السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين

ساعة مع العارفين

مالك بن دينار

(الجزء الثاني)

(تواضع)

عن جعفر بن سليمان قال قال مالك بن دينار: إذا ذكر الصالحون فأف لي وتف .

(وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)

سعيد بن عصام قال سمعت مالك بن دينار يقول: كان الأبرار يتواصون بثلاث بسجن اللسان، وكثرة الاستغفار، والعزلة .

(الدنيا أوردتك الموارد )

أبو الحسن البصري قال: دخل مالك بن دينار على رجل محبوس قد أخذ بخراج خُرِّج عليه وَقُيِّدْ فقال: يا ابا يحيى، أما ترى ما أنا فيه من هذه القيود، فرفع مالك رأسه فإذا سلة، قال لمن هذه السلة ؟ قال لي: فمر بها فلتُنْزَل، فأنزلت فوضعت بين يديه فإذا دجاج وأخبصة !! فقال: هذه وضعت القيود في رجلك !! لا هُمْ، وقام عنه .

(أنا بنفسي رفيق )

قال وكان مالك بن دينار يطوف بالبصرة في الأسواق فينظر إلى أشياء يشتهيها فيرجع فيقول لنفسه: أبشرى فوالله ما حرمتك ما رأيت إلا لكرامتك علي .
عبدالعزيز بن سلمان العابد قال: انطلقت أنا وعبد الواحد بن زيد إلى مالك بن دينار، فوجدناه قد قام من مجلسه فدخل منزله وأغلق عليه باب الحجرة، فجلسنا ننتظره ليخرج أو لنسمع له حركة فنستأذن عليه، فجعل يترنم بشيء لم نفهمه، ثم بكى حتى جعلنا نأوى – نرحمه ونشفق عليه - له من شدة بكائه ثم جعل يشهق ويتنفس حتى غشي عليه، قال فقال لي عبد الواحد: انطلق ليس لنا مع هذا اليوم عمل، هذا رجل مشغول بنفسه.

(علة لا علاج لها )

جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول: إن البدن إذا سقم لا ينجع فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة، وكذلك القلب إذا علق حب الدنيا لم ينجع فيه المواعظ .

(ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً )

عن جعفر بن سليمان قال: جاء محمد بن واسع إلى مالك بن دينار فقال: يا أبا يحيى إن كنت من أهل الجنة فطوبى لك، فقال: ينبغي لنا إذا ذكرنا الجنة أن نخزى .

(إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً )

الحارث بن سعيد قال: كنا عند مالك بن دينار وعندنا قارئ يقرأ (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) فجعل مالك ينتفض وأهل المجلس يبكون ويصرخون حتى انتهى إلى هذه الآية (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ . وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) قال: فجعل مالك والله يبكى ويشهق حتى غشي عليه، فحمل بين القوم صريعا .

(أول منازل الآخرة )

عبدالله بن مرزوق قال: بلغني أن مالك بن دينار دخل المقابر ذات يوم، فإذا رجل يدفن، فجاء حتى وقف على القبر، فجعل ينظر إلى الرجل وهو يدفن، فجعل يقول: -يخاطب نفسه- مالك غدا هكذا يصير، وليس له شيء يتوسده في قبره، فلم يزل يقول غدا مالك هكذا يصير حتى خر مغشيا عليه في جوف القبر، فحملوه فانطلقوا به إلى منزله مغشيا عليه .

(شغل القلوب )

مسمع بن عاصم قال قال مالك بن دينار ورأى إنسانا يضحك فقال: ما أحب أن قلبي فرغ لمثل هذا وأن لي ما حوت البصرة من الأموال والعقد.

(عقوبة الله لعالم السوء )

عبدالله العبدي قال حدثنا جعفر عن مالك قال: إن في بعض الكتب أن الله عز وجل يقول: إن أهون ما أنا صانع بالعالم إذا أحب الدنيا أن أخرج حلاوة ذكرى من قلبه .

(خُدّام الله تعالى )

مجالد بن عبيد الله قال حدثنى عمر عن مالك بن دينار أنه كان يقول: إن الله عز وجل إذا أحب عبدا انتقصه من دنياه، وكف عنه ضيعته، ويقول لا تبرح من بين يدى، قال: فهو متفرغ لخدمة ربه عز وجل، وإذا أبغض عبدا دفع في نحره شيئا من الدنيا ويقول: اغرب من بين يدي فلا أراك بين يدي، فتراه معلق القلب بأرض كذا وبتجارة كذا .

(دعاء الدنانير )

الحسين بن زياد قال سمعت منيعا يقول: مر تاجر بعشّار –عمال الضرائب- فحبسوا عليه سفينته، فجاء إلى مالك بن دينار فذكر ذلك له قال: فقام مالك فمشى إلى العُشّار، فلما رأوه قالوا: يا أبا يحيى ألا تبعث إلينا حاجتك ؟ قال حاجتي أن تخلوا سفينة هذا الرجل، قالوا: قد فعلنا قال ؛ وكان عندهم كوز –وعاء- يجعلون فيه ما يأخذون من الناس من الدراهم، فقالوا: ادع الله لنا يا أبا يحيى، قال: قولوا للكوز يدعو لكم، كيف أدعو لكم وألف يدعون عليكم أترى يستجاب لواحد ولا يستجاب لألف . !!!

(من أحصى كلامه قل منطقه )

محمد بن عبد الله عن أبى قدامه الحارث بن عبيد قال سمعت مالكا يقول: لو أن القوم كُلِّفوا الصحف –كتابة أعمالهم- لأقلوا المنطق .

(فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ )

السرى بن يحيى عن مالك بن دينار قال: والله لو وقف مَلكٌ بباب المسجد وقال: يخرج شر من في المسجد لبادرتكم إليه .

(وكان نبي الله داود r يأكل من طعام يده )

رياح بن عمرو القيسى قال سمعت مالك بن دينار يقول: دخل عليَّ جابر بن زيد وأنا أكتب فقال: يا مالكٌ، مالَكَ عمل إلا هذا ؛ تنقل كتاب الله عز وجل من ورقة إلى ورقة ؟ !هذا والله الكسب الحلال .

(وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ )

جعفر بن سليمان قال سمعت المغيره بن حبيب أبا صالح ختن مالك ابن دينار يقول: قلت لنفسي يموت مالك بن دينار وأنا معه في الدار لا أدرى ما عمله، قال فصليت معه العشاء الآخر، ثم جئت فلبست قطيفة في أطول ما يكون من الليل، قال: وجاء مالك فدخل فقرب رغيفه فأكل، ثم قام إلى الصلاة فاستفتح، ثم أخذ بلحيته، فجعل يقول: يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبه مالك بن دينار على النار، قال: فوالله ما زال كذلك حتى غلبتني عيني، ثم انتبهت، فإذا هو قائم على تلك الحال يقدم رجلا ويؤخر رجلا ويقول: يا رب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك بن دينار على النار، فما زال كذلك حتى طلع الفجر فقلت في نفسي: والله لئن خرج مالك بن دينار فرآني لا تبلني عنده بالة أبدا فجئت إلى المنزل وتركته .

(خيانة وشر )

جعفر بن سليمان قال سمعت مالك بن دينار يقول: كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة، وكفى بالمرء شرا أن لا يكون صالحا ويقع في الصالحين .

(أطيب ما في الحياة )

سلم الخواص قال: قال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قالوا: وما هو ؟ قال: معرفة الله عز وجل .

(الهَبَاء المَّنثُور )

فطر بن حماد بن واقد قال: أنبأ أبى قال سمعت مالك بن دينار يقول: قولوا لمن لم يكن صادقا لا يتعنى – لا يتعب نفسه - .

(قلوب خراب )

جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول، إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب، كما أن البيت إذا لم يسكن خرب .

(الدنيا الساحرة )

جعفر قال سمعت مالكا يقول: اتقوا السحّارة، اتقوا السحّارة، فإنها تسحر قلوب العلماء .

إن الله عز وجل إذا أحب عبدا انتقصه من دنياه، وكف عنه ضيعته، ويقول لا تبرح من بين يدى، قال: فهو متفرغ لخدمة ربه عز وجل، وإذا أبغض عبدا دفع في نحره شيئا من الدنيا ويقول: اغرب من بين يدي فلا أراك بين يدي، فتراه معلق القلب بأرض كذا وبتجارة كذا

بارك الله فيكم..

شكرا جزيلا على المرور
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير