انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: تاملات حول معنى البركة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الموقع
    جدة
    الردود
    1,066
    الجنس
    أنثى

    heart2 تاملات حول معنى البركة



    تأملات حول معنى البركـــة



    خطبة للشيخ: صالح بن حميد -حفظه الله-

    الحمد لله خلق الخلق فأحكم ما خلق, وأتقن الصنعة, سبحانه وبحمده ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن, لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع, وما قدّر من مقدور لا يستطيع أحد دفعه, لا إله إلا هو سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى الرحمن على العرش استوى, الاستواء معلوم والكيف مجهول, والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة خالصة مخلصه مبرأة من الشك والشرك والرياء والسمعة, وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله البشير النذير والسراج المنير, المبعوث بأكمل دين وأفضل شرعة, صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين, أكرم ببيت النبوة من رفعه, وعلى أصحابه أجمعين الغر الميامين, آمنوا به واتبعوا النور الذي أنزل معه, والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما بكت عين وجرت دمعة وسلم تسليمًا كثيًرًا.
    أما بعد:
    فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل, فاتقوا الله رحمكم الله ولا يغرنكم سهل الدنيا فبعد السهل حُزُون, والفرح فيها محزون, والحزن فيها غير مأمون, ما ضحكت فيها نفوس إلا وبكت عيون هي دار المنون, من ركن إليها فهو المغبون, لم يهتم بالخلاص إلا أهل التقى والإخلاص, أيامهم بالصلاح زاهرة, وأعينهم في الدجى ساهرة, في نفوس طاهرة, وقلوب بخشية الله عامرة, يعملون للدنيا والآخرة.

    أيها المسلمون: حق على كل مسلم ومتبصر أن يقف موقف تأمل وتدبر, ونظر وتفكر, لقد فتح الله على أهل هذا العصر ما فتح من نعم لا تحصى, لم يعرفها السابقون ولم ينعم بها الأسلاف, في العلم والتعليم, والإعلام والتواصل, والطب والعلاج, في الكسب والاحتراف, والمال والاقتصاد, والنقل والمواصلات, والتجارة والصناعة والزراعة, واللباس والزينة, في كل ميادين الحياة وشؤونها, تطور عظيم واسع غيّر ظروف الناس وأحوالهم, مكّن الله لهم في الأرض ما لم يمكّن لمن قبلهم, فتح الله الأسواق والأرزاق, وتبادل المنافع بين أهل الدنيا وأرجاء المعمورة.
    إن المسلم ذا القلب الحي والعاقل المتبصر, ممن يلقي السمع وهو شهيد ليتساءل أين البركة؟؟ أين الطمأنينة؟؟ أين الحياة الطيبة؟؟ الموعود عليها في مثل قوله سبحانه:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. العلوم والمخترعات, والمكتشفات والمنجزات, والمصنوعات والمنتجات, مهما امتد رواقها,واتسع ميدانها, هل تحقق بذاتها طمأنينة؟؟ وهل تجلب سعادة؟؟ وهل يتنزل بها بركة؟؟ العصر عصر علم وعصر سرعة وعصر تقنية ولكن.. هل هو عصر فضيلة؟؟ هل هو عصر طمأنينة؟؟ هل هو عصر بركة؟؟ كم من أمة قوية غنية ولكنها تعيش في شقوة, مهددة في أمنها, تخشى تقطع أوصالها, يسودها قلق, يهددها انحلال, قوة في خوف, ومتاع بلا رضا, ووفرة من غير صلاح, وحاضر نظر, ومستقبل مظلم, بل لعله ابتلاء يعقبه نكال.
    أيها الإخوة الأحبة: كل هذه التأملات تدعو إلى التساؤل, ما هي البركة؟؟ وأين البركة؟؟ وأين الحياة الطيبة والعيشة الهنّية؟؟ حيث يقول الله عز وجل في محكم تنزيله: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}.
    عباد الله.. البركة: هي النماء والزيادة والسعادة والكثرة في كل خير, وبركات ربنا كثرة خيره وإحسانه إلى خلقه, وسعة رحمته, والبركة فيوض الخير الإلهي وثبوته ودوامه.

    قال أهل العلم: ولما كان فضل الله لا يحصى ولا يحصر, ويأتي للإنسان من حيث لا يحس ولا يحتسب, قيل لكل ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة هو مبارك وفيه بركة.
    فالخير كله من الله وإليه وبيديه, فربنا سبحانه له كل كمال, ومنه كل خير, وله الحمد كله, وله الثناء كله, تبارك اسمه وتباركت أوصافه وتباركت فعاله, وتباركت ذاته, فالبركة كلها منه وبيده, لا يتعاظمه شيء سؤله, ولا تنقص خزائنه على كثرة عطائه, وجزيل نواله, أكفجميع العالم إليه ممتدة تطلبه وتسأله{يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ","يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}. ويمنيه ملئا ,لا يغيظها نفقة سحْاء الليل والنهار, عطاءه وخيره مبذول في الدنيا للأبرار والفجار, فلله الحمد أولا وأخرا وظاهرًا وباطنا, على خيره الجزيل, وفضله العميم, وبركاته الدائمة, ونعمه الوافرة الظاهرة والباطنة, فتبارك سبحانه بدوام جوده, وكثرة خيره ومجده, وعلو عظمته وجلال قدسه, الخيرات والنعم في الدنيا والآخرة, في القديم والحديث, كلها من فضله في وجودها, وثبوتها ودوامها وكثرتها وبركتها, فلله الحمد والمنة.وربنا سبحانه وضع البركة في كثير من مخلوقاته, فالماء طهور مبارك وفي السحور بركة, وبيت الله مبارك, وطيبة الطيبة مباركة, والمسجد الأقصى باركه الله وبارك ما حوله, والقرآن أنزله ربنا كتابا مباركا, في ليلة مباركة, فكل ما دل الدليل على أنه مبارك فقد وضع الله فيه بركة وهو سببها ففيها الخير والنماء والزيادة, والمبارك من الناس كما يقول ابن القيم- رحمه الله: هو الذي ينتفع به حيث حل, وجعلني مبارك أينما كنت. بركات يضعها الله في الأشياء والأنفس, والأموال والبنين, والأهليين والأحوال, والأزمنة والأمكنة, والعلوم والمعارف, والمشاعر والأعمال, بركات في طيبات الحياة وبركات تنمي الحياة وترفعها, وليست وفرة مع شقوة وكثرة مع تردي وانحلال.
    أيها المسلمون: أما سبيل تحصيل البركة وحصولها فالإيمان والتقوى, والصلاح والعدل, والرحمة والإحسان, ولقد قيل لآدم أبي البشر من أول هبوطه إلى هذه الدنيا قال: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}.
    وقال عن أبي البشر الثاني نوح عليه السلام:(قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ).

    الإيمان والتقوى وأتباع الهدى هو الطريق إلى بركات السماء والأرض, واستدرار الأرزاق والخيرات, وعد من الله حق {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّه}.
    عباد الله: الدين بعقائده وشرائعه يقتضي سعادة الدنيا قبل الآخرة, من أول نشأة البشرية من عهد آدم ونوح, وإبراهيم وموسى, وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, وأهل الإيمان يتلقون هذا بقلب مؤمن مصدق مسلم لا يترددون في ذلك لحظة, ولا يشكون في وقوع مدلوله طرفة, الإيمان والتقوى, والصلاح والهدى قوة دافعة دافقة تنطلق لعمارة الأرض وبتائها, وابتغاء خيراتها وبركاتها في رقي الحياة ونمائها وتطورها, في دفع الفساد والفتنة, في مسيرة صالحة منتجة تحوطها عناية الله ومدده وبركاته, ويعمها خيره وتوفيقه وعنايته, بالصلاح والهدى يفتح الله بركات السماء والأرض ويأكل الناس من فوقهم ومن تحت أرجلهم, في فيض غامر ومدد لا ينقطع, إن المؤمن بالله واليوم الآخر لا يخاطر بدنياه ليربح آخرته, كلا.. إنه بإيمانه يربح الحياتين ويفوز بالحسنيين {مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ", " لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ"." قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
    حري بالمؤمن أن ينظر ويتأمل في الآثار المباركة للدين والطاعات, في حياة المسلم بل في حياته الثانية كلها, العبادات والطاعات وحسن الخلق والتعامل وسائل تزكية لنفس المؤمن, وترقية لروحه وتهذيب سلوكه, تُثمر الخير والبركة, وتولد الطمأنينة والسكينة.
    تأملوا هذا الحديث العظيم في شأن المتبايعين يقول عليه الصلاة والسلام:(البّيعان بالخيار ما لم يتفرقا, فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما, وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما)حديث صحيح رواه الإمام مسلم من حديث حكيم بن حزام - رضي الله عنه. يصدق البائع في سلعته ,وصفات المبيع, ومقدار الثمن. ويصدق المشتري بالوفاء, وسلامة الثمن, ويدل الحديث على أن الدنيا لا يتم حصولها إلا بالعمل الصالح, وشؤم المعاصي يذهب بخيري الدنيا والآخرة ويظهر ذلك ويتأكد أيها المسلمون في الحديث الصحيح الآخر في قوله صلى الله عليهوسلم:(الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقارنوا ذلك رحمكم الله واربطوه بما يمحق الله من الربا ويزيد في الصدقات كما قال سبحانه:{وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}. وفي قوله سبحانه: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}. قال مقاتل: ما كان من ربا وإن زاد حتى يغيظ حتى يُغضب صاحبه فإن الله يمحقه.
    وفي حديث حسن مرفوع: (إن الربا وإن كثر فإن عاقبته إلى قل). إن كل هذه المخالفات والمعاصي تمحق البركة في المعاملات, وإن بدت بعددها وكميتها زائدة متكاثرة فمحق البركة يفضي إلى اضمحلال العدد, وقلة النفع, وتلاف الفائدة ناهيكم ثم ناهيكم إذ باضمحلال الأجر في الآخرة.
    عباد الله: إن معيشة التقى والصلاح, والطاعة والعبادة تورث الصحة البدنية والنفسية, وتثمر الراحة المادية والبدنية, وتنتج البركة والطمأنينة, وتحفظ لصاحبها في عاجل أمره واجله ذخائر من الخير لا تكون لغيره, من كان في الدنيا همه فرق الله عليه شمله, وجعل فقره بين عينيه, ولم يأتيه من الدنيا إلا ما كتب له, ومن كانت الآخرة همه, جمع الله عليه أمره, وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة, إن الشواهد متكاثرة على مال الإيمان والصلاح من آثار وبركات في النفس وفي الحياة, في الزمان والمكان, في الأهل والدار, ولا ريب أن ممسك التقى يفتح على الإنسان أبواب الرضا والقناعة, والبركة والسعادة, فالقاعدة المقررة التي لا تتخلف: إن الدين الحق, والإيمان الصحيح, والعمل الصالح سبب لسعادة الدنيا وبركاتها. وأهل الإيمان حين يفتح الله عليهم من بركاته ونعمه, يكون أثره فيهم من الشكر لله, والرضا عنه, والارتباط بفضله, وصرف النعم في سبيله ورضاه, وفي طريق الخير لا في الشر, وفي الصلاح لا في الفساد, ويكون جزائهم زيادة النعم وبركاتها, أمان في النفوس وطمأنينة في القلوب, ونفع في الممتلكات وحسن ثواب الآخرة.
    {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
    ومن سنن الله في عباده أن الأمان جزاء الإيمان, وأن الخوف جزاء الكفران {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}. وبعد فلا ريب أن حياة الإيمان والفضيلة هي البركة والاستقرار والسكينة, الإيمان الراسخ يشرق على القلوب سناه, ويخط في أعماق النفوس مجراه, إيمان عميق وعقيدة راسخة, تستشفع للروح والمادة, والحق والعزة والعلم, والدين والدنيا والآخرة, أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ, يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ","أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ}.
    نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم, وبهدي محمد صلى الله عليه وسلم وأقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية:
    الحمد لله خلق آدم بيده وسواه, ثم زاد عليه واجتباه وهداه, سبحانه وبحمده لا هادي لمن أضل , ولا مضل لمن هداه وأشكره على تسابق نعمه وجزيل عطائه, وأشهد أن لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه, وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله ومصطفاة صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا لا حد لمنتهاه.
    أما بعد..
    أيها المسلمون: ومن مواقف التأمل والتدبر في هذا العصر في علومه ومعارفه, وإيمانياته وحرفه, ما طبع فيه على قلوب بعض الأغرار الصغار طُويلبة الضلال والزيغ ممن ينتمون إلى الإسلام وأهل الإسلام وديار الإسلام, يعيشون حياة الاضطراب والحيرة, والتبرم والقلق, والتشرد والهروب والإرهاب {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} فئة ضالة سفهاء الأحلام, حلفاء الأفنان, قليل البضاعة في العلم, أهلكوا أنفسهم, وأفسدوا في ديارهم, ومكنوا لأعداء الدين, وروعوا الآمنين, وفتحوا التمكين للمتربصين, ومن في قلوبهم مرض. ويحهم!! هل يريدون جر الأمة إلى ويلات تحرق الدين, وتزعزع الأمن, وتشيع الفوضى, وتحبط النفوس, وتعطل مشاريع الخير, ومسيرة الإصلاح, وعدة الدين؟؟ هل يريدون أن(...)الأحرار, وتدنس الحرائر, ويخرج الناس من ديارهم؟؟ هل يريدون أن يكثر القتل والهرج, وتضطرب الأحوال, وتنتهك الحرمات, وتتفرق الناس في الو لاءات, وتتعدد في المرجعية, حتى يغبط الأحياء الأموات؟؟ كما هو واقع مع الأسف في بعض الديار التي عمتها الفوضى, وافترسها الأعداء, يريدون إثارة فتن وقودها الناس والأموال والثمرات, ونتاجها نقص الدين ونشر الخوف والجوع والفرقة, ولكن.. لن يكون ذلك بإذن الله وحوله وقوته, فأهل العلم والإيمان, ورجالات المجتمع وقادة الأمة لن تسمح بحفنة من الشاذين أن تملي عليها تغير مسارها, أو التشكيك في مبادئها ومسلماتها في دينها وعقيدتها, أو التفريق في منجزاتها ومكتتباتها ووحدتها, وهذا جلي ولله الحمد وظاهر في هذه الوقفة الحازمة الصادقة التي وقفتها الأمة بقيادتها وبكل فئاتها ضد هذا التفرق المشين, والانحراف المفسد, والعمل الإجرامي الضال الأخير.
    وقفت الأمة خلف قيادتها وولاة أمرها تستنكر هذا العمل وتدينه, ولا تقبل فيه أي مسوغ أو مبرر, وتتعاون في كشف أصحابه, وفضح مخططاتهم, والدلالة على مخابئهم, والبراءة منهم ومن أفعالهم, فكلنا بإذن الله وعونه وتأيده حراس للعقيدة, حماة للديار, غيارا على الدين والحرمات, ويأتي في مقدمة هؤلاء الحراس إخواننا وأبناؤنا رجال الأمن, أهل الشجاعة والإقدام, وأصحاب الانجازات البطولية, والمواقف الحازمة, والتعامل القوي والحكيم في إحراق وتفان وإتقان وكفاءة, لأنهم مطمئنون أنهم على الحق والهدى ,من عاش منهم عاش سعيدا, ومن مات منهم مات شهيدا, ففي سبيل الله ما يعملون ومن أجل حماية الديار ما يفعلون,يفقهون معنى قول الله عز وجل:{وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا}. فالقتال من أجل الأوطان والديار هو قتال في سبيل الله, رجال الأمن بأعمالهم وبطولاتهم ويقظتهم وشجاعتهم وحكمتهم, بإذن الله تبقى هذه البلاد عزيزة محفوظة رافعة لمنار الدين وراية الإسلام, إنهم مصدر القوة والاعتزاز, بل هم بإذن الله صمام الأمان في حماية دار الإسلام بلاد الحرمين الشريفين مهد مقدسات المسلمين, إنهم بفضل الله وتوفيقه وعونه حماة الدين وحماة الديار وحماة(...)وسيظلون تاج الرؤوس, ومصدر طمأنينة النفوس, فأحسن الله إليهم وبارك في أعمالهم, وآتهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين.
    هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد المصطفى, ورسولكم الخليل المجتبى, فقد أمركم بذلك ربكم جل وعلا فقال عز قائل عليما {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد الأميين, وآله الطيبين الطاهرين, وأزواجه أمهات المؤمنين, وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي, وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين, اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الشرك والمشركين, واحم حوزة الدين, وانصر عبادك المؤمنين, اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, وأيد بالحق والتوفيق والتأيد والتسديد إمامنا وولي أمرنا, اللهم أعز به دينك, وأعلي به كلمتك, وارزقه البطانة الصالحة, واجعله نصرة للإسلام والمسلمين, ووحد به كلمتهم واجمع به قلوبهم على الحق والهدى يا رب العالمين. اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم, واجعلهم رحمة بعبادك المؤمنين, واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين اللهم وابرم لأمة الإسلام(...)يعز فيها بطاعتك ويذل فيها بمعصيتك ويأمر فيه بالمعروف وينهى به عن المنكر إنك على كل شيء قدير, اللهم أنصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك لإعلاء كلمتك وإعداد دينك, اللهم انصرهم في فلسطين وفي كل مكان يا رب العالمين, اللهم أرحم ضعفهم واجبر كسرهم ووحد صفوفهم وانصرهم على عدوك وعدوهم اللهم إن اليهود الصهاينة المحتلين قد طغوا وبغوا وآذوا وأفسدوا ودمروا وقتلوا وشردوا, اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك, اللهم شتت شملهم, وفرق جمعهم, واجعل الدائرة عليهم وأنزل بهم(...) الذي لا يرد عن القوم المجرمين, اللهم من أرادنا وأراد ديارنا وامتنا وأمننا بسوء فأشغله بنفسه, واجعل كيده في نحره, واجعل تدبيره تدميرا عليه يا رب العالمين اللهم إننا نذرا بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم, اللهم أحفظ رجال أمننا وقوي عزائمهم واربط على قلوبهم وسدد رميهم واحكم أمرهم وأحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم, وأحفظهم أن يغتالوا من تحتهم, اللهم من اخترته منهم لجوارك فانزله منازل الشهداء, وارزقه مرافقة الأنبياء, وامنحه برحمتك عيشة السعداء برحمتك يا أرحم الراحمين, اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها, وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة, اللهم يسر أمورنا واشرح صدورنا ونور قلوبنا وأختم بالصالحات أعمالنا, وأصلح اللهم لنا شأننا كله يا رب العالمين,{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
    عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى, وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون, فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الردود
    60
    الجنس

    flower2


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الموقع
    جدة
    الردود
    1,066
    الجنس
    أنثى
    وإياك أختي وديان

مواضيع مشابهه

  1. مشكلة باللاب توب
    بواسطة zoozaa في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 6
    اخر موضوع: 06-12-2011, 02:02 AM
  2. تاملات الطريق
    بواسطة **ام ريان ** في فيض القلم
    الردود: 18
    اخر موضوع: 30-11-2010, 10:49 AM
  3. كعك بمحلب وجبنة وحبة البركة تفضلوا زارتنا البركة**موضوع متميز**
    بواسطة shahed60 في المعجنات والسندويشات والفطائر والخبز
    الردود: 51
    اخر موضوع: 21-06-2008, 04:27 PM
  4. قطف الزهور في معنى البركة في السحور
    بواسطة زايد الخير في روضة السعداء
    الردود: 10
    اخر موضوع: 20-10-2005, 02:03 AM
  5. ~~~***^^^تاملات في ايات^^^***~~~
    بواسطة شمس بازغة في روضة السعداء
    الردود: 11
    اخر موضوع: 05-09-2003, 05:35 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ