بعض الناس يفزع ويضطرب.. ويحزن إذا رأى كثرة الزناة وشرب الخمور... بينما لا يتأثر وهو يرى كثرة من يتمسحون بأعتاب القبور ويصرفون لها أنواع العبادات..مع أن الزنا وشرب الخمر معاص كبار ..لكنها لا تخرج عن ملة الإسلام ..بينما صرف شيء من العبادة لغير الله هو شرك يموت به الإنسان كافرا...
ولذا كان العلماء الربانيون يجعلون تدريس العقيدة أصل الأصول..
كان أحد المشايخ قد ألف كتابا في أهمية التوحيد..أخذ يشرحه لطلابه..ويعيد ويكرر مسائله عليهم..
فقال له طلابه يوما: يا شيخ نريد أن تغير لنا الدرس إلي مواضيع أخرى.. قصص..سيرة..تاريخ..
قال الشيخ: سننظر في ذلك إنشاء الله ..ثم خرج إليهم من الغد مهموما مفكرا..
فسألوه عن سبب حزنه فقال:سمعت أن رجل في قرية مجاورة..سكن بيتا جديدا
وخاف من تعرض الجن له فذبح ديكا عند عتبة باب البيت ..تقربا إلي الجن..
ولقد أرسلت من يتثبت لي من هذا الأمر.. فلم يتأثر الطلاب كثيرا..وإنما دعوا لذاك الرجل بالهداية..وسكتوا..
وفي الغد لقيهم الشيخ..فقال: تثبتنا من خبر البارحة.. فإذا الأمر على خلاف ما نقل إلي فان الرجل لم يذبح ديكا تقربا إلي الجن ..ولكنه زنا بأمه..
فثار الطلاب وانفعلوا..وسبوا وأكثروا.. وقالوا لابد من الإنكار عليه ..ومناصحته.. وعقوبته ..وكثر هرجهم ومرجهم..
فقال الشيخ:ما أعجب أمركم ... تنكرون هذا الإنكار على من وقع في كبيرة من الكبائر ..وهي لم تخرجه من الإسلام ..
ولا تنكرون على من وقع في الشرك ..وذبح لغير الله وصرف العبادة لغير الله فسكت الطلاب ..فأشار الشيخ إلي احدهم وقال : قم ناولنا كتاب التوحيد نشرحه من جديد.........
قصة من كتاب اركب معنا
كتبها الدكتور:محمد بن عبدالرحمن العريفي
الروابط المفضلة