انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 16

الموضوع: ~*~ كيــــــــــف تغـــــــــــير نفســــــــكـ !!! ~*~ ====> الحور العين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الموقع
    (( كل غائب يعود إلا غائب الموت ))
    الردود
    9,986
    الجنس
    أنثى
    التكريم

    ~*~ كيــــــــــف تغـــــــــــير نفســــــــكـ !!! ~*~ ====> الحور العين

    ~*~ كــــــــــــــيف تغيــــــــــــــــر نفســـــــــــــــــك ~*~



    إعداد / القسم العلمي بمدار الوطن .



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على ختام الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد :

    فقد سئم كثير من الناس حياة الغفلة والشرود والبعد عن الله تعالى , وتاقت أنفسهم إلى حياة الطهر والعفة والاستقامة , يريدون أن يعيشوا حياة طيبة سعيدة هادئة مطمئنة , بعيدة عن نيران الشهوات وأشواك المعاصي والمخالفات .

    إنهم ينتظرون رياح التغيير , ونسمات الإصلاح , ووميض التوبة , وإشراقات الاستقامة فيتساءلون في حيرة .

    كيف نغير أنفسنا ؟
    كيف ننهض من كبوتنا ؟
    كيف نستيقظ من غفلتنا ؟
    كيف نعالج واقعنا الأليم ؟



    إلى هؤلاء جميعاً أهدي هذه الكلمات ...

    البداية

    أخي الحبيب ! إن مجرد تفكيرك في التغيير يعدُ ـ بحد ذاته ـ نوعاً من التغيير , لأن هناك فئة ما من الناس ألفوا حياة الغفلة , واستساغوا مسيرة الضياع , واستحسنوا طريق الشهوات , فهم لا يبحثون عن التغيير , بل لا يتصورون ترك هذه الحياة التي يعيشونها طرفة عين , ولذلك فإنهم لا يشعرون بألم البعد عن الله , ولا يحسون بوحشة , وهؤلاء موتى في صورة أحياء , لا يعرفون معروفاً , ولا ينكرون منكراً إلا ما أشربوا من هواهم , وهذا نتيجة تراكم الذنوب على القلب حتى اسودّ وانتكس , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة : " تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً , فأيّ قلب أشربها , نُكتت فيه نكتة سوداء , وأي قلب أنكرها , نكتت فيه نكتة بيضاء , حتى تصير على قلبين , على أبيض مثل الصفا , فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض , والآخر أسود مربادّاً , كالكوز مجَخِّياً , لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً , إلا ما أشرب من هواه " ( رواه مسلم ) .

    أما أنت ـ أخي الحبيب ـ فما دمت تسأل عن التغيير , وما دامت نفسك تتطلع إلى السمو والارتقاء نحو المعالي , فإن ذلك يدل على حياة في قلبك وخير في نفسك , ولكن التفكير في التغيير وإن كان نوعاً من التغيير فإنه ليس هو التغيير المطلوب , بل إن الإكتفاء بهذا التفكير دون إحداث خطوات عملية نحو التغيير الحقيقي يجعل هذا التفكير مجرد أماني باطلة لا تنفع صاحبها , بل هي رأس مال المفاليس كما يقال .
    رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي

    اللهم أصلح لي ذريتي واجعلهم من الدعاة إليك

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الموقع
    (( كل غائب يعود إلا غائب الموت ))
    الردود
    9,986
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    أما الخطوات العلمية نحو التغيير فيمكن إجمالها فيما يلي :

    1 ـ التأمل في عظم الجناية .


    التفكير في التغيير لا يحصل إلا بالتأمل في عظم الجناية نتيجة الغفلة والإعراض عن الله عز وجل , فيشاهد القلب من خلال هذا التأمل عظمة الرب سبحانه وتعالى وقوته وجبروته , وأنه خالق هذا العالم العلوي والسفلي , وأنه رزاق هذه الكائنات جميعاً , وأنه المحيي المميت الفعال لما يريد , وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له , ويشاهد بعد ذلك ضعف نفسه وحقارته وفقره , وهو مع ذلك متعد حدود الله عز وجل , سائر في مساخطه , بعيد عن سبل طاعته , والرب مع ذلك يستره ويرحمه ويرزقه ويحلم عليه , ويوضح له طريق الخير ليسلكه , وطريق الشر ليجتنبه , وهذا التأمل ينتفع به القلب أعظم انتفاع حيث ينزعج من هذا الواقع الذي يعيشه بعيداً عن الله تعالى , ولا يزال يضرب على صاحبه ويحثه على تغيير هذا الواقع والسير في طريق الهداية والاستقامة

    2 ـ العزيمة الصادقة :

    بعد أن يتطلع القلب إلى التغيير لابد من العزيمة الصادقة على هذا التغيير , لأنه لولا هذه العزيمة سرعان ما يفتر القلب , ويزول عنه هذا الانزعاج , والعزيمة , والعزيمة هي العقد الجازم على المسير في طريق الإستقامة , ومفارقة كل قاطع ومعوق , ومرافقة كل معين وموصل , فهي سبب في استمرار انزعاج القلب وانتباهه ورغبته في التغيير .


    والعزيمة نوعان :


    أحدهما : عزم الإنسان على سلوك الطريق وهو من البدايات .
    والثاني : العزم على الاستمرار على الطاعات بعد الدخول فيها , وعلى الانتقال من حالٍ كاملٍ إلى حالٍ أكمل منه , وهو من النهايات , وعون الله للعبد على قدر قوة عزيمته وضعفها , فمن صمم على إرادة الخير , أعانه وثبته ( 1 ) .

    ومتى صدق العبد في عزمه على سلوك طريق الطاعة والاستمرار فيه أعانه الله ـ عز وجل ـ بـ " البصيرة " وهي نور يقذفه الله تعالى في قلبه يرى به حقيقة الأشياء ومحاسن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , ومساوئ المخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , ويتخلص بالبصيرة كذلك من الحيرة والشك الذي يقطعه عن السير في طريق الهداية والاستقامة .

    3 ـ التوبة :

    والتوبة هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً , وهي واجبة على الفور , لقوله تعالى : {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ( النور31 )

    والتوبة تتضمن ما يلي :

    1 ـ الإخلاص لله عز وجل , بأن يكون قصد الإنسان بتوبته وجه الله عز وجل , وأن يتوب الله عليه , ويتجاوز عن فعل المعصية , لا يقصد بذلك مرآءة الناس والتقرب إليهم , ولا يقصد بذلك دفع الأذية من السلطان وولي الأمر وإنما يقصد بذلك وجه الله والدار الآخرة وأن يعفو الله عن ذنوبه .

    الإقلاع عن جميع الذنوب في الحال .

    الندم على فعلها في الماضي .

    العزم على ألا يعود للذنب في المستقبل .
    العزم على فعل المأمور والتزامه في الحال والمستقبل .

    6 ـ أن تكون في زمن تقبل فيه التوبة فإن من تاب في زمن لا تقبل فيه التوبة لم تنفعه التوبة وذلك على نوعين :

    النوع الأول : باعتبار كل إنسان بحسبه .
    والنوع الثاني : باعتبار العموم

    أما الأول : فلا بد أن تكون التوبة قبل حلول الأجل ـ يعني الموت ـ فإن كانت بعد حلول الأجل فإنها لا تنفع التائب لقول الله عز وجل {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } ( النساء18 ) هؤلاء ليس لهم توبة !

    وقال تعالى : {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ , فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ }( غافر84 , 85 ) .

    فالإنسان إذا عاين الموت وحضره الأجل فهذا يعني أنه أيس من الحياة فتكون توبته في غير محلها , بعد أن يئس من الحياة وعرف أنه لا بقاء له يذهب فيتوب ! هذه توبة اضطرار فلا تنفعه ولا تقبل منه لابد أن تكون التوبة سابقة .

    النوع الثاني :هو العموم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأن " الهجرة لا تنقطع حتى تنقطع التوبة , ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها " فإذا طلعت الشمس من مغربها لم تنفع أحداً توبة , قال الله سبحانه
    { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }( الأنعام158 ) وهذا البعض هو طلوع الشمس من مغربها كما فسر ذلك النبي عليه الصلاة والسلام .

    7- إن كان الحق متعلقاً بآدمي فعليه أن يرد له حقه ...( 2 )


    فالتوبة إذن هي البداية العملية للتغيير , ولا تصح عملية التغيير بدون توبة , والتوبة كذلك تصاحب الإنسان في جميع مراحل حياته , فليست خاصة بالعصاة كما يفهم بعض الناس , بل إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أطوع الخلق قال : " يا أيها الناس , توبوا إلى ربكم , فو الله إني لأتوب إلى الله عز وجل في اليوم مائة مرة " ( رواه مسلم ) .

    ( 1 ) رسالتان للحافظ ابن رجب ص " 27 "

    ( 2 ) الشرط الأول والسادس من شروط التوبة أضفته لاهميته من شرح رياض الصالحين للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله المجلد الأول " الباب الثاني ـ باب التوبة " في مقدمته عن التوبة . أما الشرط السابع فقد أضفته من عندي من خلال ما سمعته من العلماء
    رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي

    اللهم أصلح لي ذريتي واجعلهم من الدعاة إليك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الموقع
    (( كل غائب يعود إلا غائب الموت ))
    الردود
    9,986
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    4 ـ المسارعة :

    إن عمليه التغيير لابد أن تسير بخطيً سريعة , لأن البطء يمكن أن يؤدي إلى التكاسل عن إتمام تلك العملية , وبالتالي الانسحاب من المعركة دون تحقيق شيئ من النصر .
    قال تعالى :
    {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } ( آل عمران133 ) .
    وقال تعالى : {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ .... } ( الحديد21 )

    ومدح الله عز وجل زكريا عليه السلام وآله فقال : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } ( الأنبياء90) , ومدح أهل الإيمان والخشية بقوله : {أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } ( المؤمنون61 )

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة " ( رواه أبو داوود وصححه الألباني ) , والتؤدة هي التأني والتثبت وعدم العجلة .

    وأنظر إلى مسارعة عمير بن الحمام رضي الله عنه إلى نيل الشهادة فإنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض "
    فقال : يا رسول الله ! جنة عرضها السموات والأرض !!
    قال : " نعم " .
    قال : بخٍ بخٍ .
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ ؟ "
    قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها .
    قال : " فإنك من أهلها " , فأخرج عمير تمرات من قرنه , فجعل يأكل منهن , ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه , إنها لحياة طويلة !! فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتل الكفار حتى قتل رضي الله عنه " ( رواه مسلم ) .

    وانظر كذلك إلى مسارعة الصحابة رضوان الله عليهم في الاستجابة لأمر الله تعالى في تحريم الخمر وهم الذين نشئوا وتربوا على شربها , فما أن سمعوا المنادي ينادي بأن الخمر قد حرمت حتى أهرقوا ما معهم في شوارع المدينة .
    هكذا كانت مسارعة القوم إلى مرضات الله تعالى , فأين نحن من هؤلاء ؟



    5 ـ الفورية :

    إن التغيير من المعصية إلى الطاعة , ومن الاعوجاج إلى الاستقامة واجب على الفور , لا يجوز في ذلك التراخي أو الانتظار , فمن انتبه من غفلته وأبصر ما هو عليه من ضياع ومخالفة , لا بد أن يبدأ فوراً بالتغيير , أسوة بالصديق رضي الله عنه , فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرض عليه دعوة الإسلام , وعرف أنه الحق , لم يتلعثم ولم يتردد , وإنما آمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وشهد شهادة الحق من ساعته , وبذل نفسه وماله في سبيل الله عز وجل .

    وهؤلاء سحرة فرعون , لما ألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون , علموا أن موسى على الحق , وأنه رسول من رب العالمين , فقالوا على الفور
    {قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ } ( الأعراف 121,122) , ولم يلتفتوا بعد ذلك إلى فقد مناصبهم الدنيوية ومكانتهم الاجتماعية , حيث كانوا مقربين من فرعون , ولم يعبئوا كذلك بما توعدهم به فرعون من العذاب والنكال بتقطيع أيديهم وأرجلهم وصلبهم على جذوع النخل .

    6 ـ العلم :

    إن عملية التغيير وهي الجانب العملي , لابد أن يرافقها جانب علمي , وهذا الجانب العلمي هو الذي تنضبط به عملية التغيير , فلا تنحرف لا إلى التفريط ولا إلى الإفراط , وإنما تسير على المنهج الوسط الذي ارتضاه الله تعالى لعباده , قال تعالى في شأن أعظم كلمة وهي كلمة التوحيد : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ }( محمد19) فعلى مريد التغيير أن يطلب العلم بكل وسيلة شرعية , فيجالس العلماء وطلاب العلم , ويواظب على حضور الدروس العامة والخاصة , ويكثر من المطالعة في كتب أهل العلم , ويمكن كذلك الاستفادة من الأشرطة العلمية المسجلة , والاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم , وكذلك متابعة مواقع أهل العلم المنتشرة عبر شبكة الإنترنت .
    رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي

    اللهم أصلح لي ذريتي واجعلهم من الدعاة إليك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الموقع
    (( كل غائب يعود إلا غائب الموت ))
    الردود
    9,986
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    7 ـ التقيد بالكتاب والسنة :


    على طالب التغيير أن يتقيد بالكتاب والسنة وما دار في فلكها , وليحذر أشد الحذر من أهل الأهواء والبدع , فإن فتنتهم عظيمة وخطرهم كبير , فعليه في باب الاعتقاد أن يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة , وهي العقيدة الصحيحة التي لا نجاة للمرء إلا باعتقادها , وحبذا لو أخذ هذه العقيدة عن أهل العلم المعروفين بالتقوى وحسن المعتقد , فقد قال أيوب رحمه الله : إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة .
    وليحذر كذلك من البدع في العبادات وغيرها , فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة " .
    وقال صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أي : مردود على صاحبه لا يقبل , فإن العمل لا يُقبل إلا إذا ابتغى به وجه الله تعالى , وكان موافقاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .



    8 ـ الجدية :

    الجدية مطلب أساس لطالب التغيير , فإن بعضاً من المستقيمين افتقدوا الجدية , فتساهلوا في بعض القضايا , وتميعت لديهم بعض المفاهيم , وتنازل بعضهم عن كثير من الأمور الشرعية حتى صارت الاستقامة لديهم مجرد شكل دون مضمون , والله تعالى يقول : { خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ } (البقرة93 ) , وقال عن موسى عليه السلام {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ }( الأعراف145 )

    وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجدية في التمسك بالسنة , فقال عليه الصلاة والسلام : " عضوا عليها بالنواجذ ..... "

    والجدية تشمل المظهر , فلا بد أن يكون المسلم جاداً في مظهره غير مائل إلى الترف والتبذير , ولا يمنع ذلك أن يكون نظيف الثياب حسن الهندام .
    والجدية تغلب كذلك على مجالس المسلم , فهي ليست مجالس لهو ولعب وغيبة ونميمة وسخرية واستهزاء , وإنما مجالس علم ومعرفة وثقافة وكلمات نافعة وحوارات بناءة , ولا بأس ببعض الطرائف التي لا تُخرج المجلس عن حدود الوقار والأدب .


    9 ـ تبديل الاهتمامات :

    على طالب التغيير أن يقوم بتبديل اهتماماته وفقاً لمنهج الإسلام الذي ارتضاه , فيترك ما كان عليه من اهتمامات باطلة ويجعل مكانها غيرها من الاهتمامات النافعة , مثال ذلك : يترك شرب الدخان والمسكرات والمخدرات , ويترك الممارسات المحرمة , كالزنا واللواط والعادة السرية والمعاكسات بأنواعها , ويترك سماع الغناء ومشاهدة سموم القنوات , ويترك الكبر والغرور والسخرية والاستهزاء بالآخرين , وتترك المرأة التبرج والسفور وتغيير خلق الله عز وجل , وتترك ترك الصلاة والتهاون بها , وتترك مجالس الغيبة والسخرية والنميمة والكذب .
    ويتجه الجميع إلى طاعة الله عز وجل وذكره وشكره ودعائه في السراء والضراء , ويتجهوا إلى تلاوة كتاب الله عز وجل وحفظه وتدبره وتعلُمه وتعليمه , ويلجئوا إلى الصلاة والمحافظة عليها , وإلى حضور مجالس العلماء والقراءة في كتب أهل العلم إلى غير ذلك من الأمور الجادة التي تدل على صدق المرء في توجهه نحو التغيير الصحيح .
    رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي

    اللهم أصلح لي ذريتي واجعلهم من الدعاة إليك

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الموقع
    (( كل غائب يعود إلا غائب الموت ))
    الردود
    9,986
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    10 ـ تغيير الصحبة :

    من المتعين على طالب التغيير ـ وهو في بداية الطريق ـ أن يقطع علاقاته بأهل الفساد والغواية , لأنه إن استمر معهم لم يكن صادقاً في توجهه نحو التغيير , وحتى إن لم يشاركهم في منكرهم شاركهم في الإثم بالجلوس معهم , والله تعالى يقول : {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67 , ويقول : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً , يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً }( الفرقان 27 28 )

    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " .

    فالاستمرار في مخالطة أهل الشر والفساد يؤدي إلى الانتكاس والعودة إلى الماضي السيئ وكم من شاب انتكس بسبب حنينه إلى صحبته القديمة .



    11ـ ترتيب الأولويات :

    على طالب التغيير أن يبدأ بأهم المهمات , ثم الأهم فالأهم , فيبدأ بتصحيح العقيدة , ويقدم الفرائض على النوافل , والواجبات على المستحبات , ويعطي كل شيء حقه من العناية , ويهتم بتنظيم وقته حتى لا يضيع منه شيء دون فائدة .

    12 ـ الاستعانة بالله عز وجل :

    والاستعانة بالله عز وجل من أهم المهمات في مرحلة التغيير , فهي تعني الخروج من الحول والقوة وطلب الحول والقوة والمعونة من الله تعالى , ولأهمية الاستعانة بالله عز وجل أمر الله عباده أن يقولوا في كل ركعة من ركعات الصلاة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ومن الاستعانة بالله عز وجل أن يكثر مريد التغيير من دعاء الله عز وجل بالتوفيق والثبات على الطريق , واللجوء إلى الله عز وجل وكثرة ذكره وشكره وتلاوة كتابه .

    13 ـ الصبر والمجاهدة :

    إن عملية التغيير ليست بالأمر اليسير , فإنها ميلاد جديد وحياة بعد موت , ولذلك فإنها تحتاج إلى صبر ومجاهدة , وبهذا الصبر والمجاهدة يتبين الصادق من الكاذب , فالصادق يتجرع مرارة الصبر , ويجاهد نفسه على طاعة الله عز وجل , ولا يزال في صبر ومجاهدة حتى تألف نفسه الطاعة , وتنفر من العصيان , أما الكاذب فإنه لا يقدر على ذلك , بل يستسلم لأول بارقة من فتنة , وينكص على عقبيه ويعود القهقري , قال تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }( العنكبوت69) .

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


    ملاحظة / الكتاب بتصرف بسيط مني جداً جداً


    والله من وراء القصد


    ~*~ أختكن ومحبتكن في الله ~*~
    رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي

    اللهم أصلح لي ذريتي واجعلهم من الدعاة إليك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الموقع
    جـــــــــــــــده غير
    الردود
    3,436
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيك

    وبلغك أعالي الجنان

    جوزيتِ خيرا يا غاليه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الموقع
    في البرزخ
    الردود
    1,417
    الجنس
    امرأة
    بارك الله بك أخيتي الغالية ..

    وجزاك المولى كل خير ..

    دمت محبة لله و رسوله ..


    محبتك في الله ..
    مريم..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الموقع
    (( كل غائب يعود إلا غائب الموت ))
    الردود
    9,986
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    أختي الحبيبة

    أم الشفيعين


    حياك الله


    نورتي المنتدى


    سعدت بوجودك هنا


    أختك في الله
    رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي

    اللهم أصلح لي ذريتي واجعلهم من الدعاة إليك

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الموقع
    (( كل غائب يعود إلا غائب الموت ))
    الردود
    9,986
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    أختي الغالية


    مريم


    جزيت خيراً


    وبارك الله فيك

    ~*~ أختك ومحبتك في الله ~*~
    رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي

    اللهم أصلح لي ذريتي واجعلهم من الدعاة إليك

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الردود
    18,390
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    1
    التكريم
    • (القاب)
      • متألقة صيف 1432هـ
      • أميرة النظافة والتنظيم
      • بصمة إبداع
      • نبض وعطاء
    جزاك الله خيراً .. ~ أم المقداد ~

    نسأل الله يتقبل تبتنا

مواضيع مشابهه

  1. الحور العين
    بواسطة saliha123 في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 1
    اخر موضوع: 26-05-2010, 02:25 PM
  2. وغارت الحور العين
    بواسطة الشاكره في دار لكِ لـ تحفيظ القرآن
    الردود: 1
    اخر موضوع: 05-09-2006, 02:44 AM
  3. الحور العين
    بواسطة نبيلة النبيلات في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 31-10-2005, 12:38 AM
  4. الحور العين
    بواسطة هنوي في روضة السعداء
    الردود: 7
    اخر موضوع: 12-10-2005, 11:45 PM
  5. الحور العين !!!!
    بواسطة ريم الحلوة في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 05-01-2003, 03:04 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ