انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 6 من 11 الأولىالأولى ... 2345678910 ... الأخيرالأخير
عرض النتائج 51 الى 60 من 108

الموضوع: ¤•°•¤ دعوة لقراءة كتاب : عدة الصابرين * شـ الفائدة والمتعة ـاركونا ¤•°•¤

  1. #51
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الردود
    4,154
    الجنس
    امرأة
    في الفصل الخامس

    وضح اننا يوم القيامة بني ادم ننقسم ثلاثة اقسام

    دخول الجنة لغلبة الصبر على الهوى > يارب اجعلنا منهم <

    دخول النار لغلبة الهوى على الصبر

    دخول النار ثم دخول الجنة لتنازع الهوى والصبر

    ما اعدلك يارب واحكمك

    وحينما وصف المؤلف حال من تبع الشيطان حتى يصير الشيطان تابعا له لا حول ولا قوة الا بالله

    تذكرت العاصين الهالكين وصلوا الى مرحلة سيئة جدا

    يجب ان نتعظ ونفهم اولادنا هذا المعركة الضارية بين النفس والهوى والشيطان

    مشكورة ياسمينة

    لتخلفي عنكم انا اقرا ما فاتني

  2. #52
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الردود
    4,154
    الجنس
    امرأة
    قرات الدرسين السادس والسابع

    وهوما يتحدثان عن الصبر واقسامه والاحكام المتعلقة به

    واصلي ياسمينة نحن معك

  3. #53
    فعلاً موضوع جميل وهادف
    وفقك الله لما يحبه ويرضاه =)

  4. #54
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة
    نور الإيمان

    ما شاء الله.. خطوة مباركة
    بالفعل أختي، كل كتب ابن القيم كنوز
    رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه
    اللهم انفعنا بما علمتنا

    :

    آمال المجتهدة

    أسأل الله أن ينفعنا جميعاً بهذه الدرر التي نتدارسها
    اللهم حبب إلينا الإيمان و الصبر الجميل، و أعنا عليه يا رب العالمين

    :

    إماراتية

    و إياكِ أختي.. بارك الله فيكِ و سدد خطاكِ
    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  5. #55
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة

    flower2 الفصل الثامن : في بيان تفاوت درجات الصبر





    الصبر كما تقدم نوعان : اختياري و اضطراري
    و الاختياري أكمل من الاضطراري، فإن الاضطراري يشترك فيه الناس.
    لذلك كان صبر يوسف عليه السلام عن مطاوعة امرأة العزيز، و صبره على ما ناله في ذلك من الحبس و المكروه، أعظم من صبره على ما ناله من إخوته لما ألقوه في الجب و باعوه.

    أمر الله تعالى رسوله أن يصبر صبر أولي العزم من الرسل، فقال :
    فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ

    أولو العزم هم المذكورون في قوله تعالى :
    وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ

    و نهاه سبحانه أن يتشبه بصاحب الحوت، حيث لم يصبر صبر أولي العزم فقال :
    فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ

    :

    فإن قيل : هل ممكن أن يكون فعل النداء هو المنهي عنه، إذ يصير المعنى "لا تكن مثله في ندائه" ؟

    لقد أثنى الله سبحانه عليه في هذا النداء فأخبر أنه نجاه به فقال :
    وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ.

    و في الترمذي وغيره عن النبي أنه قال : " دعوة أخي ذى النون اذ دعا بها في بطن الحوت ما دعا بها مكروب الا فرج الله عنه لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين" .
    فلا يمكن أن ينهى عن التشبه به في هذه الدعوة، وهي النداء الذي نادى به ربه
    إنما ينهى عن التشبه به في السبب الذي أفضى به إلى هذه المناداة، و هي مغاضبته التي أفضت به إلى حبسه في بطن الحوت حتى نادى ربه و هو مكظوم.
    الكظيم و الكاظم الذي قد امتلأ غيظاً و غضباً و هماً و حزناً، و كظم عليه فلم يخرجه.

    :

    فإن قيل : هل ممكن أن يكون المعنى " لا تكن مثله في ندائه و هو ممتلئ غيظاً و هماً و غماً، بل يكون نداؤك نداء راض بما قضى عليه، قد تلقاه بالرضا و التسليم و سعة الصدر، لا نداء كظيم" ؟

    هذا المعنى، و إن كان صحيحاً، إلا أن النهي لم يقع عن التشبه به في مجرده، و إنما نهى عن التشبه به في الحال التي حملته على ذهابه مغاضباً حتى سجن في بطن الحوت.
    و يدل عليه قوله تعالى : فاصبر لحكم ربك. ثم قال : ولا تكن كصاحب الحوت أي في ضعف صبره لحكم ربه. فإن الحالة التي نهى عنها، هي ضد الحالة التي أمر بها.

    :

    فإن قيل : فما يمنع أن يكون المعنى أن تصبر حيث أمر بالصبر لحكمه الكوني القدري، و" لا تكن كصاحب الحوت حيث لم يصبر على احتماله، بل نادى و هو كظيم لكشفه" ؟

    منع من ذلك أن الله سبحانه أثنى على يونس وغيره من أنبيائه بسؤالهم إياه كشف ما بهم من الضر
    قد أثنى عليه سبحانه بذلك في قوله : وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فاستجبنا له فنجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين
    فكيف ينهى عن التشبه به، فيما يثني عليه و يمدحه به ؟!
    كذلك أثنى على أيوب بقوله " مسني الضر و أنت أرحم الراحمين".
    و على يعقوب بقوله " إنما أشكو بثي و حزني إلى الله ".
    و على موسى بقوله " رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير".
    و قد شكا إليه خاتم أنبيائه و رسله بقوله " اللهم أشكو إليك ضعف قوتي و قلة حيلتي.. الحديث".

    فالشكوى إليه سبحانه لا تنافي الصبر الجميل.
    بل إعراض عبده عن الشكوى إلى غيره جملة، و جعل الشكوى إليه وحده هو الصبر.
    و الله تعالى يبتلى عبده ليسمع شكواه وتضرعه ودعاءه..
    وقد ذم سبحانه من لم يتضرع اليه ولم يستكن له وقت البلاء كما قال تعالى :
    وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ

    والعبد أضعف من أن يتجلد على ربه، و الرب تعالى لم يرد من عبده أن يتجلد عليه، بل أراد منه أن يستكين له و يتضرع إليه. وهو تعالى يمقت من يشكوه إلى خلقه ويحب من يشكو ما به إليه..
    قيل لبعضهم : كيف تشتكي إليه ما ليس يخفي عليه ؟ فقال : ربي يرضى ذل العبد إليه.

    :::

    فإن قيل أي أنواع الصبر الثلاثة أكمل : الصبر على المأمور، أم الصبر عن المحظور، أم الصبر على المقدور ؟

    الصبر المتعلق بالتكليف، وهو الأمر والنهي، أفضل من الصبر على مجرد القدر فان هذا الصبر يأتى به البر و الفاجر، فلا بد من الصبر على القدر اختيارا أو اضطرارا.

    :

    فإن قيل أي الصبرين أحب إلى الله : صبر من يصبر على أوامره، أم صبر من يصبر عن محارمه ؟

    هذا موضع تنازع فيه الناس :

    قالت طائفة الصبر عن المخالفات أفضل لأنه أشق و أصعب، فإن أعمال البر يفعلها البر والفاجر، و لا يصبر عن المخالفات إلا الصديقون.

    قالوا و لأن الصبر عن المحرمات صبر على مخالفة هوى النفس، و هو أشق شيء و أفضله.

    قالوا و لأن ترك المحبوب الذي تحبه النفوس دليل على أن من ترك لأجله أحب إليه من نفسه و هواه، بخلاف فعل ما يحبه المحبوب فإنه لا يستلزم ذلك.

    قالوا و المروءة و الفتوة كلها في هذا الصبر. قال الإمام أحمد " الفتوة ترك ما تهوى لما تخشى".

    قالوا و ليس العجب ممن يصبر على الأوامر، فإن أكثرها محبوبات للنفوس السليمة، لما فيها من العدل والإحسان والإخلاص والبر...
    بل العجب ممن يصبر عن المناهي، التي أكثرها محاب للنفوس، فيترك المحبوب العاجل في هذه الدار للمحبوب الآجل في دار أخرى. و النفس موكلة بحب العاجل، فصبرها عنه مخالف لطبعها.

    قالوا و لأن المناهي لها أربعة دواع تدعو إليها : نفس الإنسان و شيطانه و هواه و دنياه.
    فلا يتركها حتى يجاهد هذه الأربعة، و ذلك أشق شيء على النفوس.

    قالوا فالمناهي من باب حمية النفوس عن مشتهياتها و لذاتها. و الحمية، مع قيام داعي التناول و قوته، من أصعب شيء و أشقه.

    قالوا و لذلك كان باب قربان النهي مسدوداً كله، و باب الأمر إنما يفعل منه المستطاع. كما قال النبي : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، و ما نهيتكم عنه فاجتنبوه" .
    فدل على أن باب المنهيات أضيق من باب المأمورات، و أنه لم يرخص في ارتكاب شيء منه كما رخص في ترك بعض المأمورات للعجز و العذر.

    قالوا و لهذا كانت عامة العقوبات من الحدود وغيرها على ارتكاب المنهيات، بخلاف ترك المأمور، فإن الله سبحانه لم يرتب عليه حداً معيناً. فأعظم المأمورات الصلاة، و قد اختلف العلماء هل على تاركها حد أم لا.
    ...

    و قالت طائفة أخرى بل الصبر على فعل المأمور أفضل وأجل من الصبر على ترك المحظور، لأن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المحظور والصبر على أحب الأمرين أفضل و أعلى. و بيان ذلك من وجوه :

    أحدها أن فعل المأمور مقصود لذاته. فإن معرفة الله و توحيده و عبوديته و الإنابة إليه و التوكل عليه و إخلاص العمل له و محبته و الرضا به... هو الغاية التى خلق لها الخلق وثبت بها الأمر، وذلك أمر مقصود لنفسه.
    و المنهيات إنما نهى عنها لأنها صادة عن ذلك أو شاغلة عنه أو مفوتة لكماله، ولذلك كانت درجاتها في النهي بحسب صدها عن المأمور، فهي مقصودة لغيرها.
    فلو لم يصد الخمر والميسر عن ذكر الله وعن الصلاة وعن التواد والتحاب الذي وضعه الله بين عباده، لما حرمه.
    كذلك سائر ما حرمه، إنما حرمه لأنه يصد عما يحبه و يرضاه، و يحول بين العبد و بين إكماله.

    الثاني أن المأمورات متعلقة بمعرفة الله وتوحيده وعبادته و ذكره و شكره و محبته و التوكل عليه و الإنابة إليه... فمتعلقها ذات الرب تعالى و أسماؤه و صفاته، و متعلق المنهيات ذوات الأشياء المنهي عنها، و الفرق من أعظم ما يكون.

    الثالث أن ضرورة العبد وحاجته إلى فعل المأمور، أعظم من ضرورته إلى ترك المحظور، فإنه ليس إلى شيء أحوج و أشد فاقة، منه إلى معرفة ربه و توحيده و إخلاص العمل له و المحبة و الطاعة...
    فهو إنما هو إنسان بروحه و قلبه، لا ببدنه كما قيل :
    يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته * فأنت بالقلب لا بالجسم إنسان

    الرابع أن ترك المنهي من باب الحمية، و فعل المأمور من باب حفظ القوة و الغذاء الذي لا تقوم البنية بدونه.
    فقد يعيش الإنسان مع تركه الحمية، و إن كان بدنه عليلاً أشد ما يكون علة، و لا يعيش بدون القوة و الغذاء الذي يحفظها؛ فهذا مثل المأمورات و المنهيات.

    الخامس أن الذنوب كلها ترجع إلى هذين الأصلين : ترك المأمور و فعل المحظور.
    لو فعل العبد المحظور كله من أوله إلى آخره، حتى أتى من مأمور الإيمان بأدنى أدنى مثقال ذرة منه، نجا بذلك من الخلود في النار.
    و لو ترك كل محظور و لم يأت بمأمور الإيمان، لكان مخلدا في السعير.

    السادس أن جميع المحظورات من أولها إلى آخرها تسقط بمأمور التوبة، و لا تسقط المأمورات كلها معصية المخالفة إلا بالشرك أو الوفاة عليه.

    السابع أن ذنب الأب كان يفعل المحظور، فكان عاقبته أن اجتباه ربه فتاب عليه و هدى.
    و ذنب إبليس كان بترك المأمور، فكان عاقبته ما ذكر الله سبحانه، و جعل هذا عبرة للذرية إلى يوم القيامة.

    الثامن أن المأمور محبوب إلى الرب، و المنهي مكروه له.
    وهو سبحانه إنما قدره و قضاه (أي المكروه) لأنه ذريعة إلى حصول محبوبه من عبده و من نفسه تعالى؛
    أما من عبده، فالتوبة و الاستغفار و الخضوع و الانكسار...
    أما من نفسه، فبالمغفرة و التوبة على العبد و العفو عنه والصفح و الحلم و التجاوز عن حقه...


    التاسع أن ترك المحظور لا يكون قربة ما لم يقارنه فعل المأمور.
    فلو ترك العبد كل محظور، لم يثبه الله عليه حتى يقارنه مأمور الإيمان. كذلك المؤمن لا يكون تركه المحظور قربة، حتى يقارنه مأمور النية.
    فافتقر ترك المنهيات بكونه قربة يثاب عليها إلى فعل المأمور، و لا يفتقر فعل المأمور في كونه قربة وطاعة إلى ترك المحظور. ولو افتقر إليه، لم يقبل الله طاعة من عصاه أبداً، وهذا من أبطل الباطل.

    العاشر أن باب المأمور الحسنة فيه بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، و باب المحظور السيئة فيه بمثلها.

    الحادي عشر أن الرب تعالى اذا أمر عبده بأمر و نهاه عن أمر، ففعلهما جميعاً، كان قد حصل محبوب الرب و بغيضه، فقد تقدم له من محبوبه ما يدفع عنه شر بغيضه.

    الثاني عشر أن فاعل محبوب الرب يستحيل أن يفعل جميع مكروهه.
    أما اذا ترك المأمور به جملة، فإنه لم يقم به ما يحبه الرب عليه.

    الثالث عشر هو أن الله سبحانه لم يعلق محبته إلا بأمر أمر به ايجابا أو استحبابا، و لم يعلقها بالترك، و لا في موضع واحد. فإنه يحب التوابين و يحب المحسنين و يحب الشاكرين ويحب الصابرين...

    الرابع عشر أن المنهيات لو لم تصد عن المأمورات و تمنع وقوعها على الوجه الذي أمر الله بها، لم يكن للنهي عنها معنى.

    تبين أن فعل المأمور أفضل، فالصبر عليه أفضل أنواع الصبر، و به يسهل الصبر عن المحظور و الصبر على المقدور
    فإن الصبر الأعلى يتضمن الصبر الأدنى، دون العكس

    و قد ظهر أن الأنواع الثلاثة متلازمة، و كل نوع منها يعين على النوعين الآخرين.


    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  6. #56
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الردود
    1,901
    الجنس
    أنثى
    السلام عليكم
    نعم كتاب رائع عندما قراته

    مقتطفات رائعه اثابك الله

  7. #57
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الردود
    51
    الجنس
    شكرا على الكلام الطيب

  8. #58
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة

    حازمة

    عطر و مسك


    :

    بارك الله فيكما
    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  9. #59
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة

    flower2 الفصل التاسع : في انقسام الصبر إلى محمود و مذموم





    الصبر ينقسم إلى قسمين : قسم مذموم و قسم ممدوح

    فالمذموم الصبر عن الله و إرادته و محبته، و سير القلب إليه
    فإن هذا الصبر يتضمن تعطيل كمال العبد بالكلية، و تفويت ما خلق له.
    الصبر يحمد في المواطن كلها * إلا عليك فإنه لا يحمد

    :

    أما الصبر المحمود فنوعان : صبر لله و صبر بالله

    قال تعالى : وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ
    و قال : وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا

    وقد تنازع الناس أي الصبرين أكمل ؟

    فقالت طائفة الصبر له أكمل، فإن ما كان لله أكمل مما كان بالله.
    فإن ما كان له فهو غاية، وما كان به فهو وسيلة، والغايات أشرف من الوسائل.
    ولذلك وجب الوفاء بالنذر إذا كان تقربا إلى الله لأنه نذر له، ولم يجب الوفاء به إذا خرج مخرج اليمين لأنه حلف به.

    وقالت طائفة الصبر بالله أكمل، بل لا يمكن الصبر له إلا بالصبر به، كما قال تعالى : وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ
    فدل قوله على أنه من لم يكن الله معه، لم يمكنه الصبر. و كيف يصبر على الحكم الأمري امتثالاً و تنفيذاً و تبليغاً، وعلى الحكم القدري احتمالاً له، من لم يكن الله معه ؟

    ومثل هذا سائغ في الاستعمال؛ أن ينزل إلى منزلة ما يصاحبه ويقارنه، حتى يقول المحب للمحبوب ' أنت روحي وسمعي وبصري'، و في ذلك معنيان :
    أحدهما، أنه صار منه بمنزلة روحه وقلبه وسمعه وبصره.
    والثاني، أن محبته وذكره لما استولى على قلبه و روحه، صار معه وجليسه. كما في الحديث يقول الله تعالى : أنا مع عبدى ما ذكرني وتحركت بي شفتاه. وفي الحديث : فإذا أحببت عبدي، كنت له سمعاً وبصراً ويداً و مؤيداً.

    والمقصود إنما هو ذكر الصبر بالله، وأن العبد بحسب نصيبه من معية الله له، يكون صبره. وإذا كان الله معه، أمكن أن يأتى من الصبر بما لا يأتى به غيره.
    قيل : فاز الصابرون بعز الدارين، لأنهم نالوا من الله معيته. قال تعالى : إنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ

    وها هنا سر بديع، وهو أن من تعلق بصفة من صفات الرب تعالى، أدخلته تلك الصفة عليه وأوصلته اليه.
    والرب تعالى هو الصبور، بل لا أحد أصبر على أذى سمعه منه.
    والرب تعالى يحب أسماءه وصفاته، ويحب مقتضى صفاته وظهور آثارها في العبد. فإنه جميل يحب الجمال، عفو يحب أهل العفو، كريم يحب أهل الكرم، عليم يحب أهل العلم، صبور يحب الصابرين، شكور يحب الشاكرين...

    :

    زاد بعضهم قسماً ثالثاً من أقسام الصبر وهو : الصبر مع الله ، وجعلوه أعلى أنواع الصبر، وقالوا هو الوفاء.
    فإن زعم أن الصبر مع الله هو الثبات معه على أحكامه يدور معها حيث دارت، فيكون دائما مع الله لا مع نفسه، فهو مع الله بالمحبة والموافقة، فهذا المعنى حق، ولكن مداره على الصبر على الأنواع الثلاثة المتقدمة التي ذكرت، وهي الصبر على أقضيته، والصبر على أوامره، والصبر عن نواهيه.
    وإن زعم أن الصبر مع الله هو الجامع لأنواع الصبر، فهذا حق ولكن جعله قسما رابعا من أقسام الصبر غير مستقيم.

    واعلم أن حقيقة الصبر مع الله هو ثبات القلب بالاستقامة معه، وهو أن لا يروغ عنه روغان الثعالب ها هنا وها هنا.

    وزاد بعضهم قسماً آخر من أقسامه وسماه : الصبر فيه
    وهذا أيضا غير خارج عن أقسام الصبر المذكورة، و لا يعقل من الصبر فيه معنى غير الصبر له، كما يقال : فعلت هذا في الله وله.
    وقد قال تعالى : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا

    :

    أما قول بعضهم " الصبر لله غناء والصبر بالله بقاء والصبر في الله بلاء والصبر مع الله وفاء والصبر عن الله جفاء"
    فكلام لا يجب التسليم لقائله، لأنه ذكر ما تصوره. و إنما يجب التسليم للنقل المصدق عن القائل المعصوم.
    ونحن نشرح هذه الكلمات :

    أما قوله " الصبر لله غناء "
    فإن الصبر لله بترك حظوظ النفس، ومرادها لمراد الله، وهذا أشق شيء على النفس.

    أما قوله " والصبر بالله بقاء "
    فلأن العبد اذا كان بالله، هان عليه كل شيء ويتحمل الاثقال ولم يجد لها ثقلا.
    كما قال بعض الزهاد عالجت قيام الليل سنة وتنعمت به عشرين سنة ومن كانت قرة عينه في الصلاة لم يجد لها مشقة وكلفة.

    أما قوله " والصبر في الله بلاء "
    فالبلاء فوق العناء، والصبر فيه فوق الصبر له وأخص منه كما تقدم. فإن الصبر فيه بمنزلة الجهاد فيه، وهو أشق من الجهاد له.

    أما قوله " والصبر مع الله وفاء "
    فلأن الصبر معه هو الثبات معه على أحكامه.
    كما قال تعالى : وإبراهيم الذى وفي ، أى وفي ما أمر به بصبره مع الله على أوامره

    أما قوله " والصبر عن الله جفاء "
    فلا جفاء أعظم ممن صبر عن معبوده وإلهه ومولاه الذى لا مولى له سواه ولا حياة له ولا صلاح الا بمحبته والقرب منه وايثار مرضاته على كل شيء فأى جفاء أعظم من الصبر عنه

    :

    وزاد بعضهمم في الصبر قسما آخر وسماه : الصبر على الصبر ، كما قيل :
    صابر الصبر فاستغاث به الصبر * فصاح المحب بالصبر صبرا

    وليس هذا خارجا عن أقسام الصبر، و إنما هو المرابطة على الصبر والثبات عليه، والله أعلم.





    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  10. #60
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الردود
    3
    الجنس
    جزاك الله الف خير
    نتمنى المزيد

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 0
    اخر موضوع: 04-07-2011, 05:34 PM
  2. أنت كما انت.. دعوة لقراءة الموضوع
    بواسطة أحلى صحبة في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 18-04-2010, 02:17 PM
  3. ¤•°•¤ دعوة لقراءة كتاب : عدة الصابرين * شـ الفائدة والمتعة ـاركونا ¤•°•¤
    بواسطة ياسمينة .. في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 17
    اخر موضوع: 24-08-2007, 06:46 PM
  4. دعوة لقراءة قصة بقلمي ...
    بواسطة أفنـ أم عمر ـان في نافذة إجتماعية
    الردود: 2
    اخر موضوع: 22-10-2006, 12:58 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ