انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: أرفع الناس قدراً من لا يرى قدره، وأكبر الناس فضلاً من لا يرى فضله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الردود
    212
    الجنس

    أرفع الناس قدراً من لا يرى قدره، وأكبر الناس فضلاً من لا يرى فضله






    سلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله
    "لو لم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك العُجْب العُجْب"..

    الكبر والعجب داءان مهلكان، والمتكبر والمعجب سقيمان مريضان، وهما عند الله ممقوتان بغيضان، والعجب إنما يكون بوصف هو كمال لا محالة، وللعالم بكمال نفسه في علم، أو عمل، أو مال، أو غيره حالات:


    الأولى: أن يكون خائفاً على زواله، ومشفقاً على تكدره أو سلبه من أصله، فهذا ليس بمعجب.

    الثانية: أن لا يكون خائفاً من زواله لكن يكون فرحاً به من حيث إنه نعمة من الله تعالى عليه لا من حيث إضافته إلى نفسه وهذا أيضاً ليس بمعجب.

    الثالثة: هي العجب وهي: أن يكون غير خائف عليه بل يكون فرحاً به مطمئناً إليه، ويكون فرحه به من حيث إنه كمال ونعمة وخير ورفعة، لا من حيث إنه عطية من الله تعالى، ونعمة منه فيكون فرحه من حيث إنه صفته ومنسوب إليه بأنه له، لا من حيث إنه منسوب إلى الله تعالى بأنه منه، فمهما غلب على قلبه أنه نعمة من الله متى شاء سلبها عنه، زال العجب بذلك عن نفسه.

    فإذن العجب هو: استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم، فإن انضاف إلى ذلك أن غلب على نفسه أن له عند الله حقاً، وأنه منه بمكان حتى يتوقع بعمله كرامة في الدنيا، واستبعد أن يجري عليه مكروه، استبعاداً يزيد على استبعاده ما يجري على الفساق سمي هذا: إدلالاً بالعمل فكأنه يرى لنفسه على الله دالة.
    والكبر يستدعي متكبراً به ومتكبراً عليه، أما العجب فلا يستدعي غير المعجب، بل لو لم يخلق الإنسان إلا وحده تصور أن يكون معجباً ولا يتصور أن يكون متكبراً، .

    قال تعالى: فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" ( 32 ) {النجم: 32}،
    فالتزكية: التطهير والتبرئة من القبيح فعلاً وقولاً،,,

    وقال النبي {: "ثلاث منجيات: خشية الله تعالى في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه".


    قال المناوي: "وثلاث مهلكات" أي يردين فاعلهن في الهلاك (هوى متبع وشح مطاع) هو أن يطيعه صاحبه في منع الحقوق التي أوجبها الله تعالى عليه في ماله "وإعجاب المرء بنفسه" قال القرطبي: وهو ملاحظة لها بعين الكمال والاستحسان مع نسيان منة الله، فإن وقع على الغير واحتقره فهو الكبر، وقال الغزالي: "أحذرك ثلاثاً من خبائث القلب هي الغالبة على متفقهة العصر، وهي مهلكات وأمهات لجملة من الخبائث سواها: الحسد، والرياء، والعجب، فاجتهد في تطهير قلبك منها، فإن عجزت عنه فأنت عن غيره أعجز، ولا تظن أنه يسلم لك نية صالحة في تعلم العلم وفي قلبك شيء من الحسد، والرياء، والعجب، فأما الحسد فالحسود هو الذي يشق عليه إنعام الله على عبد من عباده بمال، أو علم، أو محبة، أو حظ حتى يحب زوالها عنه وإن لم يحصل له شيء منها فهو المعذب الذي لا يرحم، فلا يزال في عذاب، فالدنيا لا تخلو عن كثير من أقرانه فهو في عذاب في الدنيا إلى موته ولعذاب الآخرة أشد وأكبر. وأما الهوى المتبع فهو طلبك المنزلة في قلوب الخلق لتنال الجاه والحشمة وفيه هلك أكثر الناس، وأما العجب فهو الداء العضال، وهو نظر العبد إلى نفسه بعين العز والاستعظام، ونظره لغيره بعين الاحتقار، وثمرته: أن يقول: أنا وأنا، كما قال إبليس، ونتيجته في المجالس: التقدم والترفع، وطلب التصدر، وفي المحاورة: الاستنكاف من أن يرد كلامه؛ وذلك مهلك للنفس في الدنيا والآخرة، وقال الزمخشري: الإعجاب هو فتنة العلماء وأعظم بها من فتنة".



    وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "التوفيق خير قائد، وحسن الخلق خير قرين، والعقل خير صاحب، والأدب خير ميراث، ولا وحشة أشد من العجب"

    وكان يحيى بن معاذ يقول: "إياكم والعجب فإن العجب مهلكة لأهله، وإن العجب ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب"، وكان ذو النون يقول: أربع خلال لها ثمرة، العجلة، والعجب، واللجاجة، والشره، فثمرة العجلة الندامة، وثمرة العجب البغضة، وثمرة اللجاجة الحيرة، وثمرة الشره الفاقة، وقال عبدالله بن المبارك: "اثنتان منجيتان واثنتان مهلكتان" فالمنجيتان النية والنهي، فالنية أن تنوي أن تطيع الله فيما يستقبل، والنهي أن تنهى نفسك عما حرم الله عز وجل، والمهلكتان العجب والقنوط.


    وكسر العجب بأربعة أشياء:

    أولها: أن يرى التوفيق من الله تعالى فهذا يحمله على الاشتغال بالشكر ولا يعجب بنفسه.
    الثاني: أن ينظر إلى النعماء التي أنعم الله بها عليه، فإذا نظر في نعمائه اشتغل بالشكر عليها، واستقل عمله، ولا يعجب به.
    الثالث: أن يخاف أن لا يتقبل منه فإذا اشتغل بخوف القبول لا يعجب بنفسه.
    الرابع: أن ينظر في ذنوبه التي أذنب قبل ذلك، فإذا خاف أن ترجح سيئاته على حسناته فقد كسر عجبه، وكيف يعجب المرء بعمله ولا يدري ماذا يخرج من كتابه يوم القيامة وإنما يتبين عجبه وسروره بعد قراءة الكتاب.
    قال سهل بن عبدالله التستري: "لم يتخلص من هذه الثلاثة إلا صديق (العجب، والذكر، والدعوى) ولم يتخلص منها إلا من عرف نعم الله عليه في مسالك الروح وعرف تقصيره في أداء الشكر فمن كان هكذا سلم" . وقال إبراهيم بن أحمد: "حلاوة الطاعات للمخلص مذهبة لوحشة العجب".


    نسأل الله ان يحسن خاتمتنا
    دمتن بحفظ الله





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الموقع
    في أحب البقاع على الأرض " مكة"
    الردود
    22
    الجنس
    تشكري غاليتي على المضوع الرائع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الردود
    12,045
    الجنس
    أنثى
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ثلاث منجيات: خشية الله تعالى في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه "
    جزاكِ الله خيراً على النقل المهم..
    أؤمن كثيراً.. بأن المساحة الفاصلة بين السماء والأرض.. وبين الحلم والواقع.. مجرد دعاء..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    بين خجل وشيء من امل
    الردود
    2,501
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خير اخية

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الردود
    3
    الجنس
    جزاكى الله كل الخير
    جعلة فى ميزان حسناتك

مواضيع مشابهه

  1. أسوأ الناس وأبغضهم إلى قلبي المهاجم ضد حق الناس
    بواسطة - بنت الأحرار - في تغريدات لكِ (تويتس - تويت - تويتر - twitter)
    الردود: 7
    اخر موضوع: 12-11-2011, 07:50 AM
  2. صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس
    بواسطة روعة الجنان في روضة السعداء
    الردود: 12
    اخر موضوع: 22-08-2011, 05:51 PM
  3. صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس
    بواسطة *الــعطآء * في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 04-08-2010, 03:48 PM
  4. الردود: 1
    اخر موضوع: 22-09-2007, 01:46 AM
  5. الردود: 1
    اخر موضوع: 13-07-2004, 11:16 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ