اقـــــــوال وكلمات تنور الفؤاد
بسم الله الرحمن الرحيم


أما عمرك كل يوم ينتهب، أما المعظم منه قد تولى وذهب ، إلى أي حين أنت تفكر وحسب ، أما لنزول الموت فما قدر وحسب ، تأهب فإنك مقبل على كربة لا كالــكرب ، تطلب النجاة من غير باب الطلب ، وتقف في الصلاة وإن صلاتك لعجب ، الجسم حاضر والقلب في شعب.
*الجسد بالعراق والقلب في حلب ، الفهم أعجمي واللفظ لفظ العرب ، وهذا يدل على أن حب الدنيا والهوى على قلبك قد غلب.

*فكأنكم بالدنيا قد تولت ، وبالنفوس الكريمة قد هانت وذلت ، وبكؤس الأسى والتأسف قد انهلت وعلت ، وبحمول الطاعنين على الأسف قد استقلت. متى يقال لهذه الغمرة التي جلت قد تجلت ، فواعجبا لنفس ما تنتبه وقد زلت .

* كان أبو الدرداء___ رضي الله عنه__ يقول: اللهم إني أعوذ بك من تفرقة القلب ، قيل : وما تفرقة القلب ؟ قال : أن يوضع لي في كل واد مال.

*وقال سفيان الثوري : بلغني أن يأتي على الناس زمان تمتلئ قلوبهم في ذلك الزمان من حب الدنيا فلا تدخله الخشية .

* إي والله وصدق الله العظيم : ولقد ذرأنا لجهنم كثير من الجن والغنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم ءاذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) الأعراف: 179.

* وقال الحسن البصري : والله. لبلغ من أحدكم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنه . وما يحسن أن يصلي. ذكره ابن كثير:3/428.

* وعن مجاهد قال : مررت على ابن عمر على خربة فقال: يا مجاهد. ناد: يا خربة ما فعل أهلك ؟ أين أهلك ؟ قال : فناديت ، فقال ابن عمر : ذهبوا وبقيت أعمالهم .

*وعن الحسن قال : مر عمر رضي الله عنه على مزبلة ، فا حتبس عندها فكأن أصحابه تأذوا بها فقال : هذه دنياكم التي تحرصون عليها .

*واعلم أن أهل القبور إنما يفرحون بما يقدمون ، ويندمون على ما يخلفون ، وأهل الدنيا يقتتلون ويتنافسون فيما عليه أهل القبور يندمون .

* قال مالك ابن دينار : غن الله جعل الدنيا دار مفر ، والآخرة دار مقر ، فخذوا لمقركم من مفركم ، وأخرجوا الدنيا من قلوبكم قبل أن تخرجوا منها بأبدانكم ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراراكم .

*ففي الدنيا حييتم ولغيرها خلقتم ، إنما مثل الدنيا كالسم أكله من لا يعرفه ، واجتنبه من يعرفه .

* ومثل الدنيا مثل الحية مسها لين ، وفي جوفها السم القاتل ، ويحذرها ذور العقول ، ويهوى إليها الصبيان بأيديهم .

* وعن جابر الجعفي ، قال قال لي محمد بن علي بن الحسين : يا جابر ، إني لمحزون ، وإني لمشتغل القلب ، قلت : وما حزنك ؟ وما شغل قلبك ؟ قال : يا جابر ، إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عما سواه .
يا جابر ، ما الدنيا ما عسى أن تكون هل هو إلا مركب ركبته ، أو ثوب لبسته ، أو إمرأة أصبتها .
يا جابر ، إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها ، ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم ، ولم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة ، ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ، ففازوا بثواب الأبرار .
إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة ، وأكثرهم لك معونة ، إن نسيت ذكروك ، وإن ذكرت أعانوك ، قوالين بحق . قوامين بأمر الله ، فأنزل الدنيا كمنزل نزلت به وارتحلت منه . أو كما أصبته في منامنك فاستيقظت وليس معك منه شيئ ، واحفظ الله تعالى ما استرعاك من دينه وحكمته .

*فكر في ذنبك ، وتب إلى ربك ينبت الورع في قلبك ، واقطع الطمع إلا من ربك ، ذم مولانا الدنيا فمدحناها ، وأبغضها فأحببناها ، وزهدنا فيها فآثرناها ، ورغبنا في طلبها ، دعتكم إلى هذه الغرارة دواعيها فأجبتم مسرعين مناديها ، خدعتكم بغرورها تتمرغون في زهراتها وزخارفها ، قال الله تعالى ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا) لقمان : 33 .
وحكي أن ملكاً صاحب زينة واسع المملكة كثير الخزنة اتخذ ضيافة ، وجمع أمراءه وأحضر الألوان والأطعمة والأشربة ، فلما أرداوا التناول إذ طرق رجل حلقة الباب بحيث تزلزل السرير ، فقال له الغلمان : ما هذا الحرص وسوء الأدب أيها الفقير ؟ اصبر حتى نأكل ونطعمك فقال : مالي حاجة إلى طعامكم ، جئت أقبض روح ملك دار الفناء ، فلم يشعروا إلا وقد وقع الملك عن سريره ميتاً ، وغاب ذلك الرجل عن الأنظار ، فأف لمن اغتر بهذا الدار الدنيا) ذكره صاحب تنوير الأذهان من تفسير روح البيان2/361.

وذكر في تنوير الأذهان2/78 : وقيل لحكيم : ما السبب في قبض الكف عند الولادة ؟ وفتحه عند الموت ؟ فأنشد:

مقبوض كف المرء عند ولادة * دليل على الحرص المركب في الحي
ومبسوط كف المرء عند وفاته * يقول انظروا إني خرجت بــــلا شـــئ


نكتفي بهذا القدر وللحديث بقية


يا أيها الباني والناسي منيته* لا تأمن فإن الموت مكتوب
على الخلائق إن سروا وإن فرحوا* فالموت حتف لذي الآمال منصوب
لا تبنين دياراً لست تسكنها* ورجع النسك كيما يغفر الحوب

*يا من تنطقون بالشهادتين وتعملون بحقوقهما .
* يا من تقيمون الصلاة وتؤدون الزكاة.
*كيف ترضون لأنفسكم السباحة في بحر الدنيا من غير قميص النجاة ؟
*وكيف ترضون لأنفسكم الغوص في المعاصي من غير استغفار أو توبة ؟
*لا أظن أن أحدنا يقر له قرار ، أو يهدأ له بال ، إذا علم أن خلفه
**الموت وسكراته
** والقبر وآلامـــه
**والبعث وأهوالــه
**والحشـــر ودقتــه
**والحســاب وشــدته
**والصــراط وعراقيلــه
**والنـــــار والــــــعــــار
(يوم نقول لجهنم هل امتلئت وتقول هل من مزيد)
( ولنتخيل لو أننا قبضنا هذه الساعة فكيف سنواجه ربنا ؟ وبأي عمل سنقابله ؟
وماذا يكون جوابنا لو سئلنا : (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منك جبلاً كثيرا أفلم تكونوا تعقلون) يس :62
يــــا أيــــها المغـــرور قــم وانتـــبه*قــــد فـــاتــــك المــطلــــوب والركــــب ســــار
إن كنــــت أذنبــــت فقم واعتـــــــذر* إلى كـــريـــم يـــــــقـــــبل الاعــــــــتـــــــــــذار
وانــــــهض إلى مولى عظــيم الرجـا*يغفر باللـــــــيـــــل ذنـــــــوب الـــــــنهـــــــــار

*وقل لمن يغـــــــفر الـــــــــــــــذنــــــــــــــــــــــــــــوب جمـــــــــــــــــيــــــــــــــــــعــــا
إلـــــــــــهي لســــــــــــت لـلفــــــــــــــــردوس أهلا * ولا أقـــــــوى على نار الجحــــيم
فهــــــب لي تـــــــــــــــــــــوبــــــــة واغفر ذنوبـــــي*فإنك غـــافــــر الـــذنــب العظيــم

*وقــــال النبي صلى الله عليه وآله وسلـــــــم: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النـــهــــار ، ويــــبسط يده بالنهــــار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم رقم:2760 .
واعـــــــلــــــــــــــــمــــــــــــــــوا.... ...... عباد الله....... إن من صفات أهل الجنة: أنهم كثيروا التوبة والأنابة إلى الله تعالى ، ولهذا عدهم من المتقين حيث قال: ( وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب خفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ؛ ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود) ق:31-34 اللهم اجعــــلــــنا من المـــــــــــــــتقـــــــيــــــــــن

* فليس التوبة من فعل السيئات فقط ، كما يظن كثير من الجـــــــهــــــــال
بل التوبــــــة من ترك الحســـــــنات المأمور بها أهم من التوبة من فعل السيئـــات المنهي عنها. (رسالة التوبة ص 15 لابن تيمية رحمه الله)

قـــــــــــــال الـــــــــــعــــــــــلـــــــمــــــاء : الناس يشترون السعادة بالمال والذهب والله يعدكم إياها بالتوبة النصوح .فتبوا إلى بارئكم أيهـــا الناس. فإن التوبة للجسد كالماء للسمك ، فبدونها يهلك الجسد وبها يرتقى ويــــــــــــــفــــــــــــــــلــــــــــــــــ

ح

يـــــا ســـــاهـــــيا لاهــــيا يراد به* أن الـــــرحـــــيل وما قـــــدمت من زاد
تـــــرجــــــوا الـــــبقـــــاء صحيحا سالم ابدا* هيــــهـــات أنت غدا مع من غدا غاد

فــــــــــيــــــــــــــا أيــــــــــــــهــــــــــا الــــــــــــــنـــــــــاس.
من يشتري قبة في عدن عالية
في ظل طوبى رفيعات مبانيــها
دلآلها المصطفى والله بائـــــــــــعـــــها
ممن أراد وجبريل منـــــــــــــاديــــــــها

تــــــــــــــــفــــــــــــــــكــــــــــر يــــــــا فـــــــــــلان.
كــــم درهــــم ربـــــــــــا أكـــلـــــــت؟
وكــم كــــــــأس من الخمر قد شربت؟
وكم فتــــــــاة معها قد ســــهــــــــرت؟
وكــــــــم صلاة لله قد ضـــــيـــعــــــت؟
وكم من صــــيـــــام لله قد هـــجــــرت؟
كم أسرعت فيما يؤذي ديـــنك ودأبـت؟
كم خرقت ثوب إيمانك ومـــا رأيـــــت؟
كم فاتك من خير وما اكـــتــــأبــــــــت؟
يا كاسب الخطايا ، بئس ما كـــســبت؟
جمعت جملة من حسانتك ، ثم اغتبت؟
يا عقرب الأذى كم لدغت ، كم لسـبت؟
تعلم أن مولاك يراك ، وما تـــأدبــــــت
تؤثر ما يفنى على ما يبقى ، وما أصبت
تصبح تائبا ، فإذا أمسيت ، كــــــذبـــــت
تأنس بالدنيا وغرورها ، وقد جــــربـــت
كأنك بك بالقبر تبكي ما كسبت...(المدهش لابن الجوزي/470 .

يــــــا ويـــــح قـــــلبي ماله لا يلين* قد اتعب القــــراء والواعــــــظــــــيـــــــــن
يـــــا نفس كم تبتين مــــــــــــــــرة* وكــــــــــم تـــــقــــــولــــيـــــن ولا تفعلــــين
وكـــــم تنــــادين ولا تسمــــعـــيـن* وكم تـــــقـــــــالــــــين فـــــلا ترجعــــــيـــــن
حتى متــــــى يـــــا نفــس حتى متى* يـــــــــراك مـــــولاك مع الــــغـــافــــلــــيـن
فاستغفري الله لمـــــا قد مــــــضـــى* ثم استــــحي من خــــــالــــــــق العـــالمـين

*فـــــــــيـــــــــا نفــــــــــــــــــس
تدبري أمرك وتأمــــلي ، لقد ضللت طريق الهدى والهوى علي وليس لي ، أريد حياة نفسي ، ونفسي تريد مقتلي (المدهش لابن الجوزي ص150)
يـــــــــــا نـــــــــفـــــــــــــســـــــــــــي
إنك إذا أصبحت ، طلبت بالمــــــــعـــــــاش الشهــــــــــوات ، وإذا أمسيــــــت ، إنقلــــبت إلى فراش الغفـــــــلات ، أين أنــــــت ؟ من أقوام نصبوا الآخرة نصب أعينهم فنصبوا.(المدهش لابن الجوزي ص150)
*فــــوالله إن الهـــمم تتفاوت في جميع الحيوانات.
*والعنكبوت من حين يولد ينسج لنفسه بيتاً ، ولا يقبل منة الآم.
*والحية تطلب ما حــــفر غيـــــرهـــــا ، إذا طبــــــــعــــا الظلـــم.
*والغراب يتبع الجيف.
*والأسد يأكل البايت.
*والفيل يتملق حتى يأكل.
*والخنفساء تطرد فتعود.

نكتفي بهذا الــــــــــــــقــــــــــدر للحديــــــــــــث بــــــقــــــــية



لا تنسى إن افضل الذكر لا إله إلا الله

وفقك الله وزادك علما وزهدا
كلمات من شذر الذهب
اثابك الله ورعاك وجعلنا ممن يسعى للاخرة

جزاك الله كل خير وأيقظ لنا قلوبنا .