قلبُك ........ من أي القلوب
ها نحن نراهم في كل غدوة وروحة , يلهثون وراء سراب الدنيا
الزائف يجمعون المال , وينشدون الجاه , ويطلبون المجد ........
ومع هذا لا نرى أحدهم إلا مهموماً مغموماً , يزفر الآهات , ويستنشق
الغُصّص .
وفي المقابل قومٌُ علموا أن الفلاح في إصلاح هذا القلب الصغير
فوجدوا الفرق وذاقوا الطعم .
وتذكري ..... كم من شقي ما علم أنه شقي ,وكم من راكض
يسعى خلف سراب , وكم من واقف يحسب أنه يسير .......
فانظري من أي القلوب قلبك في قول ابن القيم
رحمه الله :
القلوب ثلاثة :
القلب الأول : قلب خال من الإيمان وجميع الخير ,فذلك قلب مظلم
قد استراح الشيطان من القاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذه بيتاً
ووطناً , وتحكم فيه بما يريد , وتمكن منه غاية التمكن .
القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان ,وأوقد فيه
مصباحه , لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهواء
فللشيطان هناك إقبال وإدبار , ومجالات ومطامع , فالحرب دول
وسجال .
وتختلف احوال هذا الصنف بالقلة والكثرة , فمنهم من أوقات غلبته
لعدوه أكثر ,ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر , ومنهم من هو تارة وتارة.
القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان , قد إستنار بنور الإيمان , وانقشعت
عنه حُجُب الشهوات , واقلعت عنه تلك الظلمات , فلنوره في صدره إشراق , ولذ0لك الإشراق إيقاد , لو دنى منه الوساوس , احترق به ,
فهو كالسما نىرراء التي حجبت بالنجوم , فلو دنا منها الشيطان يتخطاها ,
رجم فاحترق , وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن , وحراسة الله
تعالى له أتم من حراسة السماء , والسماء متعبد الملائكة , ومستقر الوحي , وفيها أنوار الطاعات , وقلب المؤمن مستقر التوحيد , والمحبة
والمعرفة , والإيمان , وفيه أنوارها , فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من
كيد العدو , فلا ينال منه شيئاً إلا خطفه .
الروابط المفضلة