مثاليٌ أنت
في عيون الناس أنت مثالي
يرونك جبلا أشما
حزت على أفضل الأوصاف ،،ونلت أجمل الألقاب
يحاكيك الصغار
ويعجب منك الكبار
حتى لربما حسدوك
هكذا أنت أمامهم
نعم
هكذا أنت أمام الناس
ولكن كيف يكون الحال أمام رب الناس
كيف يكون الحال أمام من يعلم السر وأخفى
(( "قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير * يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد ))
كيف يكون الحال إذا خبوت عن أعين الناس؟
بل
كيف يكون حالك مع الطاعات؟
كيف يكون حالك في الصلاة على سبيل المثال؟
تصور معي:
لو أنك صليت مع جماعة ،،وبعد التسليم ،،إذا بملك من الملائكة أمام المصلين وبيده كتاب فيه أسماء الحاضرين ،،ثم بدأ باستعراض الأسماء واحدا تلو الآخر
فلان: أنت في الركعة الأولى كنت في المكان الفلاني ،،وأنت تصورت كذا وكذا في ركوعك وفي سجودك انتقلت المكان الفلاني،،وفي الركعة الثانية كنت تفكر كيف تنتقم من فلان ،،،وفي الركعة الثالثة سافرت إلى المكان الفلاني ،،أما الركعة الرابعة فقد تنقلت فيها بين شركات الأسهم ،،تارة كيف تعوض خسارتك وأخرى كيف ومن أي شركة ستبدأ غدا،،وقد سلم الإمام وكدت أن تنسى السلام!!!!
ياترى
ما موقفك هنا
أتراك قد أعتراك الخجل ،،وتصبب منك العرق وأنت الآن مكشوف أمام الناس؟
أتراك خرجت بثلث صلاتك أم ربعها أم سدسها أم ثمنها أم عشرها أم بلا؟؟
أحبابي
ما أحلم الله عنا وقد سترنا ،،ولم نظهر أمام الناس بعيوبنا الحقيقية
ماأحلم الله عنا حين أمهلنا لنتدارك خطأنا
وصدق علي زين العابدين وهو يقول:
مَا أَحْلَمَ اللهَ عَنـي حَيْـثُ أَمْهَلَنـي*** وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبـي ويَسْتُرُنِـي
تَمُرُّ ساعـاتُ أَيَّامـي بِـلا نَـدَم ***ولا بُكـاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حَـزَنِ
أَنَا الَّذِي أُغْلِـقُ الأَبْـوابَ مُجْتَهِـداً***عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ فـي غَفْلَـةٍ ذَهَبَـتْ ***يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُنـي
نعم والله ما أحلم الله عنا ،
،كيف لا نعبده حق عبادته
كيف لا نشكره على نعمه
وهذه من أكبر نعمه علينا ،،أن منحنا فرصة لنراجع أنفسنا ونتوب إليه حتى نلقاه وهو راض عنا
*******
هذا مقياس واحد
وعلى ذلك يمكنك قياس أحوالنا في : أعمالنا ،،في بيوتنا ،،وفي خلواتنا ،،وفي أسفارنا ،،،وفي وفي .......
((اللهم إنا عبيدك الأذلاء، جئناك منكسرين مستجيرين من ذنوبنا برحمتك الواسعة، مترامين على أعتاب كرمك، ملتصقين بباب رحمتك، نسألك اللهم سؤال عبد مضطر يعلم أنه لا يملك من أمر نفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، نسألك اللهم بذل عبوديتنا لك، وبعظيم افتقارنا إليك، أن تغفر لنا زللنا ،،وأن تعفو عن جميع ذنوبنا ،ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا ،،وما أنت أعلم به منا 0إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
اللهم لا تعاملنا بما نحن له أهل، وعاملنا بما أنت له أهل، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة يا رب العالمين))
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة