العوامل التي فجرت ابن تيمية

على كل رأس مائة عام مجدد يجدد لهذه الامة دينها ويعيد اليها مكانتها كما عند احمد وابوداوود
ويتميز هذا المجدد انه يصنع نقلة هائلة بعد تخبط الامة ويكون قائدا ليس في علوم الشريعة فحسب
بل له الحل والعقد في امور الامة ويرجع اليه
وعادة ما يكون هذا الشخص مخالفا لضعف الامة فتجده قوي
ومخالفا لتخلفها فتجده ذكي
ومخالفا لفسادها فتجده تقي
ومخالفا لقذرها فتجد زكي
ومخالفا لترددها فتجده جريء
ومخالفا لفرقتها فتجده يبحث عن الاجتماع
ومخالفا لسكوتها فتجده يتحدث عن كل ماهو واجب ولايكتم علما ابدا

ومن توفرت فيه هذه الصفات وارتقى لان يكون مخالفا لكل ماهو سلبي وقدوة لكل ماهو إيجابي
اصبح اوفر حظا لنيل لقب التجديد
ورغم علمي وعلمكم بصعوبة هذه المهمة بل هي اشبه لأن تكون مستحيلة فشخص واحد بين ركام هائل من البشر ولفترة مداها قرن "ولكم حلمت ان اكون الاول على الصف في المدرسة"_ناهيك ان اكون وحيد العصر_هو حق شخص يدعى رجل المستحيل على طريقة تسمية ابطال القصص البوليسية
وعلى هذا فان هذا الشخص يحمل من المميزات من كل ناحية اعلاها وافضلها
فهو ذكي ذكاءا حادا بل ربما لاتجد لذكاءه كلمة تناسبه
وهو فطن نبيه يعرف الامور بحدس شديد ويميز الحق من الباطل باستتناج مذهل
اما طبيعته فهو جسيم متعافي ليس بهزيل متهالك "المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف" واما شكله فهو جميل لا تناله الالسنة بعيب ولا تعيره الخصوم في هيئته
ولنأخذ على سبيل المثال ابن تيمية لنرى كيف كان وكيف صار
وتأكد تماما اني هنا لن اتحدث بشكل قصصي وانا اريد ان اناقش فكر شيخ الاسلام
ومالذي جعله هكذا فجهز نفسك
اما كيف كان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فان لهذا الرجل اثناء طفولته قصص عجبى ولكم تعجبت وانا امر على سيرته
فكيف يرزق الخشوع والتأمل شخص لم يجاوز السابعة الا اذا كان ذا شأن
بل ان المواعظ كانت تجذبه في سن يعد سن لهو ولعب
ثم انه كلما زاد عمره كلما تفجرت مواهبه فيفتي وهو ابن 14 ويقضي بين الناس وهو ابن17
انها قصة شيقة حرية بالدراسة والمتابعة
لكن السنا نسمع عن اطفال نوابغ حفظوا القرآن دون السابعة بل وكان لهم شأن فما الفرق بينهم وبين ابن تيمية "وهذا تجده في الفقرة التي تلي هذه "

كيف صار ابن تيمية ابن تيمية
الحق ان كثير من البشر بدا انهم عباقرة اول امرهم ثم تراجعوا واصبحوا امثال البشر
وقد ذكرت هذه في دراسة اجريت في اوربا
ان كثير من العباقرة الصغار تختفي عبقريتهم كلما تقدموا في العمر وذكروا لهذا سببا وجيها
ان عبقريتهم في اول الامر كانت هبة ربانية فلما كبروا اعتمدوا اعتمادا رئيسيا على موهبتهم دون ان يعملوا ويجدوا فتساوت معلوماتهم
فهم وهبوا وغيرهم اكتسبها اكتسابا
وهذا يخالف وضع شيخ الاسلام فانه اجتمعت فيه الاسباب المادية والمعنوية
فهو موهوب بالفطرة ومع هذا فهو جلد في دعوته وطلبه للعلم ويبحث عن الاستزادة في اموره كلها
وهو يحافظ على علمه وموهبته بالمراجعة والمتابعة
وهو يستغل ذكاءه في التأمل والتفكر وهذا مما يزيد في ذكاءه
فهو يربط ما استوهبه من الله وما اكتسبه بالممارسة والمدارسة
وفوق هذا وهذا يحافظ على علمه بالتقوى والتدين
فإذا اضفت الى هذه العوامل
انه من بيت حريص على تطوير قدراته بالتشجيع "وجود القدوة الصالحة"
وانه عاصر زمن فيه اخلاط كثيرة فمرجئة ومعتزلة وجبرية وقدرية وخوارج واهل رفض
وزنادقة ومناطقة وصوفية واهل كلام
فهذا مما يساهم في زيادة موسوعته الثقافية
وابن تيمية يحب النقاش ويعشق الحوار بالمنطق والبرهان فهو يستخدم كلا الامرين لاثبات الحجة, وهذا مما يزيد عقله ويفجر مخابيء فكره !!!!!!
قرأت مرة له حديث عن خلاف الشافعية والمالكية مع الحنابلة والحنفية
في مكان العقل هل هو الدماغ ام هو القلب واي الجزأين يصنع القرار
فرأيت كلاما عجبا وقعدت اسبح الله على هذه النظرة التي يمتلكها هذا الرجل والقدرة على التفصيل.........
فإذا اضفت الى هذا انصرافه التام عن كل اسباب التخلف من ارتكاب الذنوب والمعاصي وصحبة الثقلاء ومماشاة الاثرياء وملء البطن من الغذاء وسماع الغناء والاهتمام بالدنيا وبكل هراء
عرفت انه حافظ على علمه
بتطويره وصيانته والمحافظة عليه مع متابعته

وهذه من الاسباب التي ساهمت ان يكون هذا الرجل غادرنا بسبعمائة سنة الا انه باق معنا
في كل فتوى وفي كل اجتهاد وفي كل قرار ومع كل رأي
فسبحان من اعطاه وسبحان من رزقه وقواه _بالتشديد_

وبعد كل هذا اقول لا ادري ان كان احدا ناقش هذا الموضوع قبلي بهذه الطريقة
فان كان ولابد فهو محق وان لم يكن فكم نحن امة قصرت مع نابغيها

وبعد هذا فاني ارشدك لتقرأ سيرة هذا الرجل فاني تعمدت ان لا اذكر شيئا منها في مثل هذا المقال البحثي البحت
لتعرف ان الرجل مصطفى ومختار
وان مهمة التجديد لا تحتاج الى عالم وحسب ولا الى ذكي فقط ولا الى ذا جاه ومنصب
ولا الى شجاع مرعب ولا الى جواد محبوب ولاالى فيلسوف مفكر
وانما الى خليط من الهمة العالية والنفس الغالية والقلب الصدوق والعقل المتأمل
وفوق هذا ان يكون الرجل من المصطفين الاخيار
وأحسب ان شيخ الاسلام ابن تيمية حمل من صفات القيادة ما أهله لأن يكون
رجل المهمة ورجل المستحيل
اللهم ارزقنا ابن تيمية يجبر كسرنا ويحل خلافنا

أخي الكريم .........................
موضوعك رائـــــــــــــــــــع .
سبحان من وهبه كل تلك الصفات .
تسلم على هذه السيره .
أردداللهم ابن تيمية يجبر كسرناااااااااااااااااااا ويحل خلافنااااااااااااااااااااااااااااااااا.
أمين .
لك تحياتي

شكرا جزيلا ..

بارك الله لكي ....