بسم الله الرحمن الرحيم
التوبة .. بدايةُ حياة !!
:: عرضٌ مغرٍ وصفقةٌ رابحة!! ::
ما رأيك أختنا الحبيبة، أن تطّلعي على عرضنا، علّكِ تجدين فيه ما يرضيكِ؟؟
عرضنا إليكِ هو .. التّوبة .. نعم فما زالت الفرصة أمامنا..
انتظري قليلا ولا تستعجلي.. لا تذهبي وأكملي قراءة عرضنا فقد جئنا به من أجلك..
:: شروط العرض ::
شرطين فقط لا ثالث لهما، بإذن الله لا يشكّلانِ عائقاً أمامك..
الشرط الأول أخبرنا به الرسول الكريم
" إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر "
نعم .. التوبة قبل الاحتضار... أطَال الله في عمرك وحفظكِ دائماً على طاعته..
والشّرط الثاني أخبرنا به ربّ العباد
فقال عزّ وجلّ { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً } [الأنعام:158]
إنه كذلك.. التوبة قبل أن تطلع الشمس من مغربها..
أفلا ترين أنّ شروط العرض – بإذن الله – لن تعيقك؟؟ ولكن انتبهي.. فليس هذا الأمر متاحاً دائماً.. فلا تؤخّريه حتى لا تصبحي على ما فعلتِ نادمة..
قال تعالى { حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ } [المؤمنون99]
ولكن .. ولكن ماذا؟؟ ماذا تقولين؟؟ التوبة صعبة؟ المعاصي كثيرة؟!!
لالالا.. لا يا أختنا.. لا تقنطي من رحمة الله، فإن الله غفورٌ رحيم.. وهذا نداء من الله لكلّ مذنبٍ أراد أن يتوب...
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر:53].
:: مغريات العرض ::
أتحبِينَ أن تكوني من الذين آمنوا؟؟؟ ما رأيكِ؟؟ إنّها فرصتنا أن يخاطبنا الله في كتابه فيقول لنا: يا أيها الذين آمنوا.. فمن ذا يرفض مثل هذا العرض؟؟
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} [التحريم:8]
نعم فلتكن توبتنا توبةُ نصوح، لنكون من الذين آمنوا...
حبيبتنا في الله..
ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنّة..
ألا تريدين الفوز بالجنّة؟؟؟
{ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً } [مريم60]
التّوبة يا حبيبتنا... التوبة هي مفتاح الجنّة!!
حبيبتنا في الله، نرى على وجهكِ علامات القبول والرِّضا..
هل أعجبك العرض؟
أتعقدين الصفقة؟؟
إذن حبيبتنا، اسمحي لنا أن نزفّ لكِ هذه البشرى..
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة:222]
حبيبتنا في الله، افرحي فأنتِ الآن ممّن يحبّهم الله سبحانه وتعالى - بإذنه- ..
نعم .. أيحلو لنا في الدنيا شيءٌ بعد هذه البشرى؟؟؟
والآن .. هيّا لننفذ الصفقة...
:: اعتراف ::
اللهم إني قد غرّتني النّعم التي أغدقتها عليّ، فاتّخذتها لأعصيكَ بها، كذبتُ وشهدتُ زوراً واغتبتُ غيري، أطرقتُ أذني لأتجسّس وأسمع الفاحش من القول، أطلقتُ بصري لأرى بهِ ما حرّمتَ عليّ رؤيته...
غرّني جمال هيئتي، فبدلاً من أن أحفظه اتّخذته لأغوي بهِ الغير..
اللهم إنّي على كلّ ما فعلته نادمة، اللهم إني إليك تائبة، وعدتُ لأسير على صراطك المستقيم..
اللهم إني رأيتك أرحم الراحمين، رحمتني وأنا أعصيك أفلا ترحمني حينما إليك أعود؟؟!!
يا الله، إنّي ظننتُ سعادتي في معصيتك، ولكنّي عرفتُ سعادتي حينما تُبت إليك ، يا الله إني أسرفتُ في حقّ نفسي فظلمتها، فسمعتُ نداءَك { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{[آل عمران135].. فلجأتُ إليك...
اللهم إنّي كنتُ إن خَفتُ أحداً هربتُ منه،وحينما خفتُ منك هربتُ إليك..
:: نداء من قلوبٍ محبّةٍ ::
أختنا الحبيبة.. فلنتُب.. ولنبدأ حياة جديدة..
اليوم.. مهما كان تاريخه، هو يوم مولدنا الحقيقي، اليوم أدركنا الصراط المستقيم، اليوم عرفنا الطريق إلى الله..
بالأمس .. عصينا، أخطأنا، أذنبنا، نسينا، قصّرنا، واليوم على كل ما فعلنا ندمنا، تُبنا، وإلى الله عُدنا، اليوم سننسى الماضي ولن نجعل منه كابوساً يؤرّق نومنا، وشعارنا إن الله غفورٌ رحيم...
من اليوم.. لن أترك صلاتي، من اليوم.. لن أهجر القرآن، من اليوم.. لن أكذب، لن أغتاب، لن أشهد زوراً، من اليوم.. لن أتجسس، لن أسمع القول الفاحش، من اليوم.. لن أطلِقَ بصري، من اليوم لن أعصي ربّي، من اليوم.. بداية حياتي..
فلنبدأ اليوم...
.. حياة جديدة ..
فحبّنا لله.. أكبر من حبّنا لشهواتنا..
ما رأيكِ أختنا؟؟
ما زال عرض التوبةِ سارٍ..
هل نبدأ معاً حياة جديدة؟؟؟
..فلتكن هممنا أعلاماً ترفرف في السّماء..