ولد نبينا محمد صلّى الله عليه وآله وسلم في السابع عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل في يوم الجمعة مع الزوال وقيل عند طلوع الفجر قبل المبعث بأربعين سنة(1) في شعب أبي طالب عليه السلام، باتفاق الامامية إلا من شذ منهم، أما العامة فيقولون أن ولادته كانت في الثاني عشر من شهر ربيع الأول. وكانت ولادته بعد خمس وخمسين يوماً من هلاك أصحاب الفيل، وذكر الطبري أن ولادته كانت لاثنين وأربعين سنة من ملك انوشيروان، وهو الصحيح لقوله صلّى الله عليه وآله وسلم (ولدت في زمن الملك العادل انوشيروان).
ولد وفي وجهه نوراً يزهر كنور الشمس، فعرف من يومه أن له شأناً عظيماً، وفي يوم ولادته حجب إبليس لعنه الله عن السبع سماوات كلها، ورميت الشياطين بالنجوم، وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ليس منها صنم إلا وهو منكبّ على وجهه، واهتز في تلك الليلة ايوان كسرى وسقطت منه أربعة عشر شرفه وغاصت بحيرة ساوة، وفاض وادي السماوة (موضع بين الكوفة والشام)، وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وانتزع علم الكهنة، وبطل سحر السحرة وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق وعظمت قريش في العرب وسمّوا آل الله عز وجلّ. وقال الإمام الصادق عليه السلام إنما سمّوا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام
ويروى أن آمنة عليها السلام قالت إن ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها، ثم خرج منه نور أضاء له كل شيء، وقد سمعت هاتفاً يقول انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمداً، وأتي به إلى جده عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه، فأخذه ووضعه في حجره ثم قال:
الحمد لله الذي اعطاني***هذا الغلام الطيب الاردان
فساد في المهد على الغلمان
ثم عوّذه بأركان الكعبة، وقد ولد صلّى الله عليه وآله وسلم مختوناً مسروراً فحكي ذلك عند جده عبد المطلب فقال: ليكونن لابني هذا شأن. وعقّ عنه أبو طالب يوم السابع من ولادته.
______________________
رغم هذا لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا غيره ؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة ـ رضوان الله على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم .
___________________________