بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نتدبر أحوال الأخيار والأشرار فرأيت سبب صلاح الأخبار النظر، وسبب فساد الأشرار إهمال النظر.
وذلك أن العاقل ينظر فيعلم أنه لابد من صانع، وأن طاعته لازمة ويتأمل معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم قيادة الى الشرع.
ثم ينظر فيما يقربه إليه ويزلفه لديه
فإذا شق عليه إعادة العلم تأمل ثمرته فسهل ذلك
وإذا صعب عليه قيام الليل فكذلك نظرة نظر الى ثمرة أجره عند الله
وغذا رأى مشتهى تأمل عاقبته فعلم أن اللذة تفنى، والعار والإثم يبقيان فيسهل عليه الترك.
وإذا اشتهى الانتقام ممن يؤذيه ذكر ثواب الصبر وندم الغضبان على أفعاله في حال الغضب.
ثم لايزال يتأمل سرعة مرور العمل فيغتنمه بتحصيل أفضل الفضائل فينال مناه.
وأما الغافل فإنه لا يرى إلا الشيء الحاضر
فمنهم من لا يتأمل في معنى المصنوع وإثبات الصانع فجحدوا وتركوا النظر وجحدوا الرسل وما جاءوا به ونظروا الى العاجل ولم يتفكروا في مبتداه ومنتهاه.
فليس لديهم من عرفان المطعم إلا الأكل
ولو تأملوا كيف أنشئ؟ ولماذا جعل حافظاً للأبدان؟ لعرفوا حقائق الأمور.
وكذلك كل شهوة تعرض لهم لا ينظرون في عاقبتها بل في عاجل لذتها.
وكم جنت عليهم من وقوع حد وفطع يد وفضيحة في الدنيا والآخرة فتعجيل اللذة المحرمة يفوت الفضائل ويحصل الرذائل ويصيب النفس بالهموم.
وسبب كل ذلك هو عدم نظرهم الى عواقب عملهم ولم يعملوا عقولهم وانما اتبعوا اهواءهم وهواهم الذي اودى بهم الى المهالك.
الروابط المفضلة