بسم الله ..والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
يمر العالم اليوم بأزمات شديدة ، والآلآم شديدة كذلك ، فالعالم يعيش حالة من البؤس التام ، والضنك الشديد ، والإضطراب المحير .
نعم ! مازال يحدونا الأمل ، وفي نفوسنا استشراف لواقع مشرق ، وتطلع لإن يعم الحق والخير أرجاء الدنيــا ، لكن حديثنا الآن عن واقع نحياه ، عن واقع نراه ، عن واقع نعلمه جيداً .
وأحسب لأن من الحكمة الواقعية عدم التغاضي عن وصف المرض بزعم غرس أمل الشفاء في نفس المريض ؛ فإن إدراك الواقع يرشدنا لرسم صورة التغيير المنشود ؛ فالتوصيف خطوة على طريق الأمــل .
وإن كان حال العالم اليوم كذلك ، فإن حال أمتنا ، أمة الإسلام ، أمــة الخيرية أشد بؤساً ومعاناة ، وعجيب حالها كله ، عجيب أن تكون هذه الأمــة التي يبلغ تعدادها 1.3 كليار إنسان بلا وزن ولا قيمة في عالم الأرقام المتصاعدة ، في حين أن 14 مليون يهودي فقط يفعلون بها ما نراه !
عجيب حال أمتنا حين يبلغ تعداد قواتها النظامية في الدول العربية فقط ((2.344.830 )) ولا تستطيع تخليص أخوانها في فلسطين من براثن اليهود الذي يبلغ تعداد قواتهم النظامية 72 ألفاً فقط !!
عجيب أن تتكدس ((3362 )) طائرة حربية مقاتلة ، و(( 653 )) طائرة مروحية و ((30197)) مصفحة و (( 16919)) دبابة وغيرها كثير .. عجيب أن تتكدس كل هذه الأسلحة والقتل والتشريد والإغتصاب والتدمير يحدث لمسلمين في العالم كله ، وفي عقر الديار العربية !
وكم هو عجيب حين يتم استيراد (( الآيس كريم )) بمليارات الدولارات في الدول العربية وهناك مئات الآلآف من الأمة يتنافسون جوعاً .. يتضورون جوعاً ..يموتون جوعاً ..!!
أليس عجيباً أن يبلغ حجم المشاريع الترفيهية عشرة بلايين دولار ، وملايين المسلمين يعيشون في الخيام والعراء مقيمين ولا جئين ؟!
عجيب أن يحصل المغني على 100 ألف دولار في الحفلة الواحدة والراقصة على 25 ألف في الرقصة الواحدة وملايين الشباب المتعلم والمثقف عاطلون عن العمل !
عجيب أن يكون عدد الأميين في أمتنا 68 مليون إنسان ، ونحن أمة كان أول قرآنها نزولاً : (( إقرأ بإسم ربك الذي خلق )) .
نعم ! . نحن أمة الرقم المغبون ، وعجائب أمنا لا تنقضي ، وأعاجيب العالم لا تنتهي ، وصور المحن والبلايا تتوالى ، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) .
ومع إعتذاري لهذا العرض الدامي لأحوال أمتنا والعالم فإنني أدعو الله تعالى أن يعيينا على تغيير هذا الواقع ، وأن يستعملنا في طاعته ومرضاته ، ويكشف ما حل بأمتنا ؛ فهو نعم المولى ونعم النصير .
فهذه كانت مقدمـة كتبها حسن قطامش في كتاب أعده اسمه العالم في عام ، أوضح بالأرقام بعض الأحوال الدينية والسياسية والأقتصادية والثقافية والعسكرية في العام الماضي ، وبإذن الله سأنقل لكم في مواضيع أخرى بعض فقرات من هذا الكتاب .
والسلام عليكم ورحمة الله ..
أختكم
خزامى
الروابط المفضلة