رأي شيخ الإسلام الإمام أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي
في عقيدة الإمامية




للعلامة: أبي الحسن الندوي



ونظراً إلى هذه المعتقدات المشركة عن الإمامية، يبدو أن ما توصل إليه الإمام أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي المعروف بولي الله الدهلوي (1)(م 1176 ) من نتيجة وحكم على هذا المذهب، إنما هو واقع صحيح، يقول :
((إن بطلان الإمامية يعرف من لفظ الإمام، فإن الإمام عندهم هو المعصوم، المفترض الطاعة، الموحى إليه وحياً باطنياً، وهذا هو معنى النبي . فمذهبهم يستلزم إنكار النبوة . (2)

=========
1- هو صاحب الكتابين الشهيرين (حجة الله البالغة) و (إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء)
2- الدر الثمين في مبشرات النبي الأمين / ص 4-5



الشمس المشرقة للعالم
واحدة وما عداها فذرات مستنيرة بنورها
أما شخصية الرسول e فلا يكفينا أن نتصل به اتصالاً قانونياً فحسب ، بل المطلوب منا أن نرتبط به ارتياطاً روحياً وعاطفياً ، ونحبه حباً خالصاً عميقاً يفوق كل حب للمال والنفس ، والأهل والأولاد ، ولا تشارك في ذلك أي شخصية بعد ذات الله تعالى وإن كان من كبار الأولياء ، أو من الرجال الكاملين ، أو فرداً عظيماً من أفراد أهل البيت .
إن النبي e شمس مشرقة للعالم كله ، وكل من عداه سواء كان من الصحابة الكرام أو المجددين ، أو مؤسسي الحكومات والممالك أو قادة الثورات ، فهو ذرة تستنير بنور هذه الشمس المشرقة وتنير ، وهو تراب يتحول إلى إكسير ، وحديد ينقلب (حجر الفلاسفة) وهو أحق وأجدر بالوصف الذي جاء في بيتين عربيين قديمين:

ألا إن وادي الجذع أضحى ترابه *** من المسك كافوراً وأعواده رندا
وما ذاك إلا أن هنداً عشية *** تمشت وجرت في جوانبه برداً