تقول مشرفة اجتماعية في احدى المدارس : ذات يوم جاءتني احدى الامهات تشتكي صديقة ابنتها لانها تشجعها على محادثة الشباب وانها خرجت معها الى مدرسة الاولاد المجاورة و حادثت احد الشباب وفتحت صداقة معه ،وأنهاتحضر مجلات سيئة وانها أفسدت أخلاق ابنتها عموما،وأمرت بالتفريق بين ابنتها وتلك الصديقة .
تقول المشرفة سألتها عن اسم تلك الصديقة للنظر في الامر ،فأخبرتني لكن هالني الخبر وقلت للام :مستحيل ،قالت :بلى انها هي وأنا متأكدة قلت لها :انت لاتعرفين الطالبة ،فأبوها رجل مستقيم معروف بين الناس بالتزامه وطاعته لله ، قالت الام : المهم أن تفصلي تلك الطالبة عن ابنتي فوعدتها خيرا فانصرفت ،وتركتني في ذهول شديد ، وأنا أفكر أيمكن أن يكون تشابه أسماء ؛او اختلط الامر عليهم؛ لابد من وجود خطأ ما، في الاخير قررت أن أنادي الطالبة وأعرض عليها الشكوى بهدوء حتى لاتحزن مما اتهمت به، وفعلا فعلت ذلك ، لكني ذهلت بشدة حينما قالت ببرودنعم أنا فعلت ذلك ، قلت : وأبوك أين هو عنك أتعلمين أنك تسيئين الي سمعته العطرة بأفعالك السيئة المحرمة؟؟فأجابت ودموعها تنهمر من عينيها :أبي لايهتم بنا دائما خارج المنزل ، ويمنعنا من زيارة أقاربنا لوجود المنكرات في منازلهم، فقط أمي تذهب ،ليس لدينا مانتسلى به فالتلفزيون حرام والالعاب الورقية حرام والمجلات حرام لان فيها صور ،ولانسافر ولانتمشى لان أبي مشغول دائما، وأخوتي كلهم أطفال ، لذا فأنا أسلي نفسي بالهاتف ، وأجلب المجلات من صديقاتي وآخذ منهم أشرطة الاغاني ، أنا اريد أن أقهر أبي . تعجبت المشرفة كثيرا وحاولت علاج تلك المشكلة المستعصية .
المهم هنا هو دعوتي لكل الاباء والدعاة ، باعطاء الأبناء وقت لهم ، ومنعهم من التلفاز وكل المحرمات لكن بالاقناع وشرح أسباب تحريمه وأن لهم الاجر من الله ، ليس فقط هذا حرام ، وأيضا احضار بديل لهم ليتسلوا به وينتفعوا كالاشرطة الاسلامية المسموعة والمشاهدة واحضار المجلات الاسلامية الهادفة والحاقهم بدور القرآن وتشجيعهم على الحفظ ،والسفربهم الى الاماكن السياحية الداخلية مع مراعاة الضوابط الشرعية، وأنا هنا لاأحكم على الكل فهناك نماذج مشرقة أحسنت التربية والنصح وحفظ المنزل من المنكرات،ولكني أذكر (وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين) ولآني أعرف كثير من البنات المشابهات لتلك الطالبة ، أسأل الله العظيم أن يوفقنا لتربية أبناءنا التربية الصالحة وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
------------------
اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون
الروابط المفضلة