدنان بن أدبن أدد بن الهميسع بن حمل بن النبت إبن قيدار بن إسمعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام .

(النبوغ والورع المبكران)

وعن أبي بكر المروزي قال: قال لي أبو عفيف وذكر أبا عبد الله أحمد بن حنبل فقال: كان في الكتاب معنا وهو غليم يُعرف فضله، وكان الخليفة بالرقة، فيكتب الناس إلى منازلهم، فيبعث نساؤهم إلى المعلم: ابعث إلينا بأحمد بن حنبل ليكتب لهم جواب كتبهم، فيبعثه فكان يجيء إليهم مطأطىء الرأس، فيكتب جواب كتبهم، فربما أملو عليه الشيء من المنكر فلا يكتبه لهم .
قال المصنف رحمه الله قلت: كانت مخايل النجابة تظهر من أحمد رضي الله عنه من زمان الصبا، وكان حفظه للعلم من ذلك الزمان غزيرا، وعمله به متوفرا، فلذلك كان مشايخه يعظمونه، فكان إسماعيل ابن عليه يقدمه وقت الصلاة يصلي بهم، وضحك أصحابه يوما فقال: أتضحكون وعندي أحمد بن حنبل !.
وعن إبراهيم بن شماس قال: كنت أعرف أحمد بن حنبل وهو غلام يحيي الليل !.

(من تواضع لله رفعه)

وعن إدريس بن عبد الكريم قال: قال خلف: جاءني أحمد بن حنبل يستمع حديث أبي عوانة فاجتهدت أن أرفعه فأبى وقال: لا أجلس إلا بين يديك، أُمِرْنا أن نتواضع لمن نتعلم منه .

(سعة علمه)

وعن أبي زرعة قال: كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث فقيل له: وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب .
أبو جعفر بن أحمد بن محمد بن سليمان التستري قال: قيل لأبي زرعة من رأيت من المشايخ المحدثين أحفظ؟ فقال: أحمد بن حنبل، حزرت كتبه اليوم الذي مات فيه فبلغت اثني عشر حملا وعدلا، ما كان على ظهر كتاب منها حديث فلان ولا في بطنه حديث فلان، وكل ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه .
وعن إبراهيم الحربي قال: رأيت أحمد بن حنبل كأن الله قد جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف يقول ما شاء ويمسك ما شاء .

(توقير العلماء له)

وعن أحمد بن سنان قال: ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بن حنبل، ولا رأيته أكرم أحدا كرامته لأحمد بن حنبل، وكان يقعد إلى جنبه إذا حدثنا وكان يوقره ولا يمازحه، ومرض أحمد فركب إليه فعاده .
وقال عبد الرزاق: ما رأيت أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل .
وقال وكيع وحفص بن غياث: ما قدم الكوفة مثل أحمد بن حنبل .
وقال أبو الوليد الطيالسي: مابالمِصْرَين أحد أحب إلي من أحمد بن حنبل .
وكان إبن مهدي يقول: ما نظرت إليه إلا ذكرت به سفيان الثوري، ولقد كاد هذا الغلام أن يكون إماما في بطن أمه !.
وقال يحيى بن سعيد: ما قدم علي مثل أحمد بن حنبل .
وقال أبو عاصم النبيل وقد ذكر طلاب العلم فقال: ما رأينا في القوم مثل
أحمد بن حنبل .

(الخفي التقي)

وعن أبي بكر المروزي قال: كنت مع أبي عبد الله –يعني أحمد بن حنبل- نحوا من أربعة أشهر بالعسكر، لا يدع قيام الليل وقراءة النهار، فما علمت بختمة ختمها !!، كان يُسرُّ ذلك .

(الصلاة وطلب العلم)

وعن أبي عصمة بن عصام البيهقي قال: بت ليلة عند أحمد بن حنبل، فجاء بالماء فوضعه، فلما أصبح نظر في الماء فإذا هو كما كان، فقال: سبحان الله رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل !.

(فليقل خيراًٍ أو ليصمت)

وعن أبي داود السجستاني قال: لم يكن أحمد بن حنبل يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا فإذا ذكر العلم تكلم .
وقال أبو داود السجستاني كانت مجالسة أحمد بن حنبل مجالسة الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا، ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط .

(هيبة العالم)

وعن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: جالست أبا يوسف، ومحمد بن الحسن ، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، فما هبت أحدا منهم ما هبت أحمد بن حنبل، ولقد دخلت عليه في السجن لأسلم عليه فسألني رجل عن مسألة فلم أجبه هيبة له .

(إن الله جميل يحب الجمال)

وعن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: ما أعلم أني رأيت أحدا أنظف ثوبا، ولا أشد تعاهدا لنفسه في شاربه، وشعر رأسه، وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا، وأشده بياضا من أحمد بن حنبل .

(ما يلزم طالب العلم)

وعن علي بن المديني قال: قال لي أحمد بن حنبل: إني لأحب أن أصحبك إلى مكة، وما يمنعني من ذاك إلا أني أخاف أن أملّك أو تملني، قال فلما ودعته قلت: يا أبا عبد الله توصيني بشيء قال: نعم ؛ ألزم التقوى قلبك، وألزم الآخرة أمامك .

(حُسْن العِشرة)

وعن أحمد بن عتبة قال: لما ماتت أم صالح قال أحمد لامرأة عندهم: إذهبي إلى فلانة؛ إبنة عمي فاخطبيها لي من نفسها، قال: فأتتها فأجابته فلما رجعت إليه قالت: كانت أختها تسمع كلامك، قال: وكانت بعين واحدة؟ قالت له: نعم، قال: فاذهبي فاخطبي تلك التي بعين واحدة، فاتتها فأجابتها وهي أم عبد الله، فأقام معها سبعا ثم قالت له: كيف رأيت يا بن عم أنكرت شيئا؟ قال: لا إلا أن نعلك هذه تصر .

(أخلاق الأنبياء)

وعن إبراهيم الحربي قال كان أحمد بن حنبل يأتي العرس والختان والإملاك يجيب ويأكل .

(التواضع وعدم التكلف)

وعن إسحاق بن راهوية قال: لما خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرزاق
انقطعت به النفقة، فأكرى نفسه من بعض الجمالين إلى أن وافى صنعاء
، وقد كان أصحابه عرضوا عليه المواساة فلم يقبل من أحد شيئا .

(وعلى أن لا تسألوا الناس حوائجكم)

وعن عبد الله بن أحمد قال: كنت أسمع أبي كثيرا يقول في دبر الصلاة:
اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك صنه عن المسألة لغيرك.
وعن الرمادي قال: سمعت عبد الرزاق وذكر أحمد بن حنبل، فدمعت عيناه فقال: قدم وبلغني أن نفقته نفدت، فأخذت عشرة دنانير وأقمته خلف الباب وما معي ومعه أحد وقلت: إنه لا تجتمع عندنا الدنانير، وقد وجدت الساعة عند النساء عشرة دنانير، فخذها فأرجو إلا تنفقها حتى يتهيأ عندنا شيء، فتبسم وقال لي: يا أبا بكر لو قبلت شيئا من الناس قبلت منك، ولم يقبل !!
وعن علي بن الجهم قال: كان له جار فأخرج إلينا كتابا فقال: أتعرفون هذا الخط؟ قلنا هذا خط أحمد بن حنبل، كيف كتب لك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عيينة، ففقدنا أحمد بن حنبل أياما لم نره، ثم جئنا إليه لنسأل عنه، فقال لنا أهل الدار التي هو فيها: هو في ذلك البيت –أي الغرفة- فجئنا إليه والباب مردود عليه وإذا خلقان فقلنا له يا أبا عبد الله ما خبرك لم نرك منذ أيام فقال سرقت ثيابي، فقلت له معي دنانير فإن شئت فخذ قرضا وإن شئت فصله فأبى أن يفعل، فقلت تكتب لي بأجره، قال: نعم فأخرجت دينارا فأبى أن يأخذه وقال: اشتر لي ثوبا واقطعه بنصفين فأومأ إلي أنه يأتزر بنصف ويرتدي بالنصف الآخر وقال جئني بنفقته ففعلت وجئت بورق فكتب لي وهذا خطه .
وعن صالح بن أحمد بن حنبل قال: دخلت على أبي في أيام الواثق والله
يعلم في أي حالة نحن وخرج لصلاة العصر، وكان له جلد يجلس عليه قد
أتت عليه سنون كثيرة حتى قد بلى فإذا تحته كتاب فيه: بلغني يا أبا عبد الله ما أنت فيه وعن الضيق وما عليك من الدين، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم على يدي فلان لتقضي بها دينك، وتوسع بها على عيالك، وما هي من صدقة ولا زكاة إنما هو شيء ورثته من أبي، فقرأت الكتاب ووضعته، فلما دخل قلت له: يا أبة ما هذا الكتاب؟ فاحمر وجهه وقال: رفعته منك، ثم قال: تذهب بجوابه إلى الرجل وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم وصل كتابك إلي ونحن في عافية، فأما الدَيْن فإنه لرجلٍ لا يرهقنا وأما عيالنا فهم بنعمة الله والحمد لله .
فذهبت بالكتاب إلى الرجل الذي كان أوصل كتاب الرجل فقال: ويحك لو أن أبا عبد الله قبل هذا الشيء ورمى به في دجلة كان مأجورا !،لأن هذا الرجل لا يعرف له معروف، فلما كان بعد حين ورد كتاب الرجل بمثل ذلك فرد عليه الجواب بمثل ما رد فلما مضت سنة أو أقل أو أكثر ذكرناها فقال لو كنا قبلناها كانت قد ذهبت – أي نفذت - .
وعن محمد بن موسى بن حماد الزيدي قال: حمل إلى الحسن بن عبد العزيز الحروي من ميراثه من مصر مائة ألف دينار فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس في كل كيس ألف دينار، فقال: يا أبا عبد الله هذه ميراث حلال فخذها فاستعن بها على عائلتك فقال: لا حاجة لي فيها أنا في كفاية فردها ولم يقبل منها شيئا .

لاشك أنه كا ن عا لما ورعا.متقيا لله تعالى
أخى شكرا على هذه المعلو ما ت القيمه
وجزا ك الله خيرا

شكرا لك اخي
بارك الله فيك ورحم الله امامنا الجليل احمد بن حنبل
امام اهل السنة والجماعة

يسلموووووووووووووو ويجزيك ربي الف خير

شكرا جزيلا على المرور
بارك الله فيكِ