بسم الله الرحمن الرحيـــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض الفتاوى المتفرقة التي استطعت جمعها للمفتي الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله
في احكام قضاء رمضـــان.
السؤال :
منذ سنتين أصيبت أمي بمرض شديد ، مما اضطرها إلى تناول دواء من الطبيب المعالج ، وقد نصحها بعدم الصوم ، ولكنها صامت دون علمه وتعبت وتركت الصوم لمدة عشرين يوماً ، والآن وبعد أن تحسنت صحتها أحست أنها تقدر على الصيام فقيل لها : إنه يلزمها كفارة مع الصوم ؛ لأنها تأخرت في القضاء ، فهل يجوز لها أن تخرج الكفارة دفع واحدة وتصوم ، أو أن تخرج كل يوم بيومه ؟ وما مقدار هذه الكفارة مع العلم أن الوالدة كان باستطاعتها الصيام ( القضاء ) في مدة ؛ نظراً لتحسن صحتها وقد صامت العام الماضي كاملاً ؟ جزاكم الله خيراً ، ونفعنا وإياكم بالقرآن الكريم .
الجواب :
ليس على أمك إلا القضاء إذا استطاعت ، وليس عليها إطعام إذا كان تأخيرها للقضاء بسبب المرض حتى جاء رمضان آخر ، أما إن كانت أخرت ذلك عن تساهل ، فعليها مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم ، ومقداره نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما ، وهو بالوزن كيلو ونصف تقريباً ، ويكفي أن يدفع كله إلى مسكين واحد . وفق الله الجميع للفقه في الدين والثبات على الحق ، إنه سميع قريب .
السؤال :
أصبت بمرض شديد قبل حوالي خمس سنوات وذلك خلال شهر رمضان المبارك ولم أستطع صيام ذلك الشهر ، وإنني إلى تاريخه لم أصمه ، فهل يجوز أن أقوم الآن بقضاء ما فاتني وهل عليَّ إثم في ذلك ؟ أفيدوني أثابكم الله ورعاكم .
الجواب :
عليك التوبة إلى الله سبحانه من هذا التأخير الكثير ، وكان الواجب عليك أن تصوم الأيام التي أفطرتها قبل مجيء رمضان الذي بعد السنة التي أفطرت فيها ، وعليك مع التوبة إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما ، ومقداره كيلو ونصف تقريباً يدفع الجميع إلى بعض الفقراء ولو فقير واحد . نسأل الله أن يقبل توبتك ويعفو عنا وعنك إنه خير مسئول .
السؤال :
الأخت تقول في سؤالها : لم أستطع صيام شهر رمضان بسبب النفاس وقد طهرت أيام العيد ، ولي رغبة شديدة في صيام الست من شوال ، فهل يجوز لي أن أصومها ثم أصوم القضاء أم لا ؟ أفتوني وفقكم الله للخير .
الجواب :
المشروع أن تبدئي بالقضاء ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)) أخرجه مسلم في صحيحه .فبين صلى الله عليه وسلم أن صوم الست يكون بعد صوم رمضان . فالواجب المبادرة بالقضاء ، ولو فاتت الست ؛ للحديث المذكور ، ولأن الفرض مقدم على النفل . والله ولي التوفيق
السؤال :
إذا أفطر المسلم يومين متتابعين في رمضان بعذر فكيف يقضيهما ؟
الجواب :
عليه القضاء ولو مفرقين لا يجب عليه التتابع في رمضان ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول :
{ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }
سورة البقرة-185
لم يقل متتابعة . إذا أفطر يومين أو ثلاث أو أكثر وجب عليه القضاء ولا يلزمه التتابع إن تابع فهو أفضل وإن لم يتابع فلا حرج .
السؤال :
شخص أصابه مرض مزمن ونصحه الأطباء بعدم الصوم دائماً ، ولكنه راجع أطباء في غير بلده وشفي بإذن الله أي بعد خمس سنوات وقد مر عليه خمس رمضانات وهو لم يصمها فماذا يفعل بعد أن شفاه الله هل يقضيها أم لا ؟
الجواب :
إذا كان الأطباء الذين نصحوه بعدم الصوم دائماً أطباء من المسلمين الموثوقين العارفين بجنس هذا المرض وذكروا له أنه لا يرجى برؤه فليس عليه قضاء ويكفيه الإطعام وعليه أن يستقبل الصيام مستقبلاً .
السؤال :
أصبت بمرض في شعبان الماضي ولم أستطع الصوم في رمضان ، ولازلت أعاني المرض حتى الآن ، وعندما أردت أن أقضي ذلك الشهر صمت خمسة أيام فلم أستطع المواصلة نظراً لظروفي المرضية ، وحاجتي للدواء طوال اليوم ، وحيث إن الطبيب المعالج نصحني بعدم الصيام لتأثيره على صحتي فإنني أرجو من سماحتكم إبداء الحكم في ذلك ؟ جزاكمالله خيراً ، خاصة أن رمضان المبارك الثاني سيحل علينا قريباً بإذن الله .
الجواب :
ما دمت مريضاً فليس عليك قضاء حتى تشفى إن شاء الله ، وهكذا رمضان القادم إذا أدركته إن شاء الله والصوم يشق عليك فالأفضل لك الإفطار ثم تقضي الصوم الأول ثم الثاني بعد الشفاء إن شاء الله ؛ لقول الله سبحانه : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ . يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} سورة البقرة 185- . والله ولي التوفيق .
حكم من أفطر في قضاء رمضان لمجرد الجوع
لا يجوز لك الإفطار لمجرد الإحساس بالجوع ، لأن قضاء رمضان فرض فلا يجوز التساهل فيه ، فعلى الإنسان أن يتصبر ، وعليك التوبة إلى الله والاستغفار وقضاء اليوم ...
السؤال :
ما حكم الشريعة الإسلامية في رجل أخَّر قضاء رمضان إلى ما بعد رمضان لعذر ورجل آخر أخَّره بدون عذر ؟
الجواب :
من أخَّره بعذر شرعي كالمرض ونحوه فلا حرج عليه ؛ لقول الله سبحانه :
{ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ..}
، وقوله سبحانه :
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }
.أما من أخَّر ذلك لغير عذر فقد عصى ربه ، وعليه التوبة من ذلك مع القضاء ، وإطعام مسكين عن كل يوم ، مقداره نصف صاع من قوت البلد من أرز أو غيره ، ومقداره بالوزن كيلو ونصف تقريبا ، ويدفع ذلك إلى بعض الفقراء ، ولو واحداً قبل الصيام أو بعده . والله ولي التوفيق .
الروابط المفضلة