قال ابن الجوزية:
تأملت حالة عجيبة ,وهى أن المؤمن تنزل بة النازلة
فيدعو ويبالغ فلا أثرا للاجابة, فإذا قارب الياس نظر
الى قلبة :فإن كان راضيا بالاقدار غير قنوط من فضل
اللة عز وجل فالغالب تعجيل الاجابة حينئذ, لان هناك
يصلح الايمان ويهزم الشيطان وهناك تتبين مقادير
الرجال,والى هذا أشير فى قولة تعالى: (حتى يقول
الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله)وكذلك
جرى ليعقوب علية السلام فإنة لما فقد ولدا وطال
علية الامر لم ييأس من الفرج ,فأخذ ولده الاخر
ولم ينقطع أملة من فضل ربة " عسى الله أن
يأتينى بهم جميعا"
فإياك أن تستطيل مدة الاجابة ,وكن ناظرا
الى المالك ,والى أنة الحكيم فى التدبير
والعالم بالمصالح, والى أنة يريد اختبارك
ليبلو أسرارك,والى أنة يريدأن يرى تضرعك
والى انة يريد ان يأجرك بصبرك,والى انة
يريد ان يبتليك بالتأخير لتحارب وسوسة
إبليس ,وكل واحدة من هذة الاشياء تقوى
الظن فى فضلة,وتوجب الشكر له ,إذ أهلك
بالبلاء للالتفات الى سؤالة .والفقر المضطر
الى اللجوء إليه غنى كله .
من كتاب صيد الخاطر /لابن الجوزى
الروابط المفضلة