انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 10 من 11 الأولىالأولى ... 67891011 الأخيرالأخير
عرض النتائج 91 الى 100 من 108

الموضوع: ¤•°•¤ دعوة لقراءة كتاب : عدة الصابرين * شـ الفائدة والمتعة ـاركونا ¤•°•¤

  1. #91
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة

    flower2 الفصل الخامس عشر : في بيان دخول الصبر و الشكر في صفات الرب جل جلاله





    يدخل الصبر و الشكر في صفات الرب جل جلاله، و يسمى بالصبور و الشكور
    ولو لم يكن للصبر والشكر من الفضيلة إلا ذلك لكفى به

    أما الصبر فقد أطلقه عليه أعرف الخلق به و أعظمهم تنزيها له بصيغة المبالغة
    ففى الصحيحين عن النبي قال : " ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله عز وجل يدعون له ولدا وهو يعافيهم ويرزقهم".

    و في أسمائه الحسنى الصبور، وهو من أمثلة المبالغة أبلغ من الصابر و الصبار
    وصبره تعالى يفارق صبر المخلوق و لا يماثله من وجوه متعددة
    منها أنه عن قدرة تامة، و منها أنه لا يلحقه بصبره ألم و لا حزن و لا نقص بوجه ما

    ظهور أثر الاسم فى العالم مشهود بالعيان كظهور اسمه الحليم

    الفرق بين الصبر و الحلم أن الصبر ثمرة الحلم و موجبه، فعلى قدر حلم العبد يكون صبره

    فالحلم فى صفات الرب تعالى أوسع من الصبر ولهذا جاء اسمه الحليم فى القرآن فى غير موضع، و لسعته يقرنه سبحانه باسم العليم كقوله وكان الله عليما حليما والله عليم حليم

    :

    في أثر أن حملة العرش أربعة :
    إثنان يقولان " سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك "
    وإثنان يقولان " سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك "
    فإن المخلوق يحلم عن جهل ويعفو عن عجز، والرب تعالى يحلم مع كمال علمه و يعفو مع تمام قدرته
    وما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم، ومن عفو إلى اقتدار

    :

    صبره سبحانه متعلق بكفر العباد و شركهم و مسبتهم له سبحانه و أنواع معاصيهم وفجورهم
    فلا يزعجه ذلك كله إلى تعجيل العقوبة، بل يصبر على عبده ويمهله ويستصلحه ويرفق به ويحلم عنه
    حتى اذا لم يبق فيه موضع للصنيعة و لا يصلح على الامهال والرفق والحلم، ولا ينيب إلى ربه ويدخل عليه لا من باب الاحسان والنعم ولا من باب البلاء والنقم
    أخذه أخذ عزيز مقتدر، بعد غاية الأعذار إليه و بذل النصيحة له و دعائه إليه من كل باب

    :

    إذا أردت معرفة صبر الرب تعالى و حلمه و الفرق بينهما فتأمل قوله تعالى :
    ان الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا
    وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا
    وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ


    في الآية إشعار بأن السموات والأرض تهم وتستأذن بالزوال لعظم ما يأتي به العباد فيمسكها بحلمه ومغفرته
    وذلك حبس عقوبته عنهم وهو حقيقة صبره تعالى
    فالذي عنه الامساك هو صفة الحلم، و الامساك هو الصبر وهو حبس العقوبة

    في مسند الامام أحمد مرفوعا: "ما من يوم الا والبحر يستأذن ربه أن يغرق بنى آدم"
    وهذا مقتضى الطبيعة لأن كرة الماء تعلو كرة التراب بالطبع ولكن الله يمسكه بقدرته وحلمه وصبره، وكذلك خرور الجبال وتفطير السموات
    فإن ما يأتي به الكفار والمشركون والفجار فى مقابلة العظمة والجلال والإكرام يقتضى ذلك
    فجعل سبحانه فى مقابلة هذه الأسباب، أسبابا يحبها ويرضاها ويفرح بها أكمل فرح وأتمه، تقابل تلك الأسباب التي هي سبب زوال العالم وخرابه فدفعت تلك الأسباب وقاومتها.
    وكان هذا من آثار مدافعة رحمته لغضبه و سبقها إياه، فغلب أثر الرحمة أثر الغضب كما غلبت الرحمة الغضب

    لهذا استعاذ النبي بصفة الرضا من صفة السخط، وبفعل المعافاة من فعل العقوبة، ثم جمع الأمرين في الذات اذ هما قائمان بها فقال :
    " أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من عقوبتك وأعوذ بك منك "

    فتأمل ما تحت قوله: "أعوذ بك منك"
    من محض التوحيد وقطع الالتفات الى غيره وتكميل التوكل عليه تعالى والاستعانة به وحده وافراده بالخوف والرجاء ودفع الضر وجلب الخير
    وهو الذي يمس بالضر بمشيئته وهو الذي يدفعه بمشيئته وهو المستعاذ بمشيئته من مشيئته وهو المعيذ من فعله بفعله
    وهو الذى سبحانه خلق ما يصبر عليه وما يرضى به
    فاذا أغضبه معاصى الخلق وكفرهم وشركهم وظلمهم، أرضاه تسبيح ملائكته وعبادة المؤمنين له وحمدهم اياه وطاعتهم له فيعيذ رضاه من غضبه

    {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ}
    أخبر أنه سبحانه كما جعل فى الارض من يكفر به ويجحد توحيده ويكذب رسله
    كذلك جعل فيها من عباده من يؤمن بما كفر به أولئك ويحفظ من حرماته ما أضاعوه
    وبهذا تماسك العالم العلوي و السفلي، والا فلو تبع الحق أهواء أعدائه لفسدت السموات والارض ومن فيهن ولخرب العالم
    ولهذا جعل سبحانه من أسباب خراب العالم رفع الأسباب الممسكة له من الارض، وهي كلامه وبيته ودينه والقائمون به
    فلا يبقى لتلك الأسباب المقتضية لخراب العالم أسباب تقاومها وتمانعها

    ولما كان اسم الحليم أدخل في الاوصاف، واسم الصبور في الافعال
    كان الحلم أصل الصبر فوقع الاستغناء بذكره فى القرآن عن اسم الصبور والله أعلم.

    ****

    أما تسميته سبحانه بالشكور، قال الله تعالى {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً} و قال : {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}
    وقال تعالى {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً}

    فجمع لهم سبحانه بين الأمرين أن شكر سعيهم وأثابهم عليه، والله تعالى يشكر عبده إذا أحسن طاعته

    وقد تقدم ذكر حقيقة شكر العبد وأسبابه ووجوهه، وأما شكر الرب تعالى فله شأن آخر كشأن صبره
    فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور بل هو الشكور على الحقيقة

    ولما عقر نبيه سليمان الخيل غضبا له اذ شغلته عن ذكره فاراد ألا تشغله مرة أخرى، أعاضه عنها متن الريح
    ولما ترك الصحابة ديارهم وخرجوا منها فى مرضاته، أعاضهم عنها أن ملكهم الدنيا وفتحها عليهم
    ولما احتمل يوسف الصديق ضيق السجن، شكر له ذلك بأن مكن له فى الارض يتبوأ منها حيث يشاء
    ولما بذل الشهداء أبدانهم له حتى مزقها أعداؤه، شكر لهم ذلك بأن أعاضهم منها طيرا خضرا أقر أرواحهم فيها ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها الى يوم البعث فيردها عليهم أكمل ما تكون وأجمله وأبهاه
    ولما بذل رسله أعراضهم فيه لأعدائهم فنالوا منهم وسبوهم، أعاضهم من ذلك بأن صلى عليهم هو وملائكته وجعل لهم أطيب الثناء فى سمواته وبين خلقه فأخلصهم بخالصة ذكرى الدار.

    ومن شكره سبحانه أنه يجازي عدوه بما يفعله من الخير والمعروف في الدنيا ويخفف به عنه يوم القيامة
    فلا يضيع عليه ما يعمله من الاحسان، وهو من أبغض خلقه إليه

    ومن شكره أنه غفر للمرأة البغى بسقيها كلبا كان قد جهده العطش حتى أكل الثرى
    وغفر لآخر بتنحيته غصن شوك عن طريق المسلمين

    فهو سبحانه يشكر العبد على إحسانه لنفسه والمخلوق إنما يشكر من أحسن اليه

    وأبلغ من ذلك أنه سبحانه هو الذي أعطى العبد ما يحسن به الى نفسه
    وشكره على قليله بالأضعاف المضاعفة التي لا نسبة لإحسان العبد اليها
    فهو المحسن بإعطاء الاحسان وإعطاء الشكر فمن أحق باسم الشكور منه سبحانه!

    تأمل قوله سبحانه : { مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً}
    كيف تجد فى ضمن هذا الخطاب أن شكره تعالى يأبى تعذيب عباده سدى بغير جرم، كما يأبى اضاعة سعيهم باطلا
    فالشكور لا يضبع أجر محسن ولا يعذب غير مسيء
    و في هذا رد لقول من زعم أنه سبحانه يكلفه ما لا يطيقه، ثم يعذبه على ما لا يدخل تحت قدرته
    تعالى الله عن هذا الظن الكاذب والحسبان الباطل علوا كبيرا، فشكره سبحانه اقتضى أن لا يعذب المؤمن الشكور ولا يضيع عمله

    ومن شكر سبحانه أنه يخرج العبد من النار بأدنى مثقال ذرة من خير، ولا يضيع عليه هذا القدر

    ومن شكره سبحانه أن العبد من عباده يقوم له مقاما يرضيه بين الناس، فيشكره له وينوه بذكره ويخبر به ملائكته وعباده المؤمنين كما شكر لمؤمن آل فرعون ذلك المقام وأثنى به عليه ونوه بذكره بين عباده
    وكذلك شكره لصاحب يس مقامه ودعوته إليه

    :

    إنه سبحانه غفور شكور يغفر الكثير من الزلل و يشكر القليل من العمل

    لما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة، كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر كما أن أبغض خلقه اليه من اتصف بضدها

    هذا شأن أسمائه الحسنى أحب خلقه اليه من اتصف بموجبها وأبغضهم اليه من اتصف باضدادها



    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  2. #92
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة

    flower2 < خـاتـمـة >




    خاتمة

    يا من عزم على السفر إلى الله و الدار الآخرة ، قد رفع لك علم فشمر إليه فقد أمكن التشمير
    واجعل سيرك بين مطالعة منته ومشاهدة عيب النفس والعمل والتقصير
    فما أبقى مشهد النعمة والذنب للعارف من حسنة يقول هذه منجيتي من عذاب السعير
    ما المعول إلا على عفوه و مفغرته فكل أحد إليهما فقير
    أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي أنا المذنب المسكين وأنت الرحيم الغفور
    ما تساوي أعمالك لو سلمت مما يبطلها أدنى نعمة من نعمه عليك وأنت مرتهن بشكرها
    من حين أرسل بها إليك فهل رعيتها بالله حق رعايتها وهي فى تصريفك وطوع يديك
    فتعلق بحبل الرجاء وادخل من باب التوبة والعمل الصالح إنه غفور شكور
    نهج للعبد طريق النجاة وفتح له أبوابها وعرفه طرق تحصيل السعادة وأعطاه أسبابها
    وحذره من وبال معصيته وأشهده على نفسه وعلى غيره شؤمها وعقابها
    وقال إن أطعت فبفضلي وأنا أشكر، وإن عصيت فبقضائي وأنا أغفر إن ربنا لغفور شكور
    أزاح عن العبد العلل، وأمره أن يستعيذ به من العجز والكسل
    ووعده أن يشكر له القليل من العمل ويغفر له الكثير من الزلل إن ربنا لغفور شكور
    أعطاه ما يشكر عليه ثم يشكره على إحسانه إلى نفسه لا على إحسانه إليه
    ووعده على إحسانه لنفسه أن يحسن جزاءه ويقربه لديه
    وأن يغفر له خطاياه إذا تاب منها ولا يفضحه بين يديه ان ربنا لغفور شكور
    وثقت بعفوه هفوات المذنبين فوسعتها، وعكفت بكرمه آمال المحسنين فما قطع طمعها
    وخرقت السبع الطباق دعوات التائبين والسائلين فسمعها
    ووسع الخلائق عفوه ومغفرته ورزقه
    فما من دابة فى الأرض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها إن ربنا لغفور شكور
    يجود على عبيده بالنوافل قبل السؤال، ويعطي سائله ومؤمله فوق ما تعلقت به منهم الآمال
    ويغفر لمن تاب إليه ولو بلغت ذنوبه عدد الآمواج والحصى والتراب والرمال إن ربنا لغفور شكور
    ارحم بعباده من الوالدة بولدها
    وأفرح بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه فى الأرض المهلكة اذا وجدها
    وأشكر للقليل من جميع خلقه فمن تقرب اليه بمثقال ذرة من الخير شكرها وحمدها ان ربنا لغفور شكور
    تعرف إلى عباده بأسمائه وأوصافه، وتحبب اليهم بحلمه وآلائه ولم تمنعه معاصيهم بأن جاد عليهم بآلائه
    ووعد من تاب اليه وأحسن طاعته بمغفرة ذنوبه يوم لقائه ان ربنا لغفور شكور
    السعادة كلها فى طاعته، والأرباح كلها فى معاملته والمحن والبلايا كلها فى معصيته ومخالفته
    فليس للعبد أنفع من شكره وتوبته ان ربنا لغفور شكور
    أفاض على خلقه النعمة وكتب على نفسه الرحمة وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته تغلب غضبه إن ربنا لغفور شكور
    يطاع فيشكر وطاعته من توفيقه وفضله ، ويعصى فيحلم ومعصية العبد من ظلمه وجهله
    ويتوب إليه فاعل القبيح فيغفر له حتى كأنه لم يكن قط من أهله ان ربنا لغفور شكور
    الحسنة عنده بعشر أمثالها أو يضاعفها بلا عدد ولا حسبان
    والسيئة عنده بواحدة ومصيرها الى العفو والغفران
    وباب التوبة مفتوح لديه منذ خلق السموات والارض إلى آخر الزمان إن ربنا لغفور شكور
    بابه الكريم مناخ الآمال ومحط الأوزار وسماء عطاه لا تقلع عن الغيث بل هى مدرار
    ويمينه ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار ان ربنا لغفور شكور
    لا يلقى وصاياه الا الصابرون ولا يفوز بعطاياه الا الشاكرون ولا يهلك
    عليه الا الهالكون ولا يشقى بعذابه الا المتمردون ان ربنا لغفور شكور
    فإياك أيها المتمرد أن ياخذك على غرة فإنه غيور
    واذا أقمت على معصيته وهو يمدك بنعمته فاحذره فإنه لم يهملك لكنه صبور
    وبشراك أيها التائب بمغفرته ورحمته أنه غفور شكور

    من علم أن الرب شكور تفوع فى معاملته
    ومن عرف أنه واسع المغفرة تعلق بأذيال مغفرته
    ومن علم أن رحمته سبقت غضبه لم ييأس من رحمته ان ربنا لغفور شكور
    من تعلق بصفة من صفاته أخذته بيده حتى تدخله عليه
    ومن سار اليه بأسمائه الحسنى وصل اليه
    ومن أحبه أحب أسمائه وصفاته وكانت آثر شيء لديه
    حياة القلوب في معرفته ومحبته
    وكمال الجوارح في التقرب إليه بطاعته والقيام بخدمته
    والألسنة بذكره والثناء عليه بأوصاف مدحته
    فأهل شكره أهل زيادته وأهل ذكره أهل مجالسته وأهل طاعته أهل كرامته وأهل معصيته لا يقنطهم من رحمته
    إن تابوا فهو حبيبهم وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم
    يبتليهم بأنواع المصائب ليكفر عنهم الخطايا ويطهرهم من المعائب إنه غفور شكور


    :

    والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله
    حمدا يملأ السموات والارض وما بينهما وما شاء ربنا من شيء بعد بمجامع حمده كلها
    ما علمنا منها وما لم نعلم على نعمه كلها ما علمنا منها وما لم نعلم
    عدد ما حمد الحامدون وغفل عن ذكره الغافلون وعدد ما جرى به قلمه واحصاه كتابه وأحاط به علمه
    وصلى الله وسلم على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين وعلى سائر الانبياء والمرسلين ورضي الله عن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

    :



    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  3. #93
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة

    إعلان من الإدارة

    ها قد وصلنا إلى نهاية رحلتنا مع كتاب رائع

    أبحرنا من خلاله في حقيقة الصبر و تذاكرنا منزلة الصابرين

    و تعلمنا كيف نسلح أنفسنا بالصبر الذي يعيننا في ديننا و دنيانا

    من منا لا يحتاج إلى الصبر ؟..

    نسأل الله أن يجعلنا جميعاً من الصابرين و الصابرات

    الذين بشرهم الله سبحانه بأعلى الدرجات

    :

    و لكن مهلاً

    لا زالت توجد محطة في رحلتنا هذه :

    الـمـســابـقة

    فاستعدوا لها جيدا

    و ترقبوها



    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  4. #94
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الموقع
    بلاد الحرمين **&&** أدام الله أمنهــــــــا **&&**
    الردود
    260
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة ياسمينة الشام عرض الرد




    إذا أردت معرفة صبر الرب تعالى و حلمه و الفرق بينهما فتأمل قوله تعالى :
    ان الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا
    وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا
    وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ


    في الآية إشعار بأن السموات والأرض تهم وتستأذن بالزوال لعظم ما يأتي به العباد فيمسكها بحلمه ومغفرته
    وذلك حبس عقوبته عنهم وهو حقيقة صبره تعالى
    فالذي عنه الامساك هو صفة الحلم، و الامساك هو الصبر وهو حبس العقوبة

    في مسند الامام أحمد مرفوعا: "ما من يوم الا والبحر يستأذن ربه أن يغرق بنى آدم"

    اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك

    :
    :
    :

    ولما عقر نبيه سليمان الخيل غضبا له اذ شغلته عن ذكره فاراد ألا تشغله مرة أخرى، أعاضه عنها متن الريح
    ولما ترك الصحابة ديارهم وخرجوا منها فى مرضاته، أعاضهم عنها أن ملكهم الدنيا وفتحها عليهم
    ولما احتمل يوسف الصديق ضيق السجن، شكر له ذلك بأن مكن له فى الارض يتبوأ منها حيث يشاء
    ولما بذل الشهداء أبدانهم له حتى مزقها أعداؤه، شكر لهم ذلك بأن أعاضهم منها طيرا خضرا أقر أرواحهم فيها ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها الى يوم البعث فيردها عليهم أكمل ما تكون وأجمله وأبهاه
    ولما بذل رسله أعراضهم فيه لأعدائهم فنالوا منهم وسبوهم، أعاضهم من ذلك بأن صلى عليهم هو وملائكته وجعل لهم أطيب الثناء فى سمواته وبين خلقه فأخلصهم بخالصة ذكرى الدار.
    سبحانه يجازي عدوه بما يفعله من خير ومعروف ....!! فكيف بعباده المؤمنين
    ..اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك..


    :
    :
    :

    وأبلغ من ذلك أنه سبحانه هو الذي أعطى العبد ما يحسن به الى نفسه
    وشكره على قليله بالأضعاف المضاعفة التي لا نسبة لإحسان العبد اليها
    فهو المحسن بإعطاء الاحسان وإعطاء الشكر فمن أحق باسم الشكور منه سبحانه!
    سبحانه جل شأنه ... هو المتفضل علينا بالصلاح والإحسان لأنفسنا فيشكرنا على ما أنعم به علينا من طاعة وفضل " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"
    ..اللهم ربنا لك الحمد ولك الشكر..


    :
    :
    :

    :

    إنه سبحانه غفور شكور يغفر الكثير من الزلل و يشكر القليل من العمل
    ..اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..

  5. #95
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الموقع
    بلاد الحرمين **&&** أدام الله أمنهــــــــا **&&**
    الردود
    260
    الجنس
    أنثى
    وقال إن أطعت فبفضلي وأنا أشكر، وإن عصيت فبقضائي وأنا أغفر إن ربنا لغفور شكور
    ..
    ..
    ..
    سبحانه ما أعظمه!!


    الحسنة عنده بعشر أمثالها أو يضاعفها بلا عدد ولا حسبان
    والسيئة عنده بواحدة ومصيرها الى العفو والغفران
    ..
    ..
    ..
    ..لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد..


    ووعده أن يشكر له القليل من العمل ويغفر له الكثير من الزلل إن ربنا لغفور شكور
    أعطاه ما يشكر عليه ثم يشكره على إحسانه إلى نفسه لا على إحسانه إليه
    ووعده على إحسانه لنفسه أن يحسن جزاءه ويقربه لديه

    وأن يغفر له خطاياه إذا تاب منها ولا يفضحه بين يديه إن ربنا لغفور شكور
    وثقت بعفوه هفوات المذنبين فوسعتها، وعكفت بكرمه آمال المحسنين فما قطع طمعها
    وخرقت السبع الطباق دعوات التائبين والسائلين فسمعها
    ووسع الخلائق عفوه ومغفرته ورزقه
    ..
    ..
    ..
    ..إن ربنا لغفور شكور..
    فاللهم لك الحمد كما ينبغي لعظيم وجهك وجميل إحسانك
    اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت
    أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ؛ فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنزب إلا أنت
    أنا المذنب المسكين وأنت الرحيم الغفور
    آخر مرة عدل بواسطة حفيدة الصحابيات : 25-08-2007 في 06:52 PM السبب: تحرير

  6. #96
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الموقع
    بلاد الحرمين **&&** أدام الله أمنهــــــــا **&&**
    الردود
    260
    الجنس
    أنثى

    جزاك الله خيراً أختي يا سمينة الشام خير الجزاااااء

    ووفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى..

    آخر مرة عدل بواسطة حفيدة الصحابيات : 25-08-2007 في 07:42 PM

  7. #97
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة

    flower3


    حفيدة الصحابيات

    و إياكِ أختي الحبيبة
    جزاكِ الله خيراً على متابعتك

    أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا


    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  8. #98
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الردود
    13
    الجنس
    الفكره اكثررررررررر من رائعه

    سأعود قريبا بإذن الله حتى اقرأ كتاباتك

    جزاااااك الله كل الخير

  9. #99
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الموقع
    Amman-Jordan
    الردود
    100
    الجنس
    امرأة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    من يرد الله به خير يفقهه في الدين .... جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك وشكراً على الموضع القيم

  10. #100
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الردود
    24
    الجنس
    كلام ررائعععععع

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 0
    اخر موضوع: 04-07-2011, 05:34 PM
  2. أنت كما انت.. دعوة لقراءة الموضوع
    بواسطة أحلى صحبة في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 18-04-2010, 02:17 PM
  3. ¤•°•¤ دعوة لقراءة كتاب : عدة الصابرين * شـ الفائدة والمتعة ـاركونا ¤•°•¤
    بواسطة ياسمينة .. في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 17
    اخر موضوع: 24-08-2007, 06:46 PM
  4. دعوة لقراءة قصة بقلمي ...
    بواسطة أفنـ أم عمر ـان في نافذة إجتماعية
    الردود: 2
    اخر موضوع: 22-10-2006, 12:58 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ