ساعة مع العارفين
محمد بن سيرين
(الجزء الثاني)
(لا أعينك على معصية السلطان)
عبد الله بن مسلم بن يسار قال لما حبس بن سيرين في السجن قال له السجان إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك فإذا أصبحت فتعال فقال بن سيرين لا والله لا أعينك على خيانة السلطان .
قلت وكان حبس بن سيرين في سبب دين ركبه لبعض الغرباء .
( خير الصيام صيام داود r )
عن ابن شوذب قال كان ابن سيرين يصوم يوما ويفطر يوما .
وكان اليوم الذي يفطر فيه يتغذى ولا يتعشى ثم يتسحر ويصبح صائما .
موسى بن المغيرة قال رأيت محمد بن سيرين يدخل السوق نصف النهار يكبر ويسبح ويذكر الله عز وجل فقال له رجل يا أبا بكر في هذه الساعة قال إنها ساعة غفلة .
هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين قالت كان محمد إذا دخل على أمه لم يكلمها بلسانه كله تخشعا لها .
عن ابن عون قال دخل رجل على محمد وهو عند أمه فقال ما شأن محمد يشتكى شيئا فقالوا لا و لكن هكذا يكون إذا كان عند أمه .
عن ابن عون قال أرسل ابن هبيرة إلى ابن سيرين فأتاه فقال له كيف تركت أهل مصرك قال تركتهم والظلم فيهم فاش .
قال ابن عون كان محمد يرى أنها شهادة يسأل عنها فكره أن يكتمها
عن جعفر بن مرزوق قال بعث ابن هبيرة إلى ابن سيرين والحسن والشعبي قال فدخلوا عليه فقال لابن سيرين يا أبا بكر ماذا رأيت منذ قربت من بابنا قال رأيت ظلما فاشيا قال فغمزه ابن أخيه بمنكبه فالتفت إليه ابن سيرين فقال ابن سيرين إنك لست تسأل ، إنما أسأل أنا فأرسل إلى الحسن بأربعة آلاف وإلى ابن سيرين بثلاثة آلاف وإلى الشعبي بألفين فأما ابن سيرين فلم يأخذها .
( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ )
عن جعفر بن أبي الصلت قال قلت لمحمد بن سيرين ما منعك أن تقبل من ابن هبيرة قال فقال لي يا أبا عبدالله أو يا هذا إنما أعطاني على خير كان يظنه بي ولئن كنت كما ظن بي فما ينبغي لي أن أقبل وإن لم أكن كما ظن فبالحري أن لا يجوز لي أن أقبل .
عن عمير بن رئاب عن ابن سيرين قال العزلة عبادة .
عن ابن عون قال كان لابن سيرين منازل لا يكريها إلا من أهل الذمة فقيل له في ذلك فقال إذا جاء رأس الشهر رعته وأكره أن أروع مسلما .
عن عبيد الله بن السرى قال قال ابن سيرين إني لأعرف الذنب الذي حمل به على الدين ما هو قلت لرجل منذ أربعين سنة يا مفلس فحدثت به أبا سليمان الداراني فقال قَلّت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون وكثرت ذنوبي وذنوبك فليس ندرى من أين نؤتى .
عن عاصم الأحول قال كان عامة كلام ابن سيرين سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده .
عن هشام بن حسان قال ربما سمعت بكاء محمد بن سيرين في جوف الليل وهو يصلى .
عن أنس بن سيرين قال كان لمحمد بن سيرين سبعة أوراد يقرؤها بالليل فإذا فاته منها شيء قرأه من النهار .
عن هشام قال كان ابن سيرين يحيى الليل في رمضان .
عن دهير قال كان ابن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو منه على حدته .
مهدى قال كنا نجلس إلى محمد فيحدثنا ونحدثه ويكثر إلينا ونكثر إليه فإذا ذكر الموت تغير لونه واصفر وأنكرناه وكأنه ليس بالذي كان .
عن ابن عون أن محمد بن سيرين كان إذا نام وجه نفسه – أي إلى القبلة ؛ كهيئة الميت - .
أبى قال كان الرجل إذا سأل ابن سيرين عن الرؤيا قال اتق الله عز وجل في اليقظة ولا يضرك ما رأيت في المنام .
بشر بن عمر قال حدثتنا أم عباد امرأة هشام بن حسان قالت كنا نزولا مع محمد ابن سيرين في الدار فكنا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار .
الصقر يعني ابن حبيب قال مر ابن سيرين برآس – الذي يعدُّ رؤوس الأنعام للطعام - قد أخرج رأسا فغشي عليه .
أسند محمد بن سيرين عن زيد بن ثابت وابن عمر وابن عباس وأبي سعيد وعمران بن حصين وجندب وأنس وأبي هريرة وأبي بكرة في آخرين قال علي بن المديني لم يحفظ عن زيد بن ثابت شيئا إلا أنه سمع كلامه وتوفى في سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم وهو ابن نيف وثمانين سنة
الروابط المفضلة