انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: دموع سالم الطفل الاعمى اقرؤها واحكموا ولن تندموا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الردود
    72
    الجنس
    ذكر

    دموع سالم الطفل الاعمى اقرؤها واحكموا ولن تندموا

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
    أقرأوها وتمعنوا فيها...
    ‏أثابكم الله وقد ذكرها الشيخ خالد الراشد
    كثيرا... :


    ‏لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي
    أوّل أبنائي.. ‏ما زلت أذكر تلك الليلة
    .. ‏بقيت إلى آخر الليل
    مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. ‏كانت سهرة
    مليئة بالكلام الفارغ.. ‏بل بالغيبة والتعليقات
    المحرمة... ‏كنت أنا الذي أتولى في الغالب
    إضحاكهم.. ‏وغيبة الناس.. ‏وهم يضحكون.
    ‏أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. ‏كنت
    أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. ‏بإمكاني
    تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص
    الذي أسخر منه.. ‏أجل كنت أسخر من هذا وذاك..
    ‏لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. ‏صار بعض
    الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني.
    ‏أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته
    يتسوّل في السّوق... ‏والأدهى أنّي وضعت قدمي
    أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما
    يقول.. ‏وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق..
    ‏عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. ‏وجدت زوجتي
    في انتظاري.. ‏كانت في حالة يرثى لها.. ‏قالت
    بصوت متهدج: ‏راشد.. ‏أين كنتَ ؟
    قلت ساخراً: ‏في المريخ.. ‏عند أصحابي بالطبع
    ..
    ‏كان الإعياء ظاهراً عليها.. ‏قالت والعبرة
    تخنقها: ‏راشد… ‏أنا تعبة جداً
    .. ‏الظاهر أن موعد
    ولادتي صار وشيكا ..
    ‏سقطت دمعة صامته على خدها.. ‏أحسست أنّي
    أهملت زوجتي.. ‏كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل
    من سهراتي.. ‏خاصة أنّها في شهرها التاسع
    .
    ‏حملتها إلى المستشفى بسرعة.. ‏دخلت غرفة
    الولادة.. ‏جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال..
    ‏كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. ‏تعسرت
    ولادتها.. ‏فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. ‏فذهبت
    إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني.
    ‏بعد ساعة.. ‏اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم
    سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. ‏أول ما رأوني
    أسأل عن غرفتها.. ‏طلبوا منّي مراجعة الطبيبة
    التي أشرفت على ولادة زوجتي.
    ‏صرختُ بهم: ‏أيُّ طبيبة ؟! ‏المهم أن أرى
    ابني سالم.
    ‏قالوا، أولاً راجع الطبيبة
    ..
    ‏دخلت على الطبيبة.. ‏كلمتني عن المصائب
    .. ‏والرضى بالأقدار
    .. ‏ثم قالت: ‏ولدك
    به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر
    !!
    ‏خفضت رأسي.. ‏وأنا أدافع عبراتي.. ‏تذكّرت
    ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق
    وأضحكت عليه الناس.
    ‏سبحان الله كما تدين تدان
    ! ‏بقيت واجماً قليلاً..
    ‏لا أدري ماذا أقول.. ‏ثم تذكرت زوجتي وولدي
    .. ‏فشكرت الطبيبة
    على لطفها ومضيت لأرى زوجتي
    ..
    ‏لم تحزن زوجتي.. ‏كانت مؤمنة بقضاء الله..
    ‏راضية. ‏طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء
    بالناس.. ‏كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس
    ..
    ‏خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. ‏في
    الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. ‏اعتبرته
    غير موجود في المنزل. ‏حين يشتد بكاؤه أهرب
    إلى الصالة لأنام فيها. ‏كانت زوجتي تهتم
    به كثيراً، وتحبّه كثيراً. ‏أما أنا فلم أكن
    أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه
    !
    ‏كبر سالم.. ‏بدأ يحبو.. ‏كانت حبوته غريبة..
    ‏قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. ‏فاكتشفنا
    أنّه أعرج. ‏أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. ‏أنجبت
    زوجتي بعده عمر وخالداً.
    ‏مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. ‏كنت
    لا أحب الجلوس في البيت. ‏دائماً مع أصحابي.
    ‏في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم
    ..
    ‏لم تيأس زوجتي من إصلاحي. ‏كانت تدعو لي
    دائماً بالهداية. ‏لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة،
    لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم
    واهتمامي بباقي إخوته.
    ‏كبر سالم وكبُر معه همي. ‏لم أمانع حين طلبت
    زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين.
    ‏لم أكن أحس بمرور السنوات. ‏أيّامي سواء
    .. ‏عمل ونوم وطعام
    وسهر.
    ‏في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر
    ظهراً. ‏ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي.
    ‏كنت مدعواً إلى وليمة. ‏لبست وتعطّرت وهممت
    بالخروج. ‏مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر
    سالم. ‏كان يبكي بحرقة!
    ‏إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى
    سالم يبكي مذ كان طفلاً. ‏عشر سنوات مضت،
    لم ألتفت إليه. ‏حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل.
    ‏كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة.
    ‏التفت ...
    ‏ثم اقتربت منه. ‏قلت: ‏سالم! ‏لماذا تبكي؟!
    ‏حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. ‏فلما شعر
    بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين.
    ‏ما بِه يا ترى؟! ‏اكتشفت أنه يحاول الابتعاد
    عني!! ‏وكأنه يقول: ‏الآن أحسست بي. ‏أين أنت
    منذ عشر سنوات ؟! ‏تبعته ...
    ‏كان قد دخل غرفته. ‏رفض أن يخبرني في البداية
    سبب بكائه. ‏حاولت التلطف معه
    .. ‏بدأ سالم يبين
    سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض.
    ‏أتدري ما السبب!! ‏تأخّر عليه أخوه عمر،
    الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ‏ولأنها
    صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل.
    ‏نادى عمر.. ‏ونادى والدته.. ‏ولكن لا مجيب..
    ‏فبكى.
    ‏أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين.
    ‏لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. ‏وضعت يدي
    على فمه وقلت: ‏لذلك بكيت يا سالم
    !!..
    ‏قال: ‏نعم ..
    ‏نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: ‏سالم
    لا تحزن. ‏هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟
    قال: ‏أكيد عمر ..
    ‏لكنه يتأخر دائماً ..
    ‏قلت: ‏لا ..
    ‏بل أنا سأذهب بك ..
    ‏دهش سالم ..
    ‏لم يصدّق. ‏ظنّ أنّي أسخر منه. ‏استعبر ثم
    بكى. ‏مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. ‏أردت
    أن أوصله بالسيّارة. ‏رفض قائلاً: ‏المسجد
    قريب... ‏أريد أن أخطو إلى المسجد
    - ‏إي والله قال لي
    ذلك.
    ‏لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد،
    لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف
    والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية.
    ‏كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي
    وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. ‏استمعنا
    لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... ‏بل في الحقيقة
    أنا صليت بجانبه ..
    ‏بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً.
    ‏استغربت!! ‏كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل
    طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ‏ناولته
    المصحف ...
    ‏طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف.
    ‏أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس
    تارة ..
    ‏حتى وجدتها.
    ‏أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة
    السورة ...
    ‏وعيناه مغمضتان ...
    ‏يا الله !!
    ‏إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!!
    ‏خجلت من نفسي. ‏أمسكت مصحفاً
    ... ‏أحسست برعشة في
    أوصالي... ‏قرأت وقرأت.. ‏دعوت الله أن يغفر
    لي ويهديني. ‏لم أستطع الاحتمال
    ... ‏فبدأت أبكي كالأطفال.
    ‏كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة
    ... ‏خجلت منهم فحاولت
    أن أكتم بكائي. ‏تحول البكاء إلى نشيج وشهيق
    ...
    ‏لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح
    عنّي دموعي. ‏إنه سالم !!
    ‏ضممته إلى صدري... ‏نظرت إليه. ‏قلت في نفسي...
    ‏لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت
    وراء فساق يجرونني إلى النار.
    ‏عدنا إلى المنزل. ‏كانت زوجتي قلقة كثيراً
    على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت
    أنّي صلّيت الجمعة مع سالم
    ..
    ‏من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد.
    ‏هجرت رفقاء السوء ..
    ‏وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد.
    ‏ذقت طعم الإيمان معهم. ‏عرفت منهم أشياء
    ألهتني عنها الدنيا. ‏لم أفوّت حلقة ذكر أو
    صلاة الوتر. ‏ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر.
    ‏رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي
    وسخريتي من النّاس. ‏أحسست أنّي أكثر قرباً
    من أسرتي. ‏اختفت نظرات الخوف والشفقة التي
    كانت تطل من عيون زوجتي. ‏الابتسامة ما عادت
    تفارق وجه ابني سالم. ‏من يراه يظنّه ملك
    الدنيا وما فيها. ‏حمدت الله كثيراً على نعمه.
    ‏ذات يوم ...
    ‏قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى
    المناطق البعيدة للدعوة. ‏تردّدت في الذهاب.
    ‏استخرت الله واستشرت زوجتي. ‏توقعت أنها
    سترفض... ‏لكن حدث العكس !
    ‏فرحت كثيراً، بل شجّعتني. ‏فلقد كانت تراني
    في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً.
    ‏توجهت إلى سالم. ‏أخبرته أني مسافر فضمني
    بذراعيه الصغيرين مودعاً...
    ‏تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال
    تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي
    وأحدّث أبنائي. ‏اشتقت إليهم كثيراً
    ... ‏آآآه كم اشتقت
    إلى سالم !!
    ‏تمنّيت سماع صوته... ‏هو الوحيد الذي لم يحدّثني
    منذ سافرت. ‏إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد
    ساعة اتصالي بهم.
    ‏كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك
    فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها.
    ‏لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. ‏تغيّر صوتها
    ..
    ‏قلت لها: ‏أبلغي سلامي لسالم، فقالت: ‏إن
    شاء الله ...
    ‏وسكتت...
    ‏أخيراً عدت إلى المنزل. ‏طرقت الباب. ‏تمنّيت
    أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي
    لم يتجاوز الرابعة من عمره. ‏حملته بين ذراعي
    وهو يصرخ: ‏بابا ..
    ‏بابا ..
    ‏لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.
    ‏استعذت بالله من الشيطان الرجيم
    ..
    ‏أقبلت إليّ زوجتي ...
    ‏كان وجهها متغيراً. ‏كأنها تتصنع الفرح.
    ‏تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ‏ما بكِ؟
    قالت: ‏لا شيء .
    ‏فجأة تذكّرت سالماً فقلت
    .. ‏أين سالم ؟
    خفضت رأسها. ‏لم تجب. ‏سقطت دمعات حارة على
    خديها...
    ‏صرخت بها ...
    ‏سالم! ‏أين سالم ..‏؟
    لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته:
    ‏بابا ...
    ‏ثالم لاح الجنّة ...
    ‏عند الله...
    ‏لم تتحمل زوجتي الموقف. ‏أجهشت بالبكاء.
    ‏كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة.
    ‏عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد
    مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى
    .. ‏فاشتدت عليه الحمى
    ولم تفارقه ...
    ‏حين فارقت روحه جسده ..
    ‏إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك
    نفسك بما حملت فاهتف ...
    ‏يا الله
    إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال،
    وتقطعت الحبال، نادي ...
    ‏يا الله
    لا اله الا الله رب السموات
    السبع ورب العرش العظيم

    ملاحظة
    :
    منقوله و‏اذا كان نشرها سيرهقك
    فلا تنشرها فلن تستحق أخذ ثوابها لأن ثوابها عظيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..

    أهلاً و مرحباً بكِ أختي أم توتة في منتدى لكِ ..

    قصة مؤثرة تدمع لها العين..

    بارك الله فيكِ ..
    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الردود
    72
    الجنس
    ذكر
    شكرا لك أختي ياسمينة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الموقع
    با المدينه المنورة
    الردود
    439
    الجنس
    امرأة

مواضيع مشابهه

  1. احذري قذف الطفل من الاعلى (التزقيف)
    بواسطة شعاااااع ااااالأمل في الأمومة والطفولة
    الردود: 11
    اخر موضوع: 11-03-2008, 09:20 AM
  2. بل الرفيق الاعلى " نصيحة : رح تندموا اذا ما دخلتوا "
    بواسطة verybad1987 في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 2
    اخر موضوع: 16-12-2007, 01:45 PM
  3. الطفل حديث الولادة - شامل
    بواسطة سارونة الطعمونة في الحمل والولادة و الرضاعة
    الردود: 20
    اخر موضوع: 21-05-2007, 01:45 PM
  4. سالم ذلك الطفل الذي أبكاني؟
    بواسطة نهار الليل في الملتقى الحواري
    الردود: 7
    اخر موضوع: 07-09-2004, 05:55 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ