قال تعالى :
((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )) .

من المعلوم أن الذين في قلوبهم الحقد والكراهية والضغينة والغيظ من الكفار ،على صفوة خلق الله من المسلمين الأخيار، ألا في مقدمتهم اليهود والنصارى ،وهؤلاء أهل الحقد والحسد ، على أهل صحيح المعتقد ، لتتنوع صنوف وأشكال ذلك الحقد عليهم، المكنون في قلوبهم ونفوسهم، كل ذلك بسبب ، انتشار هذا الدين ـ دين الإسلام ـ ،في أصقاع البلاد والأقطار من مشارق الأرض ومغاربها ..

مصداقاً لقوله عليه الصلاة والسلام : ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ)

وفي لفظ آخر لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا ادخله الله كلمة الإسلام إما بعز عزيز وإما بذل ذليل إما يعزهم الله فيجعلهم من أهله فيعزوا به وإما يذلهم فيدينون له)

وبعد هذا نقول :

إن ما يغيض أهل الكفر والزندقة ، ليس هو في الحقيقة ذوات أهل الإسلام و شخوصهم ، وإنما الذي يغيظهم انتشار وظهور هذا الدين العظيم كانتشار الغيث حين تهب الرياح معه، وإن مما يغيظهم أيضاً ما يحمله هذا الدين في طياته من الحق الذي لا مرية فيه ولا شك، فكلما علا وظهر وانتشر ازداد أهل الكفر حقدا على حقدهم ـ قاتلهم الله ـ ، ولهم في بث سمومهم وحقدهم عدة صور وصنوف مثل ما سنذكره :

أولاً : حربهم الخبيثة الصليبية على الإسلام وأهله ، بدعوى ما يسمونه (الحرب على الإرهاب) ، وأشد وأظلم وأضل من سهل لهم ذلك ويسره ..

ثانياً : الرسومات الخبيثة التي صدرت من بلاد الكفر و الزندقة (الدانمرك) ، من رسّامهم الخبيث ـ شلّت يداه ـ و لا تجد من يعترض عليه من الكفّار حتى بدعوتهم الكاذبة التي يسمونها بـ(حرية الأديان)!.

ثالثاً : تشويه صورة الإسلام بين الفينة والأخرى والاستهزاء به ،بقولهم أنه دين متخلف ، متشدد ، فاشيّ، يحارب الحريّات ، ويحارب الأديان والمرأة ....إلى آخر هرطقاتهم الكاذبة .قال تعالى ((كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)).

رابعاً : استخدام جميع الوسائل المتاحة التي بين أيديهم لصد الناس عن سماحة ورحابة هذا الدين العظيم الحنيف ، ومحاربته .قال تعالى ((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ))

خامساً : تمكين أهل البدع من الفرق التي تنتسب إلى الإسلام وتسلطهم على أهل السنة والجماعة ـ أصحاب المذهب الحق ـ، لإشغالهم ، عن ملة الكفر وأهلها ....إلى غير ذلك من الظلم الذي يمارسونه في حق هذا الدين وأهله مما لا يخفى على أحد.

وأخيراً : ما تفوه به ـ أخرسه الله ـ هذا الكافر ،زعيم النصارى الكاثوليك ، في بلاد (روما) في معقلهم المسمى بـ(الفاتيكان) المسمى بـ(البابا بنديكتوس) ، وبعضهم يسميه بـ( البابا بنديكت) السادس عشر ، حين زار بلاده ومسقط رأسه (ألمانيا) ، وتحديدا في إحدى المدارس هناك حين ألقى محاضرة في جامعة ((ريجينسبورج الألمانية)) في القاعة الكبرى، وذلك غداة الذكرى الخامسة لاعتداءات 11 سبتمبر ، يوم الثلاثاء الموافق :22/8/1427 هـ الموافق بالتأريخ النصراني :12/9 /2006 ، فقال في معرض محاضرته المشئومة :

أولاً : قال : إن انتشار الدين الإسلامي في العالم ، بكونه تم عن طريق إراقة الدماء والعنف.

ثانياً : وقال :إنّ العقيدة المسيحية تقوم على المنطق لكن العقيدة بالإسلام تقوم على أساس أن إرادة الله لا تخضع لمحاكمة العقل أو المنطق.

ثالثاً : اقتبس قولا على لسان إمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر ـ بالتأريخ النصراني ـ كُتب في حوار مع رجل فارسي أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ جلب أشياء "شريرة للإنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي يدعو إليه بحد السيف." وقال هذا الإمبراطور للفارسي : ((حول دور نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم)): "ارني ما الجديد الذي جاء به محمد. لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف". وكرر بنديكت مرارا اقتباسه لوجهة نظر مانويل القائلة بأن نشر العقيدة بالقوة غير منطقي وأضاف "العنف يتعارض مع الطبيعة الالهية وطبيعة الروح."

أخيراً:
تصريح المكتب الإعلامي لبابا الفاتيكان الضال !
ـ وقال المكتب الإعلامي والناطق باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي في بيان أن البابا لا يعتزم البدء في دراسة متعمقة عن "الجهاد" ورؤية المسلمين له "ناهيك عن المساس بحساسيات العقيدة الإسلامية.
وقال:"من المناسب الإشارة إلى أن ما يحرص عليه البابا هو رفض واضح وجازم لاستخدام الدافع الديني مبررا للعنف".
وأكد أن البابا حريص على تنمية "مشاعر الاحترام والحوار حيال الديانات والثقافات الأخرى وبطبيعة الحال الإسلام".

ونرد على المنحوس بنديكتوس هذا فنقول :

أولا : قولك : إن انتشار الدين الإسلامي في العالم ، بكونه تم عن طريق إراقة الدماء والعنف.

نقول : قولتك هذه تدل على الجهل العريض بالتأريخ الإسلامي ، وتحديداً بالسيرة العطرة المطهرة ، لخاتم الأنبياء والمرسلين (البشير والنذير ) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، الذي قال الله جل جلاله فيه ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) ـ الأنبياءـ، والحق أن انتشار الدين الإسلامي الحنيف الذي هو رحمة للعالمين، قد تم بطرق عدّة ، لا كما زعمت أنه انتشر بالسيف فقط ،منها :

أولاً : الدعوة إلى الله (عزّوجل) بالحسنى والموعظة الحسنة.

ثانياً : بالمجادلة بالتي هي أحسن .
قال تعالى((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ))

ثالثاً :بالترغيب ، والتبشير.

رابعاً : بالتحذير والنذير.

قال تعالى((إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ)) .

وقال تعالى (( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))

وقال تعالى في سورة الإسراء ((وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا))

وفي الأحزاب((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا))

وقال تعالى((حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونََ))

خامساً: بالسيف والسنان ، وهذا على قسمين :

أولاها : بالدفاع عن النفس ، كما كانت تعتدي قريش وحلفائها من يهود خيبر..وغيرهم ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وعلى أصحابه

ثانيها: حين يمنعهم أهل الكفر و الشرك والإلحاد عن تبليغ دين الله عزّوجل في كل بلاد العالم ـ بأسرهاـ وهذا ما يسمى بـ(جهاد الطلب )، حيث أنه مشروط بامتناع قبول دعوى نشر الإسلام وهذا حين يبعث أهل الإسلام بعوثهم ورسلهم لجميع البلاد للدعوة إلى الله عزوجل ، والتبشير بهذا الدين الإسلامي للناس كافة ، فإن امتنعوا وأبوا وتكبروا واعرضوا عن ذلك الدين الحق بعد قيام الحجة عليهم وقطع كل ذريعة لديهم ، وجب شن الحرب على ديارهم.( وهذا من أصول ديننا التي لا يختلف عليها).
وكل ذلك لأن دين الإسلام هو الرسالة الخالدة إلى قيام الساعة ،وإلى أن يرث الله (عزّوجل) الأرض ومن عليها ، وهي الرسالة التي ينبغي أن يدين بها جميع الخلق من الثقلين (الأنس والجن) قال تعالى(( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) سبأ، وقد أمر الله جل جلاله جميع الناس أنسهم وجنهم ذكرهم وأنثاهم مسلمهم وكافرهم بالإيمان و بتقدير هذا النبي وتوقيره ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال تعالى((إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)) الفتح.

وبعد هذا يتبين ، جهلك بهذا الدين الإسلامي العظيم الحنيف، وقولك أنه قد انتشر بالسيف ، و الذي يدلك على جهلك المركب ، تصريح مكتبك الإعلامي حين قالوا : أن البابا لا يعتزم البدء في دراسة متعمقة عن "الجهاد" ورؤية المسلمين له ".

قلت : فلو كنت ممن يعلمون سبب ذلك وكيفيته وطريقته ، لما قال ذلك الأب فيديريكو لومباردي رئيس مكتبك الإعلامي ذلك.

ولكن نحن نقول لك ولمن هم على شاكلتك من أبناء جلدتك ، ممن يجهلون الحق من دين الإسلام ، فمن يغب عنه حال وتفصيل ، ذروة سنام الإسلام ـ ألا وهو الجهاد ـ، كما ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ أَوْ أَيُّ الْأَعْمَالِ خَيْرٌ قَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ قِيلَ ثُمَّ أَيُّ شَيْءٍ قَالَ الْجِهَادُ سَنَامُ الْعَمَلِ قِيلَ ثُمَّ أَيُّ شَيْءٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ

فنقول : فإن جهلت هذه الفريضة العظيمة ، فأنت مما هو دونها أجهل ، وهذا ما خفف علينا وطئت قولك المشئوم ، فالعالم بالشيء والمكذب له أشد في الكفر من الجاهل فيه ، ـ مع كفر الجميع في ذلك ـ، وحالكم في ذلك كما قال تعالى في فاتحة الكتاب حين طلب سبحانه من عباده الأخيار من المسلمين الدعاء به فقال( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )) .

كما ثبت ذلك أن ((المغضوب عليهم )): اليهود و ( الضالين ) : النصارى.

وشهد لهذا التفسير أيضا قوله سبحانه في اليهود: " وباءوا بغضب من الله "وقال: " وغضب الله عليهم " وقال في النصارى: " قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل "

قلت :وسبب غضب الله(عزوجل) على اليهود ،أنهم جحدوا هذا الدين بعلم ، وسبب ضلال النصارى :أنهم أنكروا هذا الدين وجحدوه وجحدوا من جاء به (صلى الله عليه وسلم) بابتداع في الدين ، مع تكبر فيه وإعراض عنه.
وقيل : " المغضوب عليهم " بإتباع البدع، و " الضالين " عن سنن الهدى قاله القرطبي (رحمه الله ) .

قلت : وقد قال تعالى ( جلّ جلاله )في ذم جهلهم الذي لا يعذرون به ، لأنه مصاحب لإعراض وتكبر ، وعدم قبول الحق وسماعه: ((وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ)).

قلت : وعلى كل حال فقد أبطلنا قوله : بأن الدين قد انتشر بالسيف فقط آنفاً (والحمد لله رب العالمين) .

ثانياً : وأما زعمك: إنّ العقيدة المسيحية تقوم على المنطق ، لكن العقيدة بالإسلام تقوم على أساس أن إرادة الله لا تخضع لمحاكمة العقل أو المنطق.

قلت :أي منطق هذا ، ليت شعري ، الذي قامت عليه ديانتكم المحرَّفة ، يا عبّاد المصلّبة والمثلثة ؟!!.

وإلا فأخبرنا : عن منطق عبادة الخشب والصلبان الذي تزعمون أن المسيح (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام) ،صلب عليه، فهل انتم تعبدون نبي الله عيسى أم تعبدون الصليب الذي تزعمون أنه صلب عليه .؟!

و أخبرنا عن منطق زعمكم بإلوهية النبي عيسى (عليه السلام ) الذي قال تعالى فيه: ((مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) ))

وأخبرنا عن منطق خلو ديانتكم عن الشريعة ، وتفاصيل الصلاة ، والصيام ، والعبادات ، والمعاملات ، والأنكحة...إلى غير ذلك ، حتى ابتدعتم فيها ، ما لم يأذن به الله .! قال تعالى ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))

وأخبرنا عن منطق ترانيمكم ، ومذابحكم (المسماة بمذابح الغفران) ، وبدعة ترك النكاح (الرهبنة)، وصكوك الغفران ،....إلى غير ذلك من هرطقتكم .!

وأخبرنا عن من يأتِ بكل بلية ورزية ، ثم يلوذ بكم ـ الرهبان والأحبار ـ ويدع العزيز الغفّار ، لتمنّوا عليه بتوبة خالصةـ زعمتم ـ ، فمن أمركم بهذا أهو الله جل جلاله ، أم تقولون على الله (سبحانه وتعالى) ، الكذب والبهتان وعليه تفترون .؟!

ولا نريد أن نطيل في نقض ديانتكم ، فليس هذا موضع الإطالة ، ويكفي في ذلك الإشارة ، واللبيب بالإشارة يفهم .

فأي منطق هذا الذي بنيتم عليه ديانتكم المحرَّفة ؟!، أخبرنا عنها ، فكل ما يخالف المنطق والعقل، نجده في ديانتكم أ.!!، أما ديانة أهل الإسلام ، فما تجد عبادة فيها ،إلا وقد توافق فيها ، صحيح المنقول مع صريح المعقول . (والحمد لله رب العالمين).

ثالثاً : اقتباسك لقول الإمبراطور البيزنطي في القرن الرابع عشر الذي حين حاور الرجل الفارسي فقال : أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ جلب أشياء "شريرة للإنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي يدعو إليه بحد السيف." وقال هذا الإمبراطور للفارسي : ((حول دور نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم)): "ارني ما الجديد الذي جاء به محمد. لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف".
و قد كررت مرارا اقتباسك لوجهة نظر مانويل القائلة: بأن نشر العقيدة بالقوة غير منطقي وأضاف "العنف يتعارض مع الطبيعة الإلهية وطبيعة الروح."

قلت: أما زعمك أن الدين قد انتشر بالسيف فقد أبطلناه آنفاً، فلا حجة لك فيه ، وها أنت ترى في كل يوم وليلة ، دخول الناس في هذا الدين أفواجا ، في كل بلاد وأقطار العالم وأصقاعها ، وانظر إلى أعظم الدول تطورا الآن (أمريكا) ، وانظر إلى حال المراكز الإسلامية هناك ، كم من الذين قد ضل سعيهم ، يتسابقون ، ويتساقطون على أعتاب هذه المراكز تساقط الفراش المنتشر ، ليعرفوا تفاصيل ، وكيفية ،الدخول في هذا الدين العظيم ، مع ضرر وتشويه ، أهل الكفر والإلحاد تارة ، و أهل التكفير والتفجير من أبناء جلدتنا الذين نستنكر صنيعهم ، وأفعالهم الإجرامية المخالفة للديانة الإسلامية ، من قتل المدنين و استهدافهم تارة أخرى. (والحمد لله رب العالمين ) .

مع ما لا يخفاك ، ولا يخفى على غيرك من أهل ديانتك ، وكل الديانات الأخر ، أنكم لا تجدون في المقابل ، من يرتد ويخرج عن هذا الدين الحنيف (الإسلامي) ، ويبحث عن الديانات الأخرى ، سخطة لدينه . (والحمد لله رب العالمين ) .

وأما قوله: ارني ما الجديد الذي جاء به محمد. لن تجد...

قلت:
أولا : وهل لا بد لكل نبي(عليهم السلام) حتى يؤمن به قومه ، أن يأتي بجديد حتى يصدقه قومه .؟!
لو كان الأمر كذلك لأبطلنا ، جميع دعوة الأنبياء الذين جاؤوا قبل المسيح (عليه السلام) ، وهذا لا يقولوه عاقل يزعم أنه يؤمن بديانة هي منزلة من الله عزوجل ، وهذا يدل أيضاً على جهلكم بالفرق بين النبوّة والرسالة .
وقد قال تعالى ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) )) آل عمران.

ثانياً : نعم نحن نعتقد أن كل رسول قد جاء بشريعة جديدة ، وقد أمره الله أن يبلغها لقومه ، ولما كانت دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم)هي الدعوة الخاتمة ، والتي أمر الله جل جلاله ، نبيه (صلى الله عليه وسلم)أن يبلغها للناس كافة ، حيث أنه أرسل للناس كافة ، بل لجميع الثقلين ،قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) )) ، وقال تعالى في سورة سبأ ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) ..

أقول لمّا كانت كذلك جائت بكل جديد ، من تفاصيل الشرائع وأكملها .(والحمد لله رب العالمين).

قلت : وعلى هذا يتقرر ، أن شريعة محمد (صلى الله عليه وسلم ) قد أتت بكل جديد ،و معجز ، ومميز ، دون سائر الديانات ، مع كون اعتقادنا أن كل الأنبياء دينهم واحد ، وهو الإسلام ،وشرائعهم ـ قبل التحريف ـ شتى ، ولكن عبث فيها العابثون من الرهبان والأحبار والقساوسة فبدلوا فيها ، وغيروا . (ولا حول ولا قوة إلا بالله)

وأخيراً :

نحن نريد من البابا المنحوس ، المدعى بنديكتوس وقومه وأتباع ملته ، أن يخبرونا عن ،أي الفريقين أحق بالوصف الذي ألصق كذباً وزورا ، على المسلمين ، أنه دين شرير ،وأنه دين قائم على سفك لدماء....وأنه...وأنه.. :

أولاً : ما تقولون عن الحروب الصليبية ، التي شنّها عبّاد الصليب ، على بلاد وديار أهل الإسلام ، خلال القرون الماضية ، والتي يزيد تعدادها على العشرين حملة على أهل الإسلام وديارهم.؟!

ثانياً : ما تقولون عن محاكم التفتيش ، و سفككم للدماء ، وقسر الناس على طاعتكم ،والأخذ بما تأمرهم به الكنائس الكاثوليكية ، والتي خرجت الدعوات المناهضة لها ، كدعوة مارتن لوثر وغيره ، جرّاء أفعالكم الشنيعة تجاههم والتي كفركم عليها أرباب الديانة النصرانية من الفرق الأخرى كالبروتستانتية ، والأرثوذوكسية .؟!

ثالثاً: ما تقول فيما تزعمه اليهود عن محرقة (الهلوكوست) و التي تزعم يهود أنها قامت على أيدي أبناء بلدك من الألمان ، فهل أنت من المنكرين لها ، أم من المقرين .

وأنا أقول لك :مهما يكن اختيارك للجواب عن هذه المحرقة ، فأحلاهما مر بالنسبة إليك.!؟ ،وابشر إما بقيام اليهود عليك إن أنكرتها، أو باتهام أبناء بلدك وقيامهم عليك ،إن أقررت بها . !؟

رابعاً : وهل نسيت التجاء اليهود للحاكم العثماني ، وشكوتهم لما تعرضوا له ، من أبناء مذهبك وملتك ، فآواهم الحاكم العثماني ، وأجارهم ، ولكن لم يرعو في ذلك حقا ، ولم يرقبوا فيه إلاً ولا ذمة ، فانقلبوا عليه ، وقلبوا في وجهه ووجه الأمبراطورية العثمانية ظهر المجن ، ـ على عادتهم الخبيثةـ فاحتلوا أرض المقدس تحت مظلة صليبية إنجليزية .!

خامساً : هذه الحروب الصربية ، في البوسنة والهرسك ، وكذا في الشيشان ، وأفغانستان ، والعراق ... وأخيراً ، وليس آخراً ، في القدس السليب ، الذي تم على يد النصارى عبّاد الصليب ، وزرع اليهود أعداء الدين في قلب العواصم الإسلامية ، لمّا علموا أن القوم أهل غدر ، ومكر ، وخديعة ، وأنهم لا يعاشرون ، ولا يساكنون ما تقول فيها.؟!

سادساً : لماذا لم تصف ، ما يحصل بين الفينة والأخرى في أيرلندا من أصحاب الملة النصرانية ، وما يقومون به من قتل وسفك ، وتخريب ، وما يسمى بالعنف الطائفي ، لماذا لم تسمّ كل هذا ، بالإرهاب والإجرام ...إلى غير ذلك من الألفاظ الوخيمة التي لا تعرف سواها .!!

سابعاً: ما تقولون ، عن قتل وإحراق ، كل من جاء بابتكار علمي جديد ، تزعمون انه مخالف لما عليه كنائسكم ، كحرق وقتل (جليليوا ) حين قال بدوران الأرض ، فقلتم بعد إزهاق روحه بعين قولته هذه ، بل وأصبحت من المسلمات والبراهين الواضحات ، بأن الأرض تدور وتتحرك ....إلى غير ذلك من الجرائم ، التي مارستموها على جميع الديانات ، وبكل الوسائل الشنيعة المستبشعة ، عاملكم الله بما أنتم أهله ، ونصر الله دينه ، وأعز جنده .!!

ولا نريد أن نطيل ، ونبسط المقام ، فالحق ظاهر أبلج ، والباطل واضح لجلج،وقد قال الله تعلى عن معتقدكم ((قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) )

هذا ونحن نختم كلامنا بقوله تعالى(( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) الصف.

وآخر من نصرخ في وجوههم أبناء جلدتنا الذين يقولون بالتقريب ، و نحن والآخر ـ لا الكافر !! ـ أتقوا الله ، وكفاكم لعباً وعبثا في دين الله تبارك وتعالى ، واصمتوا ، إن لم تقدروا على النطق بقولة الحق ..

يقول أبو عمر - غفر الله له ولوالديه : ( قال تعالى : ( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ) ... نعم صدق الله القائل أيضاً : ( إن شانئك هو الأبتر ) ... أرجو من الإخوة والأخوات ممن على علم بالترجمة أن يحاول ترجمة هذا المقال النافع لأحد إخواننا جزاه الله خيرا ، وأن ينشره .. والدال على الخير كفاعله ...)

أخوكم

أبو عمر