انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 6 من 6

الموضوع: كن في الدنيا كأنك غريب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الردود
    322
    الجنس
    أنثى

    كن في الدنيا كأنك غريب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى اللهعليه وسلم بمنكبيّ فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل )

    وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " . رواه البخاري .
    الشرح : عندما نتأمل في حقيقة هذه الدنيا ، نعلم أنها لم تكن يوما دار إقامة ، أو موطن استقرار ، ولئن كان ظاهرها يوحي بنضارتها وجمالها ،إلا أن حقيقتها فانية ، ونعيمها زائل ، كالزهرة النضرة التي لا تلبث أن تذبل ويذهببريقها . تلك هي الدنيا التي غرّت الناس ، وألهتهم عن آخرتهم ، فاتخذوها وطنا لهم ، ومحلا لإقامتهم ، لا تصفو فيها سعادة ، ولا تدوم فيها راحة ، ولا يزال الناس في غمرة الدنيا يركضون ، وخلف حطامها يلهثون ، حتى إذا جاء أمر الله انكشفلهم حقيقة زيفها ، وتبين لهم أنهم كانوا يركضون وراء وهم لا حقيقة له ، وصدق اللهالعظيم إذ يقول : { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } ( آل عمران : 185 )

    وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليترك أصحابه دون أن يبيّن لهم ماينبغي أن يكون عليه حال المسلم في الدنيا ، ودون أن يحذّرهم من الركون إليها ؛ فهوالرحمة المهداة ، والناصح الأمين ، فكان يتخوّلهم بالموعظة ، ويضرب لهم الأمثال ،ولذلك جاء هذا الحديث العظيم بيانا وحجة ووصية خالدة . لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ؛ ليسترعي بذلك انتباهه، ويجمع إليه فكره ، ويشعره بأهمية ما سيقوله له ، فانسابت تلك الكلمات إلى روحهمباشرة : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) وانظر كيف شبّه النبي صلى الله عليه وسلم مُقام المؤمنين في الدنيا بحال الغريب ؛ فإنك لا تجد فيالغريب ركونا إلى الأرض التي حل فيها ، أو أنسا بأهلها ، ولكنه مستوحش من مقامه، دائم القلق ، لم يشغل نفسه بدنيا الناس ، بل اكتفى منها بالشيء اليسير

    لقد بيّن الحديث غربة المؤمن في هذه الدنيا ، والتي تقتضي منه التمسّك بالدين ، ولزوم الاستقامة على منهج الله ، حتى وإن فسد الناس ، أو حادوا عن الطريق؛ فصاحب الاستقامة له هدف يصبو إليه ، وسالك الطريق لا يوهنه عن مواصلة المسير تخاذل الناس ، أو إيثارهم للدعة والراحة ، وهذه هي حقيقة الغربة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبافطوبى للغرباء ) رواه مسلم وإذا كان المسلم سالكاً لطريق الاستقامة ،حرص على قلّة مخالطة من كان قليل الورع ، ضعيف الديانة ، فيسلم بذلك من مساوئ الأخلاق الناشئة عن مجالسة بعض الناس كالحسد والغيبة ، وسوء الظن بالآخرين ، وغير جاء النهي عنه ، والتحذير منه ولا يُفهم مما سبق أن مخالطةالناس مذمومة بالجملة ، أو أن الأصل هو اعتزال الناس ومجانبتهم ؛ فإن هذا مخالف لأصول الشريعة التي دعت إلى مخالطة الناس وتوثيق العلاقات بينهم ، يقول الله تعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا } (الحجرات : 13 ) ، وقد جاء في الحديث الصحيح : ( المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبرعلى أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) رواه الترمذي ،ولنا في رسول الله أسوة حسنة حين كان يخالط الناس ولا يحتجب عنهم .


    وإنما الضابط في هذه المسألة : أن يعتزل المرء مجالسة من يضرّه فيدينه ، ويشغله عن آخرته ، بخلاف من كانت مجالسته ذكرا لله ، وتذكيرا بالآخرة ،وتوجيها إلى ما ينفع في الدنيا والآخرة ولنا عودة مع قول النبي صلىالله عليه وسلم : ( كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) ، ففي هذه العبارة ترقٍّ بحالالمؤمن من حال الغريب ، إلى حال عابر السبيل .فعابر السبيل : لا يأخذ من الزاد سوى ما يكفيه مؤونة الرحلة ، ويعينه على مواصلة السفر ، لا يقر له قرار ، ولا يشغله شيء عن مواصلة السفر ، حتى يصل إلى أرضه ووطنه .يقول الإمام داود الطائي رحمه الله : " إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة ،حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل ؛ فإن انقطاع السفر عما قريب ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض ما أنت قاض من أمرك " وهكذا يكون المؤمن ، مقبلا على ربه بالطاعات ، صارفا جهده ووقته وفكره في رضا الله سبحانه وتعالى ، لا تشغله دنياه عن آخرته ، قد وطّن نفسه على الرحيل ، فاتخذ الدنيا مطيّة إلى الآخرة ، وأعد العدّة للقاء ربه ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه الترمذي . ذلك هو المعنى الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصله إلى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، فكان لهذا التوجيه النبوي أعظم الأثر في نفسه ، ويظهر ذلك جليا في سيرته رضي الله عنه ، فإنه ما كان ليطمئنّ إلى الدنيا أو يركن إليها ، بل إنه كان حريصا على اغتنام الأوقات ، كما نلمس ذلك في وصيّته الخالدة عندما قال رضي الله عنه : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك "

    منقول للفائدة
    آخر مرة عدل بواسطة ياسمينة .. : 20-09-2007 في 11:56 PM السبب: تنسيق النص

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الردود
    322
    الجنس
    أنثى
    أرجو المعذرة
    الموضوع ظهرت فيه زوائد

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    جزاكِ الله خيراً
    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الموقع
    (المنصورة - مصر) الحبيبة
    الردود
    2,300
    الجنس
    أنثى
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكى الله خيرا
    وبارك فيك

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الردود
    322
    الجنس
    أنثى
    شكراً أحبتي على المرور

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الموقع
    رياض الخير
    الردود
    714
    الجنس
    أنثى

    flower1

    نقل موفق أختي الكريمة

    بارك الله فيك وأثابك

    دمت بخير

مواضيع مشابهه

  1. غريب حال الدنيا وعجيب حال البشر
    بواسطة دلوعة اهلها02 في فيض القلم
    الردود: 4
    اخر موضوع: 16-11-2008, 12:14 AM
  2. كن في الدنيا كأنك غريب
    بواسطة ام بخيت في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 12-07-2008, 12:37 AM
  3. اهذه من نساء الدنيا غريب!
    بواسطة zyzy في نافذة إجتماعية
    الردود: 12
    اخر موضوع: 15-01-2008, 08:20 PM
  4. غريب .................ويسكن الدنيا
    بواسطة flower-moon في فيض القلم
    الردود: 7
    اخر موضوع: 26-11-2007, 01:32 AM
  5. الردود: 2
    اخر موضوع: 28-01-2002, 08:49 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ