انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 14

الموضوع: إني مهاجر إلى ربي،..غير آسف على ما مضى لأنني أدركت من يكون..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    العالم الإسلامي في دار الفناء و الفردوس الأعلى بإذن الله في دار البقاء مع أحبائي في الله..
    الردود
    1,933
    الجنس
    امرأة

    w00t إني مهاجر إلى ربي،..غير آسف على ما مضى لأنني أدركت من يكون..

    الحمد لله الذي له العزة و الجبروت، وبيده الملك و الملكوت ، وله الأسماء الحسنى و النعوت، العالم فلا يغرب عنه ما تظهره النجوى أو ما يخفيه السكوت، القادر فلا يعجزه شيء في السماوات والأرض ولا يفوت، أنشأنا من الأرض نسما، واستعمرنا فيها أجيالا و أمما، و يسر لنا منها أرزاقا و قسما، تكنفنا الأرحام و البيوت، و يكفلنا الرزق و القوت، وتبلينا الأيام والو قوت، وتعتو رنا الآجال التي خط علينا كتابها الموقوت ، وله البقاء و الثبوت، وهو الحي الذي لا يموت، و الصلاة والسلام على سيدنا و مولانا محمد النبي العربي المكتوب في التوراة و الإنجيل المنعوت، الذي تمخض لفصاله الكون قبل تعاقب الآحاد و السبوت، وعلى آله وأصحابه الذين لهم في صحبته و إتباعه الأثر البعيد والحميد ، الذي داولته عنهم الأمم الأجيال,وشدت إليهم الركائب و الرحال...
    الحمد لله الذي و فقني لأن أتم هذا العمل المتواضع لكي أضعه بين أيديكم ليستفيد منه العام و الخاص، راجية من الله أن أكون قد قمت بعملي على أكمل وجه.

    فالشمستشرق في الصباح ، وتغيب في المساء.. الليل والنهار يتعاقبان بصورة منتظمة و رائعة تتجسد أمامنا كل يوم.. والمطر ينزل من السماء، من بضع غيوم تكونت نتاجا لتبخر مياه البحار و الأنهار و المحيطات .... والزرع يخرج من من تراب أرض واحدة هو تراب كوكبنا الحي،..ويُسقى بماء واحد، ومع ذلك فإن كل نوع له لون وله شكل وله مذاق وله رائحة،وله تكوين يختلف عن الآخر، ويأتي الحصاد فيختفي الثمر والزرع .. ويأتيموسم الزراعة فيعود من جديد.
    كل شيء في هذا الكون متحرك ليذكرنا إذا نسينا، ويعلمنا شيئا واحدا :أنه لا أحد يستطيع أن يدعي أنه خلق الكون أو خلق شيئامما فيه .. فالقضية محسومة لله.
    (والحمد لله) لأنه وضع في نفوسنا الإيمان الفطري، ثم أيده بإيمان عقلي بآياته في كونه..
    كل شيء في هذا الكون يتحدث عن شيء واحد،فمهما اختلفت اللهجات و نبرات الصوت إلا أن موضوع الكلام واحد، فأنت حين ترى زهرة جميلة مثلاً، أو زهرة غاية في الإبداع، يشيع في نفسك الجمال ... فتقول: ما أجمل هذه الزهرة!! وتقول إنها في قمة الروعة و الحسن و ،..........و...........و..........و.........و..... ..ولكن المخلوق الذي امتدحته،هل أعطى صفة الجمال لنفسه؟

    حين ترى تشكل السحاب في السماء و تتابع مراحل تشكل الأمطار بدقة متناهية، من بدايتها إلى نهايتها، ألا يجول في خاطرك سؤال: من وضع هذه القوانين الكاملة؟؟؟.
    دعونا من كل هذه الأمور و لنسلط الضوء على الجانب الأقرب إلينا، نحن كلنا بشر، و من منا لا يعرف طرق تشكيل الجنين في بطن أمه؟؟ولكن هناك العديد من يقول أنها خاضعة لتصرف دماغ الإنسان فهو الذي يسير مراحل تكون الإنسان؟ حسنا سنسألك عن شيء واحد متى تنتهي وظيفة " الوالدين" في تشكل الجنين؟؟
    إن أنت أجبت أن وظيفة الأم(تشكل الجنين) لن تنهي إلا عند ولادته فهذا خطأ كبير...و سأشرح لك.
    1-إذا كانت الأم هي من تسير مراحل تكون الجنين في بطنها فلماذا نرى العديد من النساء يسعين وراء إنهاء مشكلة عدم القدرة على الحمل.؟؟؟
    2- إذا كانت الأم هي من تسير مراحل تكون الجنين في بطنها فلماذا تشرب بعض النساء الحبوب المانعة للحمل، لماذا لا تمنعه بتصرف من دماغها أو أمر منه؟
    3- إذا كانت الأم هي من تسير مراحل تكون الجنين في بطنها فلماذا لا تحدد بدقة زمن الحمل بالدقائق و الثواني، و لماذا لا تحدد زمن الولادة بدقة متناهية؟؟
    4-إذا كانا الوالدين هما من يسيرا الجنين فلماذا لا يحددان ما يريدان أنثى أم ذكر؟
    5- إذا كانا الوالدين هما من يسيرا الجنين فلماذا لا يعجلان من مدة تكونه بدل 9 أشهر إلى شهرين أو أسبوعين أو حتى يوم ماداما هما المسيران؟

    إنهما لا يستطيعان، هل تعلم لماذا؟؟؟، لأن كل هذا خاضع لقوة و تسيير و سيطرة و منهج واضح دقيق و كامل،إنه منهج الله سبحانه وتعالى يقتضي منا الحمد، فهو تبارك وتعالى أنزل منهجه ليرينا طريق الخير، ويبعدنا عن طريق الشر.
    هل تعلم لماذا يقتضي منا الحمد؟، سأضع أمامك مثالا:
    أنت تأخذ مثلا 30مترا مكعبا من الأكسجين، إذا لم تكن رئتاك تلقائيا و كان يستوجب عليك إن أردت أن تعيش أن تضخ الأكسجين بنفسك إلى داخل جسمك و أن تأمركل كرية دموية في جسمك بنقله إلى كل خلية، ثم تنتقل إلى جهازك الهضمي فتفرز كل هرمون خاص بالغذاء الذي تناولته، ثم تقوم بنقلالرسائل العصبية،و،و....، لو كانت حياتنا تقتضي كل هذا لنعيش، لن نستمر أكثر من نصف يوم أو أقل،....إن جسمك يقوم بكل هذه الأعمال في دقائق و ربما في ثواني...
    إذا قام شخص ما بإسداء معروف لك ستشكره و تشكره و تقول له إني مدين لك بحياتي و كذا وكذا،هل رأيت كم من معروف يسديه لك الله الذي خلقك و قهر جسمك ليتصرف بطريقة منظمة و رائعة،فهل شكرته و هل حمدته؟؟؟؟..

    فمنهج الله عز وجل الذي أنزله على رسله قد عرّفنا أن الله تبارك وتعالىهو الذي خلق لنا هذا الكون وخلقنا .. فدقة الخلق وعظمته تدلنا على عظمةخالقه، ولكنها لا تستطيع أن تقول لنا من هو، ولا ماذا يريد منا، ولذلكأرسل الله رسله، ليقول لنا: إن الذي خلق هذا الكون وخلقنا هو الله تباركوتعالى، وهذا يستوجب الحمد.
    ومنهج الله يبين لنا ماذا يريد الحق منا، وكيف نعبده .. وهذا يستوجبالحمد، ومنهج الله جل جلاله أعطانا الطريق وشرع لنا أسلوب حياتنا تشريعاًحقاً .. فالله تبارك وتعالى لا يفرق بين أحد منا .. ولا يفضل أحداً علىأحد إلا بالتقوى، فكلنا خلق متساوون أمام عدله المطلق. إذن: فشريعة الحق،وقول الحق، وقضاء الحق هو من الله، أما تشريعات الناس فلها هوى، تميزبعضاً عن بعض .. وتأخذ حقوق بعض لتعطيها للآخرين، ولذلك نجد في كل منهجبشرى ظلماً بشرياً.
    ولكن الله سبحانه وتعالى يعطينا ولا يأخذ منا، عنده خزائن كل شيء مصداقا لقوله جل جلاله: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم "21"} (سورة الحجر) فالله سبحانه وتعالى دائم العطاء لخلقه، والخلق يأخذون دائماً من نعمالله، فالعبودية لله تعطيك ولا تأخذ منك شيئاً، وهذا يستوجب الحمد..
    والله سبحانه وتعالى في عطائه يجب أن يطلب منه الإنسان، وأن يدعوه،وأن يستعين به، وهذا يستوجب الحمد؛ لأنه يقينا الذل في الدنيا. فأنت إنطلبت شيئاً من صاحب نفوذ، فلابد أن يحدد لك موعداً أو وقت الحديث ومدةالمقابلة، وقد يضيق بك فيقف لينهي اللقاء .. ولكن الله سبحانه وتعالى بابهمفتوح دائماً .. فأنت بين يديه عندما تريد، وترفع يديك إلي السماء وتدعووقتما تحب، وتسأل الله ما تشاء، فيعطيك ما تريده إن كان خيراً لك .. ويمنععنك ما تريده إن كان شراً لك.
    والله سبحانه وتعالى يستوجب الحمد حينما يطلب منك أن تدعوه، وأن تسأله فيقول: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "60"} (سورة غافر)ويقول سبحانه وتعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "186" } (سورة البقرة)والله سبحانه وتعالى يعف ما في نفسك، ولذلك فإنه يعطيك دون تسأل، واقرأ الحديث القدسي: يقول رب العزة: "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين". والله سبحانه وتعالى عطاؤه لا ينفذ، وخزائنه لا تفرغ، فكلما سألته جلجلاله كان لديه المزيد، ومهما سألته فإنه لا شيء عزيز على الله سبحانهوتعالى، إذا أراد أن يحققه لك .. واقرأ قول الشاعر:

    حسب نفسي عزا بأني عبدهو فـي قدســه الأعـــز ولكــنيحتفي بي بلا مواعيد ربأنا ألقي متى وأين أحبإذن: عطاء الله سبحانه وتعالى يستوجب الحمد .. ومنعه العطاء يستوجب الحمد.
    ووجود الله سبحانه وتعالى الواجب الوجود يستوجب الحمد .. فالله سبحانهيستحق الحمد لذاته، ولولا عدل الله لبغى الناس في الأرض وظلموا، ولكن يدالله تبارك وتعالى حين تبطش بالظالم تجعله عبرة .. فيخاف الناس الظلم .. وكل من أفلت من عقاب الدنيا على معاصيه وظلمه واستبداده سيلقى الله فيالآخرة ليوفيه حسابه .. وهذا يوجب الحمد .. أن يعرف المظلوم أنه سينالجزاءه فتهدأ نفسه ويطمئن قلبه أن هناك يوما سيرى فيه ظالمه وهو يعذب فيالنار .. فلا تصيبه الحسرة، ويخف إحساسه بمرارة الظلم حين يعرف أن اللهقائم على كونه لن يفلت من عدله أحد. وعندما نقول: (الحمد لله) فنحن نعبرعن انفعالات متعددة .. وهي في مجموعها تحمل العبودية والثناء والشكروالعرفان .. وكثير من الانفعالات التي تملأ النفس عندما تقول: (الحمد لله)كلها تحمل الثناء العاجز عن الشكر لكمال الله وعطائه .. هذه الانفعالاتتأتي وتستقر في القلب .. ثم تفيض من الجوارح على الكون كله.
    فالحمد ليس ألفاظاً تردد باللسان، ولكنها تمر أولاً على العقل الذييعي معنى النعم .. ثم بعد ذلك تستقر في القلب فينفعل بها .. وتنتقل إلىالجوارح فأقوم وأصلي لله شاكراً ويهتز جسدي كله، وتفيض الدمعة من عيني،وينتقل هذا الانفعال كله إلي من حولي. ونحاول توضيح ذلك..:

    تخيل أنني في أزمة أو كرب أو موقف سيؤدي إلي فضيحة .. وجاءني من يفرجكربي فيعطيني مالاً أو يفتح لي طريقاً .. أول شيء أنني سأعقل هذا الجميل،فأقول: إنه يستحق الشكر .. ثم ينزل هذا المعنى إلي قلبي فيهتز القلب إلىصانع هذا الجميل .. ثم تنفعل جوارحي لأترجم هذه العاطفة إلي عمل جميليرضيه، ثم أحدث الناس عن جميله وكرمه فيسارعون إلي الالتجاء إليه، فتتسعدائرة الحمد وتنزل النعم على الناس .. فيمرون بنفس ما حدث لي فتتسع دائرةالشكر والحمد..
    والحمد لله تعطينا المزيد من النعم مصداقاً لقوله تبارك وتعالى:
    {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد "7" } (سورة إبراهيم)وهكذا نعرف أن الشكر على النعمة يعطينا مزيداً من النعمة .. فنشكر عليها فتعطينا المزيد، وهكذا يظل الحمد دائماً والنعمة دائمة.
    إننا لو استعرضنا حياتنا كلها .. نجد أن كل حركة فيها تقتضي الحمد،عندما ننام ويأخذ الله سبحانه وتعالى أرواحنا، ثم يردها إلينا عندمانستيقظ، فإن هذا يوجب الحمد، فالله سبحانه وتعالى يقول: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتيلم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلي أجل مسمىإن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "42" } (سورة الزمر)وهكذا فإن مجرد أن نستيقظ من النوم، ليرد الله علينا أرواحنا يستوجبالحمد، فإذا قمنا من الفراش فالله سبحانه وتعالى هو الذي أعطانا القدرةعلى الحركة والنهوض، ولولا عطاؤه ما استطعنا أن نقوم .. وهذا يستوجبالحمد..
    فإذا تناولنا إفطارنا، فالله هو الذي هيأ لنا من فضله هذا الطعام،فإذا نزلنا إلي الطريق يسر الله لنا ما ينقلنا إلي مقر أعمالنا، وإذاتحدثنا مع الناس فالله سبحانه وتعالى هو الذي أعطى ألسنتنا القدرة علىالنطق بما وهبه الله لنا من قدرة على التعبير والبيان، وهذا يستوجب الحمد. وإذا عدنا إلي بيوتنا، فالله سخر لنا زوجاتنا ورزقنا بأولادنا، وهذا يستوجب الحمد. إذن: فكل حركة في حياة في الدنيا من الإنسان تستوجب الحمد، ولهذا لابدأن يكون الإنسان حامداً دائماً، بل إن الإنسان يجب أن يحمد الله على أيمكروه أصابه؛ لأن الشيء الذي يعتبره شراً يكون عين الخير، فالله تعالىيقول: {.. فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً "19"} (سورة النساء) إن من البشر من إذا تحدثت عنه قدر ما استطعت لن توفيه حقه وتعرف لهقدره كأنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، فماذا إذا كان الحديث عنالله جل وعلا؟ سوف يتحدث المتحدثون عن الحق تبارك وتعالى حتى تقوم الساعة، ومع ذلك فسوق يظلون في إطار قوله تعالى:
    {ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز "74" } (سورة الحج) وقوله تعالى:
    {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون "67" } (سورة الزمر).

    أتعلم أيها القارئ الكريم لماذا كتبت كل هذه المقدمة لأنني أدركت بأنه لك ضمير حي بمجرد دخولك إلى روضة السعداء و أكد لي ذلك مواصلة للقراءة إلى غاية هذه السطور ،ولكن أتسأل لماذا حدثتك عن الله و لم أحدثك عن الإسلام لأن الإسلام بعث لأمرين :
    1-أن يتمم مكارم الأخلاق فوضح المعاملات و سوى طرقها و حرم الغش و أكل الربا لأنها صفات مذمومة و غيرها.
    2-أن يوطد العلاقة بين الإنسان و ربه فوضع له العبادات المشروعة كالصلاة و الزكاة و الصيام و غيرها ثم أراد أن يقربه إلى ربه فأجاز له النوافل.
    إلى غاية هنا أظن بأننا اتفقنا ، حسنا.


    [center]مفهوم الإسلام:


    في البخاريبسنده قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : من شهد أن لا إله إلا الله واستقبل قبلتنا وصلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فذلكالمسلم له ما للمسلم وعليه ما على المسلم .
    وفيه أيضا بالإسناد إلى أبي هريرة قال : كان النبي صلى الله عليه وآله بارزا يوما للناس ، فأتاه رجل فقال : ما الإيمان ؟ قال صلى اللهعليه وآله : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وتؤمن بالبعث . قال : ما الإسلام ؟قال صلى الله عليه وآله : الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به ، وتقيم الصلاة ،وتؤتي الزكاة المفروضة ، وتصوم
    رمضان - الحديث . وآخره ثم أدبر ( يعني السائل ) فقال صلىالله عليه وآله : ردوه ، فلم يروا شيئا ، فقال : هذا جبرائيل ، جاء يعلم الناسدينهم . قلت : وأخرج هذا الحديث مسلم أيضا في صحيحه بطرق مختلفة وأسانيد متعددة، بعضها عن عمر بن الخطاب ، وبعضها عن ابنه عبد الله ، وبعضها عن أبي هريرة ،وفيه شئ ما من زيادة أو نقصان .

    تقدّم القول أنّ تعدّد رسل الله واختلاف الأحكام التي جاءوا بها لاينافي وحدة الدين بمعنى الرابطة الوثيقة بين الخالق والمخلوق. وكل كلمةمن الله هي نور بدون اعتبار لزمانها ومكانها أو الأفق الذي أشرقت منه: فالزبور والتوراة والإنجيل والقرآن كلها كلماته ونوره ورباطه الوثيق وعهدهالمصون، كما قال تعالى: "مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يِتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ"١، فلا شك أن الآيات التي يتلوها أهل الكتاب هي آيات الإنجيل والتوراة، وليست آيات القرآن الكريم.
    وفي قوله تعالى: "مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نَنْسِهَا نَأْتِ بِخَيرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا"بيان واضح يؤكد الوحدة التي تربط جميع آياته - بدون تخصيص أو تحديد - والعروة الوثيقة التي توحد الرسالات الإلهية المتعاقبة. والمستفاد من لفظ"نَنْسَخْ"أن بين آيات الله وحدةلا تنفصم بطول الزمن بين رسالة وأخرى، فالآية اللاحقة إن تعارض حكمها أومفهومها مع آيات سابقة حلّت محلّها واعتبرت تعديلاً لها، لأنه لا يتصوروجود تناقض في كلام الله وتفاوت في الأحكام التي يطلب من عباده اتباعها فيزمن معين. والآية المذكورة تجزم بأن الآية الناسخة إمّا تماثل المنسوخةأو هي خير منها.
    ولا يفهم من لفظ "خير منها" في هذاالموضع معنى المفاضلة بين الآيات سواء من حيث صوابها أو دقة إحكامها، فذلكمناف للكمال الإلهي ودوامه على حال واحد لا أحسن فيها ولا أسوأ. فليستالمفاضلة هي المراد من قوله: "بِخَيرٍ مِنْهَا"وإنّما المقصود أنالله يبدّل آياته وأحكامه بما يناسب مدارك الإنسان المتنامية، وظروف نشأتهالمتغيّرة. وواقع الحال أنه ليس تغييراً وتبديلاً لتصحيح أو تحسينالكلام، ولكنه استبدال اقتضاه التدرج في تربية الإنسان وتهذيب فكره وتنظيمحياته، فآيات الله نظم مكنون في كتاب محفوظ يكشف عنه رسله تعالى بقدر طاقةأهل الإمكان ووفقاً لمدى تقدمهم وقابلياتهم. وليس من شأن العبد أن يقارنأو يفاضل بين أجزاء هذا النظم، وإنّما واجبه التسليم والإيمان بما فيه"كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا"٢.
    من هنا نرى أنّ الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والزردشتية وسائرالديانات السماويّة كلّها من حيث أصولها وغاياتها فيض إلهي واحد، وهيتختلف بطبيعة الحال من حيث زمانها وأسلوبها وتعاليمها ولكنها متحدة فيسعيها لعلاج ما اختل من شؤون المجتمع البشري بما يتفق مع درجة بلوغهورشده، وإعداده لمتابعة السير في مراحل التطوّر الروحاني غير المتناهية.
    وفي هذا السياق العام يمكن فهم قوله تعالى: "اليومُ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً"٣، فهذا الخطاب الرحماني موجّه بنوع الخصوص إلى أمّة سيدنا محمد ويحتمل أن تكون الإشارة فيه إلى رسالته. ولكن كلمة"الإسلام"في قوله تعالى"وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيْناً"تفيد أكثر من معنى. فلكلمة الإسلام لُغَةً معانٍ عدة. ومن معانيها الخضوع والانقيادلكل ما يأتي من عند الله، وإسلام الوجه إلى الله، وتفويض الأمر إليه. كما أن من معانيها أيضاً اتّباع شريعة محمد رسول الله.
    وهذا المعنى الأخير الخاص للفظة"الإسلام"هو الذي اعتبره أكثر المفسّرين، فقد جاء في مختصر تفسير ابن كثير لهذهالآية "هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأُمّة حيث أكمل تعالى لهمدينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره"٤ويعود ابن كثير فيقول في الصفحة نفسها تفسيراً لهذه الآية: "لما نزلت"اليَومُ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ"وذلك يوم الحج الأكبر بكى عمر، فقال له النبي: ما يبكيك؟ فقال أبكاني أنّاكنّا في زيادة من ديننا، فأمّا إذا كمل فإنه لم يكمل شيء إلاّ نقص، فقال: "صدقت"، ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت: "إن الإسلام بدأ غريباًوسيعود غريباً فطوبى للغرباء"٥.
    ولا تـثريب على عامة المفسّرين إذا عظّموا دينهم ورفعوا قدره ومدحوه معملاحظة عدم الإسراف في ذلك، وإلاّ وقعوا في الخطأ الذي وقعت فيه الأممالسابقة فضيّقوا المعاني المبسوطة، وخصّصوا فيها بدون دليل، وأوجدواالتعصب الأعمى وأضلّوا الكثير من الناس. وقد رأينا - فيما سبق - أناليهود اعتبروا كتابهم كاملاً حاوياً كل شيء، وما زالوا يردّدون أن شريعتهشريعة أبدية لا تتغيّر وليسوا في حاجة إلى غيرها. وقد كان هذا الفهمصحيحاً في زمان شريعة سيدنا موسى كما صدّق بذلك القرآن الكريم في قولهتعالى: "ثُمَّ آتَيْنَا مُوْسَى الكِتَابَ تَمَاماًعَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةًلَعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِم يُؤْمِنُونَ"٦، فكتاب سيدنا موسى عليه السلام كتاب تام، وفيه تفصيلكل شيء، ولكن إطلاق هذا الوصف على نحو يسد باب الهدى من بعده، وينهي رسالات الله، ويزعم أن"يَدْ اللهِ مَغْلُولَةًٌ"٧تضييق للمعنى وخطأ أدّى بهم إلى تكذيب رسل الله الذين بعثهم الله بالحق من بعد سيدنا موسى.
    فتخصيص معنى"الإِسْلاَمَ"على وجه الإطلاق لا يتفق وسياق الكلام، وينحرف عن المراد. وحصر معنى"الإِسْلاَمَ"في قوله: "وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً"في الإشارة إلى شريعة سيدنا محمد لا مبرر له ولا دليل عليه، فالآية تحتمل أيضاً المعنى العام للفظة"الإِسْلاَمَ"أي تسليم الوجه إلى الله والإذعان لأوامره تعالى وهذا هو جوهر الدينوحقيقته. وبهذا المعنى وصف الله الأمم السابقة بالإسلام كما قال في معرضالحديث عن سيدنا إبراهيم: "إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العَالَمِيينَ"٨، أو دعاء سيدنا إبراهيم وإسماعيل"رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمِينَ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ"٩، وكذلك وصيّـته لبنيه: "يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُم الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ"١٠،كما كان حواريوا سيدنا عيسى أيضاً مسلمين: "فَلَمَّاأَحَسَّ عِيْسَى مِنْهُم الكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِقَالَ الحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْبِأَنَّا مُسْلِمُونَ"١١.
    فواضح من الآيات السابقة أن الإسلام بمعناه العام هو طاعة الله وإسلامالوجه إليه تعالى وهو أساس العبودية للّه ولا يتصوّر إيمان المرء بدينسماوي إلاّ إذا كان مقروناً بتسليمه لأمر الله ظاهراً وباطناً. وبهذاالمعنى جاءت الآية المباركة: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ"١٢. ومن الواضح أن صرف دلالة كلمة الإسلام - معرفة بالألف واللام - في هذهالآية إلى رسالة سيدنا محمد وحدها ينفي وصف الدين عن رسالة كل من سيدناموسى وسيدنا عيسى، وهو ما يناقض آيات القرآن الصريحة بأن ما جاء به سيدناموسى وسيدنا عيسى كان حقاً من عند الله. والمعلوم لغة أن كلمة"الدِّينَ" - معرفة بالألف واللاّم - وبدون تخصيص تعني أولاً: الرابطة بين العباد وخالقهم ولا تقتصر على رسالة معيّنة بل تشملها جميعاً.
    كما تعني ثانياً: أن هذه الرابطة واحدة على ممرّ الزمن، وأن تتابعالشرائع المعدّلة لأحكام هذا الدين الواحد هي سرّ دوام حيوية هذه الرابطةوصلاحها مع تغيّرِ الظروف والأحوال.
    والآية الواردة بعد"إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ"تبيّن بوضوح المعنى المراد إذ جاء القول فيها موجها إلى سيدنا محمد: "فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي للهِ". وبهذا أوضح الله تعالى أهمية إسلام العباد لتعاليمه وأحكامه بحيث صارالإسلام وصفاً شاملاً وشرطاً لكل الرسالات الإلهية، فسيدنا نوح جاء بدينوصفه الله تعالى بأنّه الإسلام: "وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ"١٣، وسيدنا يعقوب عليه السلام جاء أيضاً بالإسلام: "أَمْكُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيْهِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَءَابَآئِكَ إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداًوَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"١٤، وكذلك سيدنا موسى عليه السلام: "وَمَاتَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَـَّما جَاءَتْنَارَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ"١٥،وسيدنا عيسى عليه السلام جاء بالإسلام: "وَإِذْ أَوْحَيْتُإِلَى الحَوَارِيـِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُواآمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسلِمُونَ"١٦.
    وخلاصة ماتقدّم أنّ "للإسلام" أكثر من معنى فهو في موضع يعني استجابة العباد إلىأوامر الله وانقيادهم لمشيئته، وفي موضع آخر اسم رسالة من الرسالاتالسماوية.
    أمّا قوله تعالى: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنهُ"١٧فيمكن حمل كلمة "الإسلام" في هذه الآية على معناها العام بناء على سياق الحديث في الآية السابقة "قُولُواءَامَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىإِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَاأُوتِيَ مُوْسَى وَعِيْسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِم لاَنُفَرِّقُ بِيْنَ أَحَدٍ مِنْهُم وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ". فالإسلام بمعناه العام - كما رأينا - شرط لازم ومشترك لكل الشرائع، ويعنيرفض الله أدنى تحفّظ أو تردّد من عباده إزاء قبول شرائعه وأوامره قبولاًغير مجزأ وغير مشروط، ولا يقبل منهم إلاّ تسليمهم التام لكل ما جاء فيها.
    وبعبارة أخرى، إن الرسالات الإلهية المتتابعةلا تبغى اقتسام العباد، ولا تريد التفرقة، ولا تمس بوحدة الدين، وإنما هي - كبنيان مرصوص - تكمّل كل منها الرسالة السابقة عليها، فتبدّل بعضاً منأحكام الشريعة السابقة بأحكام تحقق الغايات نفسها، كما بدّلت شريعة سيدناموسى شرع سيدنا إبراهيم، وكما نسخت شريعة السيد المسيح شرع سيدنا موسى،وكما نسخت شريعة سيدنا محمد شرع سيدنا المسيح وهلمّ جرّا، وهكذا تتصل كلرسالة بالأخرى وتكوّن حبلاً واحداً أمر الله الناس أن يعتصموا به، وذلك هوعهد الله مع عباده.
    والمتدبّرفي كتاب الله يتبين أن لله مع البشر عهدين: عهد عام مع الناس جميعاً أنيؤمنوا برسالاته ويتّبعوا أوامره ويسلّموا له بحكم الفطرة التي فطر الناسعليها "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِيآدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبِينٌوَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ"١٨،وعهد خاص يوثّـقه الله مع المؤمنين في كل رسالة من رسالاته وهذا مفهوم منلومه تعالى لبني إسرائيل لحنثهم بعهده الذي أوثـقه سيدنا موسى: "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوانِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيكُم وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوْفِبِعَهْدِكُم وَإِيَّايَ فَارْهَبُونَ"١٩،وجاء في تفسير الشيخ محمد عبده: "عهد الله تعالى إليهم يُعرف من الكتابالذي نزّله إليهم، فقد عهد إليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وأنيؤمنوا برسله متى قامت الأدلة على صدقهم، وأن يخضعوا لأحكامه وشرائعه"٢٠. ولا يجوز القول: بأن الخطاب موجّه إلى بني إسرائيل ولا يصدق على غيرهم،لأن العدل الإلهي لا يخصّ قوماً بما يأباه على غيرهم فرحمته تعّم العالمينونوره يهدي كل البشر، ولومه بني إسرائيل يصدق أيضاً على كل أمّة تعرض عنرسالاته وتتخذ منها موقفاً مماثلاً لموقف بني إسرائيل. ومضمون العهدالإلهي المشار إليه في الآية المذكورة صريح في قوله تعالى موجّهاً إلى بنيالإنسان عامّة: "يَا بَنِي آدَمَ إمَّا يَأْتِيَنَّكُمرُسُلٌ مِنْكُم يَقُصُّونَ عَلَيْكُم ءَايَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَفَلاَ خَوفٌ عَلَيْهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"٢١.
    وحقيقة أخرىتؤكدها هذه الآية المباركة ألا وهي وحدة دين الله التي لا تتعدّد بكثرةرسله وتعدّد شرائعهم على مدى الزمن، ومن ثم من يؤمن برسالة ولا يؤمنبأخرى، كأنه حنث بعهد الله، لأنّه قد احتجب بالتعدّد عن وحدانيته تعالى.وتبعاً لذلك مَن يـؤمن برسول دون رسول يكون قد غفل عن حقيقة التوحيد.وهذا قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِوَرُسُلِهِ وَيُرِيْدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِوَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيْدُونَ أَنْيَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاُ أُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ حَقّاًوَاعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً وَالَّذِينَ ءَامَنُوابِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُم أُولَئِكَسَوْفَ يُؤْتِيْهِم أُجُورَهُم وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً"٢٢.
    هذا هوالكفر بأدق معانيه، ويختلف عما تظنّه العامّة الذين يعتبرون الكفر عدمالاعتراف بوجود الباري جلّ وعلا. وهذا تصوّر غير صحيح، فما من إنسان إلاّويعترف بوجود إلَه واحد مدبّر لشؤون الكون، حتى الطبيعيّين - على الرغم منعدم استعمالهم لفظ الجلالة - يعتقدون بوجود قوّة خفيّة مسيّرة للكون وإنكانوا لا يدركون كنهها ولا يعرفونها بغير هذا التعريف. فالكفرالحقيقي -كما صرحت الآية المباركة - هو التفريق بين رسل الله، والتفريق بينهم وبينالله عزّ وجلّ، وقبول واحد ورفض الآخر، فالذي يعترض على أيّ رسول إلهي فيأيّ زمن من الأزمان يكون في الحقيقة قد قطع ما أمر.
    ************************************************** *******

    ربما تكون الخيوط قد تشعبت حسنا ، سأعطيك توضيحا آخر:
    الناس يفهمون الدين على أنه مجموعة الأموامر والنواهىولوائح العقاب وحدود الحرام والحلال..وكلها من شئون الدنيا..أما الدين فشئآخر أعمق وأشمل وأبعد. الدين فى حقيقه هو الحب القديم الذى جئنا به الىالدنيا والحنين الدائم الذى يملأ شغاف قلوبنا الى الوطن الأًصلى الذى جئنامنه ,وهو العطش الى النبع الذى صدرنا منه والذى يمل كل جارحة من جوارحناشوقا وحنينا..وهو حنين تطمسه غواشى الدنيا وشواغلها وشهواتها. ولانفيق علىهذا الخنين الا لحظة يحطينا القبح والعبث والفوضى والاضطراب في هذا العالمفنشعر أننا غرباء عنه وأننا لسنا منه وأننا مجرد زوار وعابري طريق ولحظتهانهفو إلى ذلك الوطن الأصل الذي جئنا منه ونرفع رؤؤسنا في شوق وتلقائية إلىالسماء وتهمس كل جارحة فينا ياالله...أين أنت. ولحظة نخطئ ونتورط في الظلموننحدر إلى الخسران فننكس الرؤؤس في ندم وندرك أننا مدانونمسؤولون..ذلك هو الدين ذلك هو الرباط الخفي من الحنين لماض مجهول..وذلكالإحساس بالمسؤولية وبأننا مدينون أمام ذات عليا..ذلك الاحساس العميق فىلحظات الوحدة والهجر..بأننا لسنا وحدنا وأنما فى معية غيبية فى أنس خفىوأن هناك يد خفية سوف تنشلنا وذات عليا سوف تلهمنا وركنا شديدا سوفيحمينا..وعظيما سوف يرحمنا..فذلك هو الدين فى أصله وحقيقه. وما تبقى بعدذلك من أوامر ونواهى وحرام وحلال وأحكام وعبادات هى نتائج وموجبات لهذاالحب القديم. إذا الحب هو رأس القضية..وأذا غاب ذلك الحب فأن العباداتوالطاعات لن تصنع دينا ولن تصنع متدينا مسلما كان أو مسيحيا أويهوديا. وحبالله وحب ماخلق وماصنع من أرضيين وسماوات وحيوان وبشر هو جوهر كل الدياناتحقا..وهو المقياس الذى نفرق به بين اهل الدين..والأدعياء المشعوذينوالكذبة. وكل الدعاة الذين يغرقون أتباعهم فى التفاصيل والقشور والمظاهرويبتعدون عن لب القضية وعن معنى الدين..عن الحب والرحمة والتقوى ومكارمالاخلاق..هم الكذبة بقدر بعدهم عنها. وماكان اعتراض نبى الله عيسى عليهالسلام على الفريسين الا اغراقهم فى الجدل وفى حرفية النصوص وفى ظاهرالكلمات دون الالتفات الى معناها. وما كان نقمة موسى على اليهود حينماامرهم بأ، يذبحوا بقرة..الا اغراقهم فى الجدل والتنطع والسؤال..اى بقرةتكون ومالونها ..بنيه ام مرقشة ام صفراء..عجوز ام بكر..ادع لنا ربك يبينلنا ماهى..او لعلك تهزأبنا. هذا الجدل والغرق فى التفاصيل والتحجر علىالحروف والكلمات اخرجهم من الدين فى نظر موسى عليه السلام واستحقوا عليهالتقريع واللوم. ولللأسف الشديد التدين اليوم لايمس لدين بصلة بسبب انحرافالدعوة وانحراف اكثر الدعاة واغراقهم فى القشور والتفاصيل والخلافاتوالامور الثانوية مما القى باكثر المسلمين الى الاختلاف والجدل والتعصبومما اوجد هذا التدين السطحى الابله. ان الحب قلب الاقضية..هو الجوهرالصافى لجميع الاديان وكل الرسالات. ام الشرائع والاوامر والنواهى فهىلتنظيم شئون الحياة وهى تابعة للاطار العام..اشاعة السلام والعدل والحببين الناس وسوف يتوقف عملها فى الآخرة..حينما لايعود لأحد حكم او سلطانلمن الملك اليوم..لله الواحد القهار. اذا مجال الشرائع محدود بوظائفهاوزمانها. بهذا المفهوم من الحب والرحمة يكون النظر الى الشرائع فى اطارزمانها ومكانها وظروفها وفى اطار الرحمة التى اوجبها الله فهو سبحانه خلقلنا الشرائع لأسعادنا فى الدنيا وليس لتعذيبنا وخلق لنا العقل لنتدبركلماته ولم يضع داخل رؤسنا حجارة ولاجعلنا آلات بلا تدبر وبلاتفكير..واراد جل وعلا ان تكون النصوص هى الحاكمة على حروفها..وبدأ باسمالله الرحمن الرحيم كل شئ. واسلامنا اوله رحمة وآخره حمد وأوسطه محبة. فالحب هو الوجود وسر ديمومته..وبدون الحب فى قلبك لايعود الى وجودك معنىولالفضائلك معنى ولالدينك معنى مهما صليت وحججت وصمت. واقصد بالحب هنا حبالخير والحق والعدل والمثل العليا والجمال. اين الأخوان من ذلك؟ تلكالجماعة الذين يدعون وحدهم انهم المتحدثون باسم الله الحق وانهم خلفاء للهووكلاء لله فى الارض.كما انهم يتهمون الآخرين بالانحراف والمروق والكفروبين هذا وذاك خلافات ثانويه.بين حجاب ونقاب وبين جلباب وبين شارب ولحيهوبين رأى فى التماثيل ورأى فى الصور والمصورين وراى فى الفن والموسيقىوأداه الصلاه بهذه الكيفية او بتلك,اذان واحد لصلاة ام اذانان وعلى ماءالوضوء يصل الى الكوع ام يشمله وعلى الايدى ترسل على الجانبين اثناءالصلاة ام تضم على الصدر ونجهر بالصلاة متى ونخافت بها متى ونتظر الامامالغائب ام لاننتظر ونولى القاضى ام السياسى. فاذا صليت منفردا فصلاتكعندهم مرفوضه لاان الصلاة لاتكون الاجماعة ويوم القيامة يؤتى بصلاتك فىوجهك واذا شاهدوك تصلى وانت مستدل الذراعين قالوا لك صلاة غير جائزةفالذراعين لابد ان تكون مضمومتين للصدر. واذا سمعوك تقول لجارك النصرانىكل سنه وانت طيب خرجت عن ملة محمد وحقت عليك اللعنة.واذا انقطعن عن الصلاةكان من حق امير الجماعة ان يطلق منك زوجتك ويطلبها الى نفسه..فقد اصبحتكافرا واصبحت زوجتك زانيه لمعاشرتكم. واذا خرجت عن تعليماتهم قيد شعرةدخلت فى ملة الكفر وكلما اتيت بفعل انكروه عليك ..ولامفر ولامهرب اما انتكون معهم وام ان تكون من اصحاب النار. وهؤلاء الناس شددوا على نفسهم فىالطاعة فشدد الله عليهم مثل يهود سورة البقرق قال لهم موسى(ان الله يأمركمان تذبحوا بقره)فراحو يتنطعون ويتماحكون اظهار للحذلقة فى الطاعة فراحربهم يشدد عليهم ويغلظ عليهم بما شددوا على انفسهم حتى جعل من الامرالبسيط انتقاء بقرة معضلة تقصم الظهر. ومن عجب ان اكثر مطالب هؤلاء الناسشكليات ومظاهر وهم يسوقون اليك عشرات الاحاديث..ويأتوك باحاديث منزوعة منسياقها ومن زمانها. فهم يلعنون المصورون الذين يصنعون الصور واتماثيلويأتوك باحاديث منسوبة الى النبى..فاذا قلت لهم ان القرآن يحكى ان الجنكانوا يصنعون لسليمان النماثيل..والتمثال لمجرد الزينة وهو جمال مجرد لاشئفيه..قالوا انت كافر. وفى قولهم عن المسلم الذى يخرج عن الملة اذا قاللجاره النصرانى كل عام وانت بخير..وتسألهم ماذا كان يقول النبى لزوجتهمارية القبطية وهى فى فراشه وهو لاشك كان يقول لها قول احسن..اكان يخرجهقوله عن ملته..حاشا لله بل كذبوا وافتروا. واذا كان المنقبات لابساتالعبائات هن المؤمنات وماعدهن خارج عن الملة.فما القول فى آيات القرآنالصريحة التى تخاطب المؤمنات(قل للمؤمنات يغضضن ابصارهن ويحفظن فروجهن)ومامعنى غض البصر هنا الا ان تكون الوجوه مكشوفة وحسنها ظاهر. وكيف يكون غضالبصر عن خيمة سوداء بثقبين انها اذا وجوه مكشوفه حسنها ظاهر وهى وجوهمؤمنات فالكلام للمؤمنات وليس للفاسقات. الاخوان بهذا المعنى السطحى فرغواالدين من مضمونه العميق ولايبقى الامظاهر وشكليات وهى تأخذ المسلم منالجوهر الغنى الثرى للاسلام لتلقى به فى تفاصيل وفروع وحذلقات. وهم يخرجونالنسلن من الاصول الى الفروع ومن الفروع الى السطحيات والشكليات ثم تخرجهالى الهواء الطلق. فما علاقه الدين بذلك كله أن الكلام فى هذه المسائلفضول وتفريغ للاسلام العظيم من معناه ومضمونه..فالسلام قبل كل شئ رحمةومودة وسلام ومحبة وتقوى وتوحيد بالله وعلم وعمل ومكارم اخلاق وانت مسلمبقدر مايظهر فيك تلك السجايا..وليس بلحيتك ولابجلبابك ولابالسواك الذىتدلك به اسنانك. الفقه الذى يحبس نفسه فى تفاصيل ومسائل ظهريه ويخرجنا منالباب الى القشور ومن الاجماع الى الخلافات هو فى النهايه فقه تحكمىارهابى لاانه ينتهى الى سجن المسلكين فى قوالب شكليه. والفقه الذى اخترناههو فقه الاعتدال والوسطيه والسماحة والين والرفق مصداق للقرآن(ما جعلعليكم فى الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل). ونحنجميعا مسلمين واقباط اهل بيت واحد وابناء ام واحدة ..وشعارنا المودةوالرحمة..ومن يختار ان يشدد على نفسه فهو حر ولكن لايفرض علينا تشددهولايستعلى علينا ولاينظر الى نفسه فى المرآة بتميز عنصرى. الشرائع الحقةهى ماتصلح به الحياة ..اما غير ذلك فبضاعة مستوردة مغشوشة

    **************
    آخر مرة عدل بواسطة قائدة الأمة الإسلامية : 08-08-2007 في 07:37 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    العالم الإسلامي في دار الفناء و الفردوس الأعلى بإذن الله في دار البقاء مع أحبائي في الله..
    الردود
    1,933
    الجنس
    امرأة

    هل تحس بالحزن الآن ،هل تريد أن تدخل إلى هذا الدين الحق؟؟؟

    هل تريد أن تبدأ صفحة جديدة من حياتك؟؟؟

    هل تريد إنهاء زمن الظلام من حياتك؟؟

    هل تريد أن تشرق الشمس لتبدأ أول خطواتك؟؟

    هل تريد أن تزهر حياتك؟




    تريد التخلص من الماضي و الخروج من نمط حياتك بعيدا عن الله؟؟



    ديننا يرحب بكم


    إذا هيا معا للإسلام،...لعهد جديد،مليء بالنور و مزهر..
    آخر مرة عدل بواسطة قائدة الأمة الإسلامية : 08-08-2007 في 07:53 PM

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    العالم الإسلامي في دار الفناء و الفردوس الأعلى بإذن الله في دار البقاء مع أحبائي في الله..
    الردود
    1,933
    الجنس
    امرأة

    byebye الآن ندخل إلى الإسلام...إلى حياة جديدة

    مفتاح الدخول إلى الإسلام أن تقول : أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله





    لا إله إلا الله


    (لا إله إلا الله ) مفتاح الجنة ، ولكنما من مفتاح إلا وله أسنان ، فإن جئتبمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لميفتح لك.
    وأسنان هذا المفتاح هي شروط (لاإله إلا الله) الآتية1 :

    1 - العلم بمعناها :
    وهو نفي المعبود بحق عن غير الله ،وإثباته لله وحده .
    قال الله تعالى (فَاعْلَمْأَنّهُ لاَ إِلَـَهَ إِلا اللّهُ 2)أي لا معبود في السموات والأرض بحقإلا الله .
    وقال صلى الله عليه وسلم : (من مات وهو يعلم أنه لا إلهإلا الله دخل الجنة)
    رواه مسلم
    2 - اليقين المنافي للشك :
    وذلك أن يكون القلبمستيقناً بها بلا شك .
    قال تعالى : (إِنّمَاالْمُؤْمِنُونَ الّذِينَ آمَنُواْبِاللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمّ لَمْيَرْتَابُواْ)3
    وقال صلى الله عليه وسلم (أشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسولالله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك ،فيحجب عن الجنة) رواه مسلم

    3 - القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه:
    قال تعالى حكاية عن المشركين : (إِنّهُمْ كَانُوَاْ إِذَاقِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـَهَ إِلاّاللّهُ يَسْتَكْبِرُونَ *وَيَقُولُونَ أَإِنّا لَتَارِكُوَآلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مّجْنُونٍ)4. أي يستكبرون أن يقولوهاكما يقولها المؤمنون5 .
    وقال صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن أقاتل الناس حتىيقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لاإله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسهإلا بحق الإسلام وحسابه على الله عزوجل ) متفق عليه

    4 - الانقياد والاستسلام لما دلت عليه:
    قال الله تعالى:(وَأَنِـيبُوَاْإِلَىَ رَبّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ)6



    5 - الصدق المنافي للكذب :
    وهو أنيقولها صدقاً من قلبه .
    قال الله تعالى : ( آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمناوهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين منقبلهم ، فليعلمن الله الذين صدقوا ،وليعلمن الكاذبين)7
    وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحد يشهد أن لا إلهإلا الله ، وأن محمداً عبده ورسولهصدقاً من قلبه إلا حرمه الله علىالنار) متفق عليه



    6 - الإخلاص :
    وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميعشوائب الشرك . قال الله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدواالله مخلصين له الدين) 8
    وقال صلى الله عليه وسلم :(أسعدالناس بشفاعتي من قال لا إله إلا اللهخالصاً من قلبه،أو نفسه) رواهالبخاري
    وقال صلى الله عليه وسلم : (إن الله حرم على النار منقال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجهالله عز وجل )رواه مسلم



    7 - المحبة لهذه الكلمة الطيبة :
    ولمااقتضت ودلت عليه ، ولأهلها العاملينبها الملتزمين بشروطها ، وبغض ماناقض ذلك .
    قال الله تعالى : (وَمِنَالنّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِاللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْكَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْأَشَدّ حُبّاً للّهِ) 9

    وقال صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوةالإيمان : أن يكون الله ورسوله أحبإليه من ما سواهما ، وأن يحب المرء لايحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود فيالكفر بعد إذ أنقذه الله منه ، كمايكره أن يقذف في النار ) متفق عليه



    8 - أن يكفر بالطواغيت:
    وهي المعبوداتمن دون الله ، ويؤمن بالله رباًومعبوداً بحق
    قال الله تعالى : (لاَإِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَالرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْيَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِنبِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَبِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَانفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌعَلِيمٌ)10
    قال صلى الله عليه وسلم :(ومن قال لا إله إلا الله ، وكفر بمايعبد من دون الله حرم ماله ودمه) رواهمسلم وقد جمع الشاعر هذه الشروط في الأبيات التالية:

    [center] وبشـروط سبعـة قد قيـدت
    وفي نصوص الوحي حقــاً وردت
    فإنه لم ينتفع قـائـلهــــا
    بالنطـق حتـى يستكملـهـــا
    العـلـم واليقيــن والقبـول
    والانقيـاد فـادري مـا أقــول
    والصدق والإخلاص و المحبــة
    وفـقــك اللـه لمــا أحـبـه


    محمد رسول الله:

    الإيمان بأنه مرسل من عند الله ،فنصدقه فيما أخبر ، ونطيعه فيما أمر ،ونترك ما نهى عنه وزجر ، ونعبد اللهبما شرع . وأنه خاتم النبيين وأنرسالته عامة لجميع الثقلين.
    إن تعظيم أمر النبي صلى الله عليهوسلم ونهيه ولزوم شرعه هو العبيرالصادق عن المعنى الحقيقي لهذهالشهادة .
    وهذا إنما امتثال لأمر الحق تباركوتعالى الذي أرسله للناس كافة بشيراًونذيراً وداعياً إلى الله بإذنهوسراجاً منيرا .
    واجبنا نحو نبي الله صلى الله عليهوسلم :

    1 - تصديقه صلى الله عليه وسلم :
    قال الله تعالى : (وَمَايَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ) 11
    2 - اتباعه صلى الله عليه وسلم :
    قال الله تعالى : (قُلْإِن كُنتُمْ تُحِبّونَ اللّهَفَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُوَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) 12 ،
    وقال الله تعالى : ( لّقَدْكَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِأُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )13 ، وقالتعالى (قُلْ يَأَيّهَاالنّاسُ إِنّي رَسُولُ اللّهِإِلَيْكُمْ جَمِيعاً الّذِي لَهُمُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لآإِلَـَهَ إِلاّ هُوَ يُحْيِـيوَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِوَرَسُولِهِ النّبِيّ الاُمّيّالّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِوَكَلِمَاتِهِ وَاتّبِعُوهُلَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ )14

    3 - فرض محبته صلى الله عليه وسلم :
    قال الله تعالى : (قُلْإِن كَانَ آبَاؤُكُمْوَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْوَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْوَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَاوَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَاوَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبّإِلَيْكُمْ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِوَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِفَتَرَبّصُواْ حَتّىَ يَأْتِيَاللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )15
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبإليه من والده وولده والناس أجمعين )16.


    4 - عبادة الله بما شرع صلى الله عليه وسلم :
    قال الله تعالى : (وَمَايَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ )17 ، وقالصلى الله عليه وسلم : (منعمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)18 وقالتعالى (مّنْ يُطِعِالرّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ )19
    5 - البعد عن إيذائه صلى الله عليه وسلم :
    قال الله تعالى: (وَمِنْهُمُالّذِينَ يُؤْذُونَ النّبِيّوَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْأُذُنُ خَيْرٍ لّكُمْ يُؤْمِنُبِاللّهِ وَيُؤْمِنُلِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌلّلّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْوَالّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَاللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )20.
    والأذى المقصود هو ما تشمله هذهالكلمة من معنى سواء وجه الأذى لشخصهالكريم ، أو ما جاء به من رب العالمين، أو لسنته ، أو لأهل بيته أو لزوجاتهأمهات المؤمنين أو لصحابته الأخيار .

    6 - الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم :
    قال الله تعالى : (إِنّاللّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلّونَعَلَى النّبِيّ يَأَيّهَا الّذِينَآمَنُواْ صَلّواْ عَلَيْهِوَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )21 ،وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليهوسلم قَالَ: «مَنْ صَلّىعَلَيّ وَاحِدَةً, صَلّى اللهعَلَيْهِ عَشْراً»22.
    صفة الصلاة على النبي صلى الله عليهوسلم :
    لحديث كعب بن عجرة (قولوا اللّهمّ صل على محمدٍ وعَلَىآلِ محمدٍ كما صليتَ على إِبراهيمَوعلى آلِ إبراهيمَ إنكَ حَميدٌ مَجيد,اللّهمّ بارك على محمدٍ وعلى آلِمحمدٍ كما باركتَ على إِبراهيم وعلىآلِ إبراهيمَ إِنّكَ حَميدٌ مَجيد)23.


    1 نقلاً عنكتاب مجموعة رسائل التوجيهاتالإسلامية للشيخ محمد بن جميل زينوا [250 - 252]
    2 محمد : 19
    3 لم يرتابوا : أي لم يشكوا . الحجرات :15.
    4 الصافات : 35-36
    5 ذكره ابن كثير
    6 الزمر : 54 ، أي ارجعوا إلى ربكمواستسلموا له [ ذكره ابن كثير ]
    7 العنكبوت : 1 - 3
    8 البينة : 5
    9 البقرة : 165
    10 البقرة : 256
    11 النجم : 3
    12 آل عمران : 31
    13 الأحزاب : 21
    14 الأعراف : 158
    15 التوبة : 24
    16 صحيح البخاري
    17 النجم : 3
    18 صحيح مسلم
    19 النساء : 80
    20 التوبة : 61
    21 الأحزاب : 56
    22 صحيح مسلم
    23 صحيح البخاري
    آخر مرة عدل بواسطة قائدة الأمة الإسلامية : 08-08-2007 في 08:03 PM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    العالم الإسلامي في دار الفناء و الفردوس الأعلى بإذن الله في دار البقاء مع أحبائي في الله..
    الردود
    1,933
    الجنس
    امرأة

    يجتمع المسلمون جميعاً على الإقرار بأركان خمسة والعمل بمقتضاها. وهذه الأركان هي:
    1 ـ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
    2 ـ وإقام الصلاة.
    3 ـ وإيتاء الزكاة.
    4 ـ وصوم رمضان.
    5 ـ وحج البيت الحرام.
    وهذه الأركان الخمسة هي التي وردت في الحديث الصحيح عن رسول الله (ص) انه قال: ((بني الاسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً)).

    . الشهادة (شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) والشهادة هي أول الأركان وأهمها، فهي المفتاح الذي يدخل به الإنسان إلى دائرة الإسلام. فأما الطرف الأول منها " لا إله إلا الله " فمعناه أن ينطق الإنسان بلسانه و يقر في نفس الوقت بقلبه بأنه لايوجد إله يستحق العبادة إلا الله وعليه يتوكل المسلم ، وتقتضي الشهادة أيضاً أن يؤمن الإنسان أن لا خالق لهذا الكون إلا الله وحده دون شريك ولا إله ثانٍ ولا ثالث يعبد معه.
    أما شهادة أن محمداً رسول الله ، فتعني أن تؤمن بأن النبي مبعوث رحمة للعالمين ، بشيراً ونذيراً إلى الخلق كافة، وتؤمن بأن شريعته ناسخة لما سبقها من الأديان. قال تعالى " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (آل عمران 85)
    وتقتضي أيضاً أن يأخذ الإنسان من تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما أمر به أن يؤخذ ويمتنع عمّا نهى عنه.
    ومن الملاحظ أنه في كون الشهادتين ركناً واحداً إشارة واضحة إلى أن العبادة لا تتم إلا في أمرين هما: إخلاص العبادة لله وحده واتباع منهج الرسول في هذه العبادة وعدم الخروج عما سنه الرسول للأمة.

    2. الصلاة (إقامةالصلاة)
    والصلاة تعتبر هي الصلة بين العبد وربه، ولها مكانة عظيمة في الإسلام. ويعتبر الإسلام الصلاة هي أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله. وكذلك فإنها العلامة الفارقة بين المسلم والكافر، يدل على ذلك ما جاء في حديث جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" (رواه مسلم)
    والمسلم فرضت عليه خمس صلاوات يومية (الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء) وغيرها تطوعية. ويجب على كل مسلم أن يؤدي صلاته في وقتها المحدد لها وعلى الهيئة التي علمها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم.

    3. الزكاة (ايتاء الزكاة)
    وإيتاء الزكاة هو عبادة مالية فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، طهرة لنفوسهم من البخل، ولصحائفهم من الخطايا، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" (التوبة : 103).
    وقد فرض الله على المسلمين زكاتين، زكاة الفطر وهي التي تؤدى بعد شهر رمضان، وزكاة المال وهي نسبة 2.5% من المال المدخر سنوياً والتي حال عليها الحول (أي أن على المال سنة كاملة بدون أن يتغير مقداره).
    وتُدفع الزكاة للفقراء المحتاجين ويسقط هذا الفرض عن الناس المعدمين الذين لايملكون شيئاً. ولم يترك الإسلام للمسلم حرية التصرف في هذا المبلغ المستقطع بل حدّده في مسالك ثمانية يمكن للمسلم أن يختار أحدها لإنفاق الزكاة.

    4. الصوم (صوم رمضان)
    أما الصيام فهو صيام شهر رمضان. ويعتبر رمضان موسماً عظيماً تكثر فيه الطاعات وهو شهر مبارك تتنزل فيه الرحمة ويجدد فيه العبد عهده مع الله، ويتقرب اليه بالطاعات. ولصيام رمضان فضائل عدّة، فقد تكفل الله سبحانه وتعالى لمن صامه إيمانا واحتسابا بغفران ما مضى من ذنوبه وغيرها من الفضائل والاجر لمن صامه ايماناً بالله و احتساباً للأجر.
    والمسلم يصوم عن الطعام والشراب ويمتنع عن اللغو والنميمة والمعاشرة الزوجية و كل عمل سيء من شروق الشمس (أي من صلاة الفجر) إلى غروبها (صلاة المغرب). ويقضي طوال يومه في عبادة وذكر وتلاوة للقرآن ودروس علم تعطيه زاداً إيمانياً يكفيه بقية العام.
    ويسقط هذا الفرض عمن لايقوى على صومه كمرض ألمّ به يُلزمه بتناول الدّواء أو كمريض قرحة المعدة الذي لا يقوى على المعدة الفارغة من الأكل والشرب.

    5. الحج (حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا)
    والحج هو زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة وأداء فريضة الحج. فرض الله هذا الفرض على كل مسلم بالغ، قادر على تحمّل تكاليف الحج.
    يقول الله تعالى : "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا "(آل عمران : 97). وقد فرضه الله الحج لتزكية النفوس ، وتربية لها على معاني العبودية والطاعة والصبر، فضلاً على أنه فرصة عظيمة لتكفير الذنوب ، فقد جاء في الحديث : "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه " (رواه البخاري و مسلم)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    العالم الإسلامي في دار الفناء و الفردوس الأعلى بإذن الله في دار البقاء مع أحبائي في الله..
    الردود
    1,933
    الجنس
    امرأة

    أركان الإيمان

    ليكون الإنسان مسلماً عليه أن يؤمن بأركان الإيمان الستة والتي عرفها الإسلام. ففي سورة البقرة يقول الله تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله, لا نفرق بين أحد من رسله, وقالوا سمعنا وأطعنا, غفرانك ربنا و إليك المصير}(البقرة 285).
    ولما سئل النبي عن معنى الإيمان قال: {أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, وتؤمن بالقدر خيره وشره}(رواه مسلم).
    فأركان الإيمان هي:
    . الإيمان بالله

    ويتضمن توحيد الله والإيمان بأنه وحده الخالق المدبر (توحيد الربوبية) وأنه وحده المستحق للعبادة (توحيد الألوهية) وأن له كل صفات الكمال وله كل الأسماء الحسنى (توحيد الأسماء والصفات)

    2. الإيمان بالملائكة

    المقصود من الإيمان بالملائكة هو الاعتقاد الجازم بأن لله ملائكة موجودين مخلوقين من نور، وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم، وأنهم قائمون بوظائفهم التي أمرهم الله القيام بها.

    3. الإيمان بالرسل


    هو الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله وأنبيائه, والإيمان بأن الله عز وجل أرسل رسلا سواهم, وأنبياء لا يعلم عددهم وأسماءهم إلا الله تعالى.
    لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم خمسة و عشرون من الأنبياء والرسل وهم: آدم، نوح، ادريس، صالح، ابراهيم، هود، لوط، يونس، اسماعيل، اسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، اليسع، ذو الكفل، داوود، زكريا، سليمان، إلياس، يحيى، عيسى، محمد صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين. فهؤلاء الرسل والأنبياء يجب الإيمان برسالتهم ونبوتهم.

    4. الإيمان بالكتب السماوية

    ومعنى هذا أن نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله. ومن هذه الكتب ما سماه الله تعالى في القرآن الكريم, ومنها ما لم يسم، ونذكر فيما يلي الكتب التي سماها الله عز وجل في كتابه العزيز: التوراة، الإنجيل، الزبور، صحف ابراهيم، القرآن.

    5. الإيمان باليوم الآخر

    ومعناه الإيمان بكل ما أخبرنا به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه, والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار، وما أعد الله لأهلما جميعا.

    6. الإيمان بالقدر خيره وشره

    أن خالق الخير والشر هو الله تعالى فكل ما في الوجود من خير وشر فهو بتقدير الله تعالى.
    فأن أعمال العباد من خير هي بتقدير الله تعالى ومحبته و رضاه, أما أعمال العباد من شر فهي كذلك بتقدير الله ولكن ليست بمحبته ولا برضاه ، فالله هو خالق كل شيء خيره وشره, وقوله تعالى في سورة الفلق { قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق }, وما يؤكد ذلك حديث جبريل عليه السلام في الإيمان قال عليه السلام { الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقَدَر خيره وشره } ، رواه مسلم .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    العالم الإسلامي في دار الفناء و الفردوس الأعلى بإذن الله في دار البقاء مع أحبائي في الله..
    الردود
    1,933
    الجنس
    امرأة

    byebye في الصيام

    الصيام و معناه
    { أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } (184) سورة البقرة
    فضل الصيام
    عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : قال الله عز و جل (( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى و أنا أجزى به , و الصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن شاتمة أحد او قاتلة أحد فليقل إنى صائم , مرتين , و الذى نفسى بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك , و للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطرة , و إذا لقى ربه فرح بصومه )) ::: رواة أحمد و مسلم و النسائى ::: , و عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما ان النبى صلى الله عليه و سلم قال (( الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام : أى رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعنى فية و يقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعنى فية فيشفعان )) , و عن أبى امامة رضى الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : مُرنى بعمل يدخلنى الجنة , فقال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له )) ::: رواة أحمد و النسائى و الحاكم و صححه ::: , و عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : ان النبى صلى الله عليه و سلم قال (( لا يصوم عبد يوماً فى سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً )) ::: رواة الجماعة إلا أبا داوود ::: , و عن سهل بن سعد رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( إن للجنه باباً يقال له الريان , يقال يوم القيامة : أين الصائمون ؟ فإذا دخل آخرهم أُغلق ذلك الباب )) ::: رواة البخارى و مسلم :::
    أقسام الصيام
    للصيام قسمان : فرض و تطوع و الفرض ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
    1- صوم رمضان , 2- صوم الكفارات , 3- صوم النذر .
    و الكلام هنا ينحصر فى صوم رمضان و صوم التطوع أما بقية الاقسام فتأتى فى مواضعها :-
    اللون الوردى = كلمة لها معنى ::: اللون الأزرق = حديث :::
    اللون الأحمر = راوى الحديث ::: اللون الأخضر = آية من القرآن




    توضيح أكثر:




    الصيام في اللغة مطلق الإمساك عن الشيء، فإذا أمسك شخص عن الكلام، أو الطعام فلم يتكلم، ولم يأكل، فإنه يقال له في اللغة: صائم، ومن ذلك قوله تعالى: {إني نذرت للرحمن صوماً} أي صمتاً وإمساكاً عن الكلام، وأما معناه في اصطلاح الشرع فهو الإمساك عن المفطرات يوماً كاملاً، من طلوع الفجر الصادق، إلى غروب الشمس، بالشروط التي وضعها الفقهاء وهذا التعريف متفق عليه بين الحنفية؛ والحنابلة، أما المالكية والشافعية فإنهم يزيدون في آخره كلمة "بنيّة" فالنية محل خلاف.
    أقسام الصيام

    عند المالكية، والشافعية، والحنابلة الصيام ينقسم إلى أربعة أقسام:
    • صيام مفروض: وهو صيام شهر رمضان أداءً وقضاءً، وصيام الكفارات، والصيام المنذور.
    • الصيام المسنون
    • الصيام المحرم
    • الصيام المكروه
    أما الحنفية فقالوا ففيها رأيان. الرأي الأول يرى أن النذر واجب لا فرض ولذا تنقسم الصيامات عندهم إلى ثمانية أقسام:
    • الصيامة المفروض فرضاً معيناً، كصوم رمضان أداءً في وقته.
    • الصيام المفروض فرضاً غير معين، كصوم رمضان قضاءً في غير وقته؛ فمن فاته صيام شهر رمضان أو بعضه، فإنه لا يلزمه أن يقضيه في وقت خاص، ومثله صوم الكفارات، فإنه فرض غير معين.
    • صيام واجب معين، كالنذر المعين.
    • صيام واجب غير معين، كالنذر المطلق.
    • صيام النفل.
    • الصيام المسنون.
    • الصيام المستحب.
    • الصيام المكروه تنزيهاً أو تحريماً.
    الرأي الثاني يرى أن النذر فرض ولذا تنقسم إلى سبعة أقسام:
    • فرض معين، وهو ماله وقت خاص كصوم رمضان أداء، والنذر المعين.
    • فرض غير معين، وهو ما ليس له وقت خاص؛ كصوم رمضان قضاءً، والنذر غير المعين.
    • الواجب وهو صوم التطوع بعد الشروع فيه، فمن أراد أن يتطوع بصوم يوم الخميس مثلاً. ثم شرع فيه فإنه يجب عليه أن يتمه، بحيث لو أفطر يأثم إثماً صغيراً، وكذلك يجب عليه قضاؤه إذا أفطره. ومثله صوم الاعتكاف غير المنذور، فإنه واجب كذلك.
    • الصيام المحرم.
    • الصيام المسنون.
    • صيام النفل.
    • الصيام المكروه.

    أركان الصيام

    أركان الصيام عند الحنفية، والحنابلة ركن واحد وهو الإمساك عن المفطرات ، المالكية: اختلفوا، فقال بعضهم: إن للصيام ركنين: أحدهما: الإمساك، ثانيهما: النية، ورجح بعضهم أن النية شرط ، أما الشافعية قالوا: أركان الصيام ثلاثة: الإمساك عن المفطرات، والنية والصائم.

    شروط الصيام

    الشافعية قالوا: تنقسم شروط الصيام إلى قسمين: شروط وجوب، وشروط صحة، أما شروط وجوبه فأربعة:
    1. البلوغ
    2. الإسلام
    3. العقل
    4. الإطاقة حسا وشرعا
    أما شروط صحته فأربعة :
    1. الإسلام حال الصيام.
    2. التمييز.
    3. خلو الصائم من الحيض والنفاس والولادة وقت الصوم وإن لم تر الوالدة دماً.
    4. أن يكون الوقت قابلاً للصوم.
    الحنفية قالوا: شروط الصيام ثلاثة أنواع: شروط وجوب، وشرطو وجوب الأداء، وشروط صحة الأداء. فأما شروط الوجوب، فهي ثلاثة:
    1. الإسلام.
    2. العقل.
    3. البلوغ.
    وأما شروط وجوب الأداء فاثنان:
    1. الصحة.
    2. الإقامة.
    وأما شروط صحة الأداء. فاثنان:
    1. الطهارة من الحيض والنفاس.
    2. النية؛ فلا يصح أداء الصوم إلا بالنية تمييزاً للعبادات عن العادات.
    المالكية قالوا: للصوم شروط وجوب فقط، وشروط صحة فقط، وشروط وجوب وصحة معاً، أما شروط الوجوب فهي اثنان :
    1. البلوغ.
    2. القدرة على الصوم.
    وأما شروط صحته فثلاثة:
    1. الإسلام.
    2. الزمان القابل للصوم.
    3. النية على الراجح من الآراء.
    وشروط وجوبه وصحته معاً ثلاثة:
    1. العقل
    2. النقاء من دم الحيض والنفاس.
    3. دخول شهر رمضان فلا يجب صوم رمضان قبل ثبوت الشهر.
    الحنابلة قالوا: شروط الصوم ثلاثة أقسام: شروط وجوب فقط، وشروط صحة فقط، وشروط وجوب وصحة معاً، فأما شروط الوجوب فقط، فهي ثلاثة:
    1. الإسلام.
    2. البلوغ.
    3. القدرة على الصوم.
    وأما شروط الصحة فقط فهي ثلاثة:
    1. النية.
    2. انقطاع دم الحيض.
    3. انقطاع دم النفاس.
    وأما شروط الوجوب والصحة معاً، فهي ثلاثة:
    1. الإسلام.
    2. العقل
    3. التمييز


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    العالم الإسلامي في دار الفناء و الفردوس الأعلى بإذن الله في دار البقاء مع أحبائي في الله..
    الردود
    1,933
    الجنس
    امرأة

    الصلاة

    لكي تصلي عليك بالوضوء أولا
    صفة الوضوء
    * إذا أراد المسلم أن يتوضأ فإنه ينوي الوضوء بقلبه ثم يقول : ( بسم الله ) لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه )1 وإذا نسي أن يسمي فلا شيء عليه .
    * ثم يُسن أن يغسل كفيه ثلاث مرات قبل أن يبدأ وضوءه [أنظر صورة 1] .
    * ثم يتمضمض ، أي : يدير الماء في فمه ، ثم يخرجه .
    * ثم يستنشق ، أي يجذب الماء بنَفَسٍ من أنفه ، ثم يستنثر ، أي يخرجه من أنفه [ أنظر صورة 2] .
    * ويُستحب أن يُبَالغ في الاستنشاق ( أي يستنشق بقوة ) إلا إذا كان صائماً ، فإنه لا يُبالغ ، خشية أن يدخل الماء إلى جوفه ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ) 2 * ثم يغسل وجهه ، وحدُّ الوجه طولاً : من منابت شعر الرأس ، إلى ما انحدر من اللحيين والذقنين . [ أنظر صورة 3 ] ، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً [ أنظر صورة 3 ]. * والشعر الذي في الوجه إن كان خفيفاً فيجب غسله وما تحته من البشرة ، وإن كان كثيفاً وجب غسل ظاهره ، لكن يُستحب تخليل الشعر الكثيف ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته في الوضوء 3 [ أنظر صورة 4 ]. * ثم يغسل يديه مع المرفقين ، لقوله تعالى { وأيديكم إلى المرافق }4 ، [ أنظر صورة 5 ] . * ثم يمسح رأسه مع الأذنين مرة واحدة ، ويبدأ من مقدمة رأسه ثم يذهب بيديه إلى مؤخرة رأسه ثم يعود إلى مقدمة رأسه مرة أخرى [ أنظر صورة 6 ] ، ثم يمسح أذنيه بما بقي على يديه من ماء الرأس [ أنظر صورة 7 ] .
    * ثم يغسل رجليه مع الكعبين ، لقوله تعالى { وأرجلكم إلى الكعبين } 5 والكعبان هما العظمان البارزان في أسفل الساق [ أنظر صورة 8 ] ، ويجب غسلهما مع الرجل .
    * من كان مقطوع الرجل أو اليد ، فإنه يغسل ما بقي من يده أو رجله مما يجب غسله [ أنظر صورة 9 ] ، فإذا كانت اليد أو الرجل مقطوعة كلها ، غسل رأس العضو .
    * ثم يقول بعد فراغه من الوضوء : ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) 6 .
    * يجب على المتوضئ أن يغسل أعضاءه بتتابع ، فلا يؤخر غسل عضو منها حتى ينشف الذي قبله .
    * يباح أن يُنشف المتوضئ أعضاءه بعد الوضوء . سنن الوضوء :
    1-
    يُسَن للمسلم أن يتسوك عند وضوءه ، أي قبل أن يبدأ وضوءه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ) 72- يُسَن للمسلم أن يغسل كفيه ثلاثاً قبل أن يبدأ وضوءه – كما سبق – [ أنظر صورة 1 ] ، إلا إذا كان قائماً من النوم ، فإنه يجب عليه غسلهما ثلاثاً قبل وضوءه ، لأنه قد يكون فيهما أذى وهو لا يشعر ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً ، فإنه لا يدري أين باتت يده ) 83- تُسَن المبالغة في الاستنشاق ، كما سبق .
    4- يُسَن للمسلم عند غسل وجهه أن يُخلل لحيته إذا كانت كثيفة [ كما سبق ] .
    5- يُسَن للمسلم عند غسل يديه ورجليه أن يخلل أصابعهما ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( وخلل بين الأصابع ) 9[ أنظر صورة 10 ].
    6- يُسَن للمسلم أن يبدأ في وضوءه بأعضائه اليمنى قبل اليسرى ، أي أن يبدأ بغسل اليد اليمنى قبل اليد اليسرى ، والرجل اليمنى قبل الرجل اليسرى .
    7- يُسَن للمسلم أن يغسل أعضاءه في الوضوء مرتين أو ثلاث مرات ولا يزيد على الثلاث ، أما الرأس فإن لا يمسحه أكثر من مسحة واحدة .
    8- يُسَن للمسلم أن لا يسرف في ماء الوضوء ، لأنه صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً وقال: ( من زاد فقد أساء وظلم )10 نواقض الوضوء :
    ينتقض وضوء المسلم بهذه الأشياء :
    1- الخارج من السبيلين ، من بولٍ أو غائط .
    2- الريح الخارجة من الدُبر .
    3- زوال عقل الإنسان ، إما بجنون ، أو إغماء ، أو سُكْر ، أو نوم عميق لا يحس فيه بما يخرج منه ، أما النوم اليسير الذي لا يغيب فيه إحساس الإنسان ، فإنه لا ينقض الوضوء .
    4- لمس الفَرْج باليد بشهوة ، سواءً كان فَرْجه هو أو فَرْج غيره ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من مسَّ فرجه فليتوضاً ) 115- أكل لحم الإبل ، لأنه صلى الله عليه وسلم سُئل : أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : ( نعم ) 12* أكل كرش الإبل أو كبده أو شحمه أو كليته أو أمعائه ينقض الوضوء ، لأنه مثل لحمه .
    * شرب لبن الإبل لا ينقض الوضوء ، لأنه صلى الله عليه وسلم أمر قوماً أن يشربوا من ألبان إبل الصدقة ، ولم يأمرهم بالوضوء من ذلك . 13* الأحوط أن يتوضأ إذا شرب ( مرقة ) لحم الإبل .

    ما يَحْرم على الـمُحْدث :
    إذا كان المسلم مُحدثاً ، أي ليس على وضوء ، فإنه يَحْرم عليه التالي :
    1- لمس المصحف ، لقوله صلى الله عليه وسلم في كتابه إلى أهل اليمن ( لا يمس القرآن إلا طاهر ) 14
    - أما قراءة القرآن دون لمس المصحف فتجوز للمُحْدث .
    2- الصلاة ، فلا يجوز للمُحْدث أن يصلي حتى يتوضأ ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يقبل الله صلاةً بغير طهور )15* يجوز للمُحْدث أن يسجد سجود التلاوة ، أو سجود الشكر ، لأنهما ليسا بصلاة ، والأفضل أن يتوضأ قبل السجود .
    3- الطواف ، فلا يجوز للمُحْدث أن يطوف بالكعبة حتى يتوضأ ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( الطواف بالبيت صلاة ) 16. ولأنه صلى الله عليه وسلم توضأ قبل طوافه . 17تنبيه مهم :
    لا يشترط للوضوء أن يغسل المسلم فرجه ، لأن غسل الفرج ( القُبُل أو الدُبُر ) يكون بعد البول أو الغائط ، ولا دخل له بالوضوء .
    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    الهوامش
    1- رواه أحمد وحسَّنه الألباني في الإرواء ( 81 )2- رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود (629) .
    3- رواه أبو داود وصححه الألباني في الإرواء (92) . 4- 5- سورة المائدة (6)
    6- رواه مسلم أما لفظ ( اللهم اجعلني من التوابين ... الخ ) فرواه الترمذي وصححه الألباني في الإرواء (96) .
    7-
    رواه أحمد وصححه الألباني في الإرواء (70) . 8- رواه مسلم .
    9- رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود (629)
    10- رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود (123) .
    11- رواه أبن ماجه وصححه الألباني في الإرواء (117) . 12- رواه مسلم . 13- متفق عليه .
    14- رواه الدارقطني وصححه الألباني في الإرواء (122) . 15- رواه مسلم .
    16- رواه الترمذي وصححه الألباني في الإرواء (121) 17- متفق عليه .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    العالم الإسلامي في دار الفناء و الفردوس الأعلى بإذن الله في دار البقاء مع أحبائي في الله..
    الردود
    1,933
    الجنس
    امرأة

    صفة الصلاة

    إذا أراد المسلم أن يصلي فإنه يستقبل القبلة ثم يقول ( الله أكبر ) وهي ركن لا تنعقد الصلاة إلا بها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم استقبل القبلة فكبر )1 .
    * ولا بد من قولها باللسان ، ولا يشترط أن يرفع صوته بها .
    *إذا كان الإنسان أخرس فإنه ينويها بقلبه .



    * يُسَن أن يرفع يديه عند التكبير إلى منكبيه وتكون مضمومتي الأصابع [ أنظر صورة 1] لقول ابن عمر رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة ، وإذا كبر للركوع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ) 2[ أنظر صورة 1] أو يرفعهما بمحاذاة أذنيه ، لحديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه ) 3[ أنظر صورة 2] .

    * ثم يقبض كوع يده اليسرى بيده اليمنى ويضعهما على صدره 4[ أنظر صورة 3 ] ، أو يضع يده اليمنى على كفه وذراعه الأيسر ويضعهما على صدره [ أنظر صورة 4 ] ، لحديث وائل ابن حُجر ( فكبر – أي النبي صلى الله عليه وسلم – ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه الأيسر والرسغ والساعد ) 5. ولحديث وائل : ( كان يضعهما على صدره ) 6.

    * وينظر إلى موضع سجوده ، لقول عائشة رضي الله عنها عن صلاته صلى الله عليه وسلم : ( ما خَلّف بَصرهُ موضعَ سجوده )7 .
    * ثم يقرأ دعاء الاستفتاح ، وهو سنة ، وأدعية الاستفتاح كثيرة ، منها : ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ) 8 .
    أو يقول : ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس ، الله اغسلني بالماء والثلج والبَرَد )
    9 .
    * ثم يستعيذ ، أي يقول : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) وإن شاء قال : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ) وإن شاء قال : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه )10 .
    *ثم يبسمل ، أي يقول : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
    * ثم يقرأ الفاتحة في كل ركعة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) 11 ، وهي ركن لا تصح الصلاة بدونها .
    * وإذا كان المصلي لا يُجيد الفاتحة ، فإنه يقرأ ما تيسر من القرآن بدلها ، فإذا كان لا يجيد ذلك ، فإنه يقول : ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله )12 .
    ويجب عليه المبادرة بتعلم الفاتحة .
    * ثم يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن الكريم . إما سورة كاملة ، أو عدة آيات .
    * ثم يركع قائلاً : ( الله أكبر ) ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو إلى حذو أذنيه ، كما سبق عند تكبيرة الإحرام [ أنظر صورة 1 و 2 ] ، ويجب أن يسوى ظهره في الركوع [ أنظر صورة 5 ] ، ويُمَكن أصابع يديه من ركبتيه مع تفريقها [ أنظر صورة 6 ].
    * ويقول في ركوعه ( سبحان ربي العظيم ) . والواجب أن يقولها مرة واحدة ، وما زاد فهو سنة .
    * ويسن أن يقول في ركوعه : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) 13، أو يقول : ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) 14 .


    * ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً : ( سمع الله لمن حمده ) ويُسَن أن يرفع يديه – كما سبق – [ أنظر صورة 1 و صورة 2] ثم يقول بعد أن يستوي قائماً ( ربنا لك الحمد ) ، أو ( ربنا ولك الحمد ) ، أو ( اللهم ربنا لك الحمد ) ، أو ( اللهم ربنا ولك الحمد ) .
    * ويُسن أن يقول بعدها : ( ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) 15 .
    * ويُسَن أن يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره في هذا القيام ، كما فعل في القيام الأول قبل الركوع [ كما في صورة 3 و صورة 4 ].
    وضع خاطئ
    لرفع اليدين
    ينبغي أن يرفع يديه في هذا الموضوع كما في صورة
    [1أو2]

    *ثم يسجد قائلاً : ( الله أكبر ) .
    * ويقدم ركبتيه قبل يديه عند سجوده [ أنظر صورة 7 ] ، لحديث وائل بن حُجر رضي الله عنه قال : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه ) 16.
    * ويجب أن يسجد المصلي على سبعة أعضاء : رجليه ، وركبتيه ، ويديه ، وجبهته مع الأنف ، ولا يجوز أن يرفع أي عضو منها عن الأرض أثناء سجوده ، وإذا لم يستطع المصلي أن يسجد بسبب المرض فإنه ينحني بقدر استطاعته حتى يقرب من هيئة السجود ، [ أنظر صورة 8 ].
    * يُسَن في السجود أن يُبعد عضديه عن جنبيه [ أنظر صورة 7د ] ، لأنه صلى الله عليه وسلم ( كان يسجد حتى يُرى بياض إبطيه ) 17 ، إلا إذا كان ذلك يؤذي من بجانبه .
    * ويُسَن في السجود أن يُبعد بطنه عن فخذيه ، [ أنظر صورة 7د ].
    * ويُسَن في السجود أن يفرق ركبتيه ، أي لا يضمهما إلى بعض ، وأما القدمان فإنه يلصقهما ببعض لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك في سجوده ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان ( يرص عقبيه في سجوده ) 18[ أنظر صورة 7د ].

    * ويُسَن في السجود أن يفرق ركبتيه ، أي لا يضمهما إلى بعض ، وأما القدمان فإنه يلصقهما ببعض لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك في سجوده ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان ( يرص عقبيه في سجوده ) 18[ أنظر صورة 7د ].
    * يكره أن يتكئ المصلي بيديه على الأرض في سجوده [ كما في صورة 9 ] لقوله صلى الله عليه ( لا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ) 19 ولكن يجوز أن يتكئ بيديه على فخذيه إذا تعب من طول السجود [ أنظر صورة 10 ].
    * يجب أن يقول في سجوده ( سبحان ربي الأعلى ) مرة واحدة ، وما زاد على ذلك فهو سنة .
    * ويُسَن أن يقول في سجوده : ( سُبُوح قُدوس رب الملائكة والروح ) 20 أو يقول : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) 21 .


    * ثم يرفع رأسه قائلاً : ( الله أكبر ) ، ويجلس بين السجدتين مفترشاً رجله اليسرى ناصباً رجله اليمنى [ أنظر صورة 11 ].
    * ويجب أن يقول وهو جالس بين السجدتين : ( رب اغفر لي ) مرة واحدة ، وما زاد على ذلك فهو سنة .
    * ويُسَن أن يقول : ( رب اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني )22 .
    * ويضع يديه في هذه الجلسة على فخذيه ، وأطراف أصابعه عند ركبتيه ، [ أنظر صورة 12 ] وله أن يضع يده اليمنى على ركبته اليمنى ويده اليسرى على ركبته اليسرى ، كأنه قابض لهما ، [ أنظر صورة 13 ].
    * ثم يسجد ويفعل في هذه السجدة ما فعل في السجدة الأولى .
    * ثم ينهض من السجود إلى الركعة الثانية معتمداً على ركبتيه ، [ عكس صورة 7 ] ، قائلاً : ( الله أكبر ) .
    * ثم يصلي الركعة الثانية كما صلى الركعة الأولى ، إلا أنه لا يقول دعاء الاستفتاح في أولها ، ولا يتعوذ قبل قراءته القرآن ، لأنه قد استفتح وتعوذ في بداية الركعة الأولى .
    * ثم في نهاية الركعة الثانية يجلس للتشهد الأول مفترشاً ، [ أنظر صورة 11 ] ، وتكون هيئة يده اليمنى كما في الصورة : يقبض أصبعه الخنصر والبنصر ويُحلق الإبهام مع الوسطى ويشير بالسبابة عند الدعاء ( أي عند عبارة في التشهد فيها معنى الدعاء ) [ أنظر صورة 14 ] أو يقبض جميع أصابع يده اليمنى ويشير بالسبابة عند الدعاء [ أنظر صورة 15 ] أما يده اليسرى فيقبض بها على ركبته اليسرى ، وله أن يبسطها على فخذه الأيسر دون قبض الركبة
    * ويقول في هذا الموضع : ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) .

    * إذا كانت الصلاة من أربع ركعات ، كالظهر والعصر والعشاء ، فإنه يجلس في التشهد الأخير متوركاً ، [ أنظر صورة 16 أو صورة 17 ] وتكون هيئة يديه كما سبق في التشهد الأول ، ويقول كما قال في التشهد الأول ( التحيات لله .... الخ ) ، ثم يقول بعدها ( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) .
    * ويُسَن أن يقول بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، وعذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال )23.
    * ثم يدعو بما شاء ، كقول ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) 24.
    * ثم يسلم عن يمينه ( السلام عليكم ورحمة الله ) وعن يساره كذلك .
    * ثم يقول الأذكار الواردة بعد السلام كقول : ( استغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام )25 .
    وقول : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الـجَد منك الـجَد )
    26 .
    وقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون )
    27 .
    ثم يقول : ( سبحان الله والحمد لله والله أكبر ) (33) مرة ، ويقول بعدها مرة واحدة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير )
    28 .
    * ويقرأ آية الكرسي . 29 وسورة { قل هو الله أحد } ، و { قل أعوذ برب الفلق } ، و { قل أعوذ برب الناس }30 .
    * ينبغي على المسلم المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد وعدم التهاون في ذلك ، ليكون من المفلحين إن شاء الله .
    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    الهوامش :1- متفق عليه . 2- متفق عليه . 3- رواه مسلم .
    4-
    رواه النسائي وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (88) .
    5- رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (88) .
    6- رواه ابن خزيمة وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (88) .
    7- رواه البيهقي وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (88) .
    8- رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (93) .
    9- رواه البخاري . 10- الهمز نوع من الجنون و ( نفخه ) أي الكِبْر ، و ( نفثه ) أي الشعر المذموم .
    11- متفق عليه . 12- رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (98) .
    13- متفق عليه . 14- رواه مسلم . 15- رواه مسلم . 16- حديث صحيح رواه أهل السنن .
    17- متفق عليه . 18- رواه ابن خزيمة وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (42) .
    19- متفق عليه . 20- رواه مسلم . 21- متفق عليه .
    22-
    رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (153) .
    23- متفق عليه . 24- رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (347) .
    25- رواه مسلم . 26- متفق عليه . 27- رواه مسلم . 28- رواه مسلم .
    29- رواه النسائي في عمل اليوم والليلة وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (972) .
    30- رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1348) .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    العالم الإسلامي في دار الفناء و الفردوس الأعلى بإذن الله في دار البقاء مع أحبائي في الله..
    الردود
    1,933
    الجنس
    امرأة
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    العالم الإسلامي
    الردود
    145
    الجنس
    أنثى
    ما شاء الله

مواضيع مشابهه

  1. من يوميات مهاجر
    بواسطة zahrat khari في فيض القلم
    الردود: 4
    اخر موضوع: 26-02-2008, 08:11 PM
  2. أختاه.. إني مهاجر إلى ربي
    بواسطة إشراق المغربية في روضة السعداء
    الردود: 11
    اخر موضوع: 28-11-2007, 12:25 AM
  3. ::مهاجر::
    بواسطة لمع الأسنة في فيض القلم
    الردود: 3
    اخر موضوع: 19-01-2007, 06:58 AM
  4. حطمت قلبي يا مهاجر بالرحيل
    بواسطة الحياة السرمدية في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 5
    اخر موضوع: 03-07-2006, 11:59 PM
  5. مقاطع من اناشيد مهاجر
    بواسطة انجود في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 1
    اخر موضوع: 31-03-2003, 12:29 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ