( الثمر المستطاب من خبر مقتل خطاب )
قتل خطاب ......!!!؟؟
إن صح الخبر .....فحق لنا أن نبكي وأن نذرف الدموع ......حزناً .....على فقد أسد عظيم من أُسد الجهاد .........
وإن كنت أظن .......أن الأولى بنا ......في هذا الزمن أن نبكي على أنفسنا .....وحالنا ......فو الذي نفسي بيده إنه لهو الفوز العظيم .....أن يموت الإنسان يوم يموت .....وقد بذل مهجته .....وأراق دمه .......في سبيل الله .......
واستميح أحبتي..عذراً...في هذه الوقفات العجلى مع هذا الحدث الجلل :-
الوقفة الأولى :- لئن قتل خطاب ففي الأمة ألف خطاب .....وأمة الاسلام لم يتوقف جهادها بوفاة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم فكيف تتوقف بغيره ......
لقد توفي عليه الصلاة والسلام ...وخارطة دولة الإسلام لا تتعدى مكة والمدينة ...وقبائل متناثرة هنا .....وهناك..... تدين بالإسلام .....
ثم مضى بعده الصحب الكرام يجوبون بلاد الدنيا ...... مجاهدين....فاتحين .........حتى شوهدت كتائب التوحيد تطرق........ حدود الصين شرقاً..وتدق.. أبواب أوربا غرباً .........
فلا تحزن أخي .....ولا تك في ضيق مما يمكرون .......
الوقفة الثانية :- على شباب الصحوة أن يربوا أنفسهم على عدم التعلق بالأشخاص أيا كانت مكانتهم وجهادهم وبلاؤهم في نصرة الدين ....نعم نحبهم ونواليهم ....ونبكي لرحيلهم وفراقهم ولكن لا نرهن عملنا ....للدين ....وجهادنا .....ودعوتنا بل وحماسنا بفلان أو فلان من الناس .
أيا كان هذا الشخص ...مجاهداً أم عالماً أم داعية ........
لأن تعلق الشباب بفلان ...من الناس .....بهذه الصورة ......يجعل عملهم ودعوتهم وحماسهم ...مرهون به
إن قتل ..........وسقط .....سقطوا........
وإن أوقف..... وسجن ...توقفوا .....
وإن فتر ونكص.......فتروا ......أو نكصوا...
وعندنا شاهد من واقعنا ....فعند توهج الصحوة قبل عقد من الزمان حيث كان الشباب قد تعلقوا بأفراد من الدعاة والعلماء الفضلاء ......ثم لما غيب أولئك الدعاة...إذا بالساحة تخلوا ......وإذا بظاهرة الانتكاس تتفاقم بين الشباب وما كان ذلك ( والله أعلم ) إلا لغياب التربية الذاتية لأولئك الشباب .....
ولنا في سلف الأمة .....أسوة وقدوة تأمل أخي موقف أنس بن النضر رضي الله عنه في غزوة أحد ....لما أشيع خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم فقال قولته الشهيرة (( قوموا........فموتوا على ما مات عليه رسول الله.....))
الوقفة الثالثة :- يحق لنا ...أن نفرح ....لا أن نبكي على من فارق هذه الدنيا ....ثابتاً على دينه ....منافحاً عن بيضة المسلمين ......مقارعاً لأعداء الملة ......ويحق لنا .....أن نبكي على أنفسنا ....وأن نخشى عليها .....في هذه الأزمنة .....التي علت فيها أمواج الفتن ...من كل..حدب...و صوب .....
فكم من عالم ....قضى سنين عمره ....وزهرة شبابه بين كتب السلف ....وحلق أهل العلم ...بل ودرس التوحيد ......وما يقتضيه من الولاء والبراء .....ثم هانت تراه منافحاً عن الطواغيت..... واشياً بالدعاة المخلصين ......محارباً للفتية الأشاوس المجاهدين ........
وكم من مجاهد .....ارتقى ذروة سنام الإسلام ....وأغبرت قدماه في سبيل الله .....ثم هبت عليه... رياح الشبهات أو الشهوات ......فنكص على عقبيه ......فانسلخ عن الدين ......أو كاد ....والعياذ بالله .
أفلا نحمد الله ...على نعمة الإيمان ......
ثم..... أفلا يحق لنا أن نخشى على أنفسنا أن تزل بها القدم .......
ثم أفلا يحق لي لنا .......أن نغبط خطاب وعبد الله عزام ....وعربي براييف .....وأمثالهم .
وقبل ذلك .....أفلا يحق لي ....أن نغبط علماء الإسلام العظام كابن باز .....وابن عثيمين وأمثالهما .....
اللهم رحماك ربي .......
توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ......
منقول
الروابط المفضلة