بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله أهل الحمد والثناء , المنفرد برداء العزة والكبرياء , المتوحد بصفات المجد والعلاء , المؤيد عباده المؤمنين بقوة الصبر على السراء والضراء , والشكر على البلاء والنعماء, والصلاةوالسلام على نبينا محمد خير البرية وعلى آله الاخيار وأصحابه الكرام
قصة... كيف يشكر الله عزوجل على البلاء
شكا نبى من الانبياء عليهم السلام الى ربه عزوجل فقال : يارب ,العبد المؤمن يطيعك ويجتنب معاصيك تزوى عنه الدنيا وتعرض له البلاء , ويكون الكافر لايطيعك ويجترئ عليك وعلى معاصيك تزوى عنه البلاء وتبسط له الدنيا , فأوحى الله تعالى اليه : " أن العباد لى والبلاء لى وكل يسبح بحمدى , فيكون المؤمن عليه من الذنوب , فازوى عنه الدنيا وأعرض له البلاء فيكون كفارة لذنوبه حتى يلقانى فأجزيه بحسناته . ويكون الكافر له الحسنات فأبسط له فى الرزق وازوى عنه البلاء فأجزيه بحسناته فى الدنيا حتى يلقانى فأجزيه بسيئاته .ا
*** مواعظ***
: كيف يتصور أن يشكر الله جلاوعلا على المصائب والابتلاءات
أولا : اعلموا رحمكم الله تعالى أن كل مصيبة ومرض فهناك ماهو أكبر منها , أذ قدرة الله تعالى لاتتناهى فلو ضعفها أو زادها فماذا كان يرده أو يحجزه فليشكر العبد ربه اذ لم تكن أعظم منها فى الدنياقال الله تعالى " قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11)
ثانيا : أن يشكر الله عزوجل ان لم يكن هذا البلاء فى دينه وهو البلاء الاعظم اذ غاية البلاء فى
الدنيا لمدة محدودة ويجد من يسرى عنه ويهون عليه المصيبة, أما مصيبة الآخرةاما تدوم أو لاتدوم فلا سبيل الى تخفيفها أو تهوينها فكل الاسباب مقطوعة بالكلية عن المعذبين فى نار جهنم أعاذنا الله تعالى وأياكم بمنه وفضله من عذاب الآخرةالذى يجعل الافئدة هواء ويجعل الولدان شيبا
ثالثا :واعلموا غفر الله تعالى لكم ولى أن هذا الابتلاء قضاء الله سبحانه وقدره لايرد فلا معقب لحكمه ولا راد لقضائه وان حكمته اقتضت ذلك ولم يقدر عبثا فيجب على العبد المؤمن التسليم والرضالمن يعلم عواقب الامور ومن هو أصلح بمصالح عباده المؤمنين فمعظم مصالح العباد فيما تكرهه أنفسهم فأكم من حكمة لله تعالى فى ابتلاء عبده المؤمن لايعلمها الا هو سبحانه فلربما يكون هذا الابتلاء كالسلاسل التى تقود العبد الى الجنة وتمنعه من البطر والطغيان , قال الله تعالى " كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى " أو كمن يسقيك الدواء النافع المر المذاق فانك تتألم وتفرح فتصبر على الالم وتشكر على العلاج قال الله تعالى " مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يصب منه )ا
رابعا: فتح باب التذلل والعبودية والافتقار الى الله تعالى بالدعاء والتوسل اليه وهو من أحب العبادات اليه والوسيلة لينال بها العبد المؤمن سعادة الابد والقرب من الله عزوجل, وذل العبد لمولاه عز ورفعه وغدا يشكره عباده المؤمنين على البلاء اذا رأوا ثواب الله عزوجل على البلايافما من قربه أو طاعة الا أجرها بتقدير وحساب الا الصبر على البلايا.قال الله تعالى " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ"وقال الله تعالى " سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار"ا
خامسا: وان لم تحسن الصبرعلى البلاءوضعفت و قلت كيف اشكر الله تعالى وأرى جماعه ممن زادت معصيتهم على معصيتى ولم يصابوا بماأصبت حتى الكفار !!! فاعلموا عباد الله تعالى أن الكافر قد خبئ الله جل وعلا ماهو أطم وأعظم وانما أمهل حتى يستكثر من الاثم ويطول عليه العقاب بكفره فليس له طريق الا الخلود فى النار قال الله تعالى " وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ", أما العاصى من المسلمين فمن أين يعلم أن غيره أعصى منه ,فرب خاطر بسوء أدب فى حق الله تبارك وتعالى أو فى صفاته اعظم من سائر المعاصى فقد قال الله تعالى" وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ"ثم لعله قد أخرت عقوبته الى الاخرة وعجلت عقوبتك فى الدنيا فلم لاتشكر الله تعالى على ذلك.
سادسا: انتبهوا للبلاء رحمكم الله تعالى فهو أنذار وتحذير من العلى القدير للعباد حتى ينيبوا ويرجعوا الى ربهم من المعاصى الى الطاعات قال الله تعال وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" ,ولايركنوا الى الدنيا التى هى رأس كل خطيئةفهى زائلة ولايبقى للعبد الا الباقيات الصالحات ,قال الله تعالى" فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ"فلم لايشكر الله تبارك وتعالى على هذا الانذارقبل ضياع العمر. ا
سابعا: اعلموا وفقكم الله تعالى أن الضارفى الدنيا النافع فى الآخرة هو النعمة , والنافع فى الدنيا الضار فى الآخرة هو البلاء المطلق, وأن أجر الصابرين فيما يصابون به أعظم من النعمه عليهم فيما يعافون منه , قال الله عزوجل " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ". فلله تعالى كل الشكر والرضا على هذه المنح والعطايا.ا
دعاء: اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك,ومن طاعتك ماتبلغنا بها جنتك,ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا,ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ماأحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا,وانصرنا على من عادانا,ولاتجعل مصيبتنا فى ديننا,ولاتجعل الدنيا أكبر همناولاتسلط علينا من لايرحمنا بذنوبنا...اللهم لاتدع لنا ذنبا الا غفرته, ولاهما الا فرجته ,ولامريضا الا شفيته برحمتك ياأرحم الراحمين.آمين
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
منقول للفائدة
الروابط المفضلة