قراءة سير الصالحين تنور القلب وتدفع الى الخير ...

محمد بن المنكدر بن عبد الله

(الجزء الثاني)

( رحمة الله أوسع )

وعن سفيان قال صلى ابن المنكدر على رجل فقيل له تصلى على فلان فقال إني أستحي من الله عز وجل أن يعلم مني أن رحمته تعجز عن أحد من خلقه.


( إيثار وإعانة )

وعن أبي معشر قال بغث محمد بن المنكدر إلى صفوان بن سليم بأربعين دينارا ثم قال لبنيه يا بني ما ظنكم برجل فرغ صفوان لعبادة ربه عز وجل.


( بر الوالدين )

وعن عبد الله بن المبارك قال قال محمد بن المنكدر بات عمر يعني أخاه يصلي وبت أغمز رجل أمي وما أحب أن ليلتي بليلته .
وعن جعفر بن سليمان عن محمد بن المنكدر أنه كان يضع خده بالأرض ثم يقول لأمه قومي ضعي قدمك على خدي .


( الغني الشاكر )

وعن محمد بن سوقة قال سمعت محمد بن المنكدر يقول نعم العون على تقوى الله عز وجل الغنى .


( الفتوة )

قال سفيان بن عيينة قيل لمحمد بن المنكدر أي العمل أحب إليك قال إدخال السرور على المؤمن قيل فما بقي من لذتك قال الإفضال علىالإخوان .



( قوم إذا رؤوا ذكر الله !! )

وعن عبد العزيز بن يعقوب الماجشون أخي يوسف قال قال أبي إن رؤية محمد بن المنكدر تنفعني في ديني .



( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ )

وعن سفيان بن عيينة قال قال محمد بن المنكدر الفقيه يدخل بين الله عز وجل وبين عباده فلينظر كيف يدخل .
أسند محمد بن المنكدر عن ابن عمر وأبي قتادة وجابر وأبي هريرة وإبن عباس وأنس بن مالك وأميمة بنت رقيقة .
وروى عن كبار التابعين كالحسن وعروة وسعيد بن جبير والزهري وأبي حازم ويحيى بن سعيد وأيوب ويونس بن عبيد في خلق يطول ذكرهم .


ذكر وفاته رضي الله عنه

عن عكرمة عن محمد بن المنكدر أنه جزع عند الموت فقيل له لم تجزع قال أخشى آية من كتاب الله عز وجل قال الله عز وجل وبدالهم من الله مالم يكونوا يحتسبون فإني أخشى أن يبدو لي من الله مالم أكن أحتسب .
وعن ابن زيد قال أتى صفوان بن سليم إلى محمد بن المنكدر وهو في الموت فقال يا أبا عبد الله كأني أراك قد شق عليك الموت قال فما زال يهون عليه الأمر وينجلي عن محمد حتى لكأن في وجهه المصابيح ثم قال له محمد لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك ثم قضى رحمه الله .
توفي محمد بن المنكدر بالمدينة سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين ومائة .


عمر بن المنكدر
( عشق العارفين )

عن نافع بن عمر قال قالت أم عمر بن المنكدر لعمر إني أشتهي أن أراك نائما فقال يا أماه والله إن الليل ليرد على فيهولني فينقضى عني وما قضيت منه أربي .


( تدبر القرآن )

وعن سالم أبي بسطام قال كان عمر بن المنكدر لاينام الليل يكثر البكاء على نفسه فشق ذلك على أمه فقالت لأخيه محمد بن المنكدر إن الذي يصنع عمر يشق علي فلو كلمته في ذلك فإستعان عليه بأبي حازم فقالا له إن الذي تصنع يشق على أمك قال فكيف أصنع إن الليل إذا دخل علي هالني فأستفتح القرآن وما تنقصني نهمتي فيه قالا فالبكاء قال آية من كتاب الله أبكتني قالا وما هي قال قوله عز وجل وبدالهم من الله مالم يكونوا يحتسبون .


( أهل الخير )

وعن عبد الرحمن بن حفص القرشي قال بعث بعض الأمراء إلى عمر ابن المنكدر بمال فجاء به الرسول فوضعه بين يديه فجعل عمر ينظر إليه ويبكي ثم جاء أبو بكر فلما رأى عمر يبكي جلس يبكي لبكائه ثم جاء محمد فجلس يبكي لبكائهما فاشتد بكاؤهم جميعا فبكى الرسول أيضا لبكائهم ثم أرسل إلى صاحبه فأخبره بذلك فأرسل ربيعة بن أبي عبد الرحمن ليستعلم علم ذلك البكاء فجاء ربيعة فذكر ذلك لمحمد فقال محمد سله فهو أعلم ببكائه فاستأذن عليه ربيعة فقال يا أخي مالذي أبكاك من صلة الأمير قال والله إني خشيت أن تغلب الدنيا على قلبي فلا يكون للآخرة فيه نصيب فذلك الذي أبكاني قال وأمر بالمال فتصدق به على فقراء أهل المدينة قال فجاء ربيعة فأخبر الأمير بذلك فبكى وقال هكذا يكون والله أهل الخير رحمه الله .