انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 6 من 6

الموضوع: الأدب مع (الله عز وجل)

  1. #1
    &الصبر& ضيف

    Post


    (( بسم الله الرحمن الرحيم))

    الأدب مع الله عز وجل *

    تأليف الشيخ / أبوبكر الجزائري

    المدرس في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف

    *******************************************
    المسلم ينظر إلى ما لله تعالى عليه من منن لا تحصى ، ونعم ، لا تعد اكتنفته من ساعة علوقه نطفةً في رحم أمه ، وتسايره إلى أن يلقى ربه عز وجل فيشكر الله تعالى عليها بلسانه بحمده والثناء عليه بما هو أهله ، وبجوارحه بتسخيرها في طاعته ، فيكون هذا أدبا منه مع الله سبحانه وتعالى ، إذ ليس من الأدب في شيء كفران النعم ، وجحود فضل النعم ، والتنكر له ولإحسانه وإنعامه ، والله سبحانه يقول : ( وما بكم من نعمة فمن الله ) ويقول سبحانه ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ويقول جل جلاله ( فاذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون ) " البقرة " .

    وينظر المسلم إلى علمه تعالى به واطلاعه على جميع أحواله فيمتلىء قلبه منه مهابة ونفسه له وقاراً وتعظيماً ، فيخجل من معصيته ، ويستحي من مخالفته ، والخروج عن طاعته . فيكون هذا أدبا منه مع الله تعالى ، إذ ليس من الأدب في شيء أن يجاهر العبد سيده بالمعاصي ، أو يقابله بالقبائح والرذائل وهو يشهده وينظر إليه . قال تعالى ( ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ) وقال ( يعلم ما تسرون وما تعلنون ) وقال ( وما تكون فى شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه ، وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ) " يونس " .

    وينظر المسلم إليه تعالى وقد قدر عليه ، وأخذ بناصيته ، وأنه لا مفر له ولا مهرب ، ولا منجا ، ولا ملجأ منه إلا إليه ، فيفر إليه تعالى ويطرح بين يديه ، ويفوض أمره إليه ، ويتوكل عليه ، فيكون هذا أدبا منه مع ربه وخالقه .

    إذ ليس من الأدب في شيء الفرار ممن لا مفر منه ، ولا الاعتماد على من لا قدرة له ، ولا الاتكال على من لا حول ولا قوة له . قال تعالى ( وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ) وقال عز وجل ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) وقال ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) .

    وينظر المسلم إلى ألطاف الله تعالى به في جميع أموره ، وإلى رحمته له ولسائر خلقه فيطمع في المزيد من ذلك ، فيتضرع له بخالص الضرإعة والدعاء ، ويتوسل إليه بطيب القول ، وصالح العمل فيكون هذا أدباً منه مع الله مولاه إذ ليس من الأدب في شيء اليأس من المزيد من رحمة وسعت كل شيء ، ولا القنوط من إحسان قد عم البرايا ، وألطاف قد انتظمت الوجود . قال تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) " الأعراف ". وقال : ( الله لطيف بعباده ) " الشورى " . وقال : ( لا تيأسوا من روح الله ) " يوسف " . وقال : ( لا تقنطوا من رحمة الله ) " الزمر " .

    وينظر المسلم إلى شدة بطش ربه ، وإلى قوة انتقامه ، وإلى سرعة حسابه فيتقيه بطاعته ، ويتوقاه بعدم معصيته فيكون هذا أدبا منه مع الله ، إذ ليس من الأدب عند ذوي الألباب أن يتعرض بالمعصية والظلم العبد الضعيف العاجز للرب العزيز القادر ، والقوي القاهر وهو يقول : ( وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ، وما لهم من دونه من والٍ ) " الرعد " ويقول : ( إن بطش ربك لشديد ) " البروج " . ويقول : ( والله عزيز ذو انتقام ) " آل عمران " . وينظر المسلم إلى الله عز وجل عند معصيته ، والخروج عن طاعته ، وكأن وعيده قد تناوله وعذابه قد نزل به ، وعقابه قد حل بساحته ، كما ينظر إليه تعالى عند طاعته ، واتباع شرعته وكأن وعده قد صدقه له ، وكأن حلة رضاه قد خلعها عليه فيكون هذا من المسلم حسن ظن بالله ، ومن الأدب حسن الظن بالله ، إذ ليس من الأدب أن يسيء المرء الظن بالله فيعصيه ويخرج عن طاعته ، ويظن أنه غير مطلعٍ عليه ، ولا مؤاخذ له على ذنبه ، . كما أنه ليس من الأدب مع الله أن يتقيه المرء ويطيعه ويظن أنه غير مجازيه بحسن عمله ، ولا هو قابل منه طاعته وعبادته ، وهو عـز وجـل يقول : ( أومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ) " النور " . ويقول سبحانه : ( من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) " النحل " . ويقول تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون ) " الأنعام ". وخلاصة القول : أن شكر المسلم ربه على نعمه ، وحياؤه منه تعالى عند الميل إلى معصيته ، وصدق الإنابة إليه ، والتوكل عليه ورجاء رحمته ، والخوف من نقمته وحسن الظن به في إنجاز وعده ، وإنفاذ وعيده فيمن يشاء من عباده ؟ هو أدبه مع الله ، وبقدر تمسكه بي ومحافظته عليه تعلو درجته ، ويرتفع مقامه وتسمو مكانته ، وتعظم كرامته فيصبح من أهل ولاية الله ورعايته ، ومحط رحمته ومنزل نعمته .

    وهذا أقصى ما يطلبه المسلم ويتمناه طول الحياة . اللهم ارزقنا ولايتك ، ولا تحرمنا رعايتك ، واجعلنا لديك من المقربين ، يا ألله يا رب العالمين . .

    * نقل هذا الموضوع من كتاب منهاج المسلم للشيخ / أبو بكر الجزائري .



    ------------------
    الصبر مفتاح الفرج

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2001
    الموقع
    امريكا
    الردود
    36
    الجنس

    Post

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم امة الاسلام و المسلمين.

    ------------------
    افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2001
    الموقع
    المملكة العربية السعودية
    الردود
    556
    الجنس

    Post


    ،،،،،،،،،، (( بسم الله الرحمن الرحيم ))

    أحسنت وبارك الله فيك ، وحفظ الله الشيخ / أبو بكر الجزائري

  4. #4
    &الصبر& ضيف

    Post

    السلام عليكم

    وجزاكم خيراً

    ------------------
    الصبر مفتاح الفرج

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الموقع
    دبي- الإمارات العربية المتحدة
    الردود
    1,841
    الجنس
    بارك الله فيك وجزاك خيرا وأحسن اليك

  6. #6

    Post

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اخي الفاضل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله الف خير ووفق الله شيخناابو بكر الجزائري


مواضيع مشابهه

  1. ليس من الأدب مع الله
    بواسطة الفراشه المؤمنة في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 13-04-2010, 08:38 PM
  2. الأخت منة من الله
    بواسطة ن الراشدي في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 1
    اخر موضوع: 27-08-2008, 06:47 PM
  3. طلب من الأخت احب الله ورسوله
    بواسطة مونيتا 2006 في المجلس العام
    الردود: 0
    اخر موضوع: 08-02-2007, 01:04 AM
  4. !! الأدب مع كلام الله !!
    بواسطة زهر في روضة السعداء
    الردود: 5
    اخر موضوع: 09-09-2003, 08:16 PM
  5. الآية التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ****
    بواسطة البتار في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 08-09-2002, 07:29 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ