1
س: ما حكم حلق اللحية ؟
السؤال الجواب : جاء في (( الموسوعة الفقهية )) : ذهب جمهور الفقهاء : الحنفية ، والمالكية ، والحنابلة ، وقول عند الشافعية إلى أنه يحرم حلق اللحية ؛ لأنه مناقض للأمر النبوي بإعفائها وتوفيرها . وقال ابن عابدين في الأخذ منها وهي دون القبضة : لم يبحه أحد ، فالحلق أشد من ذلك . وفي (( حاشية الدسوقي المالكي )) يحرم على الرجل حلق لحيته ، ويؤدب فاعل ذلك . وقال أبو شامة من الشافعية : قد حدث قوم يحلقون لحاهم ، وهو أشد مما نقل عن المجوس أنهم نقصوا منها . هذا ، وإن عامة أهل الحديث أخرجوا حديث اللحية في باب السواك من سنن الفطرة في الطهارة ، إلا أن البخاري أخرج الأحاديث في كتاب اللباس والزينة ، وساق : باب قص الشارب وباب إعفاء اللحية بعد باب المتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال ، وباب إخراج المخنثين من البيوت ، ويمكن أن نلمح أن في حلق اللحية تشبه بالنساء وتخنث من الرجال ، وكل ذلك من الكبائر المحرمات(1) . واللَّه أعلم .


الإجابة مجلة التوحيدالعددالحادي عشر لسنة 1420 المرجع

2

س: سمعت بأن ترك اللحية واجب ، فهل هذا صحيح ؟
السؤال أرجو إن كان هذا صحيحاً أن توضحوا لي الأسباب ، علماً بأنني قرأت في أحد الكتب أن السبب هو أن نفعل عكس الكافرين ، ولكن الكافرين اليوم يتركون اللحية ، لذا فإنني غير مقتنع بهذا السبب، أرجو أن تبينوا لي الأسباب ، على أن يكون الجواب باللغة الإنجليزية ، لأني لا أعرف اللغة العربية ؟
جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد: نعم إعفاء اللحية واجب وحلقها حرام ، لما رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب)، ولما رواه أحمد ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس)، والإصرار على حلقها من الكبائر ، فيجب نصح حالقها والإنكار عليه. ويتأكد ذلك إذا كان في مركز قيادي ديني. وليس المراد بمخالفة المجوس وسائر المشركين مخالفتهم في كل شئ ولو كان صواباً جارياً على مقتضى الفطرة والأخلاق الفاضلة، بل المراد مخالفتهم فيما حادوا فيه عن الحق والصواب ، وخرجوا به عن الفطرة السليمة والأخلاق الفاضلة، ومما انحرف فيه المجوس وسائر المشركين ونحوهم من الكافرين عن الحق وخرجوا فيه عن مقتضى الفطرة السليمة وخالفوا فيه سيما الأنبياء والمرسلين حلق اللحية، فوجب أن نخالفهم في ذلك بإعفاء اللحية وإحفاء الشوارب ، اتباعاً لهدى الأنبياء والمرسلين ، وسيراً على مقتضى الفطرة السليمة في ذلك، فقد ثبت
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الابط وحلق العانة وانتقاص الماء) رواه أحمد ومسلم وأصحاب السنن الأربعة من حديث عائشة رضي الله عنها ، ولو قدر أن الكافرين أعفوا لحاهم لم يكن ذلك مبيحاً للمسلمين أن يحلقوا لحاهم لما تقدم من أنه ليس المقصود مخالفتهم في كل شئ وإنما المقصود مخالفتهم فيما انحرفوا فيه عن الحق وخرجوا فيه عن الفطرة السليمة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


الإجابة فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية (5/142-144). المرجع

3


س: نحن نعلم أن حلق اللحية حرام كما قالوا العلماء ولكن يوجد بعض العقبات التي تقف في الطريق مثلا أهلي يمنعوني أن أطلق اللحية بجميع الحالات وأنا لا أقدر أن أصرف على نفسي لأنني طالب بالصف الثالث الثانوي العام بمدرسة خاصة يصرفون لي وأنا لا أقدر على العمل كي أصرف على نفسي وكل يوم نزاع مع أهلي بخصوص اللحية وكاد يؤدي ذلك الأمر إلى أن يطردوني من المنزل أرجو الرد في أسرع وقت؟
السؤال جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد: حلق اللحية حرام كما علمت وزعل أهلك عليك وطردهم إياك من منزلهم ليس بعذر يبيح لك حلقها ، والله سبحانه يقول : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا) ونوصيك بالأسلوب الحسن معهم وإرشادهم إلى الخير ، وأن الرسول E هو الذي أمر بإعفاء اللحية وإحفاء الشارب فلا يجوز للمسلم أن يخالف أمر نبيه لإرضاء أحد لقوله تعالى : (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


الإجابة فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (5/155-157)