انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 8 من 11 الأولىالأولى ... 4567891011 الأخيرالأخير
عرض النتائج 71 الى 80 من 108

الموضوع: ¤•°•¤ دعوة لقراءة كتاب : عدة الصابرين * شـ الفائدة والمتعة ـاركونا ¤•°•¤

  1. #71
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة

    flower2 الفصل الحادي عشر : في الأسباب التي تعين على الصبر



    لما كان الصبر مأموراً به، جعل الله سبحانه له أسبابا تعين عليه وتوصل إليه
    وكذلك ما أمر الله سبحانه بالأمر إلا أعان عليه ونصب له أسبابا تمده وتعين عليه، كما أنه ما قدر داءا الا وقدر له دواء و ضمن الشفاء باستعماله
    فالصبر وان كان شاقا كريها على النفوس، فتحصيله ممكن وهو يتركب من مفردين : العلم و العمل
    فمنهما تركب جميع الأدوية التى تداوى بها القلوب و الأبدان

    فأما الجزء العلمي ، فهو إدراك ما في المأمور من الخير والنفع واللذة والكمال، وإدراك ما في المحظور من الشر والضر والنقص
    فإذا أدرك هذين العلمين كما ينبغي، أضاف إليهما العزيمة الصادقة والهمة العالية والنخوة والمروءة الإنسانية ، فحصل له الصبر وهانت عليه مشاقه وحلت له مرارته وانقلب ألمه لذة
    وقد تقدم أن الصبر مصارعة باعث العقل والدين لباعث الهوى والنفس
    وكل متصارعين أراد أن يتغلب أحدهما على الآخر، فالطريق فيه تقوية من أراد أن تكون الغلبة له و إضعاف الآخر

    فإذا عزم على التداوي ومقاومة هذا الداء فليضعفه أولاً بأمور:

    الأول : أن ينظر إلى مادة قوة الشهوة فيحدها من الاغذية المحركة للشهوة.
    فإن لم تنحسم، فليبادر إلى الصوم فإنه يضعف مجاري الشهوة ويكسر حدتها ولا سيما إذا كان أكله وقت الفطر معتدلا.

    الثاني: أن يجتنب محرك الطلب وهو النظر
    فليقصر لجام طرفه ما أمكنه، فإن داعي الإرادة والشهوة إنما يهيج بالنظر، والنظر يحرك القلب بالشهوة.
    في المسند عنه: "النظر سهم مسموم من سهام إبليس"

    الثالث: تسلية النفس بالمباح المعوض عن الحرام.

    الرابع: التفكر في المفاسد الدنيوية المتوقعة من قضاء هذا الوطر.
    فإنه لو لم يكن جنة ولا نار، لكان في المفاسد الدنيوية ما ينهى عن إجابة هذا الداعي.

    ***

    أما تقوية باعث الدين فإنه يكون بأمور:

    أحدهما: إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع.

    الثاني: مشهد محبته سبحانه
    فيترك معصيته محبة له، فإن المحب لمن يحب مطيع، وأفضل الترك ترك المحبين.

    الثالث: مشهد النعمة و الإحسان
    فليمنعه مشهد إحسان الله تعالى ونعمته عن معصيته حياء منه أن يكون خير الله وإنعامه نازلا إليه، ومخالفاته ومعاصيه وقبائحه صاعدة إلى ربه.

    الرابع: مشهد الغضب والانتقام
    فإن الرب تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب، وإذا غضب لم يقم لغضبه شيء، فضلاً عن هذا العبد الضعيف.

    الخامس: مشهد الفوات
    وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة، وما يحدث له بها من كل اسم مذموم عقلا وشرعا وعرفا، و يزول عنه من الأسماء الممدوحة شرعا وعقلا وعرفا.
    ويكفي مشهد فوات الإيمان الذي أدنى مثقال ذرة منه خير من الدنيا وما فيها أضعافا مضاعفة، فكيف أن يبيعه بشهوة تذهب لذاتها وتبقى تبعتها، تذهب الشهوة وتبقى الشقوة.

    السادس: مشهد القهر والظفر
    فان قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة عند من ذاق ذلك، أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين.

    السابع: مشهد العوض
    وهو ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله ونهى نفسه عن هواها.
    وليوازنه بين العوض المعوض، فأيهما كان أولى بالإيثار اختاره و ارتضاه لنفسه.

    الثامن: مشهد المعية
    كقوله {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
    فهذه المعية الخاصة خير وأنفع في دنياه وآخرته ممن فضى وطره ونيل شهوته على التمام من أول عمره إلى آخره
    فكيف يؤثر عليها لذة منغصة منكدة في مدة يسيرة من العمر إنما هي كأحلام نائم أو كظل زائل.

    التاسع: مشهد المغافصة و المعاجلة
    وهو أن يخاف أن يغافصه الأجل فيأخذه الله على غرة، فيحال بينه وبين ما يشتهى من لذات الآخرة
    فيا لها من حسرة ما أمرها و ما أصعبها، لكن ما يعرفها إلا من جربها..

    العاشر: مشهد البلاء والعافية
    فان البلاء في الحقيقة ليس الا الذنوب وعواقبها، والعافية المطلقة هي الطاعات وعواقبها.
    فأهل البلاء هم أهل المعصية وان عوفيت أبدانهم. وأهل العافية هم أهل الطاعة وان مرضت أبدانهم.

    الحادي عشر: أن يعود باعث الدين ودواعيه مصارعة داعي الهوى ومقاومته على التدريج قليلا قليلا
    حتى يدرك لذة الظفر، فتقوى حينئذ همته، فإن من ذاق لذة شيء قويت همته في تحصيله.
    والاعتياد لممارسة الأعمال الشاقة تزيد القوى التى تصدر عنها تلك الأعمال.
    ولذلك تجد قوى الحمالين وأرباب الصنائع الشاقة تتزايد بخلاف الخياط ونحوه
    ومن ترك المجاهدة بالكلية، ضعف فيه باعث الدين وقوى فيه باعث الشهوة، ومتى عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى أراد.

    الثاني عشر: كف الباطل عن حديث النفس
    واذا مرت به الخواطر نفاها ولا يؤويها ويساكنها فإنها تصير أماني ، ثم تقوى فتصير هموماً، ثم تقوى فتصير إرادات، ثم تقوى فتصير عزماً يقترن به المراد.
    فدفع الخاطر الأول أسهل وأيسر من دفع أثر المقدور بعد وقوعه و ترك معاودته.

    الثالث عشر: قطع العلائق والأسباب التي تدعوه إلى موافقة الهوى
    وليس المراد أن لا يكون له هوى، بل المراد أن يصرف هواه إلى ما ينفعه ويستعمله في تنفيذ مراد الرب تعالى
    فإن ذلك يدفع عنه شر استعماله في معاصيه، فإن كل شيء من الإنسان يستعمله لله، فإن الله يقيه شر استعماله لنفسه وللشيطان. وما لا يستعمله لله، استعمله لنفسه وهواه ولا بد.
    فالعلم ان لم يكن لله كان للنفس والهوى، والعمل ان لم يكن لله كان للرياء والنفاق، والمال ان لم ينفق في طاعة الله أنفق في طاعة الشيطان والهوى..
    فمن عود نفسه العمل لله، لم يكن عليه أشق من العمل لغيره. ومن عود نفسه العمل لهواه وحظه، لم يكن عليه أشق من الاخلاص والعمل لله.

    الرابع عشر: صرف الفكر إلى عجائب آيات الله
    فإذا استولى ذلك على قلبه دفع عنه محاظرة الشيطان ومحادثته ووسواسه وما أعظم غبن من أمكنه أن لا يزال محاظرا للرحمن وكتابه فرغب عن ذلك إلى محاظرة الشيطان من الإنس والجن
    فلا غبن بعد هذا الغبن والله المستعان..

    الخامس عشر: التفكر في الدنيا وسرعة زوالها وقرب انقضائها
    فلا يرضى لنفسه ان يتزود منها إلى دار بقائه وخلوده أخس ما فيها وأقله نفعا، إلا ساقط الهمة دنيء المروءة ميت القلب، فإن حسرته تشتد إذا كان ترك تزود ما ينفعه إلى زاد يعذب به ويناله بسببه غاية الألم.

    السادس عشر: تعرضه إلى من القلوب بين أصبعيه وأزمة الأمور بيديه وانتهاء كل شيء إليه على الدوام.
    فلعله أن يصادف أوقات النفحات كما في الأثر المعروف: " ان لله في أيام دهره نفحات فتعرضوا لنفحاته واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم "
    ولعله في كثرة تعرضه أن يصادف ساعة من الساعات التى لا يسأل الله فيها شيئا الا أعطاه فمن أعطى منشور الدعاء أعطى الاجابة، فإنه لو لم يرد اجابته لما ألهمه الدعاء..
    ولا يستوحش من ظاهر الحال، فإن الله سبحانه ما حرمه الا ليعطيه، ولا أمرضه الا ليشفيه، ولا أفقره الا ليغنيه، ولا أماته الا ليحييه .

    السابع عشر: أن يعلم العبد بأن فيه جاذبين متضادين
    ومحنته بين الجاذبين : جاذب يجذبه إلى الرفيق الأعلى من أهل عليين، وجاذب يجذبه إلى أسفل سافلين
    فكلما انقاد مع الجاذب الأعلى صعد درجة حتى ينتهى إلى حيث يليق به من المحل الأعلى. وكلما انقاد إلى الجاذب الاسفل نزل درجة حتى ينتهى إلى موضعه من سجين.
    ومتى أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أو الأسفل، فلينظر أين روحه في هذا العالم، فإنها اذا فارقت البدن تكون في الرفيق الأعلى الذى كانت تجذبه إليه في الدنيا فهو أولى بها فالمرء مع من أحب.
    وكل مهتم بشيء فهو منجذب إليه وإلى أهله بالطبع.


    الثامن عشر: أن يعلم العبد أن تفريغ المحل شرط لنزول غيث الرحمة، و تنقيته من الدغل شرط لكمال الزرع.
    فمتى لم يفرغ المحل، لم يصادف غيث الرحمة محلا قابلا ينزل فيه.
    وان فرغه حتى أصابه غيث الرحمة ولكنه لم ينقه من الدغل، لم يكن الزرع زرعا كاملا، بل ربما غلب الدغل على الزرع فكان الحكم له.
    فإذا طهر العبد قلبه وفرغه من ارادة السوء وخواطره، وبذر فيه بذر الذكر والفكر والمحبة والإخلاص، وعرضه لمهاب رياح الرحمة، وانتظر نزول غيث الرحمة في أوانه، كان جديرا بحصول المغل
    وكما يقوى الرجاء لنزول الغيث في وقته، كذلك يقوى الرجاء لإصابة نفحات الرحمن جل جلاله في الأوقات الفاضلة والأحوال الشريفة
    ولا سيما اذا اجتمعت الهمم وتساعدت القلوب وعظم الجمع كجمع عرفة وجمع الاستسقاء وجمع أهل الجمعة
    فإن اجتماع الهمم والأنفاس أسباب نصبها الله تعالى مقتضية لحصول الخير ونزول الرحمة
    ولو فرغ العبد المحل وهيأه وأصلحه لرأى العجائب، فإن فضل الله لا يرده إلا المانع الذي في العبد. فلو زال ذلك المانع لسارع إليه الفضل من كل صوب.
    فتأمل حال نهر عظيم يسقى كل أرض يمر عليها فحصل بينه وبين بعض الأرض المعطشة المجدية سكر وسد كثيف فصاحبها يشكو الجدب والنهر إلى جانب أرضه.


    التاسع عشر: أن يعلم العبد أن الله سبحانه خلقه لبقاء لا فناء له
    ولعز لا ذل معه وأمن لا خوف فيه وغناء لا فقر معه ولذة لا ألم معها وكمال لا نقص فيه
    وامتحنه في هذه الدار بالبقاء الذي يسرع إليه الفناء، والعز الذي يقارنه الذل، والأمن الذى معه و بعده الخوف، وكذلك الغناء واللذة والفرح والنعيم الذي هنا مشوب بضده، لأنه يتعقبه ضده وهو سريع الزوال.
    فغلط أكثر الخلق في هذا المقام إذ طلبوا النعيم والبقاء والعز والملك والجاه في غير محله، ففاتهم في محله وأكثرهم لم يظفر بما طليه !
    والذي ظفر به انما هو متاع قليل والزوال قريب، فإنه سريع الزوال عنه.

    العشرون: أن لا يغتر العبد باعتقاده أن مجرد العلم بما ذكرنا كاف في حصول المقصود بل لا بد أن يضيف إليه بذل الجهد
    وملاك ذلك الخروج عن العوائد فإنها أعداء الكمال والفلاح.
    فلا أفلح من استمر مع عوائده أبدا، ويستعين على الخروج عن العوائد بالهرب عن مظان الفتنة والبعد عنها ما أمكنه، وقد قال النبي: "من سمع بالدجال فلينا عنه"
    فما استعين على التخلص من الشر بمثل البعد عن أسبابه و مظانه

    وههنا لطيفة للشيطان لا يتخلص منها إلا حاذق، وهى أن يظهر له في مظان الشر بعض شيء من الخير، ويدعوه إلى تحصيله، فإذا قرب منه ألقاه في الشبكة والله أعلم.



    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  2. #72
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الموقع
    في رحاب مكه ومن جوار الحرم
    الردود
    516
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خير اختي والحمد لله انه عطل فني وعوداً حميدا

  3. #73
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة
    و إياكِ غاليتي نور الإيمان
    جزاكِ الله خيراً على متابعتك..
    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  4. #74
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة

    flower2 الفصل الثاني عشر : في بيان أن الإنسان لا يستغني عن الصبر





    كل ما يلقى العبد في هذه الدار لا يخلو من نوعين :
    أحدهما يوافق هواه ومراده، والآخر يخالفه، وهو محتاج إلى الصبر في كل منهما..

    أما النوع الموافق لغرضه ، فكالصحة والجاه والمال وأنواع الملاذ المباحة، وهو أحوج شيء إلى الصبر فيها من وجوه:

    أحدها: أن لا يركن إليها ولا يغتر بها، ولا تحمله على البطر والفرح المذموم الذي لا يحب الله أهله.
    الثاني: أن لا ينهمك في نيلها ويبالغ في استقصائها، فانها تنقلب إلى اضدادها
    الثالث: أن يصبر على أداء حق الله فيها، و لا يضيعه فيسلبها.
    الرابع: أن يصبر عن صرفها في الحرام، فلا يمكن نفسه من كل ما تريده منها.

    قال بعض السلف : " البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر، ولا يصبر على العافية إلا الصديقون "
    ولذلك حذر الله عباده من فتنة المال والأزواج والأولاد
    فقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}
    وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}
    وليس المراد من هذه العداوة أنها عداوة البغضاء والمحادة، بل إنما هي عداوة المحبة الصادة للآباء عن الهجرة والجهاد وتعلم العلم والصدقة وغير ذلك من أمور الدين وأعمال البر.

    إنما كان الصبر على السراء شديداً لأنه مقرون بالقدرة ، فالجائع عند غيبة الطعام أقدر منه على الصبر عند حضوره..

    ***

    أما النوع الثاني المخالف للهوى، فهاهنا ثلاثة أقسام :

    أحدها ما يرتبط باختياره، وهو جميع أفعاله التي توصف بكونها طاعة أو معصية.

    فأما الطاعة، فالعبد محتاج إلى الصبر عليها لأن النفس بطبعها تنفر عن كثير من العبودية
    ويحتاج العبد ها هنا إلى الصبر في ثلاثة أحوال :

    أحدها قبل الشروع فيها
    بتصحيح النية والاخلاص وتجنب دواعي الرياء والسمعة وعقد العزم على توفية المأمورية حقها

    الحالة الثانية الصبر حال العمل
    فيلازم العبد الصبر عن دواعي التقصير فيه والتفريط، ويلازم الصبر على استصحاب ذكر النية وعلى حضور القلب بين يدى المعبود وأن لا ينساه في أمره فليس الشأن في فعل المأمور بل الشأن كل الشأن أن لا ينسى الا مرحال الإتيان بأمره بل يكون مستصحبا لذكره في أمره فهذه عبادة العبيد المخلصين لله فهو يحتاج إلى الصبر على توفية العبادة حقها بالقيام بأدائها وأركانها وواجباتها وسننها وإلى الصبر على استصحاب ذكر المعبود فيها ولا يشتغل عنه بعبادته فلا يعطله حضوره مع الله بقلبه عن قيام جوارحه بعبوديته ولا يعطله قيام الجوارح بالعبودية عن حضور قلبه بين يديه سبحانه

    الحالة الثالثة الصبر بعد الفراغ من العمل، و ذلك من وجوه :

    أحدها أن يصبر نفسه عن الإتيان بما يبطل عمله.
    قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى
    الثاني أن يصبر عن رؤيتها والعجب بها والتكبر والتعظم بها
    الثالث أن يصبر عن نقلها من ديوان السر إلى ديوان العلانية

    أما الصبر عن المعاصي، فأمره ظاهر وأعظم ما يعين عليه قطع المألوفات ومفارقة الأعوان عليها في المجالسة والمحادثة وقطع العوائد فإن العادة طبيعة خاصة فاذا انضافت الشهوة إلى العادة تظاهر جندان من جند الشيطان فلا يقوى باعث الدين على قهرهما.

    :

    القسم الثاني ما لا يدخل تحت الإختيار وليس للعبد حيلة في دفعه
    كالمصائب التي لا صنع للعبد فيها، كموت من يعز عليه وسرقة ماله ومرضه ونحو ذلك ،وهذا نوعان :
    أحدهما ما لا صنع للعبد الآدمي فيه، والثاني ما أصابه من جهة آدمي مثله كالسب والضرب وغيرهما..

    فالنوع الأول للعبد فيه أربع مقامات :

    أحدها: مقام العجز، وهو مقام الجزع والشكوى والسخط.
    المقام الثاني: مقام الصبر إما لله وإما للمروءة الإنسانية
    المقام الثالث: مقام الرضا، وهو أعلى من مقام الصبر
    المقام الرابع: مقام الشكر، وهو أعلى من مقام الرضا فإنه يشهد البلية نعمة فيشكر المبتلى عليها

    وأما النوع الثاني، وهو ما أصابه من قبل الناس، فله فيه هذه المقامات، ويضاف إليها أربعة أخر :

    أحدها: مقام العفو والصفح
    الثاني: مقام سلامة القلب من إرادة التشفي والانتقام، وفراغه من ألم مطالعة الجناية كل وقت وضيقه بها
    الثالث: مقام شهود القدر وانه وان كان ظالما بإيصال هذا الأذى اليك فالذى قدره عليك وأجراه على يد هذا الظالم ليس بظالم
    الرابع: مقام الإحسان إلى المسيء

    :

    القسم الثالث ما يكون وروده باختياره، فإذا تمكن لم يكن له اختيار ولا حيلة في دفعه.
    وهذا كالعشق أوله اختيار وآخره اضطرار ، وكالتعرض لأسباب الأمراض والآلام التى لا حيلة في دفعها بعد مباشرة أسبابها كما لا حيلة في دفع السكر بعد تناول المسكر
    فهذا كان فرضه الصبر عنه في أوله، فلما فاته بقى فرضه الصبر عليه في آخره، وأن لا يطيع داعي هواه ونفسه

    وللشيطان ها هنا دسيسة عجيبة، وهي أن يخيل اليه أن ينل بعض ما منع قد يتعين عليه أو يباح له على سبيل التداوي، وغايته أن يكون كالتداوي بالخمر والنجاسة. وقد أجازه كثير من الفقهاء، وهذا من أعظم الجهل. فإن هذا التداوى لا يزيل الداء بل يزيده ويقويه، وكم ممن تداوى بذلك فكان هلاك دينه ودنياه في هذا الدواء بل الدواء النافع لهذا الداء الصبر والتقوى
    كما قال تعالى {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}

    فالصبر والتقوى دواء كل داء من أدواء الدين، و لا يستغنى أحدهما عن صاحبه.

    :

    فإن قيل : فهل يثاب على الصبر في هذا القسم إذا كان عاصياً مفرطاً يتعاطى أسبابه، وهل يكون معاقباً على ما تولد منه وهو غير اختياري له ؟
    قيل : نعم، إذا صبر لله تعالى وندم على ما تعاطاه من السبب المحظور، أثيب على صبره لأنه جهاد منه لنفسه وهو عمل صالح والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
    وأما عقوبته على ما تولد منه فإنه يستحق العقوبة على السبب وما تولد منه، كما يعاقب السكران على ما جناه في حال سكره، فإذا كان السبب محظورا لم يكن السكران معذورا.. فإن الله سبحانه يعاقب على الأسباب المحرمة وعلى ما تولد منها، كما يثيب على الأسباب المأمور بها وعلى ما يتولد منها ولذا كان من دعا إلى بدعة وضلالة فعليه من الوزر مثل أوزار من اتبعه لأن اتباعهم له تولد عن فعله.

    :

    فإن قيل : فكيف التوبة من هذا المتولد وليس من فعله، و الإنسان إنما يتوب عما يتعلق باختياره ؟

    قيل : التوبة منه بالندم عليه وعدم إجابة دواعيه وموجباته، و حبس النفس عن ذلك.
    فإن كان المتولد متعلقا بالغير، فتوبته مع ذلك برفعه عن الغير بحسب الإمكان.
    ولهذا كان من توبة الداعي إلى البدعة أن يبين أن ما كان يدعو إليه بدعة وضلالة، و أن الهدى في ضده
    فهكذا تفهم شرائط التوبة و حقيقتها، والله المستعان.




    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  5. #75
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الموقع
    الجزائر
    الردود
    3
    الجنس
    مشكورة

  6. #76
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الردود
    12,045
    الجنس
    أنثى
    ومتى أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أو الأسفل، فلينظر أين روحه في هذا العالم، فإنها اذا فارقت البدن تكون في الرفيق الأعلى الذى كانت تجذبه إليه في الدنيا فهو أولى بها فالمرء مع من أحب.
    وكل مهتم بشيء فهو منجذب إليه وإلى أهله بالطبع.
    كلام رائع جداً ..

    أجزل الله لكِ العطاء أختي الحبيبة..

    نتابعكِ ..
    أؤمن كثيراً.. بأن المساحة الفاصلة بين السماء والأرض.. وبين الحلم والواقع.. مجرد دعاء..

  7. #77
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الردود
    376
    الجنس
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك وننتظر المزيد

  8. #78
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة
    أخواتي العزيزات

    هيباراـ اي

    حمامة الجنة

    العمارية


    :

    جزاكن الله خيراً على تواصلكن



    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  9. #79
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة

    flower2 الفصل الثالث عشر : في المفاضلة بين الصبر و الشكر





    كل أمرين طلبت الموازنة بينهما، فإن ذلك لا يمكن إلا بعد معرفة كل منهما
    وقد ذكرنا حقيقة الصبر وأقسامه وأنواعه، ونذكر حقيقة الشكر وماهيته

    شكر العبد يدور على ثلاثة أركان ، لا يكون شكوراً إلا بمجموعها :
    أحدها اعترافه بنعمة الله عليه، و الثاني الثناء عليه بها، و الثالث الاستعانة بها على مرضاته

    وأما قول الناس فى الشكر
    فقالت طائفة هو الاعتراف بنعمه المنعم على وجه الخضوع
    ويقال الشكر على الشكر أتم من الشكر، وذلك أن ترى شكرك بتوفيقه وذلك التوفيق من أجل النعم عليك
    وقيل الشاكر الذى يشكر على العطاء و الشكور الذى يشكر على البلاء
    وقيل الشكر ألا تعصي الله بنعمه

    دخل رجل على سهل ابن عبدالله فقال اللص دخل داري وأخذ متاعي. فقال : أشكر الله، فلو دخل اللص قلبك، وهو الشيطان، و أفسد عليك التوحيد ماذا كنت تصنع؟

    الشكر يتعلق بالقلب و اللسان و الجوارح
    فالقلب للمعرفة والمحبة، واللسان للثناء والحمد، والجوارح لاستعمالها فى طاعة المشكور وكفها عن معاصيه

    الشكر أخص بالافعال و الحمد أخص بالاقوال
    وسبب الحمد أعم من سبب الشكر ، فإنه يحمد على أسمائه وصفاته وأفعاله ونعمه، ويشكر على نعمه
    و ما يحمد به أخص مما يشكر به، فإنه يشكر بالقلب و اللسان و الجوارح، و يحمد بالقلب و اللسان

    إذا عرف هذا، فكل من الصبر والشكر داخل في حقيقة الآخر، لا يمكن وجوده إلا به
    و إنما يعبر عن أحدهما باسمه الخاص به باعتبار الأغلب عليه و الأظهر منه
    فان الشكر هو العمل بطاعة الله وترك معصيته، والصبر أصل ذلك فالصبر على الطاعة وعن المعصية هو عين الشكر

    إذا كان الصبر مأموراً به ، فأداؤه هو الشكر

    :

    فان قيل : فهذا يفهم منه اتحاد الصبر والشكر وأنهما اسمان لمسمى واحد وهذا محال عقلا ولغة وعرفا وقد فرق الله سبحانه بينهما ؟

    قيل : بل هما معنيان متغايران، وإنما بينا تلازمهما وافتقار كل واحد منهما فى وجود ماهيته الى الآخر.
    ومتى تجرد الشكر عن الصبر بطل كونه شكرا، واذا تجرد الشكر عن الصبر بطل كونه صبرا.
    أما الاول فظاهر وأما الثاني اذا تجرد عن الشكر كان كافورا

    :

    فان قيل : بل ها هنا قسم آخر، وهو أن لا يكون كفورا ولا شكورا، بل صابرا على مضض وكراهة شديدة فلم يأت بحقيقة الشكر ولم يخرج عن ماهية الصبر؟

    قيل : كلامنا فى الصبر المأمور به الذى هو طاعة، لا فى الصبر الذى هو تجلد كصبر البهائم وصبر الطاعة لا يأتي به إلا شاكر.

    ***

    إن الله سبحانه ابتلى العباد بالنعم كما ابتلاهم بالمصائب ، وعد ذلك كله ابتلاء
    فقال {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}
    و قال {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}

    فالرب تعالى يبتلى بنعمه و ينعم بابتلائه
    و الصبر والشكر حالتان لازمتان للعبد فى أمر الرب ونهيه وقضائه وقدره
    والسؤال عن أيهما أفضل ، كالسؤال عن الطعام والشراب أيهما أفضل، وعن خوف العبد ورجائه أيهما أفضل
    فالمأمور لا يؤدى الا بصبر وشكر، والمحظور لا يترك الا بصبر وشكر
    وأما المقدور الذى يقدر على العبد من المصائب فمتى صبر عليه اندرج شكره فى صبره


    وهذه هي مسألة الغني الشاكر و الفقير الصابر أيهما أفضل

    التحقيق أن يقال أفضلهما أتقاهما لله تعالى فان فرض استوائهما فى التقوى استويا فى الفضل
    فان الله سبحانه لم يفضل بالفقر والغنى، كما لم يفضل بالعافيه والبلاء وانما فضل بالتقوى، كما قال تعالى :
    {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}
    والتقوى مبنيه على أصلين الصبر والشكر وكل من الغنى والفقير لا بد له منهما، فمن كان صبره وشكره أتم كان أفضل.

    :

    فإن قيل : فاذا كان صبر الفقير أتم، و شكر الغني أتم فأيهما أفضل؟

    قيل : أتقاهما لله في مقتضى حاله، ولا يصح أن يقال هذا بغناه أفضل ولا هذا بفقره أفضل، ولا يصح أن يقال هذا بالشكر أفضل من هذا بالصبر ولا بالعكس، لأنهما مطيتان للايمان لا بد منهما بل الواجب أن يقال أقومهما بالواجب والمندوب هو الافضل. فأي الرجلين كان أقوم بالواجبات وأكثر نوافل كان أفضل.

    :

    فان قيل : فقد ثبت عن النبي أنه قال " يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وذلك خمسمائة عام"

    قيل : هذا لا يدل على فضلهم على الاغنياء فى الدرجة وعلو المنزلة و إن سبقوهم بالدخول
    فقد يتأخر الغني و السلطان العادل فى الدخول لحسابه، فإذا دخل كانت درجته أعلى ومنزلته أرفع

    :

    فإن قيل : إن النبي عرضت عليه مفاتيح كنوز الدنيا فردها و قال : " بل اشبع يوما وأجوع يوما " .
    ولم يكن الله سبحانه ليختار لرسوله إلا الأفضل. هذا مع أنه لو أخذ الدنيا لأنفقها كلها فى مرضاة الله ولكان شكره بها فوق شكر جميع العالمين.

    قيل : احتج بحال رسول الله كل واحدة من الطائفتين والتحقيق أن الله سبحانه وتعالى جمع له بين المقامين كليهما على أتم الوجوه
    فكان أصبر الخلق فى مواطن الصبر، وأشكر الخلق فى مواطن الشكر
    قال تعالى {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} وأجمع المفسرون أن العائل هو الفقير .

    المقصود أنه سبحانه جعل نبيه غنيا شاكرا بعد أن كان فقيرا صابرا فلا تحتج به طائفة لحالها إلا كان للطائفة الأخرى أن تحتج به ايضا لحالها.

    :

    فإن قيل : فقد كان عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه من الشاكرين، و في الأحاديث دخوله الجنة زحفاً

    قيل : لا يلزم من احتباس عبد الرحمن بن عوف لكثرة ماله حتى يحاسبه عليه ثم يلحق برسول الله وأصحابه غضاضة عليه ولا نقص من مرتبته ولا يضاد ذلك سبقه وكونه مشهودا له بالجنة
    أما حديث دخوله الجنة زحفا فالأمر كما قال فيه الامام أحمد رحمه الله، أنه كذب منكر، وكما قال النسائي انه موضوع
    ومقامات عبد الرحمن وجهاده ونفقاته العظيمة وصدقاته تقتضي دخوله مع المارين كالبرق ولا يدعه يدخلها زحفا

    ***

    والله سبحانه كما هو خالق الخلق فهو خالق ما به غناهم وفقرهم
    فخلق الغنى والفقر ليبتلي بهما عباده أيهم أحسن عملا وجعلهما سببا للطاعة والمعصية والثواب والعقاب
    قال تعالى {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلاَّ}
    فأخبر سبحانه أنه يبتلى عبده بإكرامه له وبتنعيمه له وبسط الرزق عليه، كما يبتليه بتضييق الرزق وتقديره عليه وان كليهما ابتلاء منه وامتحان
    ثم أنكر سبحانه على من زعم أن بسط الرزق و توسعته اكرام من الله لعبده، و أن تضييقه عليه إهانة منه له فقال كلا أى ليس الامر كما يقول الانسان بل قد أبتلى بنعمتي وأنعم ببلائي
    وقال تعالى {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}
    فأخبر سبحانه أنه زين الارض بما عليها من المال وغيره للابتلاء والامتحان ،ولم ينزل المال لمجرد الاستمتاع به
    كما فى المسند عنه قال: يقول الله تعالى:
    "انا نزلنا المال لاقام الصلاة وايتاء الزكاة ولو كان لابن آدم واد من مال لابتغى اليه ثانيا ولو كان له ثان لابتغى له ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم الا التراب"
    فأربح الناس من جعلها وسائل الى الله والدار الآخرة وذلك الذى ينفعه فى معاشه ومعاده
    وأخسر الناس من توسل بها الى هواه ونيل شهواته وأغراضه العاجلة فخسر الدنيا والآخرة

    وإذا عرف أن الغنى والفقر والبلاء والعافية فتنة وابتلاء من الله لعبده تمتحن بها صبره وشكره
    علم أن الصبر والشكر مطيتان للايمان لا يحمل إلا عليهما ولا بد لكل مؤمن منهما
    وكل منهما فى موضعه أفضل، فالصبر فى مواطن الصبر أفضل، والشكر فى مواضع الشكر أفضل




    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  10. #80
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الموقع
    فلســـــــــــــــــــطين الحبيبه
    الردود
    10
    الجنس
    اختي الغاليه ياسمينــــــــــــــــــــــــــــــه
    بارك الله فيك
    وجزاك الف الف خير
    ما أجمل الصبر وماجمل جزاؤه
    ومااجمل اختيارك للكتاب
    بوركتي
    اختك الجديد علي المنتدي
    شموووووووووعه

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 0
    اخر موضوع: 04-07-2011, 05:34 PM
  2. أنت كما انت.. دعوة لقراءة الموضوع
    بواسطة أحلى صحبة في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 18-04-2010, 02:17 PM
  3. ¤•°•¤ دعوة لقراءة كتاب : عدة الصابرين * شـ الفائدة والمتعة ـاركونا ¤•°•¤
    بواسطة ياسمينة .. في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 17
    اخر موضوع: 24-08-2007, 06:46 PM
  4. دعوة لقراءة قصة بقلمي ...
    بواسطة أفنـ أم عمر ـان في نافذة إجتماعية
    الردود: 2
    اخر موضوع: 22-10-2006, 12:58 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ