نعم إنها لعجيبة تلك اللحظات التي تجد فيها صمتا لا يقارنه سكون أبداً،عندما تجول ببصرك
أنحـاءالمقبرة لترى أقواما كممت أفواههم قهرا وقّيدوابأعمالهم، فمنهم النادم، ومنهم االخاسر.
كنت في تلك المقبرةوأنا أتجول بين قبورها أّسائل اللحد وأنظر إلى جوابه في صمتٍ مذهل
إذا بي أسمع صوتا ًيمتليء حزنا ًمتقطع النغمات ،في جوفه آلاف الذكريات يتحدث وكأنه
يخاطب ماضيه المر،توجهت ببصري نحوه فإذا بي أرى رجلاً قد رسمت على وجهه خارطة
من تجاعيد الذكريلت.
نعم شيخ كبير يسير ببطئ نحوقبرمعد لزائره الجديد وهو ينظرفي جوفه إلى ذلك اللحد،يقول
والعبرة تسبق الكلمة .. ما نصهُ لا والله إللي جانا وحنا ساهين ).
ثم أخذ يزيح عن عينيه دمعة عصية خرجت منه بالقوة وكأنها هي الأخرى في هول من ذلك
المنظرروتلك الذكرى .
[تذكر كلنا أنا وذلك الشيخ الهرم ومن كانوا في المقبرة من كانوا معنا في ليال خلت فإذا بهم يسبقوننا إلى قبورهم.[/COLOR]
منظر شد انتباهي أكثر من الأحداث
إنه يخاطب كل جسدي وعقلي،شيخ
كبيرأرى فيه نحت الأيام ومرارة
الدنيا وأفعالها يتذكر،نعم يتذكروبكاؤه دليل ندمه،تذكر أيامه التي مرت وما حصل فيها من تقصير وتذكر صحبا له كانوافوق البسيطة فلم تمهلهلم الأيام ،حتى رأى بأم عينيه قبورهم شاهدات
على عجزهم وندمهم .
نفع الله بها ولكم تحياتي
منقول من أحد مجلات المدارس
الروابط المفضلة