انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 18

الموضوع: ابتسامة وسلام..قصة قصيرة..**وسام النقل الموفق**

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الردود
    667
    الجنس
    أنثى

    ابتسامة وسلام..قصة قصيرة..**وسام النقل الموفق**


    قصة قصيرة
    ابتسامة وسلام
    منى العمد

    في طريق أعد للمشاة، اصطفت على جانبيه أشجار السرو الخضراء، وفي يوم اعتدل جوه ورق نسيمه، خرجت مع إحدى زميلاتي في الجامعة نمتع أنظارنا بهذا الجو الرائع ونتجاذب أطراف حديث لا ينتهي، وبينا نحن كذلك إذ تقابلنا مع فتاتين أخريين خرجتا لمثل ما خرجنا له، وإذ بعيني التقت عيني إحداهما، ابتسمت بديهة وقلت: السلام عليكم، نظرت إليّ ولم تجب بشيء، واستمرت كل منا في طريقها، لكنها ما لبثت أن لحقت بنا، وسألت: عندما سلمت قبل قليل، هل كنت تقصدينني بالسلام؟
    قلت: نعم.
    قالت: هل تعرفينني من قبل؟
    قلت: لا.
    قالت: فلماذا سلمت إذاً؟
    قلت: وماذا يمنع؟ ثم إن رسولنا صلى الله عليه وسلم أمرنا بإلقاء السلام على من عرفنا ومن لم نعرف.
    قالت وهي تهز رأسها إعجاباً: شيء جميل حقاً، وأضافت متسائلة: وهل أمركم كذلك بالتبسم في وجهي؟
    رابني قولها "أمركم"، فسألتها: ألست مسلمة؟ "فلم يكن في مظهرها ما يدل على إسلامها".
    قالت: أنا مسلمة والحمد لله، ....
    قلت: كما أمرنا بكل فضيلة أمرنا بالتبسم، فقال صلى الله عليه وسلم : "تبسمك في وجه أخيك صدقة".
    قالت ضاحكة: تتصدقين عليّ بالتبسم طمعاً في أجر الصدقة!! إذن فليست ابتسامتك من القلب.
    قلت باسمة: ومن قال إنها ليست من القلب؟ لو لم تكن متصلة بالقلب ونابعة منه لما وقعت منك في القلب، ثم إن الأمر بالتبسم يوافق الفطرة، وكثيرة هي الأسباب التي تربط بيننا، الدين واللغة والمرحلة العمرية والدراسة في جامعة واحدة، فلماذا لا نبتسم ونتعارف حين نلتقي؟! ألا تذكرين قول إيليا أبو ماضي الذي مر بنا في المرحلة الإعدادية:
    أتراك تغنم بالتبرم درهماً
    أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما
    همت بمتابعة طريقها لكنها عادت فقالت: هل تسمحان لنا أن نمشي معكما؟
    قلنا: حياكما الله.. تفضلا.
    قالت صاحبتي: أنتما مختلفتان عن بقية طالبات كلية الشريعة.
    قلت: في أي شيء نختلف. وأشرت إلى عدد كبير من الطالبات وتساءلت: ما الفرق بيننا وبينهن؟
    قالت بعفوية: أنتما طيبتان، ابتسمتما في وجهي حتى وأنتما لا تعرفاني، ذلك مع أني ونظرت إلى لباسها متابعة : لا ألبس الحجاب الشرعي.
    قلت: ما أرسلنا الله تعالى قضاة نحكم على الناس، إنما نحن دعاة، نقول الخير ما استطعنا ونسأل الله السلامة.
    قالت: كلامك مريح، وأنا والله بالرغم مما ترينه مني وأعادت النظر إلى ملابسها بشيء من الحرج هذه المرة وتابعت: والله إني أحب الله ورسوله وأحب الدين، حتى إني أمتنع عن نمص حاجبي لأنه حرام، سمعت حديثاً فيه لعْن النامصة.. ألست على صواب؟
    قلت وأنا أحاول غض طرفي عن لباسها الذي يكشف نحرها وذراعيها وساقيها، كما أحاول إخفاء تعجبي من المقارنة بين ما تقول وتفعل، قلت: نعم، لقد حرم الله تعالى النمص ولعن الرسول صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة في حديثه، وجميل منك جداً أن تلتزمي بذلك ولكن.. وابتسمت في وجهها مضيفة: لكن يا عزيزتي، ألم ينه الرسول صلى الله عليه وسلم عن كشف هذه المفاتن منك، وأخذت أشير بتودد إلى ذراعيها؟!
    قالت: هل تظنين أنني فتاة فاسقة؟ لا أخلاق عندي؟
    قلت: معاذ الله، بل أظن خيراً بجميع المسلمات كما أظن بنفسي.
    قالت: الطالبات المحجبات ينظرن إليَّ نظرات فيها اتهام بالسقوط وربما الفجور.
    قلت: يا أختاه لا تدعي هؤلاء الفتيات يحلن بينك وبين الله تعالى، فلا أنا ولا هن يملك لك أو لأنفسنا ضراً ولا نفعاً، بل أنت من يملك أن يختار لنفسه.. والأمر إليك أنت.
    قالت: هذا كلام جميل أسمعه لأول مرة، إنه منطقيٌّ جداً. ولكن دعيني أسألك سؤالاً يحيرني.
    قلت ضاحكة: لك إن تسألي ما شئت، وأنا لي ألا أجيب، فلست فقيهة ولا عالمة "وكنت لا أزال طالبة في السنة الثانية ذلك الوقت".
    قالت: علمت أن التفكير بالذات الإلهية أمر محرم، فلماذا هو محرم؟ هل يحجر الإسلام على العقل؟
    قلت بل الإسلام هو الذي دعا للتفكير.. حتى لقد جعل التفكر في خلق الله خيراً من صلاة التطوع، وجعل للعالم فضلاً على العابد. لكن الذي أعلمه أن الذات الإلهية خارج المساحة التي يمكن للعقل أن يعمل بها؟ فالمسألة محسومة، العقل لا يمكنه الإحاطة بالذات الإلهية، ثم أليس الله تعالى هو الذي خلق العقل وهو الذي قدر قدراته؟ فإذا حرم علينا دخول دائرة معينة فهو يعلم أنها خارج حدود العقل.
    قالت: كلام منطقيّ، ولكنه غير مقنع بالنسبة لي، فأنا أريد أن أفكر، لماذا أمُنع من مجرد التفكير؟
    قلت: ما رأيك أن أصحبك إلى من يجيبك؟
    رحبت بالفكرة، ومضينا معاً إلى أحد أساتذة الكلية وقدمتها له ثم تركت لها الحديث، طرحت عليه سؤالها بجرأة وأدب، فسكت ملياً ثم قال: منذ أن خلق الله الخلق.. والمفكرون والفلاسفة يفكرون في الذات الإلهية، أليس كذلك؟
    قالت: بلى.
    قال: فإلى أي شيء توصلوا؟
    قالت: لم يتوصلوا إلى شيء.
    قال: ففيم إذن نضيع أوقاتنا وعقولنا ونحن نعلم أن المسألة محسومة، أرأيت لو أخذت خمسة دنانير ورقية وقمت بإحراقها أمامك، ماذا تقولين فيّ؟
    سكتت باستحياء.
    قال: ألن تقولي إني مجنون؟
    قالت في حرج ظاهر: بلى.
    قال: فإذا كان من يحرق خمسة دنانير من ماله يتهم بالجنون فكيف بمن يهدر وقته وعقله بل عمره فيما لا فائدة منه؟
    بدا عليها الاقتناع بما قال. ثم أثنى الدكتور عليها فقال لها: يبدو أن لديك عقلاً مستنيراً وفكراً إيجابياً، ما أجمل أن تكمليه بجلباب شرعي فيتفق مخبرك ومظهرك!
    لمعت عيناها، ووعدت خيراً.. وشكرنا أستاذنا وخرجنا.. مشينا قليلاً وهي مطرقة كمن يحدث نفسه، وآثرت أنا وزميلتي أن نلوذ بالصمت حتى تنتهي من حوارها مع نفسها، ثم رفعت رأسها فجأة وقالت: أريد أن أشتري الحجاب الآن فهل ترافقانني؟
    وفي سعادة غامرة مضينا معاً إلى المركز الإسلامي وكان قريباً نسبياً من موقع الكلية، وكنا على معرفة سابقة بمديرة المركز وحكينا لها الحكاية باختصار.
    قالت صاحبتنا بعد أن اختارت جلباباً وخماراً في حماس ظاهر: لكن المبلغ الذي معي لا يغطي ثمن الجلباب، فهل تنتظرونني إلى غد؟! فقالت مديرة المركز: بل نقدم لك الحجاب والخمار هدية من المركز تعبيراً عن سعادتنا بعودتك، وأخذت تصافحها مهنئة، ثم أقبلت هي علينا تصافحنا بامتنان ودموع الفرح تملأ عينيها.
    وخرجنا محجبات ثلاث بعد أن كنا محجبتين وسافرة، كان قد حجبها عن الإقبال على الله نفور بعض الملتزمات منها، وافتراضهن سلفاً الشر فيها، مع أن الخير متأصل في نفسها، كان فقط مغطى بطبقة من الشر رقيقة، كان يكفي لإزالتها مجرد ابتسامة، ابتسامة وسلام...
    مجلة المجتمع العدد: 1747

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2000
    الردود
    9,839
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيك أخيه على نقل هذه القصة






    اللهم اجعل لي من كل همٍ فرجاً
    ومن كل ضيق مخرجاً
    وارزقني من حيث لاأحتسب


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الموقع
    في احلام اليقظه.....
    الردود
    2,748
    الجنس
    أنثى
    رائعه
    يعطيك العافيه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الردود
    667
    الجنس
    أنثى
    الجمان
    أمورة الدلوعة..
    بوركتن على مروركن العطر..
    تحيتي وتقديري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الردود
    446
    الجنس
    أنثى
    قصه جميله فعلا .. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    فلسـ داريـ ودرب انتصاريـ ـطين
    الردود
    13,195
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيكِ أختي حوراء الجنان على القصة الرائعة..
    كان قد حجبها عن الإقبال على الله نفور بعض الملتزمات منها، وافتراضهن سلفاً الشر فيها، مع أن الخير متأصل في نفسها، كان فقط مغطى بطبقة من الشر رقيقة، كان يكفي لإزالتها مجرد ابتسامة، ابتسامة وسلام...

    كلام صحيح للأسف!!

    يقول الإمام البنا- رحمه الله-: الكتاب يوضع فى المكتبة قلما يقرؤه أحد، ولكن المسلم الصادق كتاب مفتوح يقرؤه الناس، وهو أينما سار فهو دعوة متحركة (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) الأحزاب: 21..

    على الداعية أن يغرس بذرة الخير والله تعالى يتكفلها بالرعاية..فإن شاء أثمرت وإن لم يشأ فلا..
    (ليس عليك هداهم و لكن الله يهدي من يشاء) البقرة: 272

    وكما يقول الشيخ عباس السيسي في كتابه الطريق إلى القلوب -وبالمناسبة هو كتاب رائع جدا جدا أنصح الجميع بقراءته-..يقول: إلقاء السلام.. مفتاح، وانشراح، وإصلاح..وهذا مقتبس من قوله صلى الله عليه والسلام في صحيح مسلم:
    "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم "

    نسأله تعالى أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه..

    "عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً"
    الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله






  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الردود
    667
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة ..الغدير.. عرض الرد
    بارك الله فيكِ أختي حوراء الجنان على القصة الرائعة..

    كلام صحيح للأسف!!

    يقول الإمام البنا- رحمه الله-: الكتاب يوضع فى المكتبة قلما يقرؤه أحد، ولكن المسلم الصادق كتاب مفتوح يقرؤه الناس، وهو أينما سار فهو دعوة متحركة (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) الأحزاب: 21..

    على الداعية أن يغرس بذرة الخير والله تعالى يتكفلها بالرعاية..فإن شاء أثمرت وإن لم يشأ فلا..
    (ليس عليك هداهم و لكن الله يهدي من يشاء) البقرة: 272

    وكما يقول الشيخ عباس السيسي في كتابه الطريق إلى القلوب -وبالمناسبة هو كتاب رائع جدا جدا أنصح الجميع بقراءته-..يقول: إلقاء السلام.. مفتاح، وانشراح، وإصلاح..وهذا مقتبس من قوله صلى الله عليه والسلام في صحيح مسلم:
    "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم "

    نسأله تعالى أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه..

    مشرفتنا الغالية.. الغدير..
    بارك الله فيكِ على تلك الإضافة الطيبة..
    أسعدكِ الله وجزاك خير.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الموقع
    تونس
    الردود
    156
    الجنس
    قصّة جميييييييييييييييييلة ومؤثرة بارك الله فيك وجزاك خيرا كثيرا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الموقع
    أضحى الإسلام لنا ديناً وجميع الكون لنا وطنا
    الردود
    460
    الجنس
    أنثى
    قصة رائعة
    جزاك الله خيراً على النقل الممتاز

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    أرض الحرميـــن الشــريفــين/الرياض
    الردود
    7,495
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيك اختي على هذا النقل الموفق

مواضيع مشابهه

  1. *وسام النقل الموفق* اللهم يسر لي جليسا صالحـا..
    بواسطة مودع الحب في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 23-06-2007, 11:40 PM
  2. **وسام النقل الموفق** علامات قبول الطاعة
    بواسطة سعيد القاهره في روضة السعداء
    الردود: 9
    اخر موضوع: 11-06-2007, 09:46 AM
  3. ما للنساء في الجنة ***وسام النقل الموفق***
    بواسطة طالبة الخير في روضة السعداء
    الردود: 9
    اخر موضوع: 31-05-2007, 01:08 AM
  4. ولذكر الله أكبر..**وسام النقل الموفق**
    بواسطة شيماء السكرى في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 27-05-2007, 04:33 PM
  5. الرحمــــة *وسام النقل الموفق*
    بواسطة نورا1980 في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 15-05-2007, 03:57 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ