قال عمر بن البكالي

يا أيها الناس اعملوا وأبشروا ، فإن فيكم ثلاثة أعمال ليس منهن عمل إلا وهو يوجب لأهل الجنة ، قالوا : وما هن ؟

قال : رجل يلقى في الفتنة فينصب نحره حتى يراق دمه ، فيقول الله لملائكته : ما حمل عبدي على ما صنع ؟ يقولون : ربنا رجيته شيئا فرجاه ، وخوفته شيئا فخافه ، فيقول : فإني اشهدكم أني أوجبت له ما رجا ، وآمنته مما يخاف

قال : ورجل يقوم في الليلة الباردة من دفئه وفراشه إلى الوضوء والصلاة ، فيقول الله لملائكته : ما حمله على ما صنع ؟ يقولون : ربنا ! أنت أعلم ، يقول : أنا أعلم ، ولكن أخبروني ما حمله على ماصنع ، يقولون : ربنا ! رجيته شيئا فرجاه ، وخوفته شيئا فخافه ، قال : أشهدكم أني قد أوجبت له ما رجا ، وآمنته مما يخاف

قال : والقوم يكونو جميعا فيقرأ الرجل عليهم القرآن فيبكون ، فيقول الله لملائكته : ما حمل عبادي هؤلاء على ما صنعوا ؟ يقولون : ربنا أنت رجيتهم شيئا فرجوه ، وخوفتهم شيئا فخافوه ، فيقول : إني أشهدكم أني قد أوجبت لهم ما رجوا ، وآمنتهم مما خافوا