الله الذي خلقنا , اوجب علينا ان نعرف اين هو ؟ حتى نتجه اليه بقلوبنا ودعائنا وصلاتنا ,ومن لا يعرف اين هو ؟ يبقى ضائعا لا يعرف وجهة معبوده , ولا يقوم بحق عبادته. ان صفة العلو لله على خلقه هي كبقية الصفات الواردة في القرآن , والاحاديث الصحيحة , كالسمع والبصر والكلام والنزول وغير ذلك من صفات الله , فان عقيدة السلف الصالح , والفرقة الناجية , اهل السنة والجماعة , الايمان بما اخبر اللهبه في كتابه , او رسوله في احاديثه من غير تاويل , ولا تعطيل , ولا تشبيه , لقوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ولما كانت هذه الصفات , ومنها علو الله على خلقه تابعة لذاته , فان الايمان بها واجب , كالايمان بالذات العلية , ولذلك قال الامام مالك رضي الله عنه لما سئل عن معنى قوله تعالى : (الرحمن على العرش استوى ) فقال : الاستواء معلوم (اي العلو ) والكيف مجهول , والايمان به واجب . فانظر يااخي المسلم الى قول مالك رحمه الله حيث جعل الايمان بالاستواء معرفته واجبة على كل مسلم , وهو العلو , ولكن كيفيته مجهولة لا يعلمها الا الله . ان كل منكر لصفة من صفات الله الثابتة في القرآن , والحديث , ومنها العلو المطلق وانه على السماء , يكون منكرا للآ يات والحاديث الدالة على اثباتها , وان هذه صفات كمال ورفعة وعلو لا يجوز نفيها عن الله , وان محاولة بعض المتاخرين تاويل الآ يات والصفات متاثرين بالفلسفة التي افسدت عقائد كثير من المسلمين , جعلهم يعطلون هذه الصفات الكمالية لله , وخالفوا طريقة السلف وهي اسلم واعلم واحكم , وما احسن من قال : وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف