مع العلماء العاملين الصالحين
أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج ( ت 140 )
(الجزء الاول)

مولى لقوم من بني ليث بن بكر

الاسم: سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج الأفزر التمار المدنى القاص الزاهد الحكيم، مولى الأسود بن سفيان المخزومى
الطبقة: 5 : من صغار التابعين
الوفاة: فى خلافة المنصور
روى له: خ م د ت س ق (البخاري-مسلم-أبو داود-الترمذي-النسائي-ابن ماجه)
رتبته عند ابن حجر: ثقة عابد
رتبته عند الذهبي:الإمام، أحد الأعلام، قال ابن خزيمة: ثقة، لم يكن فى زمانه مثله.
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال ما رأيت أحدا الحكمة إلى فيه أقرب من أبي حازم.


( الغنى عن الناس )

وعن سفيان قال قيل لأبي حازم ما مالك ؟ قال: ثقتي بالله عز وجل ، ويأسي مما في أيدي الناس .


( حقيقة الدنيا )

وعن ثوابة بن رافع قال: قال أبو حازم: ما مضى من الدنيا فحلم وما بقي فأماني .


( كيف تصلح الأمور )

وعن محمد مطرف قال ثنا أبو حازم قال : لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ، ولا يعور فيما بينه وبين الله عز وجل إلا أعور فيما بينه وبين العباد ، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها ، إنك إذا صانعت هذا الوجه مالت الوجوه كلها إليك وإذا أفسدت ما بينك وبينه شنفتك –بغضتك- الوجوه كلها.


( الاستدراج )

وعن عمر بن سعيد بن حسين عن أبي حازم قال: إذا رأيت الله عز وجل يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فأحذره .
محمد بن عبيد قال أنا بعض أهل الحجاز قال قال أبو حازم: كل نعمة لا تقرب من الله عز وجل فهي بلية .


( دموع تطفئ النار )

وعن أبي معشر قال: رأيت أبا حازم يقص في المسجد ويبكي ويمسح بدموعه وجهه فقلت يا أبا حازم لم تفعل هذا قال: بلغني أن النار لا تصيب موضعا أصابته الدموع من خشية الله تعالى .


( مرابطة )

وعن سفيان قال قال أبو حازم: ينبغي للمؤمن أن يكون أشد حفظا للسانه منه لموضع قدميه .



( الجَدي الأسَكْ )

وعن سعيد بن عامر قال قال أبو حازم: نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا أفضل من نعمته فيما أعطاني منها .
وقال أبو حازم: إن وقينا شر ما أعطينا لم نبال ما فاتنا .


( القناعة كنز )

وقال إبن عيينة قال أبو حازم: إن كان يغنيك من الدنيا ما يكفيك فأدنى
عيش من الدنيا يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء يكفيك .


( عهد الله على العلماء )

وعن عبد الجبار بن عبد العزيز بن أبي حازم قال حدثني أبي قال بعث سليمان بن عبد الملك إلى أبي حازم فجاءه فقال يا أبا حازم ما لنا نكره الموت ؟! قال : لأنكم أخربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب . قال : صدقت .
فكيف القدوم على الله عز وجل ؟ قال : أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله ، وأما المسيء فكالآبق –العاصي- يقدم على مولاه ،
فبكى سليمان وقال : ليت شعري ما لنا عند الله يا أبا حازم ؟ قال : اعرض نفسك على كتاب الله عز وجل فإنك تعلم مالك عند الله .
قال يا أبا حازم وأنى أصيب ذلك ؟ قال : عند قوله {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم}
فقال : سليمان فأين رحمة الله ؟ قال : قريب من المحسنين ،
قال : ما تقول فيما نحن فيه ؟ قال : أعفني عن هذا ، قال سليمان : نصيحة تلقيها ، قال أبو حازم : إن أناسا أخذوا هذا الأمر عنوة من غير مشاورة من المسلمين ولا اجتماع من رأيهم فسفكوا فيه الدماء على طلب الدنيا ثم ارتحلوا عنها فليت شعري ما قالوا وما قيل لهم ، فقال بعض جلسائه : بئس ما قلت يا شيخ ، قال أبو حازم : كذبت إن الله تعالى أخذ على العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه .
قال سليمان : اصْحَبْنا يا أبا حازم تصب منا ونصب منك ، قال أعوذ بالله من ذلك ، قال : ولم ؟ قال : أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلا فيذيقني ضعف الحياة وضعف الممات ، قال : فأشر عليَّ ، قال : أتق الله أن يراك حيث نهاك وأن يفقدك حيث أمرك ، قال : يا أبا حازم ادع لنا بخير ، قال اللهم إن كان سليمان وليك فيسره للخير ، وإن كان عدوك فخذ إلى الخير بناصيته ، فقال يا غلام هات مائة دينار ثم قال : خذها يا أبا حازم فقال لا حاجة لي فيها إني أخاف أن يكون لما سمعت من كلامي .
فكأن سليمان أعجب بأبي حازم ، فقال الزهري إنه لجاري منذ ثلاثين سنة ما كلمته قط !! قال أبو حازم : إنك نسيت الله فنسيتني ولو أحببت الله لأحببتني ، قال الزهري أتشتمني ، قال سليمان : بل أنت شتمت نفسك أما علمت أن للجار على جاره حقا !! قال أبو حازم إن بني اسرائيل لما كانوا على الصواب كانت الأمراء تحتاج إلى العلماء وكانت العلماء تفر بدينها من الأمراء فلما رأى ذلك قوم من أذلة الناس تعلموا ذلك العلم وأتوا به إلى الأمراء فاستغنت به عن العلماء ، واجتمع القوم على المعصية فسقطوا وانتكسوا ولو كان علماؤنا يصونون علمهم لم تزل الأمراء تهابهم قال الزهري كأنك إياي تريد وبي تعرض قال هو ما تسمع .