المصدر: أ· عبد الحميد زوبيري / إمام أستاذ مسجد التوبة/ الجزائر
ها نحن نعيش بإذن المنان الثلث الأخير لرمضان، والذي حباه الله بمزايا أعظم من سابقيه، أجزل فيه الثواب والمنح ما لم يعطه في الثلثين السابقين، لذلك كان الصادق الأمين يجتهد فيها ما لم يجتهد في غيرها·
تصف أم المؤمنين عائشة حاله في تلك الليالي بقولها (كان إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله)· إنها أعمال ثلاث كان يقوم بها، فقد كان يحي ليله بالعبادة والذكر والطاعة، مع إيقاظ أهله للصلاة كما أخبرت بذلك أم سلمة (لم يكن صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه) رواه ابن ماجه، مع اعتزال النساء لاشتغاله بالعبادة وسنة الاعتكاف·
والسر في ذلك يكمن في أمرين:
الأول: أن هذه العشر ختام الشهر المبارك، والأعمال بخواتيمها، ولهذا كان من دعائه عليه الصلاة و السلام (اللهم اجعل خير أيامي يوم لقائك وخير عمري آخره وخير عملي خواتمه)·
الثاني: أن فيها ليلة القدر المباركة، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (إن هذا الشهر قد أظلكم وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم) رواه ابن ماجه·
وسميت بذلك لأن الله تعالى يقدر فيها ما يشاء من أمر السنة القابلة من أمر الموت والأجل والرزق وغيره· قال ابن عباس رضي الله عنه يكتب من أم الكتاب ما يكون في السنة من الرزق والمطر والحياة والموت·· وقد سميت بذلك لعظمها وقدرها لأن للطاعات فيها ثواب جزيل·
إن لهذه الليلة مزايا منها:
1- نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا مصداقا لقوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر)· قال ابن عباس رضي الله عنه نزل القرآن في شهر رمضان ليلة القدر في ليلة مباركة جملة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا·
2- هي خير من ألف شهر·
والمعنى أن العمل فيها خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر·
قال أبو العالية رحمه الله ليلة القدر خير من ألف شهر لا يكون فيه ليلة القدر·
32- هي خير من ألف شهر·
والمعنى أن العمل فيها خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر·
قال أبو العالية رحمه الله ليلة القدر خير من ألف شهر لا يكون فيه ليلة القدر·
- نزول الملائكة·
أن الملائكة تهبط في كل سماء إلى الأرض يؤمّنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر، وفي الأثـر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله (إذا كان ليلة القدر نزل جبريل مع كوكبة من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى)
4- السلامة من الشر
مصداقا لقوله تعالى (سلام هي حتى مطلع الفجر) قال مجاهد رحمه الله: هي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا أذى·
5- غفران الذنوب·
وذلك فمن قامها إيمانا واحتسابا فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
ولقد وقع الخلاف الخلاف في تعيينها إلى أزيد من أربعين قولا، إلا أن الذي عليه معظم العلماء ويؤيده النص· إنها ليلة سبع وعشرين لحديث زر بن حبيش قال (قلت لأبي بن كعب إن أخاك عبد الله بن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن لقد علم أنها في العشر الأواخر من رمضان وأنها ليلة سبع وعشرين، ولكنه أراد أن لا يتكل الناس، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين قال: قلت بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: الآية التي أخبرنا بها رسول الله أو بالعلامة أن الشمس تطلع يومئذ لا شعاع لها) رواه مسلم والترمذي·أن الملائكة تهبط في كل سماء إلى الأرض يؤمّنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر، وفي الأثـر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله (إذا كان ليلة القدر نزل جبريل مع كوكبة من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى)
4- السلامة من الشر
مصداقا لقوله تعالى (سلام هي حتى مطلع الفجر) قال مجاهد رحمه الله: هي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا أذى·
5- غفران الذنوب·
وذلك فمن قامها إيمانا واحتسابا فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
-أن لهذه أمارات منها:
1- أن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها، قال عليه الصلاة و السلام: (تطلع الشمس صبيحتها ليس لها شعاع) بن ماجه·
2- إنها ليلة صافية متلألئة لها نور (انها ليلة سبحة بلجة) ابن ماجه·
3- لا حر فيها ولا برد (لا حارة ولا باردة) ابن ماجه
- أنه يسن لمن أدركها الدعاء، فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها انها قالت: (يا رسول الله أرأيت إن علمت في ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك تحب العفو فاعف عني) رواه الترمذي واحمد·
تعليق