بسم الله الرحمن الرحيم
أحبائى فى الله ,هل تحبون الله حقا؟ مالنا لا نطيع مولانا الحقيقى الذى خلقنا وسوانا ونقع فى زلات عدد المطر,ومع
ذلك لم يمنع نعمه عنا وامداداته التى لولاها لهلكناوهو قادر على البطش بنا بمجرد أرتكاب زله واحده لكنه يمهلنا,
لعلنا نتوب فيقبلنا ويغفر زلتنا ويستر عورتنا ,فالعاقل يعرف من هو الأحق بالطاعه فيقبل عليه ويتوجه بكليته اليه,
وكلما أذنب تاب الى خالقه أناب ولا ييأس من رحمته ويتحبب أليه بشكر نعمته ويواظب على ذلك عسى أن يكتب من
المحبين فيأتيه الموت وهو مشتاق الى مولاه ومولاه أشد شوقا الى لقائه.
قال ابو الدرداء لكعب رضى الله عنهما أخبرنى عن أخص آيه يعنى فى التوراه,فقال يقول الله تعالى طال شوق الأبرار
الى لقائى وأنى الى لقائهم لأشد شوقا,قال ومكتوب الى جانبها من طلبنى وجدنى ومن طلب غيرى لم يجدنى,فقال أبو
الدرداء اشهد أنى لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا,وفى اخبار داود عليه السلام أن الله تعالى قال يا
داود أبلغ اهل ارضى أنى حبيب لمن أحبنى وجليس لمن جالسنى ومؤنس لمن أنس بذكرىوصاحب لمن صاحبنى
ومخيار لمن أختارنى ومطيع لمن أطاعنى,ما أحبنى عبد أعلم ذلك يقينا من قلبه الا قبلته لنفسى وأحببته حبا لا يتقدمه
احد من خلقى,من طلبنى بالحق وجدنى ومن طلب غيرى لم يجدنى فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها
وهلموا الى كرامتى ومصاحبتى ومجالستى وأنسوا بى أؤانسكم وأسارع الى محبتكم فأنى خلقت طينة أحبائى من طينة
ابراهيم خليلى وموسى نجيى ومحمد صفيى وخلقت قلوب المشياقين من نورى ونعمتها بجلالى.
وروى عن بعض السلف أن الله تعالى أوحى الى بعض الصديقين أن لى عبادا من عبادى يحبونى واحبهم
ويشتاقون الى واشتاق اليهم ويذكرونى وأذكرهم وينظرون الى وأنظر اليهم فأن حدوت طريقهم احببتك وان عدلت
عنهم مقتك,قال يارب وما علامتهم قال يراعون الظلال بالنهار كما يراعى الراعى الشفيق غنمه,ويحنون الى غروب
الشمس كما يحن الطائر الى وكرهعند الغروب فأذا جنهم الليل وأختلط الظلام وفرشت الفرش ونصبت الأسرة وخلا
كل حبيب بحبيبه نصبوا الى أقدامهم وأفترشوا الى وجوههم وناجونى بكلامى وتملقوا الى بأنعامى,فبين صارخ وباك
وبين متأوه وشاك وبين قائم وقاعد وبين راكع وساجد بعينى ما يتحملون من أجلى وبسمعى ما يشتكون من حبىأول
ما أعطيتهم ثلاث ,اقذف من نورى فى قلوبهم فيخبرون عنى كما أخبر عنهم,و الثانيه لو كانت السموات والأرض
وما فيها فى موازينهم لاستقللتها لهم,والثالثه أقبل بوجهى عليهم فترى من أقبلت بوجهى عليه يعلم احد ما أريد أن أعطيه.
وهكذا أخواتى وأخوانى فى الله عرفتم كيف يحبنا الله,الآن هل حقا تحبون الله؟أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الروابط المفضلة