والمصيبة .. .. المصيبة أنك تأتي بعض التسجيلات الإسلامية اليوم وتسأله عن أشرطة كبار العلماء .. .. والله ثم والله أن بعضهم لا تكاد تجد من هذه الأشرطة شيئا .
وأقسم بالله ثلاثاً على هذا ، وقد جربت هذا بنفسي في بعض التسجيلات ، وجئت والله سألت عن هيئة كبار العلماء ، ما وجدت إلا شريط واحد .
سبحان الله ، علماؤنا ، وفي عصرهم وما زال بعضهم أحياء لا أجد أشرطتهم ، إذا متى سأجدها !! وعندما سألت قلت : وينها ........ قال : ما عليها طلب
سبحان الله إذن الدعوة تجارة ، هذا إذا أحسنا الظن ، وإلا ربما قد تكون هناك مقاصد خطيرة .
كيف علماؤنا ، ما عليهم طلب !! وهل تنتظر ، أنت تدعو إلى الله يا أخي ، أنت ما فتحت هذه التسجيلات إلا لتدعوا إلى الله سبحانه وتعالى ، وتعرف الأمة بعلمائها ، وتقرب الأمة إلى علمائها ، وتربط الأمة بعلمائها .. .. .. فإذا كنت لا تربطهم بالعلماء تربطهم بمن ؟!! .
بأهل الأناشيد !!!
تربطهم بأهل النكت والفكاهات !!!
أشرطة الآن كلها نكت وفكاهات وضحك ، وتقام في بيوت الله .. .. تمر بالمسجد تسمع الضحكات والقهقهات من خارج المسجد لا تدري هل مررت بقاعة فيها مسرحية فكاهية وإلا محاضرة شرعية .
ثم يمدح المحاضر ويقال ما شاء الله ، ما شاء الله ، صاحب دعابة ، ويعرف الدخول إلى قلوب الناس ، ما ألذه .. .. ما أظرفه .
سبحان الله .... الرسول صلى الله عليه وسلم ما عرف الدخول إلى قلوب الناس ، حتى اكتشف هؤلاء الطريقة .
ذكر إبن كثير ، رحمه الله ، في تفسيره عند سورة الجاثية عند قوله تعالى : ( يومئذ يخسر المبطلون ) " سورة الجاثية ، الآية 27 " ، قال : دخل سفيان الثوري المدينة يوماً ما ، فوجد رجلاً شيخاً إسمه المعافري يحدث الناس بما يضحكهم به ، فقال له يا شيخ : اتق الله أما تعلم أن لله يوماً يخسر فيه المبطلون ، قال الرواي : فما زالت تعرف في وجه المعافري حتى لقي ربه .
كل يوم نسمع ، نسمع ضحكات وقهقهات .. .. ميعت السنة .. .. وهمشت التوحيد .
حتى الناس أقبلوا على هذا زرافات ووحدانا ، حتى ما يُعلن عن أؤلئك الفكاهيين والممثلين لمحاضرة من محاضراتهم ، والله لا تكاد تجد موطئاً في المسجد لقدمك ، فضلاً أن تجد موقفاً لسيارتك خارج المسجد .
ولو كان عملاً شرعياً ، أو محاضرة فقهياً ، أو درساً عقدياً ، والله ما حضر عشر معشار أؤلئك القوم .
الأمة تجهل في عقيدتها .........
الأمة تجهل في كتاب الله ، وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ، بهؤلاء وأمثالهم والقصاصين أيضاً
قصص وحكايات .. .. .. تملئ قلوب الأمة وعقولهم بالقصص والحكايات .
وسلفنا لهم مواقف مشرفة مع القصص والقصاصين ، فيا ليتنا نتبع آثارهم .
ليتنا نتبع آثارهم ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن بني إسرائيل هلكوا لما قصوا ) .
ويقول عبدالله بن عمر : كما في زوائد ابن حبان وصححه الألباني ، لم تكن القصص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا على عهد أبي بكر وعمر وعثمان ، وإنما كانت القصص زمن الفتنة .
ويقول ابن سيرين : القصص أمرٌ أحدثته الخوارج .
وكان ابن عمر يقول : ما يمنعني أن أجلس في مسجدكم إلا ذلك القاص .
وصدر بيان في بغداد وضواحيها في القرن الرابع الهجري ( ألا يجلس في الشوارع ولا في المساجد قاص )
ممنوع .. ممنوع أن يجلس القصاص لا في المساجد ولا في الشوارع .
شيخ الإسلام ألف كتاب عن أحاديث القصاص ، والسيوطي " تحذير الخواص من أكاذيب القصاص " ، والعراقي وغيره .
مواقفه مشــــــــــــــرفة
اليوم نستقبلهم بالأحضان ، وتسمع لهم القلوب قبل الآذان .. .. .. اليوم أصبحت القصص سلماً للشهرة !!! ، وطريقاً للعالمية !!! ، وطريقةً لتكثير الجماهير ، وتكثير السواد .
سبحان الله .. .. هل هذه بضاعتنا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟!! .
هل هذا هو الإرث الذي تركه لنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟!! .
يا بلاد الحرمين العالم ينتظر منكم التوحيد ، والكتاب ، والعقيدة ، والسنة ، ما ينتظر منكم قصص ولا حكايات ولا نكت ولا فكاهات ولا أناشيد ولا تمثيليات .
بلاد الحرمين يجب أن تصدر للأمة التوحيد ، العقيدة الصحيحة الصافية .
العالم ينتظر منا ثم لا يجد إلا هذه الأمور ، نسأل الله العفو والعافية ، هل هذا الإرث الذي تركه محمد صلى الله عليه وسلم ، لا والله ، ترك فينا كما قال : عليه والصلاة والسلام : تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً ، كتاب الله وسنتي .
هذه تركة محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا العلم الذي نتسابق عليه ، ونتعلمه ، ونصدره للأمة ونعلمه .
ـــــــــ
نقلا من شريط / الاعتصام بالكتاب والســــنة ... ... للشيخ / محمد بن أحمد الفيفي ، حفظه الله تعالى .
الروابط المفضلة