سألتني ابنتي :
إذا كان الله سبحانه هو خالق الكون وما فيه
فمن خلق الله ؟!!!
فحاولت أن أشرح لها أنه-سبحانه - ليس مثلنا
فنحن نحتاج لمن يخلقنا ، ولكنه لا يجتاج لذلك
وأنه -جل جلاله - أفضل منا لأن صانع الشيء لابد ان يكون أفضل وأرقى مرتبة منه،
وضربت لها مثلاً:بأنها لو صنعت عروسا ً من الصلصال أو القماش أو حتى أرقى أنواع البلاستيك
فهل تتساوى هي بالعروس؟!!!
أليست هي أقوى وأقدر وأجمل وأكمل من العروس؟
فقالت : نعم
ولكنها ظلت غير مقتنعة بشكل كامل
فقلت لها عندما تكبرين سوف تستوعبين الموقف أكثر،وكلما تذكرتي هذا السؤال إستعيذي بالله من الشيطان، ثم قولي:
لا إله إلا الله ، أمنتُ بالله .
وتمنيت أن أجد إجابة تريح قلبها وتُسكن نفسها ،
إلى أن أراد الله سبحانه بجوده وفضله أن أبحث عن معنى آية النور في سورة النور ، في تفسير فضيلة الشيخ " محمد راتب النابلسي"، على الرابط التالي:
http://www.nabulsi.com/index_ar.html
فوجدت - بحمد الله - الإجابة التي تريح الصغير والكبير على حدٍّ سواء :
يقول فضيلة الشيخ ، بارك الله فيه وزاده علما:
فالنور هو الضوء الذي يظهر بذاته ، ويُظهر غيره ،
وتعريف النور : هو الشيء الظاهر بذاته ،
أما الأشياء كلها التي أمامنا ، فلا تظهر بذاتها ،
لا تظهر إلا إذا ألقي عليها ضوء ... فإذا انعدم هذا الضوء لم تظهر بذاتها ،
لكن الضوء شيء يظهر بذاته ، ويظهر غيره ، هذا هو المعنى الذي يعرفه عامة الناس من كلمة النور
والله سبحانه وتعالى في هذه الآية يقول : ((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ))،
يعني هو الذي أوجد السماوات والأرض ،
وهو الذي نوَّر السماوات والأرض ،
أوجدها ونوَّرها ،
فالشيء الذي إذا ألقيتَ عليه نورا ماديا يبدو للبصر ،
لكن هذا الشيء ليس هو عين النور ،
فنور الله عز وجل هو الذي أظهر الكون ،
فهذا الشيء الذي ظهر بنور الله هو السماوات والأرض ".
إنتهى حديث فضيلة الشيخ.
***
إذن الله تعالى هو النور الذي يُسلَّط على كل شيء ليظهر
فبفضله تظهر إلى الوجود كل الأشياء ، فهو موجِدُ هذه الأشياء
أما هو ذاته ، فيظهر بدون حاجة لِمَن يُظهره ،
إذن هو غير محتاج لمن يُوجِِدُه !!!!!!.
الروابط المفضلة