في احد الدروس الدينية للدكتور علي السرطاوي و الحاصل على شهادة الدكتراة في المعاملات الإسلامية و المتخصص في القانون و هو عميد كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية

تربطني به صداقة قوية و هو من أروع من رأيت من حيث القدرة على الاقناع و الخبرة فهو من الحاصلين على بكالوريوس في القانون و ماجستير و دكتراة في الشريعة


تحدث في احد الدروس في ليلة القدر عن حكم عظيمة و عن إعجازات لا تخطر على عقل بشر ...

فكان الحديث عن ثلاثة عناصر لدى الانسان تتحكم في مجرى حياته

القلب وهو القاضي في المحكمة فإن صلح صلح الجسد كله و ان فسد فسد الجسد كله "إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب" صدق رسول الله

النفس : و هي الامارة بالسوء {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53
و هي التي دئما تدفع الإنسان دائما للعمل وفق هواها ومتعها و ملذاتها ...

العقل و هو المفكر و المخطط و يقوم برسم الخطط و تنفيذ الجهة الأقوى ... ينفذ أوامر إما النفس أو القلب أيهما له سيطرة أقوى

عندما ترى شخص يدخن ... تسأله هل التدخين مضر .. يقول نعم .. إذن لم تدخن ... يقول لك .. أنا حر هذه حياتي .. فهو يعلم أن التدخين مضر و قلبه أخبره بذلك و لكن عقله سخر لأرضاء نفسه الأمارة في السوء .. بعكس آخر لا يدخن لأن عقله استجاب بتوجيهات قلبه أن هذا لادخان مضر فلا تقربه فسخر العقل للابتعاد عن التدخين ..

إنها فلسفة .. صحيح .. و لكنها شيء مذهل بحق ..

و عندما تعود لتعريف الإيمان .... تجد أنه ما وقر في القلب و ما صدقه العمل ... و ليس ما توافق مع العقل .. بل ما وقر في القلب .. فالقلب أساس كل شيء ... إذا كان القلب صالح سيصلح العمل و إذا كان القلب فاسد سيفسد العمل


تأمل معي الآية الكريمة
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء155


فهؤلاء الكفار قلوبهم مغلقة ... فاسدة .. و يضيف رب العزة انها أغلقت بسبب كفرهم .. أي أن الكفر يجعل القلب أسودا قاتما لا يستوعب ......... ففسد القلب و و لكن العقل لم يفسد و تجد العقل هنا ينفذ أوامر النفس الأمارة بالسوء .. و تكون السلوكيات السيئة و الجرائم ...


و تأملوا معي هذه الآية الكريمة
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }التغابن11

فمن يؤمن بالله يهد الله قلبه و لا يهد عقله ... فعندما يهد قلبه فإن العقل سيسخر للخير و يترجم سلوكياته باللسان و اليد و الرجل و كافة الحواس لعمل الخير


لا أريد الإطالة في الموضوع

الموضوع كالميزان ...

القلب + النفس تؤثران في العقل الذي يخطط و يترجم الأوامر إلى سلوك
و التأثير نسبي ... مرتبط بمدى صلاح القلب .. فكلما صلح القلب قل تأثير النفس و كلما فسد القلب زاد تأثير النفس ...

و القلب حتى يصلح بحاجة لأن يعمر بالإيمان ....... و ذلك عبر المداومة على ذكر الله و تحجيم النفس و لجمها عن السيئات و إكثار الصلاة .. قد نقاسي في البداية ولكنها مرحلة العلاج القاسية و بعدها يسهل الأمر و يصلح القلب فتجد حلاوة الإيمان واضحة .......


كل موضوعي فقط من إجل إيضاح العلاقة بين العناصر الثلاثة و تأثيرها على سلوك الإنسان

منقووووووووول